من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : سلام يعلّق جلسة الخميس وعون يلوّح بالشارع وجنبلاط ينتقد الأنانيات الحكومة: “عض أصابع”.. واللبنانيون يصرخون
كتبت “السفير: لبنان بلا رئيس للجمهورية، لليوم الثمانين بعد الثلاثمئة على التوالي.
يستمر الشغور الرئاسي في إنتاج الأزمات وتصديرها الى المؤسسات الدستورية تباعا، تعبيرا عن واقع غير طبيعي يكاد يتحول من “استثناء” الى “قاعدة”.
وآخر “العوارض الجانبية” للشغور أصاب من جديد الحكومة المترنحة التي قرر رئيسها تمام سلام التريث في دعوتها الى الاجتماع، في انتظار اتضاح المسار الذي ستسلكه إشكالية التعيينات الامنية بعد قرار العماد ميشال عون برفض الخوض في أي بند على جدول الاعمال قبل تعيين قائد جديد للجيش.
ولعل موقف سلام يعكس رغبته في إعطاء عون إشارة الى انه يرغب في معالجة هواجسه لا تجاهلها، من دون ان يعني ذلك ان تعليق الجلسات سيكون مفتوحا، مع العلم ان هناك من يفترض ان عون لن يحتمل تداعيات توقف الحكومة عن العمل كليا، بينما يؤكد آخرون ان الجنرال جاهز لمعركة “عض الأصابع” ولن يصرخ أولا.
لكن الأكيد وسط كل الفرضيات ان اللبنانيين هم وحدهم الذين يصرخون يوميا، بفعل التحلل المستمر في جسم الدولة المشرّعة على المجهول.
وبينما تتخبط الحكومة في “جرودها السياسية” وتنتظر نتائج الاستعانة بـ “الصديقين” نبيه بري ووليد جنبلاط، تابع “حزب الله” تطهير جرود القلمون وعرسال من المجموعات التكفيرية، وهو حقق أمس المزيد من التقدم على الارض، حيث واصل الإطباق على مواقع مسلحي “جبهة النصرة” الذين تابعوا تراجعهم الى الخلف.
سياسيا، قال الرئيس تمام سلام لـ “السفير” انه قرر التريث في الدعوة الى الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، في انتظار تبلور نتائج الاتصالات والمشاورات التي تجري للخروج من المأزق المستجد، وتبيان ما إذا كانت هناك إمكانية للحلحلة، مشيرا الى ان الرئيس بري والنائب جنبلاط يمكن ان يؤديا دورا إيجابيا على هذا الصعيد.
وتابع: لقد قررت إعطاء هذه الفرصة للمساعي السياسية لأنني لا أستطيع أن أتجاهل وزن القوى المتمسكة بمناقشة بند التعيينات الامنية أولا، ولكنني في الوقت ذاته لا أستطيع ان أقبل بتعطيل عمل الحكومة بسبب خلاف حول مركز أو موظف، لان مثل هذا التعطيل سيؤدي الى الإضرار بمصالح الناس والدولة.
وتساءل: كيف لمن يطالب الحكومة بأن تتخذ كل الاجراءات لمواجهة الارهابيين وان تؤمن الغطاء السياسي للجيش في هذه المواجهة، ان يدفع في الوقت ذاته نحو شل مجلس الوزراء؟
وشدد على ان مسألة تعيين قائد للجيش تُناقش في وقتها، معتبرا ان الأجدر بمن يستعجل التعيين في هذا الموقع ان يستعجل معالجة الشغور في المركز الاول على مستوى الدولة والمتمثل في رئاسة الجمهورية.
ودعا القوى السياسية الى التصرف بحكمة، وعدم الانزلاق الى نقطة اللاعودة.
وعلى وقع الازمة الحكومية المستجدة، استقبل بري، في عين التينة أمس، جنبلاط يرافقه وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور والنائب غازي العريضي.
وقال جنبلاط لـ “السفير” بعد تبلغه قرار سلام تعليق جلسة مجلس الوزراء ان الخلافات السياسية التي تعطل المؤسسات الدستورية، الواحدة تلو الأخرى، هي في عمقها خلافات ثانوية وسخيفة يجب عدم السماح لها بشل الدولة، فيما النار تلتهم كل شيء من حولنا وتهدد بالتمدد الينا.
تابعت الصحيفة، أما على خط الرابية، فقد واصل عون رفع سقفه السياسي وتعبئة جمهوره، مستعيدا شيئا من طقوس الاستقبالات الشعبية في قصر بعبدا أيام ترؤسه الحكومة العسكرية.
وأكد عون أمام وفود شعبيّة زارته في الرابية أمس، ان خيار اللجوء الى الشارع غير مستبعد، وقال: نحن اليوم معترضون سياسياً، وربما نصل إلى مرحلة الاعتراض شعبياً، ولذلك قد نُضطر إلى استدعائكم في تلك اللحظات الحاسمة لتكونوا موجودين إلى جانبنا.
وأضاف: من هجّروا المسيحيين بالسلاح والدّماء من المشرق، قد تكون خطّتهم تهجيرنا من خلال تفريغ المراكز المسيحيّة في الدولة من فاعليّتها، إذ يأتون إليها بـ “أشخاص – كومبارس”، يكونون أدوات في أياديهم، ونحن لن نقبل بأن نكون “كومبارس” أو أداةً لأحد بعد الآن.
الديار : المقاومة سيطرت على مُرتفعات قرنة التنور .. والجيش جاهز للتصدّي للمسلّحين الحكومة دخلت مرحلة الشلل.. فهل يلجأ سلام الى تكرار تجربة السنيورة ؟ عون : قد نصل الى الاعتراض شعبياً.. ويُخططون لتهجير المسيحيين من لبنان
كتبت “الديار”: انجازات في جرود عرسال للمقاومة، مسلحو “جبهة النصرة” يفرون تحت سوط النار، فقد تهاوت كل مواقعهم وقتل من قتل منهم، ومخابئهم اضحت مكشوفة امام المقاومة، كما فعلت قوة خاصة منها باقتحام احد الكهوف حيث كان متزعم “النصرة” ابو مالك التلي.
سياسياً، اتصالات بعيدة عن الاضواء هدفها تفكيك لغم تعطيل وشلل مجلس الوزراء.
ماذا في ميدان جرود عرسال؟
سيطرت قوات النخبة في المقاومة على مرتفعات قرنة التنور شرق جنوب جرود عرسال، وتتابع تقدمها في الجرود وسط سقوط قتلى وجرحى في صفوف مسلحي جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، بحسب ما أفادت مصادر المنار.
وأوضحت المصادر ان قرنة التنور تشرف على وادي عويس ووادي اطنين ووادي الخيل ووادي القصيرة في جرود عرسال.
ولفتت المصادر إلى حالات فرار في صفوف مسلحي جبهة النصرة من مرتفعات الحصن ووادي الخيل شرق جرود عرسال باتجاه مخيمات النازحين ومدينة الملاهي في عرسال.
وتسيطر قوات النخبة في المقاومة على مرتفعات مثلث حرف الدبول شرق جنوب جرود عرسال، ما مكنها من السيطرة بالنار على مداخل المعابر التي تستخدمها “جبهة النصرة” باتجاه وادي الحقبان ووادي الحريق ووادي الخيل شرق شمال جرد عرسال.
وتكمن أهمية السيطرة على حرف الدبول في كونه يشرف بالكامل على مثلث وادي الحقبان ووادي الحريق ووادي الخيل شرق شمال جرد عرسال.
ولاحقاً، سيطر حزب الله على معبر الحمرا ـ القصير الذي يربط جرد فليطا بجرد عرسال، وهذا المعبر كانت قد استعملته جبهة النصرة للتسلل نحو لبنان، من سوريا، كما دهم مغاور بينها مخبأ ابو مالك التلي.
اذاً، المساحة الجغرافية التي سيطر عليها حزب الله في جرود عرسال اللبنانية تتجاوز الـ680 كيلومترا مربعاً كانت محتلة من “جبهة النصرة” التكفيرية ولم يبق الا القليل القليل امامه من الجهة اللبنانية.
مصادر ميدانية متابعة للمعركة اكدت ان الحديث عن عرسال ـ 2 في سيناريو جديد واسلوب مختلف عن عرسال الاولى ليس مستبعداً ايضاً، لأن المسلحين الهاربين من الجرود العرسالية ومخيمات النازحين السوريين يستعدون لجولة اخرى ربما ستكون اعنف من الاولى، ومؤشر ذلك ما يتم التداول به عن تعزيزات للمسلحين وتزايدهم ورصد ظهور لـ”داعشيين” داخل مخيمات النازحين في عرسال.
واكدت المصادر ان معركة “داعش” في عرسال لا تشبه معاركها في العراق او سوريا، فهي لم تخض معركة الا بعد سقوط المدن بالكامل وبعد تدميرها، اما معركة القلمون فانتهت بانسحاب المسلحين تحت وطأة نيران المقاومة والمواجهة الشرسة التي وقعت مع المسلحين والتي كبدتهم خسائر كبيرة.
وقالت مصادر عسكرية ان وحدات الجيش في عرسال ورأس بعلبك على اتم الاستعداد وجاهزة لافشال اي محاولات قد يلجأ اليها المسلحون للهرب باتجاه مناطق الجيش من داخل الجرود حيث يتقدم عناصر المقاومة باتجاه مواقع المسلحين.
واوضحت المصادر ان الجيش عزز مواقعه الامامية في المنطقة خلال الايام الماضية، وان لا احد يتمكن من الاقتراب نحو بلدة عرسال ومحيطها، بما في ذلك الى مخيمات اللاجئين السوريين في داخلها. اما المخيمات في محيطها فهي شأن اخر وسيصار الى وضع الحلول اللازمة التي تمنع استخدامها من قبل المسلحين. واكدت ان الجيش يدرس ما صدر عن الحكومة بخصوص جرود عرسال وسيصار الى اتخاذ القرار المناسب. واشارت الى ان وحدات الجيش تتعامل بما يلزم مع اي تحركات مشبوهة للمسلحين في الجرود، سواء في مقابل بلدة عرسال او رأس بعلبك. واوضحت ان مجموعات المقاومة باتت في مناطق قريبة من مواقع الجيش، لكن هناك مرتفعات تفصل بين مواقع الجيش ومجموعات المقاومة.
سياسيا، قالت مصادر وزارية ان الحكومة اصبحت عملياً في تصريف الاعمال، رغم ان رئيس الحكومة سيستمر في الدعوة لعقد جلسات مجلس الوزراء اسبوعياً. اضافت ان وزيري التيار الوطني الحر سيصران في كل جلسة على مناقشة ملف التعيينات الامنية، وطالما ان هذه القضية لم تنته فهناك استبعاد بان تتم مناقشة جدول الاعمال، مشيراً الى أن وزيري حزب الله ووزيري الارمن والمردة سيتضامنان مع موقف وزراء التيار الوطني، وهو ما يعني الشلل الحكومي، الا اذا ذهب رئىس الحكومة تمام سلام نحو تكرار تجربة حكومة فؤاد السنيورة بعد العام 2006 عندما انسحب منها الوزراء الشيعة واصر يومذاك السنيورة على استمرار الجلسات من دون الاخذ بالاعتبار ميثاقية الحكومة. وفي مطلق الاحوال، كان لافتاً ان رئىس الحكومة تمام سلام لم يدعُ الى جلسة جديدة لمجلس الوزراء يوم الخميس المقبل، كما درجت العادة كل سبت، ما اوحى بان الجلسة لهذا الاسبوع قد “تطير”.
ومن أجل حلحلة شلل الحكومة زار مساء امس النائب وليد جنبلاط الرئيس نبيه بري في عين التينة، وتمنى بعد اللقاء ان تذلل كل العقبات الداخلية، وقال: لا بد من تشريع الضرورة وسنعمل معاً للحفاظ على لبنان، لبنان الذي نستطيع ان نحافظ عليه بالرغم من ان النار تحرق كل شيء في المحيط.
ويبدو ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون بدأ تصعيده التدريجي فلليوم الثاني على التوالي يستقبل حشودا في دارته في الرابيه وقد قال امس : “اننا معترضون سياسياً، وقد نصل الى مرحلة الاعتراض شعبيا””، وأكد “اننا من الفئة المضطهدة في الوطن، وخصوصا المسيحيين، لأن من هجروا المسيحيين بالسلاح والدماء من المشرق، قد تكون خطتهم تهجيرنا من خلال تفريغ المراكز المسيحية في الدولة من فاعليتها.
الأخبار : مأزق الحكومة يراوح مكانه : بري وجنبلاط : لا مبادرة
كتبت “الأخبار”: رجّحت أوساط سياسية أن تشهد بداية الأسبوع حركة مشاورات للبحث في سبل الخروج من المأزق الحكومي، فيما رفض وزير الداخلية نهاد المشنوق، في حديث تلفزيوني، القول إن الحكومة أصبحت خارج الخدمة. ولفت المشنوق إلى أن الحكومة “ستعود إلى العمل بعد أسبوع أو أسبوعين”، وأن رئيس الحكومة تمام سلام لن يدعو إلى جلسة الأسبوع المقبل ليترك المجال أمام اتصالات ومساع قد يقوم بها الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط للوصول الى مخارج”.
وزار جنبلاط، أمس، برّي في عين التينة، يرافقه الوزير وائل بوفاعور والنائب غازي العريضي. مصادر مقرّبة من رئيس المجلس نفت أن يكون الزعيم الاشتراكي قد حمل أي مبادرة، وقالت: “لا شيء استثنائياً. وقد عبّر جنبلاط عن مخاوفه، وتطرق إلى الشلل الذي أصاب المجلس النيابي”. وأضافت إن “الزيارة هي تذكير بموقف جنبلاط الداعم لموقف الرئيس برّي في موضوع الحكومة والمجلس النيابي”، وأن بري “أكد أنه لن يسمح بأن يصل الشلل إلى مجلس الوزراء”. ولفتت المصادر الى أن “لا معطيات جديدة تشير إلى أننا ذاهبون إلى جلسة تشريعية قريبة، ولا اتفاق إلا على ضرورة تحصين الساحة الداخلية”.
وأكدت أن “بري وجنبلاط مرّا سريعاً على التطورات الأمنية والعسكرية في جرود عرسال، من دون أن يبدي الأخير أي موقف منها، إيجاباً أو سلباً”. ونفت المصادر ما يشاع عن “تحالفات واصطفافات جديدة”، مؤكدة أن “العلاقة مع حزب الله راسخة ومتينة، وكذلك مع تكتل التغيير والإصلاح الذي نختلف معه على التفاصيل، لا على الموقف الاستراتيجي”.
جنبلاط أعرب بعد اللقاء عن الأسف “لبعض الخلافات الداخلية التي تعطل على لبنان فرصاً تاريخية”. وقال: “سنحاول والرئيس بري سوياً تذليل بعض العقبات السياسية لتثبيت الاستقرار، وأن نصل إلى ما يسمى تشريع الضرورة. وسنبذل كل جهد للحفاظ على لبنان بالرغم من أن النار تحرق كل شيء في المحيط”.
كذلك استقبل النائب سعد الحريري، في الرياض، النائب فؤاد السنيورة والوزير المشنوق ومدير مكتبه نادر الحريري. وقالت مصادر المستقبل إن اللقاء “ناقش سبل مواجهة التعطيل الحكومي الذي يقوده عون وحزب الله”.
من جهة أخرى، اعتبر المشنوق أنه “دستورياً لا يحق لأي من الوزراء تحديد جدول الأعمال”، موضحاً أن “رئيس الحكومة هو من يحدد جدول الأعمال ويدير الجلسة”. وشدد على أن تعيين قائد الجيش “ليس قضية وجودية بالنسبة إلى المسيحيين مثلما يصور العماد ميشال عون والوزير جبران باسيل، وهذا الحديث خارج السياق السياسي والعقلاني الواعي”. وأكد رفض بحث موضوع تعيين قائد للجيش قبل انتهاء ولاية العماد جان قهوجي، مشدداً على أن “لا حصرية في تمثيل المسيحيين”. وقال إنه أبلغ عون عندما زاره أخيراً أن موضوع قيادة الجيش “لن يبحث قبل شهر أيلول”، لافتاً إلى أن خيار التمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص لمدة سنتين يفرضه ثبات المؤسسة.
في غضون ذلك، واصل التيار الوطني الحر التلويح بالاحتكام إلى الشارع. فقد كرّر العماد ميشال عون في كلمة أمام وفود من هيئة قضاء بعبدا “أننا قد نحتاجكم يوماً ما لتقترعوا بأقدامكم كما اقترعتم أنتم وآباؤكم وأجدادكم في بعبدا عام 1990 و1991″، مشيراً الى أننا “لسنا متشائمين من الوضع، لكننا نريد أن نتصدى له”. ورأى أنه “حتى الآن الأزمة مستمرة وتزيد يوماً بعد يوم لأنهم يزيدون الفراغ بالبلد في مرحلة يتعرض فيها مسيحيو الشرق للتهجير”. وشدد على أنه “سيكون لنا موقع بجهدكم وتضامنكم ومع حلفاء لنا يقاتلون اليوم للدفاع عن لبنان”.
البناء : بعد حمد ومرسي “لعنة سورية” تلاحق أردوغان : تركيا تهزم “الإخوان” وتحرمهم تعديل الدستور وتشكيل الحكومة الراعي برعاية الأسد وجنبلاط عند بري طبخات هادئة والنار في عرسال
كتبت “البناء”: دخلت تركيا النفق السياسي المظلم، وخطت الخطوة الأولى نحو الفوضى السياسية، والتحجيم الإجباري لدورها الإقليمي المنطلق أصلاً من سعي حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه رجب أردوغان لفرض مشروع “الإخوان المسلمين” على الأتراك، وعبر مكانة وقدرات تركيا على المنطقة، بالتالي السير نحو هدفين لا يحظيان بالقبول من سائر المكونات التركية الحزبية والسياسية، وهما داخلي يتمثل بالانتقال عبر تعديل جذري للدستور من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وملامسة مقاييس السلطنة في دور رئيس الجمهورية المفترض أنه أردوغان لولايات ثلاثة جديدة تحتسب من تاريخ التعديل، والثاني خارجي عنوانه استعادة أمجاد السلطنة العثمانية بمدّ النفوذ التركي المدمج بالهوية الإخوانية ليطاول العالم الإسلامي انطلاقاً من البلاد العربية، خصوصاً سورية ومصر.
الكلّ كان يعلم أنّ ردع تركيا وإعادتها عنصراً إيجابياً في أزمات المنطقة، أمر لا يمكن تحقيقه بالمواجهة الخارجية التي ستمنح حزب أردوغان فرصة الادّعاء بالدفاع عن تركيا والزجّ بقدراتها في حروب مجنونة، ولذلك كان كلما يظهر حجم التورّط التركي مع “داعش”، أو حجم الرعاية التركية للجماعات المسلحة التي تقاتل في سورية، خصوصاً مشروع تعويم “جبهة النصرة” وتبنّيها، وتعويمها كفريق قابل للدمج بالعملية السياسية وهي الفرع الرسمي لتنظيم “القاعدة”، كانت العيون تشخص نحو الداخل التركي، وينطرح السؤال، متى ستستيقظ تركيا ومتى سيقول الأتراك لأردوغان وجنون العظمة كفى؟
قدّم أردوغان من خلال سعيه للإمساك بصلاحيات تجعله ديكتاتوراً حاكماً، وما يعنيه من استفزاز للحسّ الديمقراطي لورثة أتاتورك من جهة، وقدم بسعيه لتهميش الحضور الكردي في البرلمان لضمان الغالبية اللازمة لتعديل الدستور وما تضمّنه من استفزاز للحسّ القومي للأكراد من جهة أخرى، الفرصة لتجتمع في الاستحقاق الانتخابي كلّ عناصر التراكم والاحتجاج والغضب والحماسة لجعل هذه الانتخابات معركة الفصل لتلقين “الإخوان المسلمين” الدرس الأهمّ في تاريخهم، وهو خسارة القلعة التي تأسّس عليها مشروعهم الحديث، تركيا، وهي إذا أضيفت إلى خسارتهم في مصر، ضربتان على الرأس لا يستطيع التنظيم الدولي للإخوان أن يستفيق منهما ربما لعقود طويلة.
هي “لعنة سورية” كما قال أكثر من معلق تركي بعد النتائج المفاجئة والمدوية للانتخابات التي توقّع كثيرون أن يخسر فيها أردوغان فرصة الحصول على ثلثي البرلمان، لكن قلة توقعت أن يخسر الغالبية المطلقة اللازمة لتشكيل الحكومة الجديدة، وربما قلة قليلة جداً توقعت النتيجة المهينة التي تمثلت بالـ40 في المئة التي حازها والتي تعني العجز المكعّب، فلا تعديل دستور ولا تشكيل حكومة منفرداً، ولا قدرة على تشكيل ائتلاف، وفوق ذلك مهانة بما تمثل من إعلان كامل واضح بسحب التفويض الشعبي من حزب حكم تركيا لعقد ونيّف.
تابعت الصحيفة، في لبنان بعض من الاستشراف لمتغيّرات، لكن من دون إدراك لحجم ماهيتها واتجاهها، فتحرك البطريرك الماروني بشارة الراعي نحو سورية على رغم الإصرار على الطابع الرعوي للزيارة، يحمل معاني رمزية، فهي كما كان يقول معارضو زيارة البطريرك نصرالله صفير أثناء زيارة البابا يوحنا بولس الثاني عندما قيل له لست مضطراً لأيّ نشاط سياسي ولا لإعلان مواقف سياسية ولتكن الزيارة رعوية ودينية فقط، وكان الجواب، إنّ مجرّد التحرك برعاية مؤسسات الدولة السورية وحمايتها هو موقف سياسي، وهذا بمثل ما كان صحيحاً يومها هو صحيح أكثر اليوم.
النهار : سلام : جدول أعمال الحكومة صلاحيّتي عون يلوّح بالشارع والسنيورة “ليعرف حدوده”
كتبت “النهار”: تعطلت الحكومة ولم تتعطل لغة الكلام، وإن يكن عالي السقف حالياً، لكنه سينخفض مجدداً استناداً الى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي توقع “شللا لمدة قصيرة يستفيق بعدها المعطلون”. ولم يدع الرئيس تمّام سلام الى جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل، على عادته كل سبت، ولن يفعل اليوم، في انتظار اتضاح المواقف اكثر، ذلك ان المواقف من جدول الاعمال معروفة سلفاً، بل ان “التيار الوطني الحر” يحاول فرض بند أول ووحيد على جدول الاعمال، وهو ما رفضه الرئيس سلام كما رفض التخلي عن صلاحياته، كما أكد لـ”النهار” قائلاً انه “حسم خياره في توجهين: الاول التريث في الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع على قاعدة ان الدعوة، كما وضع جدول الاعمال، من صلاحياته، والثاني دعم قائد الجيش جان قهوجي وتوفير كل الغطاء السياسي له وللمؤسسة العسكرية التي يعود اليها فقط توقيت تحركها وآليات التحرك في عرسال إنطلاقاً من القرار الاخير لمجلس الوزراء”.
ولم يخف رئيس الوزراء إنزعاجه اذ لاحظ “انهم يحملون الدولة دائما المسؤولية ويطالبونها بالخطوات والاجراءات، فيما يعمدون الى تعطيلها وتعطيل عملها. يريدوننا ان نعمل وأن نتابع الملفات ونحافظ على إدارة الدولة والاقتصاد والامن، فيما يمارسون لعبة التعطيل. ليست المرة الاولى التي نشهد فيها مثل هذه المقاربة للعمل الحكومي، لكن الفارق اليوم ان التعطيل يحصل تحت وطأة شلل للمجلس النيابي وشغور رئاسي دخل عامه الثاني”. وأضاف: “إن الجميع مدعوون إلى تحمل مسؤولياتهم”، متسائلاً: “هل يجوز أن نجمد البلاد من أجل منصب من هنا ومكسب أو منفعة من هناك؟”.
كذلك صرّح وزير العمل سجعان قزي لـ”النهار”: “لا نقبل أن يعطّل فريق الحكومة بل نقبل أن تعطّل الحكومة فريقاً، وخصوصا أن هناك إستحقاقات تتعلّق برواتب الموظفين والمعلمين ومخصصات المستشفيات ونقل إعتمادات لدفع الاجور، وبالتالي ما هي علاقة الناس بالتعيينات العسكرية؟ إننا نؤيد الرئيس سلام في القرار الذي سيتخذه”.
المستقبل : سلام يحذّر من أنّ “فاتورة التعطيل” باتت أكبر من قدرة لبنان.. وبري يدعمه “للآخِر” الحكومة معلّقة حتى نضوج “الاقتراحات”
كتبت “المستقبل”: على أرضية التعطيل والتهويل، تجد الحكومة نفسها مجبرة على التأني في خطواتها وسط حقل ألغام التصعيد المتربصة بآليتها الانتاجية وتحت وطأة وابل رشقات التهديد والوعيد المتواصلة يومياً على جبهة “الرابية”، حيث يواظب رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون على اتباع سياسة “الحشد الشعبي” في دارته تجييشاً لمناصريه تحت شعار “اضطهاد المسيحيين” وتلويحاً بقرب اللجوء إلى “الشارع” للضغط في اتجاه تحقيق مبتغاه في التعيينات العسكرية. أما على ضفة المسؤولية وإدراك حجم التحديات والمخاطر المحدقة بالبلد، فتحذير وطني بالغ الدلالة والوضوح من دارة المصيطبة أطلقه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أمس للتنبيه إلى كون “فاتورة التعطيل” باتت أكبر من قدرة لبنان على التحمّل وأنّ ضريبة شلّ المؤسسات سوف يدفعها جميع اللبنانيين وليس طائفة أو قوى سياسية دون سواها. في وقت كشف وزير البيئة محمد المشنوق لـ”المستقبل” أنّ سلام لن يدعو إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع “حرصاً منه على تبريد الأجواء وتجنّب الانقسام داخل المجلس، بانتظار نضوج الاقتراحات التي يتم تداولها بعيداً عن الأضواء لحل الأزمة”.
اللواء : سلام : لن أتخلى عن الأمانة وفاتورة التعطيل تكبر لا جلسة لمجلس الوزراء الخميس .. وحوار المستقبل حزب الله الإثنين المقبل
كتبت “اللواء”: عشية الأسبوع الأوّل الذي تختبر فيه الحكومة قدرتها على تجاوز الشلل أو التعطيل الذي وضعه امامها النائب ميشال عون وفريقه الوزاري، لمس زوّار الرئيس تمام سلام اصراره على البقاء في المسؤولية، وهو لن يستقيل من حمل الأمانة في هذه المرحلة، إلاَّ انه إزاء الوضع المستجد، على صعيد العمل الحكومي، يؤثر التريث لكنه يعتبر ان مخاطر التعطيل في هذه المرحلة باتت أكبر من محنة التعطيل في المرحلة السابقة، ومؤكداً امام زواره ان “اعتراضات عون وفريقه التي تندرج تحت باب التعيينات في المراكز الأمنية والعسكرية لا تستأهل مواجهة سياسية أو وطنية.
وإذ اعتبر الرئيس سلام ان المدخل لمعالجة كل القضايا هو بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مؤكداً انه لن يقصر عن أي موقف يُساعد على تجنّب الوقوع طويلاً في الشلل، متخوفاً على الوضع الأمني إذا ضعف المناخ السياسي أو انهار، أمل ان لا تتعرض البلاد لاخطار أمنية، وأن لا تتكرر فترة حكومة تصريف الأعمال، مشيراً إلى ان الوضع في عرسال أصبح الآن في عهدة الجيش اللبناني، فبعد القرار السياسي بات القرار الميداني والعسكري من صلاحية الجيش وحده لا سواه.
الجمهورية : لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الخميس وبرّي وجنبلاط يتعاونان على تشريع الضرورة
كتبت “الجمهورية”: على رغم الأخطار المحدِقة بالبَلد نتيجة الحرائق المتنقّلة في المنطقة، والجهد السياسي والأمني المستمر لمَنع وصولِها إلى لبنان، ومع إعلان الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصر الله أنّ “الحرب السعودية ـ الأميركية على اليمن ستشَكّل عاملاً قويّاً جدّاً في رسم الصورة المستقبلية للمنطقة”، لم يتبدّل المشهد الرئاسي المأزوم ولا المشهد التعطيليّ الحكومي، في وقتٍ هدّدَ رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون بالانتقال مِن الاعتراض السياسي إلى الاعتراض الشعبي، فيما يبحث “التكتّل” في اجتماعه الأسبوعي غداً في سُبلِ مواكبة المرحلة الجديدة. أمّا رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط فتحرّكَ في اتّجاه عين التينة مُعلِناً أنّه سيحاول مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي تذليلَ بعض العقبات السياسية بغيةَ تثبيتِ الاستقرار، والتوَصّل إلى “تشريع الضرورة”.
علمَت “الجمهورية” أنّ هناك قراراً حاسماً بعدم انضمام الحكومة إلى مؤسسات الدولة المعطلة وتعليق جلسات مجلس الوزراء. إذ سيَحرص رئيس الحكومة تمام سلام على مشاركة كلّ مكوّنات الحكومة في الجلسات وعلى الحفاظ على حكومته الائتلافية. وعليه فإنّ الكرة هي في ملعبه، وهو لن يدعوَ إلى جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع إفساحاً في المجال أمام الاتصالات السياسية للخروج من هذه الأزمة.
وكشفَت مصادر وزارية لـ”الجمهورية” أن لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع، لكنّ هذا لا يعني أنّ الجلسات عُلّقت، وعزَت عدمَ الدعوة إلى هذه الجلسة، أوّلاً إلى أنّ مصيرها معروف سَلفاً، وسلام تجنّبَ أن يتحوّل مجلس الوزراء منبراً لاحتدام سياسي وتفجير خلافات ومواقف مسبَقة، وثانياً لإجراء مزيد من الاتصالات السياسية لتبريد الأجواء.
وكان سلام قال في دردشةٍ مع الصحافيين في دارتِه في المصيطبة إنّه “في ظلّ مطالبة الدولة بأن تتحمّل مسؤولياتها والقيام بواجباتها على الصُعد الإدارية والمالية والاقتصادية والأمنية والوطنية، هناك تهويل بالتعطيل وإيقاف عمل الحكومة، على غرار الشَلل الذي يصيب عمل المجلس النيابي. إنّها ليست المرّة الأولى التي يتعثّر فيها الوضع في ظلّ شغورٍ رئاسيّ مضى عليه أكثر من عام وفي ظلّ سَلبيات متراكمة، يضاعفُها الوضع الخطير الذي تَشهده المنطقة.