من الصحافة اللبنانية
السفير : بري يتمسك بالحكومة.. والمشنوق يتمهل.. و”حزب الله” مع عون اشتباك التعيينات يحتدم.. وصيغة ضبابية لعرسال
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث والسبعين بعد الثلاثمئة على التوالي.
إذا كان مجلس الوزراء قد اشتهر منذ بدء زمن الشغور الرئاسي بالهروب الى الامام، كلما داهمته ملفات شائكة تهدد تماسكه الهش، فمن الواضح ان هامش المناورة لديه في مواجهة إشكاليتي عرسال وجرودها، والتعيينات الامنية، ضاق الى الحد الذي جعله ملزما بحسم خياراته، “إذا مش الاثنين فالخميس..”.
وعشية الجلسة الحكومية المقررة اليوم، توحي المؤشرات ان مخاض عرسال سينتهي الى صيغة ضبابية تعكس نوعا من الفصل بين واقع البلدة التي سيكون أمنها من مسؤولية الجيش اللبناني حصرا، وبين الجرود التي لا تحتمل بالنسبة الى “حزب الله” اي مساومة او مهادنة، وبالتالي فهو يواصل الاستعدادات لطرد المجموعات المسلحة منها فور ثبوت عجز الدولة عن تأدية هذه المهمة بالوجه الحكومي الشرعي.
اما الاختبار الأدق الذي يواجه الحكومة فيتصل ببند التعيينات الامنية الذي لم يعد بإمكان مجلس الوزراء تفاديه مع انتهاء خدمة المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص في الخامس من حزيران الحالي، ما يحتم على المجلس حسم خياره تمديدا لبصبوص او تعيينا لمدير جديد، قبل هذا التاريخ.
ومن شأن الاحتمال الاول، إذا رجحت كفته، ان يحشر العماد ميشال عون في الزاوية الضيقة التي ستضطره الى استخدام أظافره السياسية للدفاع عما يعتبر انها “حقوق مسيحية” في قيادة الجيش، وهو لن ينتظر حتى موعد انتهاء خدمة العماد جان قهوجي في ايلول المقبل ليطلق معركة العميد شامل روكز، بل سيخوضها بشكل استباقي من الآن، على قاعدة ان قيادة قوى الامن تشكل خط دفاعه الاول.
وبينما أفادت مصادر مطلعة “السفير” أن من بين الطروحات المحتملة في ربع الساعة الاخير، ما بين الاثنين والخميس، التمديد ثلاثة اشهر فقط لبصبوص، بحيث يتم تأجيل البت النهائي باستحقاقي التعيين في قيادتي قوى الامن والجيش الى ايلول، رجّح مقربون من الرابية عدم موافقة عون على هذا الطرح، لانه ينطلق من خيار التمديد المرفوض في المبدأ، “والذي يصيبني بالغثيان”، على حد تعبير عون خلال لقاء “بيت الوسط” مع الرئيس سعد الحريري.
وتردد ان هناك من وعد عون بالموافقة على تعيين روكز في قيادة الجيش، على ان يتولى في المقابل تسهيل الحل المتعلق بقوى الامن، لكن عون لا يقبل بهذا الفصل لانه لم يعد يثق في الوعود ويخشى ان يتعرّض لخديعة.
وعلم ان “حزب الله” أبلغ المعنيين موقفه النهائي والثابت وهو انه يقف الى جانب العماد عون في أي قرار يتخذه في شأن التعيينات الامنية، ما يعني ان وزيري الحزب سيتضامنان مع وزراء “التيار الوطني الحر”، إذا قرروا الاعتكاف أو شل جلسات الحكومة على طريقتهم.
وقالت أوساط سياسية في “8 آذار” لـ “السفير” ان الحكومة ستتعطل تلقائيا في حال اعتكاف وزراء “الحزب” و “التيار”، لانها لن تكون قادرة على اتخاذ القرارات في غيابهم، لا سيما ان الحكومة تقوم مقام رئيس الجمهورية الغائب، وبالتالي فان كل وزير فيها بات يتسلح بتوقيعه الإلزامي على المراسيم.
ولاحظت هذه الاوساط ان كل الاطراف، خصوصا في “14 آذار”، تعلن في الظاهر عدم ممانعتها تعيين العميد شامل روكز قائدا للجيش، وبالتالي يُفترض ألا تكون هناك مشكلة امام هذا التعيين، إلا إذا كان هناك من يضمر غير ما يعلن، فيقول شيئا ويفعل شيئا آخر.
وإزاء الضغط الذي تتعرض له الحكومة، قال الرئيس نبيه بري امام زواره أمس انه سيدافع عنها بكل ما أوتي من قوة، معتبرا انه من غير المقبول تعريض آخر المؤسسات الدستورية التي لا تزال تعمل لخطر التعطيل. وتابع: إذا اعتكف طرف ممثل في الحكومة وبقي العامل الميثاقي مصانا، فانها تظل قائمة وقادرة على العمل.
وأضاف: عندما عطلوا، وما زالوا، مجلس النواب كنت حريصا على مراعاة المزاج الماروني ولم أذهب في رفع سقف موقفي الى الحد الأقصى حتى لا يبدو الامر وكأنه ينطوي على منحى شخصي كوني أترأس المجلس، أما في ما خص الحكومة فأنا متحرر من هذا الحرج، وسأكون في طليعة المدافعين عنها.
ورأى بري ان ملف عرسال البلدة قيد المعالجة، وسُحب او يكاد من الحساسية المذهبية، على قاعدة ان الجيش هو المسؤول عن أمنها، أما بالنسبة الى جرود عرسال “فأنا قلت وأكرر ان من حق الجيش والمقاومة والشعب تحرير أي شبر محتل من الاراضي اللبنانية جنوبا او غربا او شرقا”.
وردا على سؤال، اجاب: أنا مع المقاومة حتى الموت في سعيها الى تحرير الجرود اللبنانية المحتلة، وهذا الامر محسوم.
وحول تعليقه على موقف بعض قوى “14 آذار” التي تعتبر ان الحدود اللبنانية – السورية متداخلة في جرود عرسال وتحتاج الى ترسيم، قال: أنا اقبل بترسيم أهالي عرسال، فهم خير من يعرف حدود أراضيهم، وعرسال من دون جرودها تختنق.
الديار : الحكومة أمام أسبوع التعيينات الأمنيّة ومعركة جرود عرسال عون : الشارع ليس فزاعة ــ بري : سأدافع عن الحكومة بكلّ قوّتي الأسير : عون يُحرّض على المجاهدين في جرود عرسال فلا تنسَ سكّينكم رقبته
كتبت “الديار”: الحكومة هذا الاسبوع امام امتحان من خلال ملفي التعيينات الامنية ومعركة جرود عرسال. فاذا كانت كل المعطيات تؤكد ان ملف التعيينات سيُرحّل الى جلسة يوم الخميس، لاستكمال الاتصالات والمشاورات، الا ان موضوع معركة جرود عرسال لا يمكن تأجيله، فعلى الحكومة ان تأخذ قرارها الحاسم في ما خص التكفيريين الموجودين في الجرود والذين يهددون بلدة عرسال وغيرها من بلدات مجاورة.
وتؤكد مصادر وزارية ان جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم لن تكون جلسة تعليق العمل الحكومي. وشددت على ان التسوية التي يعمل عليها، تقضي بان يطرح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق موضوع تعيين المدير العام لقوى الامن الداخلي مقترحا 3 اسماء (العمداء عماد عثمان وسمير شحاده واحمد الحجار) ليصار الى اختيار احدهم، وبما ان اي اسم لن يحظى باكثرية الثلثين المطلوبة، يعمد المشنوق الى اصدار مرسوم بتأجيل تسريح بصبوص حتى ايلول بما يتزامن مع انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جان قهوجي.
وتؤكد مصادر التيار الوطني الحر ان كلام الجنرال ميشال عون خلال اليومين المنصرمين يؤكد على ان سيناريوهات التصعيد مفتوحة على مصراعيها امامه، وانه لن يتوانى عن استخدام كل الوسائل الديموقراطية السلمية التي ستكون متاحة امامه، وشددت المصادر على ان لعبة الشارع لن تكون فزاعة ابدا هذه المرة.
وترسم مصادر التيار علامات استفهام حول الكلام الذي سرب من ان جلسة اليوم ستخلو من “مفاجآت” وان ملفي التعيينات وعرسال وجرودها سيرحلان الى يوم الخميس، وربطت المصادر بين هذا التأجيل الذي يسعى اليه سلام وزيارته المرتقبة الى المملكة العربية السعودية والتي ستفصل بين الجلستين، وكأنه يوحي بأنه لا يريد الحسم قبل استمزاج رأي المسؤولين السعوديين.
تستبعد مصادر تيارالمستقبل ان يتم تعليق العمل في الحكومة اليوم، وستبقى الامور متروكة للاتصالات المستمرة سعيا للتهدئة قبل جلسة الخميس. واكدت ان التصعيد العوني يصب في خانة الضغط لا اكثر ولا اقل. وتبدو المصادر مرتاحة لكون التصعيد العوني لن يصل الى حدود الاستقالة من الحكومة او تطييرها، كما ان حزب الله ابلغه انه سيكون الى جانبه في اي خطوة دون الاستقالة من الحكومة.
واعتبرت مصادر مقربة من رئيس الحكومة تمام سلام ان زيارته الى المملكة العربية السعودية لتبادل الآراء والافكار، لا سيما في هذه المرحلة التي تشهدها المنطقة. واكدت المصادر ان جلسة اليوم تخلو من اي “مفاجآت دراماتيكية”.
على صعيد آخر، قال الرئيس نبيه بري امام زواره مساء امس “انني سأدافع عن الحكومة بكل قوتي فبالنسبة للمجلس النيابي تنازلتُ عندما عطلوه وراعيتُ الموقف الماروني حتى لا اظهر انني ادافع عن مؤسسة أترأسها، انا سأكون اول المدافعين عن مجلس الوزراء”.
وعن ملف عرسال، قال بري: ان هذا الملف قيد المعالجة، وسحبت منه الحساسية المذهبية، والجيش هو المسؤول عن امنها. اما بالنسبة لجرود عرسال، فانا على رأس السطح اقول: “اذا كان هناك شبر محتل من لبنان، من ايّ منطقة، فمن حق الشعب والدولة والمقاومة تحرير الارض. وانا مع المقاومة حتى الموت”.
اضاف: لقد قاتلتُ اثناء الحرب من اجل العلم اللبناني ولا اقبل تعريض الجيش لايّ خطر. وانا مع التعيين كما قلت ولكن اذا لم يتم ذلك فانا مع التعيين واذا عيّنا قائد الجيش غداً، فيصبح هناك قائدان للجيش، لان ولاية قائد الجيش تنتهي في ايلول، هل هذا الامر يصب في مصلحة الجيش؟
على صعيد آخر، اشاد بري بموقف وزير الداخلية نهاد المشنوق كونه ينتظر حتى آخر لحظة للبت في موضوع تعيين مدير عام قوى الامن الداخلي.
وفي مجال آخر، غرَّد الارهابي الفار أحمد الأسير عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “للأسف إن معظم أهل السنة في لبنان ينتظرون زعيماً بيده عصا سحرية يقول للشيء كن فيكون يقضي لهم حاجاتهم وهم لا يفعلون شيئا”.
وأضاف: “بعدما خذلنا القريب والبعيد إلا من رحم ربي .. نعم لا أملك حالياً إلا الكلمة… ولن أبخل بها لنصرة ديني وأمّتي إن شاء الله سبحانه”. وتوجه الى أهالي عرسال، مُغرداً: “لأهلي في عرسال لا تنخدعوا بالشعارات لا سيما من الصحوات فهم يستعملون معكم سياسة القضم والهضم وأنتم أعلم بطبيعة جيش حلف الأقليّات .. فتنبهوا”.
البناء : النووي الإيراني يكسر فخذ كيري… وخلاف ينتظره حول المنشآت العسكرية جنيف اليمني ولعبة ثلاث ورقات بيد ولد شيخ أحمد بين صنعاء والرياض عون: لا تعيينات يعني لا حكومة… وعرسال لأسبوع حاسم
كتبت “البناء”: بدأ شهر حزيران الذي يستحضر خزاناً من الملفات المتراكمة برصيد نقاط لكلّ اللاعبين على الساحات الدولية والإقليمية واللبنانية، ففيه الاستحقاقات الكبرى، لبنانياً يحضر ملف التعيينات الأمنية مع الرابع من حزيران وموعد بلوغ مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص سن التقاعد، ومع تجمّع عناصر التوتر السياسي والأمني حول الوضع الخطير في عرسال وجرودها، وإقليمياً يتقدّم الملف النووي الإيراني الذي يبلغ سن التقاعد أيضاً نهاية هذا الشهر، وتنبني على نتائج ما بعده من تفاهم أو فشل الكثير الكثير من الأشياء والحسابات والتوازنات. وعلى إيقاع اللهاث نحو هذا الموعد تحتشد في العراق معارك مفصلية بين الجيش العراقي والحشد الشعبي بدعم إيراني واضح من جهة وتنظيم “داعش” المدعوم سراً وعلناً من تركيا من جهة مقابلة
تابعت الصحيفة، لبنانيا، يسود الغموض حول كيفية تفادي الأصعب، وكذلك حول كيفية ترجمة الوعود الحاسمة، فلا تيار المستقبل يوضح كيف سيتفادى المواجهة في ملفي التعيينات الأمنية وعرسال، ولا التيار الوطني الحر يوضح كيف سيترجم قرار زعيمه بمعادلة لا تعيينات يساوي لا حكومة، ولا حزب الله يوضح كيف سيترجم معادلة إذا تلكأت الحكومة لن نترك عرسال لـ”جبهة النصرة”.
يستبق رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون جلسة مجلس الوزراء اليوم بحديث مقتضب عبر “صوت المدى” سيجدد موقفه من ملفي التعيينات الأمنية وعرسال”. وكان العماد عون توجه إلى الوفود الشعبية التي زارته في الرابية في عطلة الأسبوع بالقول: “نحتاج إلى أقدامكم يوماً ما لتنزلوا إلى الشارع كما نزلتهم من قبل إلى بعبدا”. ودعا عون “السلطة بكل وزرائها ومسؤوليها العسكريين أن “يأخذوا القرار ويحرروا جرود عرسال لأن هناك مجالاً لقيام قاعدة عسكرية كبيرة للمسلحين”، مضيفاً: “الحكومة لا تزال ترفض القيام بالعملية العسكرية والجيش الذي لا يتحرك في الحرب ينكسر ويهترئ”.
وفي السياق، أكدت مصادر قيادية في التيار الوطني الحر لـ”البناء” “أن الشعب الذي لم يتخل عن الجنرال عون في عام 1989 ونزل إلى بعبدا بمئات الآلاف، لن يتخلى عنه اليوم وسينزل بأعداد مضاعفة إذا اضطر الأمر”. ولفتت المصادر إلى “أن العماد عون لن يكرر تجربة الدوحة”، مشددة على “أن الخطوات التي سنلجأ إليها ستكون ضمن الخط الشريف والنبيل، فالعماد عون سيفاجئ الجميع كما فاجأ العالم في عام 2006 واختار الوقوف إلى جانب المقاومة”.
وإذ لفتت مصادر عليمة لـ”البناء” إلى “أن الجنرال عون سيبقى على موقفه القائل إما إجراء التعيينات أو لا حكومة، من دون أن يحدد الخطوات التصعيدية التي قد يلجأ إليها في حال تم التمديد للقادة الأمنيين والعسكريين”. تحدث البعض عن “أن وزيري التيار الوطني الحر الياس بوصعب وجبران باسيل سيعطلان العمل في الحكومة برفضهما البحث في أي بند من جدول الأعمال، قبل البت بالتعيينات الأمنية” في حين تحدث البعض الآخر عن “أن الحديث عن استقالة أو اعتكاف غير مطروح”.
ويبحث مجلس الوزراء اليوم في ملفي عرسال والتعيينات الأمنية، ومن المتوقع أن يطرح وزير الداخلية نهاد المشنوق 3 أسماء لمنصب مدير عام قوى الأمن الداخلي وهم قائد معهد قوى الأمن الداخلي العميد أحمد الحجار، رئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان، وقائد منطقة الجنوب الإقليمية لقوى الأمن الداخلي العقيد سمير شحادة لاختيار واحد منهم، إلا أن الثلاثة سيتم رفضهم، الأمر الذي سيؤدي إلى تأخير تسريح اللواء ابراهيم بصبوص من منصبه حتى أيلول ليتزامن مع استحقاق قيادة الجيش”.
وتجدر الإشارة إلى “أن اسم شحادة كان مطروحاً بقوة لمنصب مدير عام الأمن الداخلي إلا أن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري اعترض على ذلك بعد الخلاف الذي نشب بينهما، وعمد لدى المعنيين إلى تعيينه قائداً للشرطة لقطع الطريق عليه في الأمن الداخلي”.
الأخبار : حزب الله والتيار والمردة اليوم: روكز أو لا حكومة عون يستعد لانتفاضته الشعبية الثانية
كتبت “الأخبار”: تتجه البلاد صوب أزمة سياسية كبيرة قد لا تطيح عمل الحكومة فحسب، بل الاستقرار السياسي العام. ومع إصرار تيار المستقبل وقوى 14 آذار على الإمساك بمفاصل الدولة كلها، ووقوف قوى 8 آذار الى جانب العماد ميشال عون في معركتَي قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، فإن جلسة مجلس الوزراء، اليوم، قد تعطي الجواب حول مستقبل الوضع في لبنان خلال المرحلة المقبلة، وسط تصعيد متدرج يقوم به عون يهيئ خلاله قواعده الحزبية والشعبية لخيار المواجهة العامة في الشارع
قالت مصادر مواكبة إن جلسة مجلس الوزراء اليوم ستشهد، من جديد، إثارة ملفي التعيينات في المواقع العسكرية والأمنية، وكيفية التعاطي مع احتلال مسلحي جبهة النصرة جرود عرسال اللبنانية. في ملف عرسال، واضح أن فريق 8 آذار يحمل الى الجلسة مشروع قرار واضح بأن “يكلف مجلس الوزراء الجيش اللبناني القيام بكل الخطوات لتحرير عرسال وجرودها من المجموعات المسلحة”.
ووسط توقعات برفض الفريق الآخر، فإن فريق 8 آذار يميل إلى عدم الدخول في سجالات أو توترات على هذه الخلفية، وينتظر في هذه الحالة أن يعلن الرئيس تمام سلام إما تأجيل البحث والجلسة لحين عودته من زيارة السعودية أي ليومين، أو أن ينتقل البحث الى البند الثاني الخاص بالتعيينات الأمنية والعسكرية.
وفي هذا المجال، ينتظر أن يقدم وزير الداخلية نهاد المشنوق عرضه حول واقع المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ويقترح لائحة من أربعة ضباط لتولي منصب المدير العام خلفاً للواء إبراهيم بصبوص الذي تنتهي ولايته بعد أيام. وبحسب المقرر، فإن وزراء التيار الوطني الحر وتيار المردة وحزب الله ــــ في انتظار أن يبتّ الرئيس نبيه بري قراره ـــ سيعرضون أن يتم حسم الأمر مع ملف قيادة الجيش، ويطالبون بتعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش.
النقاش المتوقع سيشمل أن هناك ما يوجب الفصل بين قوى الأمن والجيش لأن ولاية قائد الجيش تنتهي بعد ثلاثة أشهر، وربما يلجأ فريق 14 آذار الى طلب التمديد لبصبوص حتى أيلول المقبل، ليصار في حينه الى اتخاذ قرار مشترك حول الجيش وقوى الأمن. وفي هذه الحال، سيعلن وزراء التيار والحزب والمردة رفضهم اتخاذ أي قرار، وسيبلغون الحكومة ورئيسها أنهم يرفضون صدور أي قرار عن مجلس الوزراء قبل تعيين قائد جديد للجيش.
وبحسب مصدر مطلع، فإن القرار سيكون في سياق مجموعة خطوات تنوي قوى 8 آذار، بالتحالف مع التيار الوطني الحر، القيام بها رداً على توجه 14 آذار للإمساك بمفاصل البلاد وتعطيل مؤسسات أخرى.
وكانت الأيام الثلاثة الماضية قد شهدت ما يقود الى خلاصة بعدم حصول أي توافق على ملف التعيينات. وتبين أنه منذ الخميس الماضي لم يحصل أي تطور إيجابي. ولم يتلقّ النائب وليد جنبلاط أي جواب من الرئيس سعد الحريري حول مقترحه المضي بتعيين روكز قائداً للجيش. وجاء رد المستقبل بشكل غير رسمي على لسان الوزيرين رشيد درباس وأشرف ريفي اللذين قالا إن الحريري أبلغ روكز دعمه له، لكن الأولوية اليوم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
من جانبه، أبلغ وزير الدفاع سمير مقبل جهات بارزة في 8 آذار أنه لم يعدّ لائحة مرشحين لقيادة الجيش خلافاً لما أشيع. وجاء موقفه بعدما سربت مصادر سياسية أن مقبل سيطرح أسماء أربعة ضباط، هم العمداء: شامل روكز، ألبير كرم، مارون حتّي ووديع الغفري، والأخير كان قائد الحرس الجمهوري ومرافق الرئيس السابق ميشال سليمان، علماً بأنه لا يملك المؤهلات للوصول إلى قيادة الجيش كونه لم يخضع لدورة أركان.
النهار : بري يُفرمل توجّهاً إلى تعطيل العمل الحكومي “لواء القلعة” عربة “حزب الله” إلى عرسال
كتبت “النهار”: لا تصعيد يطيح حكومة الوحدة الوطنية بل مزيد من الضغوط في مختلف الاتجاهات السياسية والميدانية توحي بأن حزيران سيكون ساخناً منذ بدايته تزامناً مع عملية المفاوضات الاميركية – الايرانية وما تشهده من شد حبال وإمساك بالاوراق الاقليمية، كما مع التدهور السريع للنظام السوري والتخوف من تداعيات سقوطه. ويترجم ذلك تعثر كل الاتصالات في عطلة نهاية الاسبوع على أكثر من محور سياسي في محاولة لتذليل العقبات من أمام جلسة مجلس الوزراء، في ظل تمسك رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون بموقفه الرافض لتأجيل بت بند التعيينات والاكتفاء بالبحث في الجزء المتعلق منها بانتهاء ولاية المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص. لكن مصادر وزارية اكدت لـ”النهار” ان لا تعطيل من اليوم، إذ ان جلسة الخميس المقبل تتضمن جدول أعمال من 81 بنداً يجعل جميع الأطراف حرصاء على تمريرها لأن في هذه البنود مصالح لهم في الشؤون الصحية والمالية والاجتماعية والانمائية.
وفي معلومات لـ”النهار” ان المعادلة “الذهبية” التي اتفق عليها “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، استنادا الى مطلعين، تقضي بمضي الحزب مع التيار في تعطيله العمل داخل الحكومة وعدم الاستقالة منها، في مقابل الحملة الداعمة من التيار للحزب في مضيه بمعارك عرسال، وهي حملة بدأت في خطب مسؤولي التيار، وآخرها تصريحات الوزير جبران باسيل أمس من قرى بعلبك التي زارها.
وفي إطار التصعيد، بدأ الحزب يترجم كلام أمينه العام السيد حسن نصرالله الذي ركّز على تحرك “اهالي بعلبك – الهرمل” في منطقة جرود عرسال، وبعد اللافتات التي رفعت باسم “الاهالي”، أعلنت “عشائر وعائلات بعلبكية” عن قيام “لواء القلعة” المشابه لـ”الحشد الشعبي” في العراق، وأكد “أنه لن يسمح بوجود أي تكفيري في الجرود”، وانه “ملتزم أي قرار يصدر عن السيد حسن نصرالله”، مشدداً على ان “معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي معادلة ذهبية تحكم تحركنا وخطواتنا اللاحقة ونعتبرها الوسيلة الوحيدة للمواجهة”.
في المقابل، بدا الرئيس نبيه بري مغرداً خارج سرب 8 آذار، معلناً دفاعه عن الحكومة، وداعياً الى تأجيل استحقاق تعيين قائد للجيش. ذلك ان رئيس مجلس النواب، كما نقل زواره، لا يؤيد كل هذه الضجة التي تسبق جلسة اليوم. وهو يردّد انه “سأدافع عن الحكومة بكل ما أوتيت من قوة. وتنازلت في مجلس النواب وجرى تعطيله بسبب مراعاتي لموقف النواب الموارنة ولم أذهب الى عقد جلسة تشريعية ولم أرفع السقف الى الحد الاقصى حتى لا أبدو أنني أدافع عن مؤسسة أرأسها، أما بالنسبة الى مجلس الوزراء، فإنني سأكون في مقدم المدافعين عنه”.
وعن عرسال قال: “ملف البلدة قيد المعالجة وجرى سحبه من الحساسية المذهبية، والجيش هو المسؤول عن أمنها. وفي شأن الجرود أقول على رأس السطح وأكرر موقفي اليوم ان اي شبر من الاراضي اللبنانية المحتلة جنوباً وشرقاً او غرباً من حق الدولة والجيش والشعب والمقاومة تحريره. في اختصار أردّد انا مع المقاومة حتى الموت”.
ورفض بري “تعريض المؤسسة العسكرية لأي خضة. أنا مع تعيين قادة الاجهزة الامنية، وفي حال عدم تحقيق هذا الأمر، فلا مفر من التمديد تلافياً للفراغ على رأس المؤسسة العسكرية”. وتساءل: “هل من المنطق ان نعيّن اليوم قائداً للجيش وولاية العماد جان قهوجي تنتهي في ايلول المقبل؟ ولماذا يطرح الموضوع منذ الآن، وقت يخوض الجيش مواجهة كبيرة ضد الارهاب والجماعات التكفيرية؟ واذا افترصنا ان التعيين تم غداً سيصبح عندنا قائدان للجيش، لان ولاية قهوجي تنتهي في ايلول، وهل المطلوب ان نقول للرجل اذهب الى منزلك؟ ان ما يحصل لا يصب في مصلحة الجيش”.
المستقبل : عرسال والتعيينات على طاولة الحكومة اليوم: المواقف على حالها “سيّدة الجبل” تستعيد ثوابت 14 آذار
كتبت “المستقبل”: بعيداً من حملة رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون المستمرة ضدّ الجيش وقيادته على خلفية الوضع في جرود عرسال والتعيينات العسكرية، والتي لا يبدو أنّها ستُحدِث أي تعديل في اتجاه جلسة مجلس الوزراء اليوم التي أكد أكثر من وزير لـ”المستقبل” أنّها لن تؤدي إلى أي نتيجة وأنّ مواقف كل الأطراف باقية “على حالها”، استعادت خلوة “سيّدة الجبل” أمس ثوابت 14 آذار، مطعَّمة بنكهة حضور مميّز لممثّل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي المطران يوسف بشارة الذي كان لعب دوراً رئيسياً في تأسيس لقاء “قرنة شهوان”. وشهدت نقاشاً غنيّاً أجمع المشاركون فيه على أن لا بديل من “الشراكة الكاملة” في مواجهة أي أزمة، تحت عنوان أنّ “لا حلّ مسيحياً لأزمة المسيحيين، ولا حلّ إسلامياً لأزمة المسلمين”.
اللواء : حلف “الحرب ضد عرسال”: الحكومة في مرمى التعطيل! سلام في الرياض غداً لتعزيز التعاون
كتبت “اللواء”: على وقع هدير التهديدات الذي يتحوّل إلى تحريض، يستثير الحساسيات الطائفية والمذهبية، بربط غير مفهوم بين الوضع في عرسال حيث يقبض الجيش اللبناني على المعابر، ويحفظ أمن البلدة البقاعية، وحسم قضية قادة الأجهزة الأمنية، سواء بالتمديد أو التعيين، منعاً للفراغ وحرصاً على استمرار عمل المؤسسات الأمنية والعسكرية بما يحفظ الاستقرار والهدوء، سواء في الداخل، أو على الحدود الشرقية والشمالية، على وقع هذا التهديد تنعقد الجلسة المخصصة لهذين الملفين في السراي الكبير اليوم، ولتواجه بنقاش موضوعي وهادئ الضغط العوني مدعوماً من “حزب الله”، وبالعكس منعاً لشل عمل الحكومة، وإن بدا فريق 8 آذار متحرراً من أية مسؤولية عن تعطيل السلطة الاجرائية، بعد تعطيل الرئاسة الأولى ومجلس النواب، ومن دون إقامة أية حسابات لما يترتب على هذا الوضع غير الطبيعي.
الجمهورية : برّي: سأكون أوّل المدافعين على الحكومة وسلام إلى السعودية غداً
كتبت “الجمهورية”: السباق بين التعطيل والتسوية يسير على قدم وساق على رغم أنّ المواقف السياسية التي حفلت بها عطلة نهاية الأسبوع دَلّت الى أنّ التصعيد ما زال سيّد الموقف، وإذا كان من رهان فسيبقى على ربع الساعة الأخير الذي يضع كل القوى السياسية أمام مسؤولياتها في اللحظة الحساسة التي يجتازها لبنان والمنطقة. ولكن لغاية اللحظة لا يمكن الكلام عن أيّ تطور إيجابي، حيث أنّ رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون يتمسّك بالربط بين مصير المدير العام لقوى الأمن الداخلي وقائد الجيش، فيما “المستقبل” يدعو إلى الفصل بين الموقعين في ظل بروز مسعى جديد لترحيل الخلاف إلى شهر أيلول من أجل حسم الموقعين معاً، خصوصاً أنّ الأشهر المقبلة قد تشهد انقشاعاً في الرؤية بعد توقيع الاتفاق النووي نهائياً، غير أنّ عون ما زال مصرّاً على الحسم اعتباراً من اليوم، الأمر الذي يجعل جلسة اليوم أو الخميس المقبل كحدّ أقصى مفتوحة على شتى الاحتمالات ربطاً بالتعيينات. وتفيد المعلومات أن لا استقالة للحكومة، وأنّ أقصى ما يمكن أن تشهده اعتكافاً لوزراء “التيار الوطني الحر” وتضامن وزراء “حزب الله” حصراً معهم، ولكنّ اللافت أمس ما نقله زوّار رئيس مجلس النواب نبيه برّي عنه من أنه سيكون في طليعة المدافعين عن الحكومة، من دون الكلام عن الخلاف حول موضوع عرسال الذي شهد مقاربات هادئة في الكواليس خلافاً للمواقف المعلنة في ظل وجهة نظر تدعو للفصل بين عرسال وجرودها، ووجهة نظر أخرى ترفض إعطاء أيّ غطاء لعمل أمني في هذه المنطقة، فضلاً عن أنّ “المستقبل” أعطى إشارة واضحة أخيراً بأنه يرفض الخضوع والتسليم لأيّ ابتزاز حكومي أو من أيّ نوع كان.