نتنياهو يستعد للهجوم:براك ربيد
يستعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لحرب عالمية. والسبب، وكيف لا، سيكون النووي الإيراني. ولكن الهجوم لن يتم بواسطة طائرات قتالية تقصف المنشآت النووية في نتانز وفوردو، بل بواسطة الهجوم على تلة الكابيتول. لقد كان هدفه ولا يزال تجنيد ما يكفي من اعضاء مجلس النواب والشيوخ ليصوتوا ضد الاتفاق النووي مع إيران حين يطرحه الرئيس أوباما على الكونغرس.
واشار مصدر إسرائيلي إلى أن نتنياهو يعرب عن تفاؤل في احتمالات النجاح. وحسب المصدر، ففي الاحاديث مع زعماء يهود أمريكيين في الايام الاخيرة، اوضح نتنياهو بان هذه ليست معركة خاسرة. ومن يسمع نتنياهو يتحدث عن ذلك لا يعرف إذا كان يؤمن حقا بما يقوله أم أنه يحاول فقط بث الروح القتالية في الجيوش. وفي كل الاحوال، يوضح نتنياهو لمحادثيه بانه مع العمل الصحيح سيكون ممكنا اقناع ما يكفي من المشرعين الديمقراطيين ذوي الوزن السياسي لمعارضة الاتفاق.
السؤال الذي بقي مفتوحا هو متى بالضبط ستكون رصاصة البداية في هذه الحرب. وتقدير نتنياهو والساحة الإسرائيلية باسرها هو أن تحقيق الاتفاق النووي الشامل هو مسألة أيام حتى اسابيع. فالخلافات المتبقية بين إيران والقوى العظمى تثير الشكوك في القدرة على الوصول إلى اتفاق حتى 9 تموز ـ الموعد الاخير الذي يمكن لأوباما ان يعرض فيه الاتفاق على الكونغرس قبل الاجازة الصيفية التي سيخرج اليها المشرعون بعد شهر من ذلك.
اذا لم يتحقق اتفاق حتى ذلك الوقت، هناك امكانية ان تفضل الادارة مواصلة المفاوضات وعدم عرض الاتفاق على الاقل حتى عودة الكونغرس من الاجازة في 9 ايلول/سبتمبر.
وسبب ذلك هو رغبة البيت الابيض في اعطاء المشرعين زمن الحد الادنى من ثلاثين يوما المقرر في القانون من أجل اجراء رقابة وفحص دقيقين للاتفاق. إذا ما عرض قبل العودة من الاجازة، فسيكون لمعارضيه فترة زمنية مضاعفة في طولها كي يحاولوا احباطه في الكونغرس.
إسرائيل لا توجد في ظلمة تامة بالنسبة للمحادثات في فيينا، ولكن توجد لها معلومات محدودة نسبيا عما يحدث فيها في الاسبوعين الاخيرين.
وبين الحين والاخر نسمع معلومة ما من دبلوماسي فرنسي أو بريطاني، مرة كل بضعة ايام يحصل يوسي كوهين على اطلاع قصير من ويندي شيرمان او من مندوبة الاتحاد الاوروبي هيلغا شميت، ولكن الموظفين الإسرائيليين الكبار الذين يعنون بهذا الموضوع يعترفون بان عدم اليقين في القدس كبير.
أحد أسباب الوضع الذي تجد إسرائيل نفسها فيه ينبع من ان الاتصالات بين نتنياهو ورجاله وبين ادارة أوباما في الموضوع الإيراني تكاد لا تكون قائمة في الاسابيع الثلاثة الاخيرة. فالمرة الاخيرة التي جرى فيها حديث معمق في الموضوع كان في اثناء زيارة مستشار الامن القومي يوسي كوهن في واشنطن في منتصف حزيران. في حينه التقى نظيرته الأمريكية سوزان رايس ورئيسة الفريق الأمريكي المفاوض ويندي شيرمان، ولكن باستثناء استعادة الخلاف العادي لم تحقق الزيارة أي نتائج. فمثلما سافر كوهن، هكذا عاد.
كما أن هناك بين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري ايضا قطيعة شبه تامة.
فمنذ وصل كيري إلى الجولة الحاسمة من محادثات النووي قبل عشرة ايام لم يتحدث مع نتنياهو هاتفيا حتى ولا مرة واحدة. كما أن رئيس الوزراء لم يبذل محاولات زائدة للعثور على كيري هاتفيا.
في الطرفين باتوا يفهمون بانه في المرحلة الحالية لا يوجد ما يمكن الحديث فيه.
فالمواقف معروفة واحد لا يدعي انه سيقنع نظيره. كل ما تبقى لأوباما ونتنياهو أن يفعلاه هو أن يتسلحا، ان يتزودا بخوذة وسترة واقية، لتجنيد كل القوى ولتخطيط المعركة الإعلامية والسياسية التي ستبدأ على ارض واشنطن فور الاعلان عن الاتفاق في فيينا.
هآرتس