مقالات مختارة

«داعش» في عكار وطرابلس… جهاد نافع

 

ماذا لو اصبح «داعش» على ابواب لبنان الشمالية؟ من يواجه «داعش» حينها، ومن يعلن الولاء له؟ وماذا سيكون موقف تيار المستقبل ونوابه خاصة، وقوى 14 آذار عامة؟

تساؤلات تطرحها الاوساط الشمالية وهي تراقب التطورات الدراماتيكية الجارية على الساحة السورية سواء في جرود عرسال والقلمون، او في حمص وريفها..

تشيرهذه الاوساط الى ان مخاوف شتى تعتري المناطق السورية المحيطة بالحدود اللبنانية من الشمال الى الشمال الشرقي وصولا الى السلسة الشرقية بالرغم من حجم الانتصارات التي حققها الجيش السوري في الداخل وحزب الله في جرود عرسال والقلمون حيث تم دحر العصابات الارهابية التكفيرية في مدة زمنية قياسية فاقت كل التوقعات.

وحسب هذه الاوساط ان الجيش السوري يستعد حاليا لاستعادة تدمر الى حضن الدولة السورية في وقت يعمل فيه على ملاحقة العصابات الارهابية في حمص وتحصين المدينة ازاء اي احتمال لهجمات التكفيريين باتجاه هذه المدينة مما يدفع الخطر عنها ويعزز من حماية قرى وبلدات ريف حمص المحاذية للاراضي اللبنانية، وان الجيش السوري عزز جيدا من مواقعه العسكرية على طول الحدود واحكم السيطرة على كل المعابر الحدودية غير الشرعية التي يكاد ان يستحيل على اي ارهابي او مجموعات التسلل منها.

ويوضح مصدر في وادي خالد ان الحادثة الاخيرة التي ادت الى مقتل شابين احدهما سوري هو ابن خالة الشاب القتيل الآخر من وادي خالد لم يكن في سياق تسلل ارهابي وانما قتلا على الضفة السورية للنهر الكبير في قرية العريضة الغربية السورية اثناء عودتهما من بيت جدهم حيث يعملان في مزارع الدجاج وان قتلهما جاء بعد الاشتباه بهما ليلا، وان ذلك يدل على حالة الاستنفار والجهوزية للجيش السوري الذي يحبط اية محاولة تسلل نتيجة احكام السيطرة على الحدود كلها.

لكن وسط كل ذلك لا تخفي المصادر مخاوفها من «قبة باط» قد تؤدي باجتياح «داعش» لمدينة حمص وبالتالي وصوله الى الحدود الشمالية.

هذه المصادر تعتقد ان وصول «داعش» الى المنطقة الحدودية يعني بالضرورة ان «داعش» لن تكتفي باجتياح حمص وريفها بل ستتابع اجتياحها لتطال في البدء عكار وصولا الى طرابلس.

تشرح هذه المصدر ان «داعش» يعتمد في اجتياحه على الموجات البشرية وعلى ممارسة الارهاب بابشع اشكاله لبث الرعب في الناس وان المخطط الارهابي التكفيري لا يزال يسعى الى منفذ بحري يعتقد انه يجده في الشمال في مرفأ العبدة ومرفأ طرابلس ويسود الاعتقاد لدى «داعش» ان في الشمال بيئة حاضنة لفكرهم التكفيري مما يعزز لدى هذا التنظيم سعيهم نحو الشمال اللبناني.

يشير مصدر سياسي شمالي الى ان قيادات التيار الازرق في طرابلس والشمال لا تزال تعتقد وتعمم ان المزاج الطرابلسي خاصة والشمالي عامة، هو مزاج مستقبلي بامتياز، وان لدى التيار الازرق قواعد شعبية واسعة وفاعلة، وهنا يطرح المصدر تساؤلا:

كيف ستكون ردة فعل تيار المستقبل عند وصول «داعش» الى الحدود الشمالية،وما موقف قيادات «الازرق» في حال اجتاح «داعش» عكار وطرابلس؟

هل يواجه التيار الازرق هذا الاجتياح؟ أم يعلن الولاء مع حفاوة ترحيب؟؟

برأي المصدر واوساط سياسية شمالية ان تيار المستقبل وانصاربعض نوابه – حسب توقعاتهم – سينقسمون الى فئتين:

فئة تنكفئ وتختفي عن الانظار وتقف موقف المتفرج،وفئة ستسارع الى اعلان الولاء والاحتضان ورفع الراية الـ«داعشية»، وتبدو مؤشرات هذه الفئة من مواقف نواب وقيادات فاعلة في التيار الازرق، منهم من يبرع في تسويق الفكر الـ«داعشية»، ومنهم من هو على تواصل مع «داعش» والنصرة وسبق له ان لعب ادوارا بارزة في التنسيق والتعاون والاحتضان.

ولا تخفي مصادر شمالية تخوفها من احتضان سياسي طرابلسي للموجة الارهابية التكفيرية وان هذه المخاوف تتجلى في المواقف التي صدرت منذ اسابيع حين بدأ الجيش السوري وحزب الله في تحقيق الانتصارات وتحطيم «اسطورة» «داعش» والنصرة المزعومة في جرود القلمون وعرسال وقد انعكس ذلك احباطا لدى كل مكونات قوى 14 آذار التي لم تتوقع هذه الانتصارات بفترة قياسية غير مسبوقة.

اضافة الى ذلك – يضيف المصدر – ان قواعد «الازرق» الشعبية في عكار وطرابلس وقواعد بعض النواب هي في الاساس مشحونة مذهبيا وجرى تعبئتها على اسس مذهبية وكثير من هذه القواعد تنظر الى النصرة و«داعش» على انها منظمات تجاهد في سبيل اعلاء كلمة اهل السنة، حتى ان احد النواب جهد لتبرير مفهوم الارهاب وأحقيته في الزود عن اهل السنة، ولم يجهد أيا من هؤلاء النواب ولا قيادة الازرق في شرح انحراف «النصرة» و«داعش» عن مفاهيم الاسلام الصحيحة ولذلك بدت البيئة انها جاهزة لاستقبال هذه المنظمات التكفيرية لرفع راية اهل السنة وخلق توازن قوى في مواجهة حزب الله.

هذا المصدر يعتبر ان مواقف الازرق وادعاء بعض قياداته في محاربة الارهاب ما هي الا لذر الرماد في العيون، وانه لو كانت هذه المواقف جدية لاتخذت مواقف اكثر صرامة في مواجهة رموز القوى التكفيرية التي لا تزال تتواصل مع «النصرة» والجميع يعرف هذه الرموز التي تتحرك حرة وتنشط في نشر فكرها التكفيري وسط الشباب الناشئ دون أن تلقى محاسبة او رقابة من احد بل تلقى الرعاية والاحتضان السياسيين من بعض النواب والقيادات الزرقاء.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى