الشيوعيون في «عاشرة» حاوي: القاتل إسرائيلي نبيه عواضة
مئات الشيوعيين وضعوا خلافاتهم جانبا واجتمعوا ساعة واحدة في وطى المصيطبة في بيروت، قبل أن يتفرقوا في انتظار مناسبة جديدة تجمعهم، على ندرة المناسبات الجامعة.
الذكرى العاشرة لاستشهاد جورج حاوي هي العنوان، أما المبادرة، فقد أتت هذه السنة على يد ابنته نارا حاوي، وهي كبيرة البنات، ولعلها كانت الأقرب إلى قلب الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني منذ صغرها حتى لحظة استشهاده.
تلقف الحزب الشيوعي المبادرة وأرادها أن تكون جامعة. أطلقت نارا حاوي لجنة لإحياء الذكرى تضم مؤسسة جورج حاوي وشبيبة جورج حاوي والحزب الشيوعي وعشرات الشخصيات اللبنانية والفلسطينية. معظم هؤلاء لبوا الدعوة، باستثناء قلة قليلة قررت الانسحاب في آخر لحظة بسبب غلبة العقل العشائري الانتقامي على سلوكياتهم، فما إن عرفوا أن ثمة كلمة للحزب الشيوعي سيلقيها خالد حدادة، حتى قرروا الانسحاب، لكأن الرسالة كانت موجهة ليس لمن قرروا إحياء الذكرى، بل لإرضاء المعترضين على سياسات الحزب الشيوعي وخياراته اللبنانية والعربية.
وقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من المواقف عشية الذكرى وبعدها، كما جرى التفاعل مع الصور التي أعقبت الاحتفال، في مشهد كان مختلفا عن مشهد أولئك الذين كانوا يلتقطون الصور على أرض الاحتفال ويتصافحون ويتعانقون ويسألون بعضهم البعض: «هل عرفتني؟». ولم يغب مشهد تقديم الأولاد والأحفاد لكأن الشيوعيين صاروا عائلة صغيرة، ولو أن ميزتها أنها عابرة لكل الطوائف والمناطق.
ويسجل لنارا حاوي أنها أنصفت تاريخ والدها وحزبه وكل مسيرة المقاومة الوطنية بقولها: «إن من أفتى بقتل جورج حاوي ليس سوى حاخام إسرائيلي وإن كان يتكلم اللغة العربية».
الاحتفاء بسنوية جورج حاوي العاشرة بدأ بالنشيدين اللبناني والشيوعي ثم إضاءة شعلة جورج حاوي أمام النصب الذي أقيم في الساحة التي سقط فيها في وطى المصيطبة. إكليلا زهر «من كل الوطن إلى جورج حاوي» وضعهما شيوعيان قديمان، قبل أن يختفيا بين الجمهور وغابة الإعلام والأناشيد.
كان لافتا للانتباه وجود من قدم لتوه من جرود رأس بعلبك حاملا معه «خيار» إعلان الحزب الشيوعي عن وجود مقاتلين له يحملون السلاح في قرى البقاع الشمالي، وآخرون قدموا من عرسال وغيرها للتضامن.. وربما العتب والتحذير من «دعسات ناقصة»!
اصطف الحضور بصورة نصف دائرية وألقت رئيس مؤسسة جورج حاوي نارا حاوي كلمة أعلنت فيها رفضها اختزال الشهيد حاوي في أي اصطفاف بين ٨ أو ١٤ آذار، معتبرة أن «الأقرب إلى قلب حاوي الأول من أيار» لكونها مناسبة عابرة للطوائف والمذاهب، قبل أن تغمز من قناة «ظلم ذوي القربى» الذين قالت عنهم مخاطبة والدها: «لو عدت اليوم لحاربك بعض الداعين إليك وسمّوك شيوعيا».
ثم اعتلى المنبر الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة معتبرا أن الخطر الإرهابي مكمل للخطر الصهيوني، وقال إن المواجهة مع الإرهاب مفتوحة «وبكل الوسائل العسكرية والشعبية»، مشددا على ضرورة إقامة تواصل بين قرى المواجهة، وتحديدا في منطقة البقاع الشمالي «لمنع اللعب على الوتر المذهبي والطائفي». حدادة شدد في كلمته على ضرورة تأمين الصمود الشعبي في ظل تقاعس الدولة عن القيام بواجبها على سائر الصعد لدرء الخطر الإرهابي بما فيها «تركها للجيش اللبناني دون غطاء في مواجهة الإرهاب».
(السفير)