القمة الروحية الاسلامية: تأكيد حرمة قتال المسلم للمسلم وادانة الارهاب
أعربت القمة الروحية الاسلامية في بيان عن “قلقها الشديد جراء استمرار الاضطرابات التي تعصف بالعديد من الدول العربية والتي تأخذ طابعا مذهبيا وطائفيا وعنصريا، الامر الذي يشكل خطرا على وحدة مجتمعات هذه الدول بما فيها لبنان، ويجرها خارج تطلعاتها عن الحرية والكرامة وتاليا يصرفها عن امنها واستقرارها”، محذرة من “ان هذه الاضطرابات لا تخدم سوى الكيان الاسرائيلي ولا تصب الا في مشروعه “.
كما أبدت القمة “قلقها من تبادل الاتهامات من بعض المسؤولين السياسيين على خلفية مذهبية، الامر الذي يعطي خلافاتهم بعدا مذهبيا من شأنه ان يعمق الهوة التي يعمل الاسرائيلي على توسيعها واستغلالها“.
ولفتت القمة الى انه “في الوقت الذي تمضي فيه اسرائيل باحتلال الارضي العربية وبناء المزيد من المستوطنات عليها وفي الوقت التي تواصل تهويد مدينة القدس والاعتداء على حرمات المسجد الاقصى وكنيسة القيامة وعلى العديد من المقدسات الاسلامية والمسيحية، تاتي الصراعات داخل الدول العربية وبينها توحي خطأ ان المسلمين عامة والعرب خاصة تنحرف عن اولوية القضية الفلسطينية، وان الاولوية التي تستقطب اهتماماتهم وتسيل من اجلها دمائهم هي للمشاريع المذهبية والطائفية“.
ودعت المسلمين الى “التمسك بحبل الله المتين والى عدم التفرق وهذا لا يعني عدم الاختلاف بل تقبل الاختلاف واحترامه على اساس القاعدة الايمانية الجوهرية انما المؤمنين اخوة”، موضحة أن “تعدد المذاهب لا يلغي هذه الاخوة التي تقوم على الايمان بالله الواحد العلي القدير“.
ودانت القمة “كل اشكال التطرف والغلو وتكفير المؤمنين بالله الواحد والتي تخرج في الشكل والاساس عن سماحة الاسلام وتتناقض عن قيمه ومبادئه السامية وتسيء الى رسالته وتشوه صورته”، داعية الى “اعتماد الصراط المستقيم في العلاقات الاسلامية الاسلامية والمسيحية“.
واستنكرت “السلوك الارهابي الذي يلازم التطرف والغلو الذي نهانا عنه رسول الله “ص”، مؤكدة على “كرامة الانسان وعلى حرمة النفس البشرية على قاعدة ان “من قتل نفسا بغير نفس فكانما قتل الناس جميعا“.
كما اكدت على “احترام الكرامة والانسانية والحريات الخاصة والعامة وحرية الايمان والعقيدة ورفض الاكراهية في الدين، والتزامها بالدولة الوطنية التي تساوي بين جميع مواطنيها في الحقوق والواجبات“.
وأهابت القمة “بجميع ابنائها احترام مؤسسات الدولة والالتزام بدستورها وانظمتها والدفاع عن السلم الاهلي”، محذرة “من الانجرار وراء دعاة الفتنة”، ومؤكدة على “الاخوة الدينية بين المسلمين والمسلمين والوحدة الوطنية بين المسيحيين والمسلمين”، مجددة “ثقتها بقدرة لبنان على معالجة مشاكله الداخلية، ولضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليرتفع لبنان الى المستوى الذي يجعل منه قدوة صالحة لمعالجة الازمات التي تعصف بالعديد من الدول العربية الشقيقة”.