بيت القصيد في سوريا
غالب قنديل
تمثل سوريا قلب الصراع على مستقبل العالم وتوازناته ورغم التخريفات والتمنيات الأميركية الخليجية والعثمانية حول تعديل أو تغيير في أي من الموقفين الروسي والإيراني تثبت الوقائع أن حلفاء سوريا يزدادون اقتناعا بأهمية دورها وصمودها وبصلابة رئيسها وتصميم شعبها وجيشها على دحر عصابات الإرهاب التي ليست سوى أداة لعدوان استعماري تشارك فيه دول الناتو والكيان الصهيوني وحكومات تركيا والسعودية وقطر والأردن هذه الحقيقة تساندها حقيقة أخرى لاتقل أهمية وهي أن خليط الإرهاب متعدد الجنسيات فيه ثقل نوعي أجنبي وقد باتت المزاعم عن كونه تمردا شعبيا داخليا واهية حتى الاضمحلال فواجهات المعارضة في فنادق الخارج لاتمون على خرطوشة او فشكة بالتعبير الشعبي القديم والقاعدة بجناحيها وملحقاتها هي التي تخوض القتال على الأرض .
يعيش المجتمع السوري حالة من القلق الوجودي بينما تتقلص في سائر أنحاء سوريا نسبة انخراط السوريين في التنظيمات الإرهابية وبات النزوح إلى مناطق سيطرة الدولة الوطنية والجيش العربي السوري هو العلامة المرافقة لسقوط أي منطقة في قبضة العصابات بما فيها تلك التي يقال ان فيها حاضنة للتكفيريين.
تستمر تلك التنظيمات الإرهابية بالوجود والعمل طالما تتلقى المال والسلاح ويتدفق إلى صفوفها مجندون ومرتزقة عبر حدود تركيا والأردن ومن الجولان المحتل بعد انكشاف الدور الصهيوني المباشر في التدريب والتسليح والتجنيد.
منذ البداية أكدت سوريا على أهمية تجفيف المنابع وقطع خطوط الإمداد عن العصابات الإرهابية وبعد مطالبات متكررة وبفضل الضغوط الروسية الصينية والإيرانية استصدر قرار أممي ما زال معلقا لأن الولايات المتحدة تعطل التنفيذ وهي تريد إطالة أمد الاستنزاف لمنع نهوض الدولة الوطنية السورية ولتأخير تعافي المجتمع السوري الذي ألحق به مخططو الحروب الأميركيون كارثة تستدعي جهودا وزمنا من رصيد قوة سوريا وفرص نموها.
كلمات الرئيس بشار الأسد في استقبال دي ميستورا هي بيت القصيد فلا قيمة لأي كلام عن دعم الحلول السياسية طالما يتواصل دعم الإرهاب ولا يمكن لأي دولة في العالم ادعاء دعم الحلول السياسية بينما تتغاضى عن استمرار حلف دولي اقليمي في مساعدة عصابات التكفير في سوريا وتسهيل مدها بالسلاح والمال والمقاتلين الجاري استجلابهم من جميع أنحاء العالم .
بيت القصيد السوري يحاصر النفاق الدولي ويفضح الدجالين في جميع العواصم وخلف الموقف إرادة صلبة لشعب صامد ولجيش مقاتل وتصميم على استرجاع آخر شبر سوري من براثن المعتدين والبرابرة ومهما كانت الكلفة ستظفر سوريا بانتصارها لأنها تعرف من خبرة التاريخ أن التفريط بذرة من الاستقلال والسيادة يعنى ارتضاء الخنوع للمستعمرين وهو ما رفضه السوريون على مر التاريخ وكانوا قبلة المقاومة وقلعتها على الدوام .