التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 23/5/2015
تهنئة خالصة للمقاومة اللبنانية والأمة العربية
في ذكرى تحرير الجنوب بالمقاومة دون شروط
وتحية لشعب اليمن البطل في الذكرى 25 لتوحيد ارضه وشعبه
المقدمة
جملة مواضيع استحوذت على اهتمام مراكز الفكر والابحاث الاميركية. على الصعيد الداخلي انخرط القسم الاكبر منها في تتبع مساعي الضغط من الخصوم الجمهوريين على وزيرة الخارجية السابق هيلاري كلينتون للافراج عن وثائق رسمية بحوزتها تغطي الفترة الزمنية لاحداث مقتل السفير الاميركي في ليبيا، كريستوفر ستيفنز.
على الصعيد الخارجي، شكلت اندفاعة تنظيم داعش لاحتلال مدينتي الرمادي وتدمر، في العراق وسورية تباعا، اولوية الاهتمامات؛ اضافة لمواكبة الرواية الرسمية الاميركية لغارة القوات الخاصة من مجموعة النخبة للاشتباك مع عناصر داعش في الشرق من سورية، والتي ادت لمقتل القيادي ابو سياف، تونسي الجنسية، واعتقال زوجته.
سيستعرض قسم التحليل الترويج الرسمي الاميركي لخطاب متناقض حول تنظيم الدولة الاسلامية والكشف عن مخططات اميركية لادامة استزاف وتقطيع خطوط التواصل لاطراف معسكر المقاومة ولاستمرار النزاعات في المنطقة؛ وكذلك الاطلالة على سردية الافراج الرسمي عن وثائق تعود لاسامة بن لادن عقب الاغارة على مقره في آبوت اباد الباكستانية، من قبل قوات الضفادع البشرية الاميركية.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
تداعيات سقوط الرمادي
اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان سقوط مدينة الرمادي بايدي داعش يستلزم اعادة النظر بالاستراتيجية الاميركية على ضوء تلك المتغيرات، اذ ان الولايات المتحدة “تتعامل مع مجموعة من الحركات المتطرفة (منخرطة فيما بينها) بصراع عقائدي للسيطرة على مستقبل الاسلام.” واوضح ان الهدف الاميركي المعلن”لتقويض” الدولة الاسلامية لا يكفي لمواجهتها ودحرها في ظل “امكانية بروز وتحكم جبهة النصرة او حركات متطرفة اخرى بمعظم او كافة انحاء (الجغرافيا) السورية، واحتمال تشظي العراق وانفصال منطقة الاقلية السنية من العرب .. الى جانب منطقة يسيطر عليها الشيعة في شرقي البلاد، ومنطقة الشمال تحت سيطرة الاكراد.” واستطرد بالقول انه يتعين ادراك حقيقة الأزمة “باننا منخرطون في صراعٍ (دامي) لا تتوفر فيه نتائج مؤاتية دون تحقيق العراقيين نجاحا في ما اضحى بناء دولة مسلحة” داخل كانتونات منفصلة. وشدد على ان المسؤولية تقع على كاهل الحكومة المركزية في بغداد التي “ينتظر منها القيام بالتواصل مع العرب السنة، وحكومة اقليم كردستان بغية التوصل لنموذج انخراط افضل في النظام الفيدرالي.”
اعرب معهد واشنطن عن شكوكة في قدرة “العراق وشركائه الدوليين التعامل بحزم مع تداعيات سقوط الرمادي،” وان توفرت النية بذلك فمن شأن “المعركة توفير خبرة غنية في سياق حرب شائكة لاطراف تحالف من القوى عابر للطوائف.” واوضح ان بلورة فريق مشترك متجانس يتصدى للدولة الاسلامية باستطاعته “اختبار مدى التزام الحكومة العراقية والحلفاء المحليين (الحشد الشعبي) والولايات المتحدة وايران .. ويمهد الارضية التحالفية المطلوبة لاستعادة مدينة الموصل عام 2016.”
“السعودية مسؤولة عن تدمير آثار مدينة تدمر“
اعرب معهد المشروع الاميركي عن بالغ قلقله من “احتمال وارد” باقدام داعش على تدمير الاطلال والآثار التاريخية المنتشرة في محيط تدمر، محملا المملكة السعودية المسؤولية بالدرجة الاولى، نظرا “لتركيز السعودية على تدمير الآثار الخاصة بها .. انطلاقا من تفسير (قاصر) سواء التزم ام لم يلتزم التعاليم الاسلامية بمساواة (الآثار) بالوثنية.” واضاف محذرا ان “اتباعها طبقوا ذلك باثر رجعي، (في ظل) تجاهل دولي والآن يدفع العالم ثمن ذلك.” واردف ان التدمير المرتقب سيؤدي لاستنكار وازدراء العالم من الدولة الاسلامية، “بيد انه لا يتعين علينا نسيان البيئة الحاضنة لتحطيم المعتقدات التقليدية للدولة الاسلامية: (اي) النظام التربوي في المملكة السعودية والمؤسسات الخيرية المتعددة التي تروجها منذ زمن بعيد.”
الغارة الاميركية في الشرق السوري
حذر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية من الافراط باعتبار الغارة الاميركية نصراً مؤزراً، سيما وان “المناخات الاقليمية لا تزال متحركة ويصعب التنبؤ بها.” واوضح ان الغارة سيتم تقييمها في سياقها الحقيقي “عقب انتهاء مهمة رجال الاستخبارات من دراسة وتقييم الغنائم المسيطر عليها في الموقع وما قد يترتب عليها من توفير معلومات استخباراتية جديرة بالمتابعة من قبل الولايات المتحدة وقوات التحالف.” واعتبر المركز سقوط مدينة الرمادي “بالتزامن مع الغارة الاميركية .. يشكل انتكاسة كبيرة للجهود الولايات المتحدة وحلفائها ضد الدولة الاسلامية.” واضاف انه على الرغم من تحقيق “التحالف بقيادة واشنطن استعادة مدينة تكريت .. الا ان التوازن الاستراتيجي بين القوى المختلفة لا يزال غير متكافيء.” وكرر المركز نظرة النخب السياسية والفكرية الاميركية للدور المنتظر لواشنطن بأنه “يتعين عليها الاستمرار في انخراطها ودعم الجهود الاقليمية بغية تحقيق هدف الحاق الهزيمة بالدولة الاسلامية،” وهو الدور الذي تعوّل عليه الاطراف المختلفة، كما يعتقد المركز.
ما بعد قمة كامب ديفيد
اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان قمة كامب ديفيد، على الرغم من انجازاتها المتواضعة، شكلت رسالة للادارة الاميركية بانه “يتعين عليها الانصات بعناية كبيرة (لهواجس) حلفائها وطمأنتهم بوضوح اكبر” لاستمرار دعمها. ورفع المركز مكانة الدول الخليجية الى مصاف “الشركاء الاستراتيجيين .. الذين برهنت القمة لهم بأن الولايات المتحدة حليف استراتيجي معتبر لكنها ليست حلا سحريا لفشل الدول العربية،” وهي النصيحة عينها التي اسداها المركز لدول مجلس التعاون قبيل القمة.
مستقبل المنطقة
اعرب معهد كارنيغي عن اعتقاده بأن الدول العربية “لا تزال تعاني من تشنجات عنيفة والتي ستسفر عن اعادة رسم المنطقة .. من شأنها ان تفضي الى عدة اتجاهات” على الرغم من صعوبة التنبؤ بوجهة سير “الفوضى” الراهنة. واضاف ان احتمالات ثلاث مرئية: “الاول، العنف السياسي يعيد صياغة المجتمعات العربية؛ الثاني، تفكك شرعية وسلطة الدول العربية؛ الثالث، شعور واسع يجتاح الدول العربية لممارسة الفرد” حقوقه السياسية. وشدد المعهد على “استدامة الارتدادات السلبية” لتلك الاحتمالات مما “يستدعي السلطات المحلية والنخب الفكرية العودة لترسيم صورة المجتمعات .. وتحديث المؤسسات واعتماد اللامركزية في هياكل السلطة واعادة العمل بحقوق المواطنة وتلبية المطالب” الشعبية المطروحة منذ زمن طويل.