نحو جبهة قومية ضد التكفير والصهيونية
غالب قنديل
يشكل الارهاب التكفيري العابر للحدود العربية اداة الحلف الاستعماري الصهيوني لتدمير القوى الحية ولاستنزاف محور المقاومة والاستقلال الذي دمر خرافة التفوق الصهيوني بدحر جيش الاحتلال عن معظم الاراضي اللبنانية المحتلة دون قيد او شرط وبعد اكثر من خمسين عاما من قيام القاعدة الصهيونية الاستعمارية على ارض فلسطين تحقق اول انتصار تاريخي عليها وفقد الاستعمار الغربي القوة الرادعة لقاعدته العسكرية المتقدمة التي زرعها في فلسطين اعتمدها لإخضاع الامة العربية .
الوهابية التكفيرية وتنظيم الاخوان المسلمين يمثلان المصدر والحاضن العقائدي والتنظيمي لجميع فصائل الارهاب القاعدية والداعشية التي تشكل اليوم الاداة الاستعمارية التي تم استنباطها وتوليفها لتعوض العجز الصهيوني وهي بالأمر الاميركي وفي لعبة ازدواج كلامية مفضوحة تحظى بدعم الحكومات التابعة للغرب تتقدمها كل من تركيا والمملكة السعودية وقطر.
بات غنيا عن البيان طابع المعركة الوجودية المفروضة على الشعب العربي وهي معركة قومية تتركز حتى الآن في لبنان وسوريا والعراق ومصر والجزائر وتونس وليبيا واليمن والتحدي السياسي والتنظيمي الراهن هو الانتقال الى صياغة خطة قومية لتدمير قوى التكفير الارهابية العابرة للحدود والتي لا يجدي معها توهم القدرة على صدها بالمعنى الدفاعي الضيق ناهيك عن الاجهاز عليها ضمن الحدود القطرية لكل دولة بمفردها.
يمثل خطاب قائد المقاومة السيد حسن نصرالله في عيد التحرير بادرة طليعية في الاتجاه الصحيح لمجابهة التحدي الراهن الذي يتطلب وجود هيئة قيادة قومية لتنسيق المواجهة سياسيا واعلاميا عسكريا ولتوحيد الجهود الحكومية والشعبية في جميع البلدان العربية المستهدفة والمهددة ولإقامة التنسيق العابر للحدود في وجه العدو التكفيري المشترك وتقع على كل من قيادتي سوريا وحزب الله مسؤولية بناء هذه الكتلة القومية المناهضة للتكفير والصهيونية بالمبادرة فورا الى اجراء الاتصالات واللقاءات الثنائية تمهيدا للقاء قومي عاجل يقر خطة عمل تنفيذية ويشكل غرف عمليات موحدة بمن حضر لقيادة المعركة في جميع المجالات السياسة والاعلامية والعسكرية.
ليس من المبالغة تشبيه التحدي الراهن بما جرى عشية نكبة فلسطين كما قال امين عام حزب الله ومن العار عرقلة التلاقي الممكن بين جميع القوى الحية الملزمة بالدفاع عن الشعب العربي ولا يمكن الفصل باي شكل كان بين مواجهة التكفير ومقاومة الحلف الاستعماري الصهيوني والتصدي للحكومات الرجعية العميلة والمتواطئة وهي مجسدة في حلف العدوان على سوريا قلعة العروبة والمقاومة الصامدة بكل بسالة وشموخ دفاعا عن كل العرب وكل العالم المهدد بالويلات والمذابح.
انه نفير قومي للدفاع عن حقنا في الحياة باستقلال وكرامة وللقيام بالواجب القومي والوطني والاخلاقي ولا بد من حشد جميع القوى والاحزاب والحكومات والنقابات والجيوش والفصائل الشعبية في هذه المعركة المصيرية وكل جهد خارج هذا السياق ليس سوى هدر للإمكانات والطاقات التي يجب صبها لإنقاذ الامة من براثن التكفير والصهيونية ولا مجال لترف المجادلات في جنس الملائكة فالمرحلة للفرز الذي يحدد المواقع والخيارات الفعلية لسائر الاطراف وينبغي فضح المتخاذلين ومواجهة المتآمرين .