الوقت الضائع ..! حبيب سلمان
على مدى خمس سنوات تقاتل سورية باسم العالم أشرار العالم وأخطر مخلوقاته الخارجة من أقذر المخابر وأوكار الاستخبارات الغربية لتكون وقودا لمخطط هو الاخطر في تاريخ المنطقة والعالم بدأ بفرق قتل ارهابية عنقودية ترتبط بالرأس الصهيو أمريكي عبر شرايين مفخخة بالنار والبارود أوكل لأنظمة اقليمية تغذيتها ومدها بسبل التمدد ووسائل القتل فكانت طليعة الارهاب و أشواك الربيع العربي الموؤد في سورية رغم اعطائه دفعا من تونس ومصر باسقاط نظامي بن علي ومبارك ساقي المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة وشمال افريقيا ليكونا مثالين لتساقط أحجار الدومينو ولكنهم اصطدموا بليبيا وانكشفوا أصحابا حقيقيين للمشروع الاطلسي وانكسروا في سورية فلجأوا إلى التمدد في العراق ليعيدوا الكرة على سورية ويدمروها شعبا ودولة ولكنهم باتوا مقتنعين بأنهم وصلوا إلى حائط مسدود وطريق لاأفق فيه .
وفي الوقت الضائع حتى اعلان الاستدارة الكاملة والاعتراف بالهزيمة كان هجوما النصرة وداعش بتزامن مريب في شمال سورية وجنوبها .. هجوم الجنوب نفذه 51 فصيلا ارهابيا تقودهم جبهة النصرة رأس حربة كيان الاحتلال والمنفذ الامين لتعليمات غرفة الموك في عمان ونظامه الذي باع البلاد والعباد لبني سعود وشقيقهم الصهيوني وجاء طبعا بعد رفض العشائر السورية لطرحه في تسليحهم مطالبين اياه بتجفيف منابع الارهاب وعدم السماح للارهابيين بالمرور من الاردن إلى سورية مبلغين أسياده عبره أنّ العشائر العربية السورية رديف الجيش بأبنائها وقواها وتعمل تحت راية العزة والسيادة السورية غير القابلة للتجزئة .
وفي الشمال داعش التنظيم الارهابي الآخر دخل إلى عين العرب السورية عبر الأراضي التركية بالتوازي مع هجوم النصرة الجنوبي ومع هجوم لارهابيي داعش على الحسكة والتسلل إلى حيين من أحيائها الجنوبية وذلك عشية الاجتماع بين مسؤولين أتراك وصهاينة وبعد أيام على دحر داعش من معبر تل أبيض طريق الامداد التركي الاساسي للتنظيمات الارهابية في شرق سورية وشمالها وفي العراق وقد أعلن حزب الشعوب الديمقراطي التركي مسؤولية نظام أردوغان عن مجازر داعش في عين العرب ولعل الهزيمة التي تلقاها اردوغان في الانتخابات البرلمانية دفعته لاستغلال فترة ال 45 يوما الممنوحة دستوريا لحزبه حتى يشكل الحكومة الائتلافية بمحاولة كسب اوراق اقليمية جديدة لاسيما وانّ سياسته تجاه سورية كانت الورقة الاساس بيد معارضيه لكسب الانتخابات على حساب اردوغان وحزبه .
المخطط خطير والتنسيق الاستخباراتي واضح بين الهجومين ولكنّ الجيش العربي السوري والدفاع الشعبي والمواطنين كانوا حاضرين لاحباط المخطط ففي الجنوب لم يستطع ارهابيو النصرة بفصائلهم وألويتهم الارهابية التقدم شبر واحد بل خسروا مئات المقاتلين بينهم متزعمو ألوية ومسؤولون ميدانيون رغم الاسلحة الحديثة التي زودتهم بها غرفة الموك وباتت أغلب تلك الاسلحة حطاما بعد أن نسق الجيش السوري خططه وهجوماته العكسية وضرباته الجوية الساحقة وفي الشمال تقدمت داعش داخل حيي النشوى الغربي والنشوى فيلات ولكنها لم تستطع الاستمرار رغم استخدامها المدنيين دروعا بشرية وارتكابها مجازر مروعة كانت سببا إلى استبسال الجيش وتجمع الشرفاء حوله لاقتلاع داعش مرة جديدة بعد فشلها السابق على هذا المحور بالذات .
الارهاب المنتحر في الشمال والجنوب والمسحوق في القلمون باتت أيامه معدودة وما تصنيف واشنطن لاعضاء الائتلاف المعارض ومعارضين آخرين على لوائح الارهاب لديها إلا دليلا على قرب استبدال الاحصنة وحرق الادوات الراهنة والبحث مع موسكو عن طريق للخروج بأقل الخسائر من الساحة العصية سورية ، والوثائق والبرقيات المسربة أو المرفوع عنها السرية كشفت أنّ النصرة وداعش وقبلهما القاعدة صناعة أمريكية بتمويل خليجي قذر وهو ما أكدته سورية ومحور مكافحة الارهاب غير مرة ولكنّ عشرات آلاف الوثائق جاءت لتؤكد المؤكد ولتعلن عن مرحلة جديدة للربيع الامريكي ربما ستكون تركيا والسعودية ساحته ولن ينفعهما اللعب في الوقت الضائع .