السويداء في قلب المعركة كمال ذبيان
كان لسقوط اللواء 52 في الجيش السوري المتمركز في درعا، بمواجهة العدو الاسرائيلي، صدمة معنوية لدى ابناء محافظة السويداء ذات الاغلبية السكانية من طائفة الموحدين الدروز، لكنه لم تكن ضربة قاضية، وفق مصادرسياسية مطلعة على الوضع العسكري في جنوب سوريا، وان المعارك في محافظة درعا بين الجيش السوري والمسلحين من الجماعات الارهابية، بدأت منذ اندلاع الازمة السورية، وفي الحرب هناك كر وفر، تقدم وتراجع، دون ان يعني ذلك، انه لن يكون لسيطرة المسلحين على اللواء 52 انعكاسات سلبية نفسية ومعنوية، اضافة الى تبدل في ميزان القوى العسكري.
وما حصل في درعا، ترددت صداه في محافظة السويداء المجاورة تضيف المصادر، التي يعيش اهلها قلقاً على المصير، وقد هالهم ما حصل في بلدة «قلب اللوزة» في جبل السمّاق في ريف إدلب، بحق اخوانهم واقاربهم من الموحدين الدروز الذين ذبح منهم حوالى 40 مواطناً بين شيخ وطفل وشاب، حيث شحنت النفوس في بلدات جبل العرب وعبأتهم هذه المجزرة ليحملوا السلاح ويطلبوه، ليدافعوا عن وجودهم، وفق ما تقول المصادر التي لا تصف الوضع في محافظة السويداء بالمأساوي، ولا توافق من يروّج انها ستسقط في يد الارهابيين، او ان الاهالي بدأوا بالنزوح عنها، او غير ذلك من تناقل اخبار غير صحيحة.
فالجيش السوري الذي انسحب لواء 52 الى اماكن اخرى، ما زال موجوداً وان قواته تقاتل وتتصدى للمسلحين الذين قدموا من الاردن بعد انتهاء تدريبهم، كما تشير المصادر، وان الطيران الحربي السوري، ما زال يقوم بطلعات جوية، ويغير على مواقع المسلحين ويمنع تقدمهم، وهو قصف تجمعاتهم في مقر اللواء 52 الذي دخلوا الى اطرافه، وهذا يؤكد ان المعركة مستمرة في درعا، وان مطار «الثعلة» الذي حاول المسلحون الوصول اليه، لم يسقط بيدهم، كما حاول البعض الترويج له، وهذا ما يؤكد ان الحرب هي كر وفر.
اما عن الوضع في السويداء، فانه اختلف عما كان عليه قبل اشهر، وان القيادة السورية تتجاوب مع العميد المتقاعد نايف العاقل، وتزود «درع الوطن» الذي يضم حوالى 30 الف مقاتل بالسلاح ومن كل انواع، وان التنسيق قائم بين قيادة الجيش السوري، وقيادة «درع الوطن» الذي هو بمثابة «الجيش الشعبي» الذي يقاتل الى جانب الجيش السوري تقول المصادر التي تكشف عن ان عناصر «درع الوطن» صدوا محاولات تسلل على بلدات الحقف وداما ومطار «الثعلة» وطلبوا من سلاح الجو السوري المساندة بالقصف، وهذا ما حصل، مما يؤكد على ان الاوضاع تتحسن وتتحصن، والمناخ الشعبي يميل الى التفاؤل، مع وجود قلق لدى ابناء بلدات محافظة السويداء، لكن الاستنفار والجهوزية وتعاضد الاهالي، هي التي تسيطر في المنطقة التي دخلت فعلياً في المعركة، بعد سنوات من الاسترخاء، فاصبح الخطر التكفيري على الابواب، مما حفّز الاهالي على ان يهبوا الى السلاح ويطلبوه، للدفاع عن النفس.
فالسويداء اصبحت في قلب المعركة بعد ان كانت خارجها او على اطرافها، تقول المصادر التي تشير الى ان مشايخ العقل الثلاثة في الجبل، هم الذين اصدروا «أمر اليوم» للاهالي كي ينخرطوا في المعركة ضد التكفيريين، وما شجعهم اكثر على هذا القرار، ان من يدعوهم الى الحياد وعدم التورط مع النظام السوري، لم يوفر الحماية لاهالي جبل السمّاق في ريف ادلب، وان مصير ابناء محافظة السويداء، لن يكون افضل مما لحق بدروز «قلب لوزة»، عبر قتلهم من قبل عناصر «النصرة» التي هي «وداعش» وجهان لعملة واحدة من التكفير والارهاب، ولن تكون محافظة السويداء، خارج الصراع مع التكفيريين.
والسويداء في خارطة الصراع، هي في موقع استراتيجي، بوابة الجنوب الى دمشق، ولن يسمح النظام بسقوطها، لانه يسقط معها، وهي بالنسبة له خط احمر سيدافع عنها، وبدأ يدرس الثغرات التي حدثت ليسدها، وان الرئيس السوري بشار الاسد يوليها الاهمية، ويعطيها من وقته، ويتواصل مع اصدقاء وحلفاء له في سوريا ولبنان، لتقديم ما تحتاجه لتعزيز صمودها.
(الديار)