الحلف الصهيوني التكفيري
غالب قنديل
تقوم قوى التكفير الإرهابية بتنفيذ خطة عامة لتمزيق واستنزاف الكتلة التاريخية التي سحقت هيبة الردع الإسرائيلية فهذه الكتلة الشعبية التحررية التي تضم المقاومة اللبنانية والفلسطينية والجمهورية العربية السورية دولة وشعبا وجيشا وقيادة وظفت جميع إمكاناتها وقواها وحظيت بفرصة التحالف مع إيران بفضل التلاقي بين الزعيمين الراحلين حافظ الأسد وروح الله الخميني على أولوية النضال ضد إسرائيل بوصفها قاعدة الهيمنة الاستعمارية في المنطقة وقد تعزز هذا الحلف في مجابهة الغزوة الاستعمارية الصهيونية والحكومات الرجعية التابعة للغرب منذ اتفاقية كمب ديفيد ومنذ اكثر من اربع سنوات يواجه محور المقاومة عصابات التكفير والإرهاب التي تحمل مشروعا تدميريا متوحشا صممه الغرب بقيادة الولايات المتحدة وينفذه من خلال الحلف الإجرامي الحاضن لفصائل القاعدة وتنظيم الأخوان المسلمين والذي تشترك فيه كل من تركيا وإسرائيل والسعودية وقطر ودول الناتو .
ليس الكلام عن حلف الصهيونية والتكفير من باب المبالغة التحريضية بل هو تقرير علمي لواقع قائم ومستمر منذ انطلاق العدوان البربري على سوريا تبرهن عليه التدخلات الصهيونية المستمرة التي مهدت الطرق ميدانيا بضربات جوية منسقة لمواقع الجيش العربي السوري بينما سبقها الإرهابيون على الأرض بضرب قواعد الدفاع الجوي السورية وهذا التناغم والتنسيق المدبر وغير التلقائي سمح بتمدد الجماعات الإرهابية العميلة في وسط وجنوب سوريا كما تشير إليه اعترافات كبار المسؤولين والقادة الصهاينة التي نسفت خرافة التناقض بين إسرائيل والإرهاب بحيث انبرى الصهاينة يقولون علنا وبكل وقاحة ان جبهة النصرة فرع القاعدة الرسمي هي حليفهم في سوريا وأنهم يفضلونها ألف مرة على الدولة السورية الداعمة لفصائل المقاومة ورئيسها الذي صمد بقوة في وجه الترهيب والترغيب الصهيوني الذي تولته كل من حكومات تركيا والسعودية وقطر وفرنسا لسنوات دون جدوى وهي نفسها الدول الداعمة لفصائل التكفير في الحرب على سوريا.
الحلف الصهيوني التكفيري ليس مجرد لقاء للمصالح ووحدة في الأهداف بل هو معبر عنه باتصالات وخدمات لوجستية وإعلامية وسياسية إسرائيلية مكشوفة وأبعد من مداواة مايزيد على ألفي إرهابي وتدريبهم وربطهم بالموساد وهي باتت مكشوفة خصوصا مع انتقال حكومات الخليج الراعية للتكفير إلى التنسيق المباشر مع إسرائيل ضد محور المقاومة وخصوصا ضد سوريا وحزب الله وإيران وسائر قوى التحرر في المنطقة كما تبين من اجتماعات متعددة عقد آخرها في العاصمة الأردنية.
أما الشريك التركي في المخطط الإجرامي فبينه وبين إسرائيل قنوات الناتو واستثمار داعش ومبيعات نفطها وهو يطبق في الجبهة الشمالية السورية نهجا يتسم بالفجور العدواني أمام العالم كله بل ويبتز إيران وروسيا حتى اليوم ويوزع نفاقه وخداعه الداعشي في كل اتجاه.
تدمير البيئة الاجتماعية الحاضنة للمقاومة ومحاولة إغراقها في أحداث دموية يراد لها أن تدوم أكثر من عشرة أعوام هو المضمون الواقعي لما تقوم به جميع أطراف هذا المخطط الدموي والأهداف الرئيسية المباشرة هي التالية
ـ ضرب القوة السورية وتعطيل دورها في الصراع العربي الصهيوني ومعاقبتها على التمرد ورفض الإملاءات الأميركية جملة وتفصيلا منذ زيارة كولن باول الشهيرة لدمشق ولقائه بالرئيس بشار الأسد بعد احتلال العراق.
–شل القوة العراقية ومنعها من تحقيق نطاق استراتيجي دفاعي مشترك مع سوريا وإيران وتوظيف مقدرات العراق في دعم محور المقاومة والسعي لتقسيم هذا البلد الكبير القادر على تغيير المعادلات الخليجية والمشرقية.
–استنزاف قوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية واستدراجها بعيدا عن ميدان الصراع العربي الصهيوني.
–شراء الوقت الضروري لإنجاز تحضيرات إسرائيل لاستكمال خطط الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وإعداد مشروع الدولة اليهودية تمهيدا لإشهاره في أفضل مناخ ممكن بالنسبة للعدو واذا سئل قادة إسرائيل فإنهم في ظرف ذهبي طالما انصرف العرب مجتمعين عن فلسطين وطالما القوى الحية التي تعادي إسرائيل مضطرة لمقاتلة التكفيريين في عقر الدار وطالما تتجه بعض الحكومات للمجاهرة بالتحالف مع الدولة العبرية تحت الرعاية الأميركية وبينما تتولى تركيا ضبط حماس تواصل السعودية تدجين فتح والحاصل أن أحدا لا يزعج إسرائيل.
ان هزيمة الحلف الصهيوني التكفيري وجميع داعميه هي الطريق لحماية المنطقة ولإنقاذها وهي المدخل البديهي لرد اعتبار الأولوية المبدئية لفلسطين بوصفها القضية المركزية لمحور المقاومة والاستقلال وللأمة برمتها.