انتصار سوريا الحقيقة القادمة
غالب قنديل
تحول الرئيس بشار الأسد إلى رمز للوطنية السورية وللقومية العربية وترسخت صورته كزعيم شعبي بلا منازع داخل سوريا وفي العديد من الدول العربية وعلى المستوى العالمي تتحدث وسائل الإعلام الكبرى عن هذا الرئيس الذي صمد في وجه حرب كونية استهدفت استقلال بلاده ورفض المساومة ولم يتزعزع إيمانه بشعبه وبقوات بلاده المسلحة وقد ظل ثابتا على مبادئه الاستقلالية التحررية وتحدى أشرس حملات التضليل والكذب التي استهدفته واستهدفت بلاده وكانت الأشد تعقيدا وكثافة مما شهدته الحروب العالمية الكبرى عبر التاريخ المعاصر وقد شرع الكلام عن ميزات هذا القائد العربي منذ ان وقف وحيدا في وجه الإمبراطورية الأميركية المتجبرة بعد احتلال العراق.
اولا الرئيس بشار الأسد هو صاحب البرنامج القومي التحرري والاستقلالي وحامل التطلعات الحضارية الحديثة إلى سوريا جديدة معاصرة يطمح السوريون لإقامة بنيانها على صروح دولتهم الوطنية العلمانية التي صمدت بقيادة الأسد لتحمي وترعى نسيجهم المتعدد ثقافيا ودينيا عبر التاريخ وهي تقاتل ضد العدوان الاستعماري الصهيوني وتحارب الوحش التكفيري الذي رعاه حلف العدوان بقيادة الولايات المتحدة ودول الناتو وبالشراكة السعودية القطرية التركية الأردنية مع الكيان الصهيوني.
لأنه كذلك تزايد الهمس والتصريح احيانا في كواليس مراكز القرار الدولية بعد خمس سنوات من الصمود الأسطوري بأن الرئيس بشار الأسد هو عنوان الخيار الواقعي الذي لا بديل عنه في معادلات المنطقة والعالم وفي أي مواجهة جدية لخطر الإرهاب التكفيري الذي يهدد البشرية وتقاتله الدولة الوطنية السورية بقواتها المسلحة وبوحداتها الشعبية إلى جانب شركائها في محور المقاومة .
كما كان العدوان على سوريا فصلا حاسما لفرض الهيمنة الأميركية الأحادية في العالم ولتثبيت الهيمنة الصهيونية في المنطقة يتحول صمود سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد مفصلا حاسما لتكريس التوازنات الجديدة في العالم ولنهوض القوى الجديدة في المنطقة ولتثبيت أفول القوة الصهيونية التي لن يعوض تقهقرها وحش التكفير المحكوم بالتداعي امام نهضة الشعب والجيش في سوريا وفي ظل المزيد من تماسك محور المقاومة ووحدة قواه وموارده وحركته وإنجازاته على الصعيد الإقليمي.
ثانياساعة الحقيقة تدنو وتقترب وتصريحات الرئيس فلاديمير بوتين هي مجرد بداية في الدعوة المفتوحة إلى المتورطين في العدوان على سوريا لمراجعة الحسابات والاستدارة بدءا من الولايات المتحدة والتوقيت مناسب جدا وتم اختياره في موسكو بإحكام فهو عشية الاعتراف بالفشل في النيل من القوة الإيرانية الصاعدة وبالتزامن مع انكسار الهجمات الشاملة الفاشلة في الميدان السوري وترنح الحرب الأميركية السعودية على اليمن التي امتدت حرائقها من أطراف الثوب إلى قلب البيت في المملكة المتخبطة.
أعداء سوريا والمتآمرون عليها يخشون من تلك الساعة التي سيخرج فيها الرئيس بشار الأسد ليعلن انتصار سوريا على العدوان الكوني وهم يعلمون كما يعلم السوريون انها آتية وبمستطاع السوريين وحدهم جعلها أقرب بكثير مما يظن المخططون الاستعماريون من خلال مواصلة هبتهم الشجاعة للدفاع عن وطنهم كما فعلوا في السويداء والحسكة والجولان ودرعا عبر التحام آلاف الشباب في القتال كتفا إلى كتف مع ضباط وجنود الجيش العربي السوري الباسل فهذا التبلور في مسار نضج الإرادة الشعبية للدفاع عن استقلال سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد هو الإعلان عن مرحلة جديدة في ملحمة الصمود والتحرر السورية الكبرى .
ثالثا إنها نهضة قومية آتية لامحالة رمزها الرئيس بشار الأسد وستكون لها تداعيات وترددات تاريخية كبرى لاتقل اهمية عن محطات خالدة في التاريخ العربي المعاصر كنهضة مصر عبد الناصر في مقاومة العدوان الثلاثي الذي لا يقارن بما تتعرض له سوريا منذ خمسة عشر عاما وبالذات في السنوات الخمس الأخيرة من حرب استعمارية صهيونية تشارك فيها جميع الدمى العميلة في المنطقة.
المارد العربي الجديد سينتصر وسيزف إنجازه التاريخي من دمشق وإلى جانبه احرار اليمن والعراق ولبنان وتونس ومصر وغيرها ولن يلبث النهوض القومي ان ينتشر كالنار في الهشيم وتلك هي الحقيقة التي لم يتزعزع إيماننا بها في أصعب الظروف.
المطلوب في هذه اللحظة عدم الغرق في الخطب الانتصارية بل شحذ الهمم لتعجيل انتزاع النصر ودحر العدوان عن القلعة السورية عبر حشد جميع القدرات والإمكانات القومية في الدفاع عنها بكل الوسائل وتحريرها بقيادة الرئيس الأسد الذي أثبت جدارة القائد التاريخي الصلب والعارف والحكيم والشجاع والمتواضع الملتحم بشعبه وأمته.
رابعا التحدي الراهن هو تطوير الخطاب الثقافي والفكري والسياسي العروبي التحرري الذي ستقع على دمشق وشركائها الأحرار تبعات رفع رايته وبناء مركز قومي تحرري جديد بلغة جديدة وبديناميكيات عملية تحقق وحدة الجهد القومي التحرري العابر للساحات انطلاقا من القوى الحية التي تفرزها التجربة التاريخية الجارية في جميع بلداننا ومياديننا وليس بمشهدية الانتقاء الجغرافي.
شركاء سوريا الأول في المقاومة والصمود والانتصار التاريخي القادم هم شركاؤها في إطلاق حركة تحرر عربية جديدة وهي ترتسم في الميدان اليوم تأسيسا من حزب الله والحشد الشعبي العراقي وحركة انصار الله وحلفائها في اليمن وجميع القوى والشخصيات الشريفة الحرة التي نهضت من المحيط إلى الخليج دفاعا عن سوريا العربية المقاومة بكل وضوح وحزم ومنذ البداية ، ينبغي اليوم تحرير الفكرة القومية من التعليب واختيار الشركاء دون مسايرة ومن غير تلفيق او مخاتلة بل بمعيار نتائج الفرز التاريخي الذي حصل في أصعب المراحل وأشدها قسوة والتباسا فعندها ظهر المعدن الأصيل وبانت الشوائب ومن تلعثم في الدفاع عن سوريا عبر عن هوية مشوشة وتردد سياسي ونزوع انتهازي فسقط تحت الغربال غير مأسوف عليه فلا يجب ان يستوي غدا حساب المقاومين الصامدين مع التوابين والمتزفلين بعد النصر وما اكثرهم وما أشدهم صخبا في ساحات الاحتفال .