فرحات للشرق الجديد: رد الجيش السوري الحاسم والاحتضان الشعبي أفشلا الهجمات الارهابية
اعتبر المحلل العسكري الاستراتيجي العميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني الياس فرحات في حديث لوكالتنا حول التحولات في الميدان السوري، ان هناك ثلاث محطات في المواجهة العسكرية في سوريا.
المحطة الاولى والاساسية هي في درعا، على جبهة الجنوب حيث قامت غرفة العمليات العسكرية المعروفة بـ”موك” في الأردن بتحضير هجوم كبير جدا يهدف الى السيطرة على مدينة درعا، وحشدت لذلك نحو خمسين فصيلا غالبيتهم من تنظيم القاعدة في بلاد الشام المعروف بـ”جبهة النصرة” والبقية من تنظيمات متفرقة، واعلن تسمية جبهة الجنوب وحددت قيادة لهذه الجبهة واعلن فجر الخميس الماضي انطلاق عملية سميت بعاصفة الجنوب تهدف الى احتلال درعا، بدأت هذه العملية بزخم قوي وبأسلحة جديدة تلقتها القوات الارهابية، لكن قوات الجيش السوري فاجأت الارهابيين وردت على هجومهم بعنف شديد لم يكونوا يتوقعونه، وكان رد الجيش السوري عنيفا وقويا ومختلف مما ادى الى افشال الهجوم بعد يومين، ويوم السبت عقدت قيادات هذه المجموعات اجتماعا في بلدة النعيمة في سجن حرز، وكانت تخطط لاستئناف الهجوم على درعا، واثناء الاجتماع قصف الطيران السوري المقر وقتل عددا كبيرا من القيادات بينهم خمسة من قادة تنظيم القاعدة في بلاد الشام، مما ادى الى احداث خلافات واتهامات متبادلة بالخيانة وتوقيف هذه العملية، واصدار تنظيم القاعدة في بلاد الشام بيانا، قال فيه انه اصبح في حل من الاتفاقات المعقودة وانه سيكتفي بالدفاع، مما يعني ان العملية فشلت نهائيا واعلن منظموها فشلها.
المحطة الثانية برأي فرحات هي في عين العرب (كوباني) شمال حلب حيث وبعد سقوط تل أبيض اراد تنظيم داعش ان يقتص من الاكراد فأرسل مجموعات للتسلل الى مدينة عين العرب من خلال النازحين الاكراد الذين تركوا مدينة الرقة باتجاه عين عرب وجرابلس، ويقال ان بعضهم جاء من الاراضي التركية، ودخلوا الى المدينة وارتكبوا المجازر وروعوا الناس، فقتلوا اكثر من 200مدني، قوات حماية الشعب الكردي استنفرت ولاحقتهم على مدى ثلاثة ايام داخل المدينة وتمكنت من القضاء عليهم.
وأضاف العميد الياس فرحات : المحطة الثالثة هي في الحسكة، فقد جمعت داعش قواتها من انحاء الجزيرة ودير الزور لاحتلال الحسكة واستطاعت احداث خرق في الاحياء الجنوبية، لكن قوات الجيش السوري بالاشتراك مع قوات الدفاع الوطني وقوات حماية الشعب الكردي تصدت لها فطردتها من معظم الاحياء التي احتلتها، ولا يزال القتال جاريا في بعض المناطق القريبة جنوبي المدينة وبشكل نهائي فشل الهجوم أيضا على الحسكة .
وتعليقا على المشاركة الشعبية الواسعة في المعارك الى جانب الجيش العربي السوري قال فرحات: “هناك مشاركة منظمة من خلال وحدات حماية الشعب الكردي، وهناك احتضان شعبي للجيش السوري ولوحدات الدفاع الوطني، هذا الاحتضان الشعبي اسهم في دفع العدوان الذي قامت به داعش خصوصا ان عدوانها كان يرتكز على عمليات انتحارية اكثر مما يرتكز على تكتيكات عسكرية وتحريك وحدات قتالية.