«عاصفة الجنوب» بين الفشل وإعادة تجميع المسلحين طارق العبد
على الرغم من الضجة الواسعة التي رافقت إطلاق معركة «عاصفة الجنوب»، إلا أن المشهد الميداني بعد قرابة الأسبوع لا يزال في مراوحة، من دون أي اختراقات نوعية، وسط كلام عن إعادة ترتيب الصفوف وحشد المزيد من المقاتلين بهدف السيطرة على كامل مدينة درعا.
وتؤكد مصادر المعارضة أن الهجوم قد يتم استئنافه خلال اليومين المقبلين، بعد إعادة توزيع الفصائل، وسط إصرار على عدم توقف المعركة قبل تحقيق أهدافها، مقرة في الوقت ذاته بإشكاليات عديدة رافقت عملية التحضير والهجوم، سواء لجهة عدم التنسيق بين المجموعات المسلحة، أو التحرك بصورة فردية، ما أعاق التقدم بالإضافة إلى شدة التحصينات التي تتمتع بها المدينة.
وقال ناشطون معارضون إن «هناك معلومات عن إنشاء جبهة النصرة غرفة مستقلة لقيادة المعارك، بمشاركة حركة المثنى وأحرار الشام وجند الملاحم، حيث يعتمد هؤلاء على الانغماسيين، بالإضافة للقصف التمهيدي، وبالتالي يصبح هناك أكثر من قوة تتحكم بالمواجهات سواء من النصرة أو الجيش الحر».
ويشير مصدر ميداني معارض لـ «السفير» إلى أن «مجمل الفصائل لم تكن جدية في الهجوم، اقله في الأيام الأولى ما فرض إعادة تقييم الوضع، فالجميع اعتمد على الحشد الإعلامي أكثر من التواجد على الأرض واطلاق بضع قذائف في أفضل الأحوال».
وأضاف «أما الإشكالية الأكبر فكانت بعدم قطع الطريق الدولي، ما ساهم بوصول إمدادات للقوات الحكومية من مدينتي ازرع والصنمين، حيث كان التحرك نحو خربة غزالة ضعيفاً جداً»، مقللاً في الوقت ذاته من «أهمية تعزيز دور النصرة والمجموعات السلفية الجهادية في معركة درعا، ذلك أن عقبات سوء التخطيط والتنسيق مازالت قائمة ولم يتم حلها».
وفي اتصال مع «السفير»، يوضح الخبير العسكري العميد علي مقصود محاور القتال التي انطلقت من بلدة عتمان إلى اليادودة، وأخرى من الغارية باتجاه حي طريق السد ومبنى الأرصاد الجوية إلى حي المنشية. أما المحور الثالث فتحرك نحو خربة غزالة باتجاه الطريق الدولي، وبذلك يتم إحكام الطوق على المدينة والسيطرة عليها.
ولفت إلى «تحرك يلاقي هذه المعركة وينطلق من محجة بريف درعا الشمالي إلى كفرناسج والصمدانية في القنيطرة، ليتكامل مع تحرك آخر إلى تل الشعار وبلدة جبا ومن جباتا الخشب باتجاه الحميدية ومدينة البعث، وهو المحور الذي فشل بتحقيق أهدافه».
وقلل مقصود من «احتمال إعادة إطلاق هجوم عاصفة الجنوب». وقال «لقد فقدوا القدرة القتالية، مع أنهم حشدوا 1500 مسلح، وعشرات الدبابات وراجمات الصواريخ ومضادات الدبابات، مثل صواريخ تاو الأميركية وميلان الفرنسية، وحاملات رشاشات من المتوسط والخفيف، ومع ذلك لم يصلوا لمحيط درعا وسقط لهم 900 قتيل، ناهيك عن تدمير مقر قيادة العمليات في غرز قبل أن يتم زج ألف مسلح آخر قتل منهم 600، كما استقدموا قناصين شيشانيين من امهر قناصة العالم دخلوا من الأردن، ليقوم الجيش باستهدافهم جنوب درعا، وبالتالي لم يعد لديهم أي قدرة أو إمكانية إلا بالإستراتيجية النفسية القائمة على التهويل».
(السفير)