الارهابيون خارج الجرود قبل شهر رمضان وفيق قانصوه
«قبل بداية شهر رمضان المقبل سيكون المقاومون قد حقّقوا وعد السيد حسن نصرالله بعدم بقاء أي إرهابي في جرودنا». هذا ما أكّدته مصادر مواكبة للعمليات الميدانية في جرود السلسلة الشرقية، وبخاصة داخل جرود عرسال.
المصادر نفسها أكّدت لـ «الأخبار» التي قامت بجولة في الجرود وصولاً الى مشارف بساتين عرسال أن «إغلاق هذا الملف لن يستغرق سوى أيام قليلة، مع الحرص على إعطاء الحكومة اللبنانية الفرصة لحل الأمر. لكن الانتظار لن يطول كثيراً، خصوصاً أن المعارك اليوم باتت أكثر سهولة بعدما سيطرت المقاومة على معظم التلال الحاكمة، وبعدما تبيّن أن دفاعات المسلحين سرعان ما تنهار أمام هجمات المقاومين».
وأوضحت المصادر أن إرهابيي «جبهة النصرة» خسروا، حتى يوم أمس، 85 في المئة من الاراضي التي كانوا يسيطرون عليها واندحروا شمالاً وباتوا في شريط ضيق محاذ للمناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» الارهابي شمالاً، إضافة الى جرود عرسال. عملياً، انكمشت سيطرة إرهابيي التنظيمين من ألف كيلومتر مربع قبل بدء العملية الأخيرة الى 380 كيلومتراً مربعاً معظمها أراض لبنانية. وهذه المناطق مرشحة لمزيد من الانكماش بعد سيطرة المقاومة قريباً على «تلة التلاجة» التي تعتبر آخر معقل استراتيجي حساس يمتلك سيطرة بالرؤية والنار على مساحات شاسعة من الجرود.
كما بات رجال المقاومة يسيطرون على 45 كيلومتراً مربعاً ضمن جرود عرسال وبساتينها، مع الحرص على حصر الاشتباك بمسلحي الجرود وتفادي الاحتكاك مع أي مناطق مأهولة. كذلك أصبحت المقاومة، من جهة جرود نحلة، على مسافة ثلاثة كيلومترات تقريباً (خط نار) من نقاط الجيش على المقلب الآخر، والتي تفصل مدينة عرسال عن مخيمات النازحين في شرقها.
وتوضح المصادر أن هذه المخيمات، وعددها ثمانية، يقيم فيها نحو ثلاثين ألف نازح بينهم عائلات معظم مسلحي الجرود. وهي ليست مخيمات محصورة في مناطق معينة بل تشكل ــــ على ما تشير الصور الجوية ــــ مساحات انتشار كبيرة. وباتت هذه المخيمات اليوم شريان الحياة الوحيد للمسلحين، خصوصاً ان سيطرة الجيش على المنطقة الفاصلة بينها وبين المدينة لا تحول، بسبب الضغوط السياسية، دون وصول المساعدات الطبية والغذائية وحتى الأسلحة للارهابيين تحت عنوان «إغاثة النازحين». علماً أن مصادر مطلعة أكدت لـ «الأخبار» أن إغلاق الطريق أياماً قليلة كفيل بإنهاك المسلحين وانهيارهم بالكامل.
وتقدّر المصادر عدد المسلحين في ما تبقّى من مناطق تحت سيطرتهم بنحو 2000، بينهم نحو 1200 من «النصرة» وبين 700 و800 من «داعش». وتشير عمليات الرصد الى أن في حوزة «النصرة» 7 دبابات من طراز «تي 72» و«تي 55»، وعربتي «شيلكا»، و4 قبضات (منصات) «كونكورس»، ونحو 70 صاروخ غراد، وعدد من صواريخ «السهم الأحمر» الصينية الصنع، وتسعة مدافع عيار 23 ملم، وعدد من مدافع الهاون 120 ملم، ورشاشات 14,5 ملم، وحوالي 20 دوشكا، وسيارات مفخخة، وتشريكات عبوات (مع ملاحظة تقدم في الجانب الهندسي في هذه التشريكات)، وقناصات شتاير، اضافة الى الأسلحة الفردية، وبين 6 و8 ملايين من «الذخائر الناعمة»، وهي ذخائر لأسلحة من عيار دوشكا ونزولاً تم الاستيلاء عليها من مستودعات مهين التابعة للجيش السوري عقب سيطرتهم عليها خريف 2013. فيما تملك «داعش» عدداً أقل من الدبابات، و13 مدفعاً من عيار 14,5 ملم، وقبضة كونكورس، وقبضتي كورنيت، اضافة الى صواريخ ميلان وعدد قليل من الدبابات. أما الاعتماد الأساسي لهذا التنظيم فهو على الانتحاريين والسيارات المفخخة.
(الأخبار)