الخطر كبير شارل أيوب
الخطر كبير على بلادنا، يشبه بداية القرن العشرين يوم عملت الحركة الصهيونية على انتزاع معاهدة سايكس – بيكو لتقسيم المنطقة، تمهيدا لاغتصاب فلسطين ويوم بدأ اليهود يأتون الى فلسطين ليغتصبوا الارض ويطردوا سكان فلسطين من بلادهم ومنازلهم.
يومها لم يكن هنالك وعي عربي ولا وعي فلسطيني وكانت الحركة الصهيونية واعية لاهدافها والخطط التي وضعتها لاغتصاب فلسطين وتقسيم بلاد المشرق الى دويلات صغيرة، تمهيداً ليوم آتٍ تنقسم فيه هذه الكيانات الى كيانات اصغر ولربما جاء هذا اليوم ونعيش حالياً عبر التمزق الحاصل في كيانات سايكس – بيكو.
اسرائيل تتفرج وفق بروتوكولات حكماء صهيون على انهر من دمائنا تجري في مدننا وقرانا واسرائيل تتفرج على جهلنا وكيف نتقاتل وكيف اصبح روحاني عدوا اكثر من نتنياهو وكيف اصبحت ايران هي ام المخاطر بدل التطلع الى ام المشاكل في بلادنا وهي قضية فلسطين واغتصاب ارضها واحتلال اراض عربية اخرى.
الجهل العربي كان مطبقاً في مطلع القرن العشرين ولذلك نجح المخطط الصهيوني ولم يكن في وجه هذا المخطط مخطط مضاد، لذلك نجحت الصهونية في اغتصاب فلسطين وفي احتلال الاراضي العربية.
اليوم نحن امام حركة مقاومة للمخطط الصهيوني ـ الاميركي ـ الغربي الذي يريد تقسيم بلادنا واشاعة الفوضى في صفوف شعبنا وترك الساحة مفتوحة للمعارك وحصول هجرات بالملايين وشهداء بمئات الالاف ومدن تحترق وقرى تدمر.
هنالك مخططان: المخطط الصهيوني ـ الاميركي ـ الغربي وفي وجهه مخطط المقاومة.. وطاقة المقاومة محدودة امام المخطط الصهيوني ـ الاميركي ـ الغربي الذي فتح كل الجبهات من اجل تدمير بلادنا، لكن مع ذلك تبذل المقاومة كل طاقاتها بشكل غير مسبوق في التاريخ وتقاتل في لبنان وتبقى رادعاً لاسرائيل عن اي عدوان وتقاتل في سوريا المخطط الاسرائيلي الصهيوني وتقاتل في العراق ايضاً ضد تقسيمه وتقاتل على جبهات كثيرة وبدل ان يتم تقدير موقف المقاومة ودعمها الى اقصى الحدود يقومون باتهامها بأنها فارسية وتنفذ اوامر ايران وصحيح ان المقاومة تتلقى دعماً قوياً من ايران، ولايران نفوذ كبير في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن ودول اخرى، الا ان الاهم هو اي مخطط سينتصر، مخطط الصهيونية ام مخطط المقاومة؟ نحن ليس لنا امل في تأمين حياة الاجيال القادمة الا من خلال عمل المقاومة الذي تقوم به الان وتدافع فيه عن امتنا وتقدم الشهداء والتضحيات الكبرى.
ليس لنا ابداً اي أمل آخر الا انتصار المقاومة ولقد سمعنا عن تعبئة عامة. نعم ان التعبئة العامة مطلوبة ليس على مستوى المقاومة بحجم حزب الله بل المطلوب التعبئة العامة بحجم المشرق العربي كله. ومن يريد ان يقاتل في معركة الحياة او الموت ضد المخطط الصهيوني الذي يستهدف وجودنا ويريد اقتلاعنا من جذورنا ويريد تدميرنا تدميراً نهائياً من اجل قيام الدولة اليهودية التي تريد ان تحكم دويلات طائفية مذهبية حولها وتسيطر عليها ويحكم الشعب الصهيوني العالم من فلسطين المحتلة وليس المشرق العربي وحده بل تكون حكومة اسرائيل حكومة العالم كله من واشنطن الى اوروبا الى موسكو الى المشرق العربي الى العالم العربي كله وتغذي الصراع السني ـ الشيعي وتغذي الصراع الاسلامي ـ المسيحي وتدعم حركات ونزعات إسلامية متطرفة لا علاقة لها بالاسلام لا من قريب ولا من بعيد.
اننا اقوياء، لكن نصارح شعبنا بأن هنالك خوفاً كبيراً على المصير والخوف ليس جبناً او جبانة بل الخوف هو وعي حقيقي بحجم المخطط المضاد الذي يستهدف بلادنا ولذلك لم يعد امامنا الا دعم المقاومة كي تثبت وتقاتل وتقدم التضحيات لإسقاط المخطط الصهيوني ـ الاميركي ضد بلادنا.
لا امل لنا الا بمخطط المقاومة ينتصر هذه المرة على المخطط الصهيوني او يضع له حدوداً. اما كل ما يقال من كلام سياسي لبناني داخلي ضد المقاومة او من ابواقٍ مثل المدرسة الوهابية وآل سعود او من بلدان الخليج او من متطرفين لا علاقة لهم بالاسلام الحقيقي، فكل ذلك كلام صهيوني مردود الى اصحابه.
(الديار)