النقاش للشرق الجديد: دعوة بوتين سوريا وجيرانها للتعاون في مكافحة الارهاب بدأ يظهر في التحركات التركية على الحدود… ولننتظر خيار السعودية
رأى المحلل سياسي ومنسّق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الاستراتيجية أنيس النقاش ان تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعم سوريا قيادة وشعبا ليس بالشيء الجديد، ولو انه هذه المرة جاء بوضوح أكبر بعد مرور سنوات.
وقال النقاش في حديث لوكالتنا تعليقا على تصريحات الرئيس بوتين التي اكد فيها على التعاون مع سوريا خلال استقباله الوفد السوري برئاسة الوزير وليد المعلم، : “ان الجديد في كلام بوتين هو دعوة سوريا للتعاون مع الجيران ضمن تحالف من اجل محاربة الارهاب، وهذا لا يأتي من فراغ، بل من خلال تصورات وتوجهات خاض الرئيس بوتين حوارا في شأنها مع السعودية بالذات، وتصوره للحل، لذا، يجب ان ننتظر الايام القادمة لنرى هل إن الفرقاء الذين أشار اليهم أي السعودية، بوارد مثل هذا التحول في تغيير الاتجاه ام لا”.
وتابع: “اما تركيا فقد سارعت بخطواتها كدولة معنية بهذا الحلف، بأن أدلت بدلوها عن طريق الحشد على الحدود واعلانها ان ما يحصل على الحدود السورية يمس امنها القومي وهي ربطتها بقضيتين ، التغير الديمغرافي، وهي تعني الاكراد، وقضية داعش كخطر ارهابي، وهذا هو الجديد”.
وراى النقاش: ان هاتين الورقتين يمكن المساومة عليهما بحيث تطالب تركيا بتأمين اختفاء العامل الكردي وانسحابه من المعادلة، يمكن ان يكون مدخل لتركيا للتعاون في محاربة الارهاب وهو اعادة صياغة التوجهات السياسية التركية في المنطقة، على عكس ما يظن البعض ان هذا استمرار لسياسة اردوغان السابقة بالتدخل في سوريا عن طريق المنطقة العازلة وهناك شيء جديد من هذا الموقف فهو يعكس رغبة ان لا تبقى تركيا خارج أي معادلة او تحالفات جديدة في المنطقة بل تريد ان تدخل من باب محاربة داعش بشرط ان تأخذ كافة الضمانات بعدم وجود أي دور كردي على الحدود التركية”.
وختم النقاش: “هناك الان سيناريو آخر يسير بموازاة ما أشرت اليه، هو اللقاء الذي سيحصل في بغداد بين ايران والعراق وسوريا، لإعلان شبه حلف من خلال التعاون الجدي والعلني بين الدول الثلاث لمحاربة الارهاب، ويمكن لهذا الحلف ان يدعو بقية الاطراف ان يثبتوا جديتهم في محاربة الارهاب بالتعاون معه، عندها يمكن للسيناريو الروسي ان يكتمل ، علينا ان ننتظر الاسابيع القادمة لنرى اين ستسير التوجهات”.