التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 27/6/2015
نشرة اسبوعية دورية تصدر عنمركز الدراسات الأميركية والعربية
27 حزيران/ 2015
المقدمة
حادثة اغتيال 9 افراد من السود اقترفها شاب ابيض البشرة، في مدينة شارلستون، جددت التوترات العنصرية الكامنة في المجتمع الاميركي، واضحت الشغل الشاغل لكافة الوسائل الاعلامية، المقروءة والمرئية؛ ونالت اهتمام اعلى قمة السلطة السياسية بشد الرئيس اوباما الرحال على رأس وفد يمثل السلطتين التنفيذية والتشريعية “للمشاركة” في حفل تشييع الضحايا. وشدد في خطابه على ضرورة انزال علم الانفصال الجنوبي من على الدوائر الحكومية المحلية، اسوة بمطالب قيادات سياسية وشعبية اخرى.
يتناول التحليل مسألة تجدد الصراع على خلفية عنصرية في المجتمع الاميركي، الذي بذلت نخبه السياسية جهودا ملموسة لطمسه تحت عباءة “مساواة الحقوق المدنية” بين كافة افراد المجتمع. استنادا الى معطيات الطبيعة العنصرية للمجتمع الاميركي، من غير المرجح ان نشهد انحسارا سريعا لموجة العنصرية التي يتغذى عليها قادة سياسيون من الحزبين، لا سيما اولئك الراكضين لتبؤ مناصب رسمية.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
“الدولة الاسلامية“
استعرض معهد ابحاث السياسة الخارجية الاوضاع المالية لتنظيم الدولة الاسلامية، معتبرا انه لا يمكنه الاستمرار على حاله “دون فتوحات جديدة ..” عاقدا مقارنة بين اوضاعه الراهنة وكبار ملاك الاراضي “والعبيد” في الجنوب الاميركي “قبل الحرب الاهلية.” واوضح ان زراعة التبغ آنذاك “كانت تدر ارباحا كبيرة، وبعد انقضاء بضع سنوات متتالية انخفض مستوى خصوبة الارض وانهارت تجارة التبغ.” واوضح انه في ظل تلك الظروف عمد كبار الملاك الى نقل “مستمر للرقيق والعمل في اراضٍ جديدة،” وهكذا دواليك. واردف ان مداخيل داعش الكبيرة من المدن والمناطق التي احتلها “سرعان ما تشهد تراجعا .. وتشكل نقطة ضعف حرجة للتنظيم.”
آفاق الاستراتيجية الاميركية
واصل مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية حملة انتقاده للادارة الاميركية فيما يخص سياستها في سورية والعراق، قائلا انها “تجد صعوبة كبيرة في توصيف استراتيجيتها لمكافحة الارهاب في العراق وسورية،” بل فشل كل من وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان في تحديد معالم الاستراتيجية امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ؛ مشاطرا اعضاء الكونغرس مطالباتهم الادارة “اصدار وثيقة تحدد ماهية الاستراتيجية الاميركية، ومبرراتها، وبعض التدابير الفعالة.”
اصلاح الاجهزة الأمنية
ذكر معهد كارنيغي بضرورة مواصلة الجهود لادخال “اصلاحات على اجهزة الأمن في كل من اليمن وليبيا .. وتعاظم الحاجة لذلك في اعقاب الانتفاضات الشعبية لعام 2011.” واوضح ان استبدال الطواقم السابقة في وزارات الداخلية وتوابعها الاخرى “ينطوي على تغيير في مفاهيم الخدمة العامة واحترام الحقوق الانسانية، واعلاء سلطة القانون” على كل ما عداها من اعتبارات. كما لفت النظر الى ضرورة اعادة الاعتبار “لضحايا النظامين .. طيلة عقود من اضطهاد اجهزة الدولة،” الأمر الذي يتطلب “احداث توازن بين آلية حكم مركزية ورديفتها غير المركزية فيما يخص استحقاقات الأمن وتطبيق القانون.”
ليبيا
اعرب معهد الدراسات الحربية عن اعتقاده بتراجع سيطرة الدولة الاسلامية على اهم معقل لها في شرق ليبيا، مدينة درنة، التي “تضم اهم واقوى الشبكات الارهابية، بعضها له ارتباطات بتنظيم الدولة الاسلامية.” واوضح ان محتويات الوثائق التي تم الاستيلاء عليها عام 2007، الخاصة بتنظيم القاعدة في العراق، “افادت ان درنا وفرت اعلى نسبة من المنتسبين لتنظيم العراق من اي مدينة اخرى .. بعض اهالي درنة الذين قاتلوا في سورية عادوا الى ليبيا عام 2014” وباشروا بانشاء “مجلس شورى شباب الاسلام،” الذي سيطر على درنة لاحقا.
العراق
استعرض معهد المشروع الاميركي “المنافسة الديبلوماسية لايران واستبدالها الدور الاميركي في رعاية العراق .. لخشية طهران من تغيير ولاء القادة العراقيين بعد انحسار خطر الدولة الاسلامية” لاحقا. واضاف كان ضروري للمرشد الاعلى “خامنئي تذكير (رئيس الوزراء حيدر) العبادي بعدم انتفاء الحاجة لتواجد الميليشيات الشيعية” في المرحلة المقبلة.
ايران
حذر المجلس الاميركي للسياسة الخارجية الوفد الاميركي المفاوض من “استمرار ايران في جهودها لتطويع الطاقة النووية لاغراض عسكرية،” مطالبا بضرورة التحقق من “كافة الجهود الايرانية في هذا المضمار” سابقا وحاليا “كمقدمة ضرورية للتوقف عند حقيقة المدى الذي لا يزال امام ايران خوضه للتوصل الى النضوج النووي.” واضاف ان القادة الايرانيين “استثنوا مطالب الغرب بمنح فرق التفتيش الدولية حق العمل دون عوائق .. بدلا من عرض نموذج تفتيش منظم يتيح للمفتشين الوصول الى منشآت ومواقع محددة يتم الاتفاق بشأنها ..”
تركيا
اعاد معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى التذكير بما ينتظر الرئيس اردوغان من عقبات لتشكيل حكومة تحالف تتويجا لنتائج الانتخابات الاخيرة، مؤكدا التزام ” اردوغان بنظرته بعيدة المدى للظفر بمركز رئاسة قوي.” واعرب عن اعتقاده بعدم صدقية اردوغان للدخول في تحالف مع غريمه حزب الشعب الجمهوري اذ يرمي بتشكيل “تحالف مبكر لاوانه الى انهيار العلاقة وما ستسفر عنه من خسارة شعبية لحزب الشعب، وتعزيز موقع حزب العدالة والتنمية في انتخابات مبكرة، يخرج منها بأغلبية اكبر تخوله تعديل الدستور” لانتخاب رئيس البلاد مباشرة من الشعب.