من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : قصة “الإنزال المباغت” لرئيس “القوّات” في الرابية عون وجعجع.. نحو اصطفاف مسيحي جديد؟
كتبت “السفير”: بعد 30 سنة من الصراعات الدموية، على الخيارات والسلطة والتحالفات والأحجام، قرّر ميشال عون وسمير جعجع إعادة تأهيل علاقتهما المعقدة، وإخراجها من “زنزانة” الماضي المثقل بالعداء والدماء، على أن الأيام والتجارب المقبلة هي التي ستُبين ما إذا كان “الإفراج” مؤقتاً ام دائماً.
ولئن كان لقاء الرابية بين القطبين المسيحيين قد تولّى تظهير “إعلان النيات” الذي تضمّن عرضاً للعناوين المتفق عليها، فإن المحكّ يبقى في حقيقة “النيات المضمَرة”، والمسكونة بشياطين التفاصيل.. والحسابات.
بدا واضحاً أن نص الإعلان الذي تلاه كل من النائب ابراهيم كنعان وملحم رياشي قد اعتمد على توازنات دقيقة في الشكل والمضمون، بحيث لم يكن صعباً التقاط نَفَس “القوات اللبنانية” في بعض البنود ونَفَس “التيار الوطني الحر” في بنود أخرى، وإن يكن هناك في أوساط حلفاء عون من اعتبر أن الأرجحية في الورقة هي لأدبيات “التيار”.
ولعل ورقة النيات تشبه في بعض جوانبها “الباب الدوّار” الذي يسمح لكل من الطرفين أن يخرج من النص ويدخل اليه بسلاسة، على ان التحدي الأهم امامهما يتمثل في مدى قدرتهما على الالتزام بتفسير واحد للنيات المعلنة، وإخضاعها لترجمة سياسية مشتركة، متخففة من التأويلات والاجتهادات.
ويحمل اللقاء في توقيته إيحاء بأن “الثنائي المسيحي” يسعى في اتجاه استعادة المبادرة والانتقال من ضفة ردّ الفعل الى ضفة الفعل، بالتزامن مع احتدام الاشتباك الداخلي حول التعيينات الأمنية وتشريع الضرورة، وزيارة الرئيس تمام سلام الى السعودية.
ويبدو واضحاً في الاسباب الموجبة للقاء ان المخاطر والتحديات التي تواجه الوجود المسيحي في لبنان والشرق باتت داهمة إلى الحد الذي لم يعد بمقدور عون وجعجع تجاهله، أو المضي في مواجهته وفق القواعد القديمة.
ثم ان الرجلين اطلعا على نتائج معبرة لاستطلاعات رأي مسيحية حول حوارهما، أظهرت أن قرابة 97 بالمئة من الذين تمّ استطلاعهم يرفضون استمرار الثنائية الصدامية بين “القوات” و “التيار”، وبالتالي فإن عون وجعجع أدركا ان إخفاقهما في تنظيم الخلاف، بالحد الادنى، سيولد نقمة واسعة عليهما في الشارع المسيحي القلق.
وقبل كل ذلك، شعر القطبان المسيحيان أن بقاء فجوة التناقض بينهما، على اتساعها السابق، يعني أنهما سيظلان الحلقة الأضعف في المعادلة الداخلية والتوازنات الميثاقية، بينما يؤدي “إقفال” الطوائف في الساحات الأخرى الى منحها “امتيازات” في السلطة.
ولا يتوهم الجانبان ان “إعلان النيات” يرقى بأي حال الى مستوى التحالف السياسي، بل إن طموحهما هو ان ينتج هذا الإعلان رؤية مشتركة حيال قضايا وجودية وتأسيسية، من دون ان يكون مطلوباً منه الغاء التمايزات والخصوصيات التي ستظل حاضرة في الخطاب والسلوك.
وكان ملاحظاً ان اعلان النيات لم يأت على ذكر “حزب الله” أو “تيار المستقبل” في المباشر، موحياً بانه ليس موجهاً ضد الآخرين، وبأن أياً من طرفيه ليس بصدد إعادة النظر في تحالفاته الاستراتيجية.
ولما كان الاستحقاق الرئاسي يشكل الاولوية الملحة في هذه المرحلة، فان الاختبار الحقيقي للنيات المعلنة والمستترة لدى عون وجعجع، يتمثل في مدى نجاحهما في إنتاج مقاربة مشتركة لهذا الاستحقاق، تتجاوز المواصفات الى الاسم.
ومهما يكن، فإن الأكيد هو أن لقاء عون – جعجع من شأنه ان يمهد لرسم مشهد مسيحي جديد، ستكتمل معالمه مع تولي النائب سامي الجميل رئاسة “حزب الكتائب” الذي قد يكون الضحية الأكبر للتلاقي بين معراب والرابية، بل ان جعجع لم يتردد في القول صراحة من على منبر الرابية ان نتيجة الاستفتاء الذي يطالب به عون معروفة سلفاً، وهي أن “التيار” و “القوات” يحظيان بالشعبية الأكبر في الساحة المسيحية.
الأخبار : “مانيفستو” عون ــ جعجع
كتبت “الأخبار”: هل طوى الجنرال ميشال عون وسمير جعجع صفحات الخلافات والحروب بينهما؟ في الشكل، كان لقاؤهما أمس خطوة متقدمة في هذا السياق. أما في المضمون والتوقيت، فللقاء أكثر من دلالة. فتح الرجلان باباً لحوار يؤسس لمستقبل بينهما مختلف عن ماضيهما، رغم أنّ من المبكر الجزم بأي نتائج ملموسة لتفاهمهما
ساعتان وأربعون دقيقة وخلوة لمدة عشرين دقيقة، ختمت 237 يوماً من المفاوضات السياسية بين رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون، ورئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع، عبر الموفدين النائب إبراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والإعلام في القوات ملحم رياشي. اجتماع فجائي أمس أنهى مرحلة أساسية من الصراع بين الرجلين، بعدما كانت المفاوضات قد أدت سابقاً إلى سحب الدعاوى بين الطرفين ووقف التراشق الإعلامي.
ولم يأت لقاء الرابية أمس، على غرار اللقاء الذي حدث قبل عشرة أعوام، بل واكبه بيان إعلان النوايا الذي صدر بعد ساعات طويلة من النقاش السياسي واللقاءات التي تنقلت بين معراب والرابية، وكادت مرات تصل إلى حدود الفشل والإحباط، إلى أن وصلت أمس إلى خواتيمها بلقاء ظهر فيه الارتياح التام على عون وجعجع، أثناء كلمتيهما أمام الصحافيين، إلى حد أن جعجع حرص في الختام على إحاطة عون بوضعه يده على كتف الأخير.
والصورة التي “طال انتظارها أعواماً” كما قال جعجع، تمت مساء أمس في الرابية، والتقطت أولاً عبر هاتف محمول، بعدما فاجأ جعجع عون بحضوره إلى الرابية، فيما كان عون يخلد إلى الراحة بعد اجتماع “تكتل التغيير والإصلاح” الأسبوعي، قبل أن يُستدعى الصحافيون والمصورون.
أول من أمس، زار كنعان والرياشي بكركي والتقيا البطريرك الماروني بشارة الراعي، وأطلعاه على مسار المفاوضات بين عون وجعجع، وهناك التقيا السفير البابوي غابريـال كاتشيا، الذي أثنى على المفاوضات، واصفاً ما يحصل بأنه تنسيق جيد.
وعصر أمس، كان من المقرر أن يصل إلى الرابية الوفد الأمني التابع لجعجع لاستطلاع المكان، تحضيراً لمجيء جعجع خلال مهلة لا تتعدى عشرة أيام، بعدما أنجز كنعان والرياشي مهمة التواصل وإعداد ورقة إعلان النوايا ووضع اللمسات الأخيرة على اللقاء بين الرجلين. لكن، بدلاً من الوفد الأمني، وصل الرياشي إلى الرابية، وبدأ مع كنعان “جوجلة” نهائية للمفاوضات، إلى أن وصل موكب جعجع. قال الرياشي لكنعان: “وصل الحكيم”، إلا أن الأخير اعتقد أن الرياشي يمازحه.
وصل جعجع إلى الرابية، وبدأ الاستنفار فيها، وكان جعجع يمازح الجميع ولا سيما كنعان، الذي كان قد أبلغ عون بمجيء جعجع. وصل عون وقال لجعجع: “كنت أتوقع مفاجأة، ولكن ليس إلى هذا الحد”.
بدأ الاجتماع الرباعي، وتنقل المجتمعون بين الصالون والحديقة والشرفة، وتخلل الاجتماع خلوة لعشرين دقيقة، اتسمت بحسب مصادر الطرفين بإيجابية مطلقة.
تناول اللقاء مجريات المفاوضات واستعرض المجتمعون الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة ووضع المسيحيين، ثم انتقلوا إلى درس كل بنود ورقة إعلان النوايا تفصيلاً وتشريح ما ورد فيها، وبأنها عبارة عن “مانيفستو” واتفاق سياسي، أكثر مما هي ورقة مبادئ عامة. وشدد جعجع كما شدد عون على أن “خطوة اللقاء ليست مناورة ولا لمجرد الصورة، بل هي بداية لمرحلة تنسيق جدي على كافة المستويات”. خلال العرض للوضع السياسي الداخلي، تناول عون وجعجع موضوع الرئاسة، من خلال مبادرة عون وما يدور حولها أيضاً من تفاصيل، كما تشريع الضرورة. وبدا لافتاً إعلان جعجع أمام الصحافيين الاتفاق على أهمية قانون استعادة الجنسية وقانون الانتخاب. وجرى أيضاً الحديث عن التعيينات الأمنية بشكل مفصل.
وعن علاقات الطرفين بحلفائهما، جرى التأكيد أن “هذه التحالفات غنى للطرفين وللاتفاق بينهما وفيها من الإيجابيات الكثير”. لكن الطرفين اتفقا على “أهمية احترام الأمور الميثاقية وعدم السماح باللعب على التناقضات المسيحية”. وعُلم أنه “تم الاتفاق على آليات المتابعة على أكثر من مستوى وجرى الحديث تفصيلاً عن خطط للمتابعة العملية يعلن عنها الطرفان تباعاً”.
مصدر وثيق الصلة بعون، قال لـ”الأخبار” إن الأهم في الموضوع هو توقيت عقد اللقاء، “الذي كان من الممكن أن يتأخر قليلاً لولا عدد من الأسباب التي حتمت تقديم موعده”. ويشرح المصدر أنه “في ظل هجمة فريق 14 آذار بكافة أطرافه على عون، وبعد موقف البطريرك بشارة الراعي الذي اعتبر أن انتخاب رئيس للجمهورية هو العودة إلى الدستور واستلهامه في كل مبادرة فعلية ومنطقة. وبعد أن أطلق تكتل التغيير والإصلاح مبادرته، حصل اللقاء في هذا التوقيت”. هذه العوامل الثلاثة “تشير إلى قيام جبهة مسيحية يتفق أركانها على الأساسيات وهي ستمثل تحدياً لباقي القوى”.
ويؤكد المصدر أن “اللقاء كان سيتأخر لو أن الأجواء في المنطقة لم تنحُ إلى ما آلت إليه، ولو أن موقف الراعي كان بهذه الحدّة”.ما بعد اللقاء، بالنسبة إلى المصدر، هو “مراقبة حركة مربع بكركي، الرابية، معراب وبنشعي، لنرى إن كانت ستتمكن من إنضاج حل انطلاقاً من المبادرة التي طُرحت وورقة النوايا”. أما بالنسبة إلى حزب الكتائب، “فنحن لم نستثنِ أحداً، بل بكفيا هي التي فضلت النأي بنفسها حين قررت الدخول بجبهة مع الرئيس السابق ميشال سليمان وحين لم تستجب للاتصالات معها”، على الرغم من ذلك “هناك نية للبحث مع الكتائب من أجل أن يعودوا إلى هذا المناخ الجامع”.
وبعد الاجتماع، تلا كنعان والرياشي ورقة إعلان النوايا، ثم تحدث جعجع قائلاً: “أنا مسرور لأني موجود في الرابية، وكنت أقول لعون يا ليت الاجتماع حصل منذ سنوات عدة. أنا موجود هنا ليس لأي سبب من الأسباب المطروحة اليوم، بل إن السبب الرئيسي هو التقاء القوتين السياسيتين، وهما قوتان، إن التقتا يمكن أن يكون لهما تأثير إيجابي على لبنان”. وأضاف: “اجتماعنا اليوم هو بداية حوار، وعملنا سيبدأ منذ اليوم، وسنبذل جهدنا كي لا تفشل هذه المحاولة، وأي موضوع ممكن أن نختلف عليه سنضعه جانباً ونكمل بالمواضيع الأخرى”. وتابع: “اتفقنا على ضرورة وضع قانون انتخابي جديد وقانون استعادة الجنسية، على رأس أعمال أي جلسة تشريعية. ونحن لا نعارض المبادرة التي طرحها العماد عون عن استطلاع الرأي بشرط أن تكون تحت سقف الدستور”.
الديار : جعجع زار فجأة عون ورئيسا المجلس والتيار اختلفا علناً بالتصريحات عون : لتأخذ الحكومة إجازة حتى 15 أيلول و”ليقفلوا دكانهم” بري : أنا مستمر بالحكومة وسأحضر واستمر والمقاطعة لجلستين ويعودون
كتبت “الديار”: اثمرت جهود النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والاعلام في القوات اللبنانية ملحم رياشي وعلى مدى الـ 5 شهور الماضية من الاجتماعات واللقاءات عن تذليل الكثير من المطبات، والعراقيل والوصول الى ورقة اعلان نيات واعلانها في حضور العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع من الرابية التي وصلها الدكتور جعجع فجأة، وقبل يوم من موعد الاجتماع، حيث كان من المنتظر ان يصل الى الرابية امس مسؤولو جهاز الامن في القوات اللبنانية لاستطلاع المنطقة والطريق، لكنهم وصلوا مع الدكتور جعجع في خطوة امنية لافتة.
اللقاء بين العماد عون والدكتور جعجع وضع اعلان نيات واضحة في ظل مرحلة يعيش فيها المسيحيون خطراً على وجودهم، وبالتالي اللقاء لم يكن سياسياً بل لقاءً وجودياً في ظل الخطر الذي يعيشه المسيحيون في المنطقة.
اللقاء جاء نتيجة ضغط الساحة المسيحية على عون وجعجع، لان الساحة المسيحية رافضة لاي خلاف مسيحي – مسيحي، في ظل وحدة الزعيمين بين الطوائف الاخرى ان كان على الصعيد الشيعي والدرزي والسني، وكان لسان حال الشارع المسيحي يقول: “لماذا الخلاف عند المسيحيين فقط”؟ وهم الوحيدون الذين يعيشون الخلافات؟
اللقاء بين عون وجعجع سيؤسس حتماً للبحث الجدي في انتخابات رئاسة الجمهورية، ولكن لا احد يتصور ان عون سيؤيد جعجع للرئاسة او ان جعجع سيوافق بسهولة على العماد عون لرئاسة الجمهورية. لكن اللقاء، وحسب مصادر المجتمعين، كان ودياً، وظهر الارتياح على الرجلين، خصوصاً ان مواضيع البحث كان التوافق عليها قبل الاجتماع، وتخلله احاديث عن مجمل التطورات رغم انهما حاذرا الدخول في الملفات الخلافية والاتفاق على تركها جانباً. هذا مع العلم ان كنعان ورياشي زارا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي امس الاول وسلماه ورقة اعلان النيات التي باركها الراعي.
وفي موازاة اللقاء المسيحي – المسيحي، كان الوضع بين الرئيس بري والعماد عون شهد انفجاراً سياسياً واضحاً بشأن الحكومة واجتماعاتها وديمومتها، فالعماد عون اعلن ان على الحكومة ان تأخذ اجازة حتى 15 ايلول وتقفل دكانها.
لكن الرئيس بري رد بشكل واضح ومباشر واعلن انه سيدافع عن الحكومة وسيحضر وزراؤه اجتماعاتها وهي مستمرة وخط احمر، والمقاطعة للحكومة ستستمر لجلسة او جلستين وستعاود عملها ونشاطها.
هذه الاجواء، توحي بان جبهة 8 آذار تصدعت، لان الوزير سليمان فرنجيه غير متحمس ايضاً لسحب وزيره روني عريجي من الحكومة، لكن هناك قرار رسمي بالامر بالنسبة لفرنجيه، غير ان الرئيس بري واضح في موقفه من استمرار الحكومة.
والسؤال: كيف سيتعاطى حزب الله مع الامور، خاصة ان الرئيس بري حليفه وكذلك العماد عون؟ والرئيس بري قال: “انه لا يستطيع تحمّل العماد عون ومواقفه. اما العماد عون فقال “انه لم ير من بري الا المناورات السياسية والاعيب عليه”.
البناء : السعودية تستسلم لهدنة رمضان يمنية وإيران تؤكد الدعم اللامشروط للأسد جعجع يفاجئ عون بالصلحة والحريري يصالح بن نايف بهجوم على حزب الله هل تستعدّ “القوات” لتكرار تجربة “الكتائب” مع فؤاد شهاب أملاً بحجز الرئاسة؟
كتبت “البناء”: رغم كلّ مظاهر التصعيد الممتدّة على مساحة المنطقة، طغت عناوين التحرك السياسي على مشاهد المواجهات، مع تقدّم الحلّ السياسي اليمني، بتبلور صورة تقوم على قبول استباقي سعودي لمخاطر الفشل الكبير، بتسوية تبدأ بدعوة يوجّهها مجلس الأمن الدولي لحوار غير مشروط أعدّ أوراقه المبعوث الأممي إسماعيل ولد شيخ أحمد ونشرت “البناء” تفاصيلها قبل ثلاثة أيام، فيجلس وفد المشاركين في مؤتمر الرياض في ضفة ومقابلهم ممثلون للحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحلفاؤهم في ضفة مقابلة، وتتبع ذلك دعوة إلى هدنة تمتدّ طيلة شهر رمضان يطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقالت مصادر متابعة للملف اليمني لـ”البناء” إنّ الفترة الممتدّة بين العاشر والخامس عشر من الشهر الجاري ستشهد انطلاق العملية السياسية في اليمن، مشيرة إلى الدور الرئيسي الذي لعبته مسقط في إنضاج الفرص أمام انطلاق هذه العملية.
ولأنّ المنطقة تتحرك نحو التصعيد بمحرّكين سعودي وتركي، يبدو أن المتغيّر السعودي في اليمن، من جهة والانشغال التركي بالانتخابات من جهة أخرى، حملا إشارات تهدئة ربما تمتدّ حتى منتصف الشهر الجاري على الجبهات السورية الشمالية، وتبلور صورة التعامل التركي مع المستجدات بعد الانتخابات، بينما تتهيأ الجبهات الأخرى لتطورات عسكرية يبدو أنّ موعدها هو أيضاً في النصف الثاني من الشهر الجاري، في وقت كانت إيران ترسل الإشارات المتتالية لدعم سورية، وصولاً إلى كلام الرئيس الإيراني حسن روحاني بأنّ حكومته وبلاده لن تسمحا باستفراد سورية، وستقدّمان دعماً لا مشروطاً لتعزيز أسباب قوة الرئيس السوري بشار الأسد وقواته المسلحة.
في قلب هذه السياقات الإقليمية كان رئيس الحكومة تمام سلام يصل إلى السعودية ويلتقي ولي العهد والحاكم الفعلي في المملكة الأمير محمد بن نايف، الذي أولم له وحضر الرئيس سعد الحريري، الذي أراد تبديد ما قيل عن علاقات سيئة تربطه بالحاكم السعودي الذي سبق أن قال عنه أمام لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، إنه سفاح، ولتقديم فاتورة اللقاء بادر الحريري لتوزيع تغريدة عبر “توتير” يتهم فيها حزب الله، بالمسؤولية عن كلّ ما هو خراب في المنطقة وبتخريب مصالح اللبنانيين في العالم.
الحدث اللبناني الأبرز كان الزيارة المفاجئة لقائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى الرابية للقاء العماد ميشال عون والإعلان عن نهاية المحادثات حول إعلان النوايا الذي كان محور لقاءات امتدت لشهور بين الفريقين.
عون الذي لم يخف أنه تفاجأ بزيارة جعجع، دفع باللقاء إلى ترجيح كفة مبادرته الرئاسية، التي شاركه جعجع بتأكيد تبني بند الاستفتاء فيها، والتركيز على وجود قوتين معلومتين من الجميع تمثلان الثقل المسيحي هما “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، وعلى رغم تقليدية الإعلان وسطوره المختصرة فقد كان الحدث هو اللقاء بذاته، وليس بنصوص الإعلان التي ليس فيها ما يفسّر استهلاك شهور لإنجازها، ويصير السؤال لدى المراقبين عما أراده جعجع من الزيارة عشية البحث في التعيينات الأمنية التي رفع عون مستوى التعامل معها إلى قضية مسيحية وجودية، وربط بينها وبين تطبيق لاتفاق الطائف، يحصر المناصب والمراكز المخصصة بالطوائف بقواها التمثيلية، طالما هذا الذي يحدث منذ سنوات بالنسبة إلى الطوائف الإسلامية ويمنع مثله على الطوائف المسيحية.
مبادرة جعجع وفقاً لمصادر مسيحية اشتغلت على الحوار وتقريب الآراء بين التيار والقوات، هي تصرف محسوب لحسم مسألة حصر رئاسة الجمهورية بالرئيس القوي تمثيلياً، وهذا ما يمنح جعجع فرصة الحلم بالرئاسة، وهو يعلم أن لا حظوظ له بالرئاسة طالما تسود فكرة الرئيس الوسطي، وكذلك فإنّ التطورات الإقليمية الضبابية وفقاً للمصادر نفسها تستدعي التموضع في منطقة أمان داخلي، ومنع العماد عون كمنافس مسيحي من احتكار صفة المدافع عن حقوق المسيحيين، بعدما نجح في احتكار صفة المدافع عن الوجود المسيحي في وجه القوات التي وقفت مع حلف تتزعّمه السعودية وتركيا يحمّله مسيحيّو المنطقة مسؤولية عمليات الإبادة والتهجير التي تعرّضوا لها.
تلفت المصادر إلى أنّ الميراث الكتائبي لجعجع يدفعه إلى التفكير بتكرار تجربة حزب الكتائب مع الرئيس الراحل فؤاد شهاب أملاً بحجز المقعد الرئاسي لاحقاً، إذا ما مالت الظروف الإقليمية والدولية لحساب تمرير العماد عون كرئيس مقبل، هذا عدا أنّ جعجع يعتبر أنه معنيّ بكسر جليد العداء مع جمهور العونيين طالما العماد عون موجود لأنّ فعل ذلك في غيابه لن يكون متاحاً، ووراثة العداوة مع العونيين خسارة كبيرة بالنسبة إلى “القوات”.
النهار : “قمة” عون جعجع تنتظر ترجمة عملانية كاغ إلى طهران السبت وجيرو في بيروت اليوم
كتبت “النهار”: طغت الصورة التي جمعت القطبين المسيحيين ميشال عون وسمير جعجع على مجمل تطورات أمس، وخصوصا اعلان رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” قبل ساعات اعطاء الحكومة اجازة قسرية حتى ايلول المقبل ما لم تبت جلسة غد في ملف التعيينات الامنية. واذا كان الملف غير متفق عليه حتى الآن، فإن تداعيات ارجائه من المرجح ان تدخل البلاد في شلل مؤسساتي خطير، اذ بعد الشغور في الرئاسة الاولى الذي دخل سنته الثانية، والتعطيل القسري لمجلس النواب عن مهماته التشريعية بانتهاء دورته العادية وعدم إمكان التشريع قبل تشرين الأول المقبل، سوف يتعطل عمل الحكومة التي تحتاج الى توقيع الوزراء الـ 24 للمضي بأي قرار تتخذه.
وفي ظل التصعيد المتفاقم بين الأطراف السياسيين، والذي حاولت قمة روحية اسلامية انعقدت امس في دار الفتوى تخفيفه، عقد اللقاء الذي كان البعض يشكك في حصوله، في الرابية، التي وصل اليها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع واستقبله رئيس “التيار الوطني الحر” ميشال عون، وعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً عقب اذاعة “اعلان النيات” الذي اعده النائب ابرهيم كنعان ومستشار جعجع ملحم رياشي. واللقاء الذي تاخر نحو 30 سنة، لم يخرج بجديد عما نشر قبل مدة، لكنه شكل نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من العلاقة المسيحية – المسيحية، في مقابل الحوار الذي يجريه “تيار المستقبل” و”حزب الله”.
وفي معلومات “النهار”، ان اللقاء دام نحو ثلاث ساعات، ووصفت مصادر المجتمعين الأجواء بأنها كانت “ايجابية جداً، ذلك ان “إعلان النيات” يشكل مشروعاً ورؤية سياسية”.
وقد تناول اللقاء كل الملفات، “من تاريخية الحوار بين الطرفين، الى رئاسة الجمهورية ومبادرة العماد عون وتشريع الضرورة، ووضع المنطقة وتعقيداته ومسؤوليتنا في مواجهة الاخطار المحيطة، وموضوع اللاجئين، اضافة الى العلاقة مع بقية الاطراف ومع بكركي وتأكيد كلّ على تحالفاته وان هذا اللقاء لا يستهدف أحداً بل بالعكس. وفي النهاية كان اتفاق بين الجانبين على عدم اعلان ما يتمّ التفاهم عليه الا تباعاً ووفقاً للظروف”.
وعلمت “النهار” ان كنعان والرياشي زارا الاثنين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وأطلعاه على التنسيق بين الفريقين وكان تأكيد للتنسيق الدائم مع بكركي.
أما في الشأن الحكومي، فقد أعلن العماد عون امس “أن الحكومة تعطل نفسها، وخصوصاً عندما تكون مؤسسة وظيفتها أن تدير شؤون الدولة وترفض أن تمارس هذه الوظيفة من خلال عدم إتخاذ الإجراءات اللازمة. لماذا لا تقوم الحكومة بالتعيينات، بل تذهب دائما إلى التمديد والتأجيل عدة أشهر في كل مرة؟ والآن يقولون الى ايلول، منذ الآن وحتى أيلول، فليأخذوا إجازة، طالما أنهم مصممون على تعطيل عمل الحكومة وسيقفلون دكانهم”.
وفي رد مباشر على انتقادات عون للحكومة وترحيل ملفاتها الى ايلول، علق رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره بأن “لا احد أكبر من وطنه. يفعلون اليوم الشيء نفسه الذي فعلوه مع مجلس النواب، فإما ان يدرج هذا القانون او ذاك على جدول الاعمال أو لا جلسة للحكومة بغية تعطيلها. من جهتي أقول حتى لو غاب البعض، فإن الميثاقية ستبقى متوافرة في الحكومة وانا باق فيها وسأحضر وستستمر ميثاقيتها”.
وسئل ماذا لو قاطعها وزراء “التكتل”و”حزب الله”، ألاّ تتحول الحكومة تصريفا للاعمال؟ أجاب: “يتوقف هذا الامر على موقف الرئيس (تمام) سلام واعتقد ان الجميع سيتضررون. وفي تقديري ان من يقاطع سيعود بعد جلستين أو ثلاث”.
المستقبل : عقد جولة محادثات موسّعة ومنفردة مع وليّ العهد ويطرح على القيادة السعودية “خطة لمواجهة أعباء النزوح” سلام في المملكة: حفاوة استثنائية تعكس “مكانة لبنان”
كتبت “المستقبل”: وسط حفاوة رسمية لافتة في دلالاتها السياسية على غير صعيد وطني وعربي، بدأ رئيس مجلس الوزراء تمام سلام زيارته الرسمية إلى المملكة العربية السعودية أمس على أن يتوّجها اليوم بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بعد أن كان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز في مقدمة مستقبليه في مطار جدة حيث استعرض وسلام حرس الشرف، ثم أقام ولي العهد نيابةً عن الملك سلمان مأدبة عشاء على شرفه في قصر الضيافة في حضور الرئيس سعد الحريري وأعضاء الوفد اللبناني المرافق لرئيس الحكومة تلتها جلسة محادثات موسعة بين الجانبين فخلوة بين الرئيس سلام والأمير محمد بن نايف. وتقاطعت أوساط سلام ومصادر الوفد المرافق عند التأكيد لـ”المستقبل” على كون “الحفاوة الاستثنائية” التي قوبل بها رئيس الحكومة في المملكة إنما “تعكس الأهمية الكبرى للزيارة وعمق العلاقات وتاريخيتها بين البلدين والمكانة الاستثنائية التي يحتلها لبنان لدى القيادة السعودية”.
اللواء : اهتمام سعودي بزيارة سلام .. وتأكيد على التزامات المملكة تجاه لبنان الحريري يتهم حزب الله بتخريب مصالح اللبنانيين .. وعون وجعجع يطلقان “بيان النيات” ويمدّدان للفراغ
كتبت “اللواء” : عبّر الاهتمام السعودي بزيارة الرئيس تمام سلام للمملكة العربية السعودية عن أهمية الاستقرار في لبنان، والتعامل مع الحكومة في المجالات كافة، ونظرة المملكة إلى ضرورة تنامي علاقات التعاون بين البلدين، من زاوية تقديم كل ما يلزم من دعم، في إطار سياسة المملكة الثابتة تجاه لبنان بكافة أطرافه، والتي تمثلت بالودائع المالية التي ثبتت الاستقرار النقدي، وبهبة الأربعة مليارات دولار لتسليح الجيش اللبناني وتعزيز قدرات القوى الأمنية.
الجمهورية : برّي يردّ على عون.. والحريري: لا للـتعطيل لنستطيع التفاهم
كتبت “الجمهورية”: مع استمرار الشغور الرئاسي وتوَقُّع ارتفاع عدّاد جلسات انتخاب رئيس جمهورية اليوم إلى الرقم 25 بانتهاء الجلسة الرابعة والعشرين كمصير سابقاتها، خرَقَ المشهدَ اللبنانيّ عموماً والمسيحيَّ خصوصاً لقاءُ الرابية المفاجئ بين رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع الذي توّجَ بإذاعة “إعلان النيّات” بين الفريقَين، في وقتٍ تَنحو الأجواء الحكومية نحو الشَلل والتعطيل، على رغم الاتّصالات الناشطة عشيّة جلسة مجلس الوزراء المقرَّرة غداً الخميس للبَتّ في ملفَّي عرسال والتعيينات العسكرية والأمنية. ولم يحجب مشهد الرابية الأنظارَ عن جدّة التي يتوِّج فيها رئيس الحكومة تمّام سلام زيارتَه بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بعدما كرّمَه وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن نايف بعشاء حضَره الرئيس سعد الحريري. وكذلك عن دار الفتوى التي شهدَت قمّةً روحيّة إسلامية أكّدَت “حرمة قتال المسلِم للمسلِم”، ودانَت “كلّ أشكال التطرّف وتكفير المؤمنين بالله الواحد”، وحذّرَت “من الانجرار وراء دعاة الفتنة”. ودعت إلى “انتخاب الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي”.
خطف الأضواءَ أمس لقاء الرابية المفاجئ بين عون وجعجع الذي جاء تتويجاً لثلاثة أشهر من التواصل بينهما. واعتبرَه عون “هدية” للشارع المسيحي، مؤكّداً التصميم على “العمل معاً مع “القوات” لتنفيذ إعلان النيّات”.