من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : إسرائيل تنقب عن النفط في الجليل والجولان وقرب الناقورة وساطة أميركية لـ”إغراء” لبنان بالمساومة على حقوقه!
كتبت “السفير”: مع زيارة نائب وزير الخارجية الاميركية لشؤون الطاقة آموس هوشتاين الى لبنان، يحاول الملف النفطي ان يستعيد مكانه، وسط زحمة الازمات الداخلية العابرة للسياسة والامن والاقتصاد والمؤسسات الدستورية المعطلة.
ولعل الفائدة المؤكدة، وربما الوحيدة، لزيارة هوشتاين هي مساهمتها في إعادة تحفيز المسؤولين اللبنانيين، أو من لا يزال منهم في الخدمة، للاهتمام مجددا بهذا الملف المهمل والعالق في نفق الحسابات السياسية والطائفية، فيما العدو الاسرائيلي يعمل في البحر والبر لاختصار المراحل والتنقيب عن الغاز والنفط.
وإذا كان هوشتاين سيحاول من خلال مهمته “إغراء” لبنان للوصول الى تسوية مع العدو حول الخلاف المزمن على ترسيم الحدود البحرية، حتى تكتمل “الولادة النفطية” للكيان الاسرائيلي بشروطه، فإن المراجع الرسمية معنية أكثر من أي وقت بحماية الحق اللبناني في المياه الاقتصادية الخالصة التي تحوي كميات كبرى من النفط والغاز.
وتترافق زيارة الموفد الاميركي مع اتجاه قوي في اسرائيل الى الاعتماد على مردود قطاع النفط لتحقيق “العدالة الاجتماعية” ومواجهة الفقر في مجتمع الاحتلال، وبالتالي فإن هناك قرارا اسرائيليا بتطوير الحقول الشمالية المحاذية للبحر اللبناني (“كاريش” و”تامار” و”لفيتان” وامتداداتها الجيولوجية) حيث المكامن النفطية الاساسية التي تضم المخزون الاكبر من الطاقة، القابل للاستثمار والتصدير الى أوروبا.
ويعني ذلك ان العدو الاسرائيلي بحاجة الى ضمان الهدوء على حدوده البحرية مع لبنان، للاستفادة من تلك المكامن الحيوية، وهذه ورقة قوية في يد الدولة اللبنانية المفترض بها ان تنتهز الفرصة لتثبيت حقوقها النفطية وحدودها البحرية، علما أن العدو يسعى جاهدا الى تلزيم الحقول الشمالية “الدسمة” لشركات أوروبية، لان من شأن ذلك ان يسهل له تحقيق هدفه المركزي وهو تصدير الغاز الى أوروبا.
وما يعزز حاجة اسرائيل الى الاستقرار على الحدود البحرية مع لبنان، إدراكها أن الشركات العالمية تتجنب العمل في الحقول النفطية الواقعة في مناطق متنازع عليها، تماما كما حصل مع حقل “كاريش” الكامن على بعد كيلومترات قليلة من البحر اللبناني، حيث رفضت الشركات الدولية التجاوب مع طلب إسرائيلي بتطويره (أي الانتقال من مرحلة الاستكشاف الى مرحلة الانتاج).
وتبين ان من بين الاسباب الاساسية لهذا الرفض وجود حقل “كاريش” في بيئة غير مستقرة نتيجة اعتراض لبنان على المباشرة في تطويره، قبل إنجاز الترسيم، وذلك بسبب امتداده الجيولوجي الى المياه الاقليمية اللبنانية، وهو امتداد يعرّض المخزون اللبناني من الغاز للسرقة إذا باشرت اسرائيل في التنقيب والانتاج من طرف واحد.
لكن ما هو أهم من “كاريش” بالنسبة الى اسرائيل، وما هو أخطر منه بالنسبة الى لبنان، يتمثل في حقلي “لفيتان” و”تامار” الضخمين اللذين يبعدان ما بين 25 و30 كيلومترا عن البحر اللبناني، ويحويان أكثر من 30 الف مليار قدم مكعب من الغاز، أي ما يكفي استهلاك أوروبا على مدى ثلاث سنوات، كما يؤكد أحد الخبراء النفطيين.
ولئن كانت اسرائيل قد باشرت في استخراج الغاز الطبيعي من مكمن في حقل “تامار” لتلبية احتياجات سوقها المحلية، إلا ان هناك مكامن أخرى غير مستثمرة بعد، قد تكون مشتركة مع لبنان بفعل تمددها المرجح الى داخل مياهه الاقليمية، وبالتالي فإن العمل لاحقا في هذه المكامن، من دون ترسيم بحري واضح، سيشكل التهديد الاكبر للمخزون اللبناني المتاخم لها، بالنظر الى الحجم الهائل لحقل “تامار” وكذلك لحقل “لفيتان” المتواصل معه.
وتفيد المعطيات التقنية، ان احتمال وجود امتداد لحقلي “تامار” و “لفيتان” نحو لبنان، عبر رقع “آعلون” (وفق التسمية الاسرائيلية)، هو احتمال كبير وشبه مؤكد، كما تُبين الخريطة المنشورة.
النهار : كشف مخطط لاستهداف البقاع الشمالي بصواريخ هوشتاين : حان وقت مراسيم النفط
كتبت “النهار“: تحط التسوية رحالها في السرايا الحكومية، وفيما كان رئيس الوزراء تمّام سلام يطلق امس خطة وزارة الاتصالات للسنوات الخمس المقبلة “لبنان 2020 رؤية الاتصالات الرقمية” بما يؤشر لمضي العمل الحكومي بلا تعطيل، ويرسل اشارات عن امكان القيام باصلاحات وخطط مستقبلية، كانت الاتصالات والتصريحات تؤكد عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد اليوم في حضور وزراء “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”. وبات مؤكداً أن هؤلاء لن ينسحبوا من الجلسة منعاً لتعطيل دخل اسبوعه الرابع وباتت تداعياته تهدد القائمين به، في ظل تأكيد سائر المكونات السياسية تأمين نصاب الجلسة وميثاقيتها والإصرار على التصويت بدل الاجماع على القرارات التي هي موضع خلاف او تباين.
والجدل الذي يمكن ان يتطور اليوم الى صلاحيات رئيس الوزراء، سيجد ما يقابله من وزير الدفاع الذي سيرفض طرح موضوع التعيينات العسكرية لأن فيه تجاوزاً لصلاحياته. وأبلغت أوساط وزارية “النهار” أن موضوع التعيينات الامنية سيأخذ نصيبه من النقاش، كما أن الموافقة على مرسوم فتح دورة إستثنائية لمجلس النواب ستتأمن بأكثرية عادية أي النصف زائد واحد. وأوضحت الاوساط أن التركيز سيكون على بنود ذات أهمية ملحة في جدول الاعمال أو من خارجه، ومنها مثلا ما يتعلّق بالزراعة والصحة والنفايات. في المقابل، تحدثت قناة “أو تي في” عن ثلاثة سيناريوات: رفع الجلسة بعد تعذر إقرار بند التعيينات الامنية، أو تحول الجلسة حلبة سجالات حادة، أو توقيع الرئيس سلام و13 وزيراً مرسوم فتح الدورة الاستثنائية فتبدأ مرحلة “إنقلابية لتتجه الانظار بعدها الى الرابية والاجتماع الاستثنائي الساعة الثالثة والنصف”.
وصرح الوزير أكرم شهيب لـ”النهار” بأنه سيطرح باسم “اللقاء الديموقراطي” موضوع تصريف الانتاج الزراعي، لافتاً الى انه سبق له أن طرحه من خارج جدول الاعمال في الجلسة الاخيرة ولم يُقر. وأكد شهيب اصراره على طرح الموضوع نظراً الى أهميته وطابعه الملح والضروري في ظل خطر كساد المواسم، وانه لن يخرج من الجلسة قبل الحصول على قرار التمويل وتنظيم آلية الدعم.
وفي مقابل اصرار سياسيين على التعطيل، يستمر الهاجس الامني الذي يلف البلاد من وراء الحدود، الى فتائل تفجير في الداخل، يضاف اليها أمن اقتصادي متدهور لا تنفع معه العلاجات الموضعية واتهام الخارج بالتعطيل، وهو ما اشار اليه نائب وزير الخارجية الاميركي لشؤون الطاقة آموس هوشتاين لـ”النهار”: “الحلّ بين أيديكم”.
والمبعوث الأميركي الذي يفاوض بين لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود البحرية شدد على أنه “بالنسبة الى لبنان، حان الوقت لاصدار المراسيم النفطية وبدء العمل، لأن المسألة أكثر تعقيداً من مجرد رسم خط على خريطة، فقد انخفضت أسعار الغاز، والفرص في العالم تكبر، وثمة دول في العالم تتطوّر. الأمر لا يتعلق بحصر التركيز على المتوسط بل يجب النظر إلى ما يحصل في شرق أفريقيا وأوستراليا والولايات المتحدة، وتالياً يجب الحذر من الوصول متأخرين إلى الحفل”.
ويذكر ان لبنان تأخر عن توقيع مرسومي النفط والعقود مع الشركات والذي كان مفترضاً أن يحصل عام 2014.
وتزامناً مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء، يصعّد أهالي العسكريين المخطوفين لدى الجماعات المسلحة في جرود عرسال تحركاتهم اليوم، وفي المعلومات أنهم سيقطعون الطريق في الصيفي في بيروت ومدخل صيدا. ويأتي هذا التحرك مع دخول قضية العسكريين شهرها الـ12 من غير ان تترجم الوعود بحل ولو جزئياً للمعاناة.
في غضون ذلك، أحبط هاجس عمليات ارهابية، الذي يبقى الشغل الشاغل للأجهزة الامنية، مخططا لاستهداف منطقة بعلبك وإحداث خرق في الاستقرار السائد. وفي التفاصيل كما أوردها مراسل “النهار” في بعلبك وسام اسماعيل ان وحدات من الجيش دهمت مساء الثلثاء خيماً تابعة للاجئين سوريين في سهل بلدة طليا شرق بعلبك، إثر معلومات توافرت للاجهزة الامنية، عن مخطط ارهابي سينفذ على أيدي سوريين وآخرين من جنسيات مختلفة باستهداف منطقة البقاع الشمالي ومراكز مهمة وحساسة من تجمعات سكنية ومراكز دينية بعشرات الصواريخ تطلق في وقت واحد من نقاط عدة من أرض خالية في سهل طليا. وتمكنت وحدات الجيش من توقيف 30 شخصاً مشتبهاً فيهم بينهم ثلاثة يحملون الجنسية الأميركية وثلاثة الجنسية الكورية و24 سورياً، نقلوا جميعهم الى بيروت للتحقيق معهم.
أما حادثة السعديات التي أطفئت نيرانها امس، فظلت جمراً تحت الرماد، وتسلط الضوء باستمرار على السلاح غير الشرعي. والموضوع سيكون حاضراً مساء اليوم على طاولة عين التينة حيث تعقد الجولة الرابعة عشرة من الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”، وأفاد متابعون أن الفريقين سيبحثان في سبل عدم تكرار حوادث مماثلة خصوصا انها اتخذت منحى مذهبياً بدا متصاعداً.
الديار : الغموض يحيط بالجلسة وبري مصرّ على “الدورة الاستثنائية” والعونيون : التعيينات اولاً 3 ساعات من الاشتباكات بين سرايا المقاومة و”المستقبل” في السعديات و8 جرحى
كتبت “الديار”: الغموض ما زال “مخيماً” على مسار جلسة الحكومة اليوم، في ظل تمسك كل الاطراف بمواقفها، وحرص الرئيس سلام على عدم تفجير الحكومة، حيث الاتصالات المكثفة تواصلت ليل امس لايجاد مخرج يجنب الحكومة الانفجار وبالتالي تحويلها الى جلسة مناقشة عامة للملفات الخلافية مع اقرار فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، على ان تكون الجلسة مقدمة “لكسر الجليد” ومتابعة الحوار داخل الحكومة. لكن ذلك لا يسقط احتمال حصول مواجهة وتطور الامور نحو الاسوأ، خصوصاً ان تكتل التغيير والاصلاح دعا الى اجتماع لتقرير الخطوات على ضوء مسار الحكومة.
واكتفت اوساط قريبة من رئيس الحكومة بالقول ان الامور غير مقفلة ومسار الجلسة اليوم سيقرره سلام انطلاقا من الحرص على التضامن الحكومي وفي الوقت ذاته الدفع باتجاه تنشيط العمل الحكومي.
وعندما سئلت الاوساط عما سيقره الرئيس سلام في حال الاصرار على مناقشة التعيينات الامنية قالت “كل شيء في وقته”.
وفي السياق ذاته رجحت مصادر متابعة ان يصار في جلسة اليوم الى تمرير مرسوم فتح الدورة الاستثنائية لأن المرسوم لا يحتاج الى انعقاد الحكومة بل الى توقيع رئيس الحكومة والثلث زائداً واحداً من الوزراء، مشيرة الى ان بعض المراسيم صدرت قبل فترة بتوقيع اقل من 24 وزيراً منها مرسوم يتعلق بوزارة التربية. واستبعدت المصادر ان يعترض احد في الحكومة على فتح الدورة.
واما بخصوص مسار جلسة اليوم، فتوقعت المصادر عدم ذهاب الامور نحو فتح ازمة وزارية، لأن الرئيس سلام حرص دائما على عدم دفع الامور نحو التوتير السياسي، وان امورا مشابهة حصلت في جلسات سابقة وجرى تجاوزها. واضافت ان الرئيس سلام يدرك انه لا يستطيع تجاوز اربعة مكونات في الحكومة وهي: التيار الوطني الحر، وحزب الله والمردة وحزب الطاشناق، الذين سيعترضون على اي توجه لعدم بت التعيينات الامنية، الا ان المصادر اعتبرت انه اذا حصل اصرار على تجاوز ملف التعيينات الامنية فكل الخيارات تصبح مطروحة.
واشارت معلومات الى ان الرئيس سلام سيفتتح الجلسة بكلمة سياسية يوجه فيها الدعوة لانتخاب رئيس للجمهورية وسيطرح جدول الاعمال وهنا سيعترض وزراء التيار الوطني الحر وحلفاؤهم.
وأكدت المعلومات ان الرئيس سلام سيطرح تعديل آلية عمل الجلسة لجهة التوقيع على المراسيم وان هذا الامر سيأخذ حده، وبالتالي ربما تكون جلسة مجلس الوزراء اليوم جلسة نقاش حول المواضيع الخلافية وربما يؤدي ذلك الى حلحلة الاجواء المتشنجة ويساهم بتبريد الاجواء، وفتح النقاش حول الملفات الخلافية.
تابعت الصحيفة، بعض النواب الذين شاركوا في لقاء الاربعاء النيابي نقلوا ان الرئيس بري على موقفه لجهة تطبيق الدستور في الجلسة، وان القرارات تؤخذ بالثلثين وبالنصف زائداً واحداً، وان موضوع فتح الدورة الاستثنائية يحتاج الى توقيع رئيس الحكومة و13 وزيراً فقط. وان جلسة الحكومة ستستمر، ولكن لنرَ كيف ستتطور الامور، علماً أن هؤلاء النواب اشاروا الى ان الرئيس بري يحتفظ دائماً “بالسر” في كيفية ادارة الامور وشعروا بوجود انزعاج وتوتر ما زال قائماً في العلاقة مع العماد عون رغم احترامه “للرجل” ويغمز من طريقة ادارة الملف من قبل تكتل التغيير والاصلاح.
وأضافت، اما على صعيد الوضع الامني في عرسال، فقد حقق الجيش اللبناني انجازاً امس باحباط تسلل لمسلحي النصرة من عرسال باتجاه الجرود ووقع المسلحون بكمين للجيش اللبناني وقتل منهم خمسة سحب الجيش جثثهم، كما دكت مدفعية حزب الله مواقع المسلحين.
وليلاً تجددت الاشتباكات وقامت مدفعية الجيش باستهداف نقاط تجمع المسلحين في الجرود المواجهة لبلدة الفاكهة. كما اعتقل الجيش 8 مسلحين سوريين في عرسال تابعين لتنظيم النصرة.
الأخبار : معركة أغلبيات في الحكومة
كتبت “الأخبار”: حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يكن مسار جلسة مجلس الوزراء اليوم قد اتضح بعد، في ظلّ دخول عوامل جديدة على خطّ أزمة التعيينات الأمنية، كطرح مسألة فتح دورة استثنائية لمجلس النواب خلال الجلسة.
ويبدو من مسار الاتصالات والمناقشات، أن الجميع يريد تجاوز “التوافق الوطني” بحجة تسيير أمور الناس، وهو ما دفع الجميع إلى مناقشة إمكانية اللجوء إلى التصويت على أي قرار، ما يعني بروز توافق حكومي – نيابي على ضرورة تسريع عمل الحكومة والمجلس النيابي، ولو من دون تفاهم وطني عام.
والبارز هنا، أن مثل هذا الأمر، يقوم على قاعدة تفاهم يجمع الرئيسين نبيه بري وتمام وسلام وكتل نواب أمل والمستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية، مقابل اعتكاف حكومي يقوده التيار الوطني الحر ويدعمه حزب الله، واعتكاف نيابي يقوده مستقلو 14 آذار مع اللقاء التشاوري الذي يترأسه الرئيس السابق ميشال سليمان بالتحالف مع حزب الكتائب.
النقاش انتقل من ملفّ التعيينات الأمنية الخلافي بين الرئيس سلام والتيار الوطني الحر، إلى بنود أخرى واحتمالات التصويت عليها بدل الحصول على توافق جميع الوزراء، ولا سيما مسألة فتح دورة استثنائية لمجلس النواب.
ووسط أجواء توحي أن دعوة المجلس إلى التشريع لن تكون عاملاً إشكالياً بين مختلف الفرقاء. فقد أكدت مصادر التيار الوطني الحر، أنه لن “يكون سلبياً في مسألة الدورة الاستثنائية، لكننا لن نقبل إلّا باعتماد آلية العمل الحكومي المتّفق عليها سابقاً، وليس بالنصف زائداً واحداً، لأن هذا الأمر خط أحمر”. وفي الوقت الذي تبدو فيه جميع الكتل الرئيسية ومن بينها وزراء المستقبل وحزب الله، متفقة على تمرير مسألة الدورة الاستثنائية، التي يصرّ سلام والرئيس نبيه برّي على أنها لا تحتاج توقيع كافة الوزراء في الأصل، يصرّ وزراء “اللقاء التشاوري” الذي يرعاه الرئيسان سليمان وأمين الجمّيل على عدم التوقيع، على ما تؤكّد مصادر وزارية في اللقاء.
وبدا كلام سليمان أمس لافتاً بالنسبة إلى وزراء 8 آذار، لجهة اعتباره أن فتح جلسة استثنائية “ليس أولوية، والأولوية لانتخاب رئيس الجمهورية”، إذ قالت مصادر وزارية إن “فريق وزراء سليمان ومن معه يرتكبون خطأً بالخروج عن هذا الإجماع، لأن هناك ضرورة حياتية لفتح الدورة لتسيير أمور المواطنين”.
وفي ما يتعلّق بالسيناريوهات المطروحة لجلسة اليوم، أكدت غالبية المصادر الوزارية أن “سلام سيكون إيجابياً في النقاش حول مسألة التعيينات الأمنية”. وأكّدت مصادر وزارية أنه “لن يحصل أي اختراق في هذا البند، لأن ولاية قائد الجيش العماد جان قهوجي لم تنته بعد، ووزير الدفاع يتمسّك بإنهاء ولاية الأخير”. إلّا أن الانتقال من بند التعيينات الأمنية إلى بند آخر بحسب رغبة رئيس الحكومة بعد وصول النقاش إلى حائط مسدود في هذه النقطة، قد لا يكون مقبولاً عند وزيري التيار الوطني الحرّ، وسط تأكيدات عن نيتهما، مدعومين من وزيري حزب الله، عرقلة أي بند آخر على جدول الأعمال، وسط جزم باستكمالهم الجلسة حتى نهايتها.
وتقول مصادر التيار إن “التيار سيستبق فتح النقاش في جدول الأعمال بنقاش متشعّب حول صلاحيات رئيس الجمهورية التي يفترض أنها تناط بمجلس الوزراء مجتمعاً، وفي أصل آلية العمل الحكومي التي تمّ الاتفاق عليها مسبقاً”، خصوصاً بعد تصريحات لنواب من “كتلة التنمية والتحرير” حول مبدأ التصويت في الجلسة، والحديث عن خلل في آلية العمل الحكومي كما صرّح النائب علي خريس.
وتوضح المصادر أنه “تمّ الاتفاق في ما مضى على إرسال جدول الأعمال قبل 72 ساعة للأخذ بملاحظات الوزراء، ولأول مرة بعثنا اعتراضاً خطّياً أمس على عدم تضمين الجدول بند التعيينات الأمنية، ولم يردّ رئيس الحكومة علينا. لرئيس الجمهورية حق إبداء الملاحظات، ونحن ورثة صلاحيات الرئيس، وعدم الرد هو اعتداء على صلاحيات الرئيس”. وتعود المصادر إلى أصل آلية العمل الحكومي، عندما “تمّ الاتفاق على توقيع 24 وزيراً على أي قرار، ثمّ تعدّل بعد اعتكاف رئيس الحكومة إلى أن المطلوب موافقة كل المكّونات وليس الوزراء، وأنه في حال اعتراض مكوّنين لا يتم اتخاذ القرار”. وتقول المصادر إن “الإصرار على تمرير أي قرار في ظلّ اعتراض مكوّنين (التيار الوطني الحرّ وحزب الله) هو بمثابة إطاحة لكل التفاهمات”.
البناء : إنجاز مسودّة الاتفاق النووي والوزراء يتوافدون اليوم إلى فيينا اعترافات الفشل لقادة الحرب على سورية في موسكو… ومصر ساحة حر الاختبار الحكومي لا فشل ولا نجاح بل تأجيل… وواشنطن مهتمة بالنفط
كتبت “البناء”: تتسارع التطورات في الأيام الفاصلة عن السابع من تموز، الموعد النهائي لإنجاز الاتفاق بين إيران والدول الست، وفي ظلّ التساؤلات التي صاغها المراقبون والمتابعون عن سرّ الاستسهال والتهاون بجعل التمديد لأسبوع فقط، حتى اعتبرها الكثيرون مغامرة وتسرّعاً. وإذ يفاجئ الخبراء الذين يمثلون الدول السبع المجتمعة تحت سقف التفاوض، كلّ المتابعين بالإعلان عن إنجاز المسودّة النهائية للاتفاق في اليوم الأول، ورفعه إلى نواب وزراء الخارجية لوضع ملاحظاتهم ورفعه غداً لوزراء الخارجية الذين بدأوا بالتوافد إلى فيينا، مع وجود وزيري خارجية إيران وأميركا هناك، حيث بدأ يصل تباعاً وزراء خارجية الدول المتبقية ليكون يوم غد الجمعة يوماً طويلاً على مستوى الوزراء مجتمعين، بعد لقاءات ثنائية واجتماعات على مستوى كلّ وفد على حدة لرسم حصيلة المسار التفاوضي، تمهيداً لوضع اللمسات النهائية على المسودّة، التي سيترجم مضمونها اليوم في طهران بوصول رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية للحصول على أجوبة تنهي الغموض بصدد أسئلة عن أنشطة نووية إيرانية سابقة.
تابعت الصحيفة، لبنان الذي يستقبل معاون وزير الطاقة الأميركي أموس هوشتاين في مسعى تبريد النزاع مع “إسرائيل”، حاملاً رسالة الاهتمام والتشجيع على البدء باستخراج النفط والغاز والبحث في كيفية ترسيم المناطق المتداخلة ومساعي “إسرائيل” لسرقة حقوق لبنان، يشهد أول اختبار لمسعى الرئيسين نبيه بري وتمام سلام لتحريك العجلتين النيابية والحكومية، في ظلّ فراغ رئاسي لا يبدو في الأفق أنه يتجه نحو حلحلة قريبة.
التوقعات الحكومية لا توحي بفرضيات النجاح في بت بنود جدول الأعمال، بل بالدخول في نقاش حول آليات عمل الحكومة بين عقدتي الفراغ الرئاسي والفشل في إنجاز التعيينات الأمنية والعسكرية، وسيكون إنجازاً أن تخرج بتكليف رئيس الحكومة مواصلة التشاور لتحديد القضايا التي يمكن وصفها بقضايا الضرورة ليجري بتها من خارج الانقسام حول التعيينات.
يلتئم مجلس الوزراء اليوم برئاسة الرئيس تمام سلام في جلسة رفع عتب ستبحث في آلية عمل الحكومة في ظل الفراغ الرئاسي الذي جعل كل وزير رئيساً للجمهورية في الحكومة، كما ستبحث الجلسة في بعض الأفكار التي سيطرحها وزراء تكتل التغيير والإصلاح، تلاقي الكتاب الذي أرسله وزير التربية الياس بو صعب إلى رئيس الحكومة باسم “التغيير والإصلاح” يعترض فيه على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء اليوم.
ولفت بوصعب لـ”البناء” إلى “أننا ننطلق في مقاربتنا لملف الحكومة من صلاحية رئيس الجمهورية المناطة بمجلس الوزراء مجتمعاً التي تنص على وجوب أن يطلع على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء ويبدي الملاحظات عليه”.
وأشار إلى “أن لرئيس الحكومة الصلاحية في الدعوة إلى جلسة ووضع جدول الأعمال، لكن في ظل الفراغ الرئاسي كل وزير بالوكالة عن رئيس الجمهورية، يجب أن يطلع على جدول الأعمال ويبدي ملاحظاته”.
وتابع بوصعب: نحن بالوكالة عن رئيس الجمهورية بحسب ما ينص الدستور في شأن الحكومة الانتقالية أثناء شغور المنصب الرئاسي اعترضنا على جدول الأعمال الذي تسلمناه قبل 72 ساعة، وأبدينا ملاحظاتنا، لكننا لم نلق جواباً”، مشيراً إلى “أن الجلسة اليوم ستبدأ بنقاش هذه الآلية”.
المستقبل : علامات استفهام حول مراكز الحزب على طول الخط الممتد من بيروت إلى الجنوب والشوف والإقليم شبيحة “حزب الله”: الفتنة الكامنة “على المفارق”
كتبت “المستقبل”: “بدك مين يغطي زعرانك؟ حشّاش عاطل عن العمل.. أزعر بدك تبيع حالك؟ انضمّ إلى سرايا التشبيح”.. “بدك مال حلال إيراني؟ تعا شبّح معنا”.. هذا غيض من فيض تعليقات المواطنين عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة رداً على شبيحة “حزب الله” الذين يعيثون فساداً وإفساداً في البلد ويمتهنون إثارة النعرات الطائفية والمذهبية بين اللبنانيين الذين تعاقبوا بالأمس على إدانة اعتداء عناصر الحزب على أهالي بلدة السعديات ليل الثلاثاء الأربعاء، مستعرضين الواقع المليشيوي المرير الذين يضطرون إلى معايشته في عدد من المناطق بفعل تغلغل شبيحة “حزب الله” وعناصر سراياه من “مدمني المخدرات وخريجي السجون” بين الأحياء الآمنة. في حين كشفت معلومات أمنية لـ”المستقبل” عن مسار مشبوه يسلكه الحزب في الآونة الأخيرة ويتجسد باستحداثه مراكز مسلّحة “على المفارق” على طول الخط الساحلي الممتد من بيروت إلى الجنوب وباتجاه الشوف والإقليم، وسط علامات استفهام تُرسم حول الأسباب والغايات الكامنة وراء إنشاء مثل هذه المراكز الحزبية باعتبارها تقع في بيئة أهلية لا توالي “حزب الله” ولا تشكل سوى أوكار موصوفة لإثارة الفتن مع أبناء تلك المناطق.
اللواء : إستنفار سياسي أمني مع عودة الحكومة للإجتماع اليوم حملة عونية على برّي.. ومصير الإستقرار أمام إفطار المستقبل حزب الله في عين التينة
كتبت “اللواء”: من السعديات إلى الرابية، المفاجأة أن اليد على الزناد أمنياً وسياسياً، في وقت يفترض أن تتثبت دعاءم الاستقرار مع انكشاف حول “العمليات الارهابية” التي تستهدف الجيوش العربية، في محاولة لنسف أسس الدول القائمة والإطاحة بالنسيج الاجتماعي المشكّل لها، والذي يجمع شتى المكونات تحت هوية الإسلام والعربية الجامعة، سواء في المشرق أو المغرب العربي.
ويأتي هذا الاستنفار السياسي والأمني، عشية استحقاق عودة الحكومة إلى الاجتماعات، وإطلاق الرئيس نبيه برّي صفارة العودة إلى التشريع، سواء كان تشريع الضرورة، أو التشريع الذي هو في صلب مهام مجلس النواب.
الجمهورية : حماوة سياسيّة تسبق جلسة الحكومة والسعديات طبَق دسِم في حوار اليوم
كتبت “الجمهورية”: خَطفت حادثة السعديات جزءاً من الاهتمام السياسي المركّز أساساً على مصير جلسة مجلس الوزراء اليوم، وذلك من زاوية الخشية من انتقال الفتنة المذهبية إلى لبنان، إذ وعلى رغم “فردية” الإشكال تمَّ التعاطي معه بكلّ جدّية ومسؤولية، وعلى هذا الأساس فُتِحَت الاتصالات على أعلى المستويات، ليس فقط من أجل تطويقه، بل بغيةَ عدم تكراره، خصوصاً أنّ اللبنانيين يَعتدّون بأنفسِهم بأنّ لبنان هو البلد الوحيد الذي يتحاوَر فيه السُنّة والشيعة، وبالتالي سيكون اشتباك السعديات في صدارة جدول أعمال جلسة الحوار في عين التينة اليوم.
وفي موازاة هذا الحادث الذي شغلَ الوسطَ السياسي والأمني والشعبي، بقيَ الهَمّ الحكومي متصدّراً كلَّ اهتمام لمعرفةِ الاتجاه الذي ستَسلكه الجلسة، في ظلّ تضارب المعلومات بين رفعِ رئيس الحكومة تمّام سلام هذه الجلسة بفعل عدم تجاوزِ عقبةِ التعيينات، وبين انتقاله إلى بحثِ جدولِ الأعمال متجاوزاً اعتراضَ وزراء “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” و”المردة” و”الطاشناق”، الأمرُ الذي استبَقه “التيار الحر” بخطوتَين: توجيه كتاب اعتراضيّ إلى رئيس الحكومة على جدول أعمال جلسة اليوم، والدعوة لاجتماع استثنائي لتكتّل “التغيير والإصلاح” من أجل الردّ على المنحى الذي ستسلكه جلسة مجلس الوزراء، وبالتالي التلويح بالردّ فورياً وبشكلٍ قاسٍ في حال إسقاط آليّة العمل الحكومي.
ويترقّب الجميع ما ستؤول إليه مجريات جلسة مجلس الوزراء اليوم، والتي تنعقِد على وقع احتدام الخلاف حول جدول أعمالها وموقف تكتّل “التغيير والإصلاح”، المدعوم من “حزب الله” الرافض أن يخوض المجلس في أيّ بندٍ آخر غير بند التعيينات.
وفي هذا السياق، أرسلَ وزير التربية الياس بو صعب أمس الأوّل كتاباً باسم “التكتل” إلى رئيس الحكومة تمّام سلام، يَعترض فيه على جدول أعمال جلسة اليوم.