مقالات مختارة

إزدواجيّة الحريري تكبّل الجيش وتحمي التكفيريين في جرود عرسال علي ضاوي

 

في إطلالته الاخيرة المتلفزة السبت الماضي بحسب المصادر، اعلن الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله خيار المقاومة الحاسم بتنظيف كامل السلسلة الشرقية من التكفيريين ومهما كلف الامر وان قرار خوض معركة القلمون هو قرار استراتيجي يهدف بالدرجة الاولى الى حماية اكتاف وخواصر القرى اللبنانية وعدم بقائها واهلها اسرى التهديدات التكفيرية و«الداعشية» باجتياحها. وبالدرجة الثانية تثبيت وجود المقاومة ونقاطها الاساسية في وجه اي تقدم اسرائيلي او تهديد لخاصرة المقاومة وفي درجة ثالثة حماية طريق الشام- بيروت وبيروت – حمص لضمان استمرار إمدادات المقاومة وحرية حركتها من لبنان الى سورية وبالعكس.

حتى هذه اللحظة تسير الامور الميدانية وفق ما هو مخطط لها تقول مصادر في 8 آذار، من قبل قيادة المقاومة وتؤشر معطيات غرفة العمليات الميدانية الى نجاح منظومة «التحكم والسيطرة» بنسبة تتجاوز الـ90 في المئة ومن دون اخطاء بشرية. والانجازات على الارض تعكسها قلة الخسائر البشرية وسرعة الحسم والتقدم وغزارة النار بالاضافة الى انهيار التكفيريين وتشتت صفوفهم وتحولهم الى فلول هاربة ومشرذمة.

تنظيف القلمون والتلال الاستراتيجية وصولاً الى جرود فليطا ورأس المعرة يدفع بالارهابيين نحو طريقين لا ثالث لهما: فإما الى البادية عن طريق ريف حمص فالرقة والحسكة وإما نحو عرسال وجرودها. في الشق الاول عكس انسحاب مقاتلي داعش نحو البادية «مكسبا» نتجت منه خسارة تدمر بالكامل وفق ما تؤكد مصادر في الجيش العربي السوري التي تؤكد وجود ثغر دفاعية قابله اعداد كبيرة جدا من التكفيريين وهاجموا مواقع الدفاع دفعة واحدة. في الشق الثاني تؤكد اوساط بقاعية ان جرود عرسال تشهد منذ 4 او 5 ايام حركة كثيفة للتكفيريين واستعداداً لفتح معركتها الامر الذي يعالجه الجيش اللبناني بسلاحي المدفعية وراجمات الصواريخ حيث يدك تحصيناتهم ومواقعهم ويمنع المسلحين من تنظيم اي محاولة للهجوم.

وهذه المعطيات بالاضافة الى الحركة الميدانية للتكفيريين في جرود عرسال يؤكد ما قاله السيد نصرالله السبت الماضي فإنجاز معركة القلمون سيبقى منقوصاً وغير ناجز اذا استمر إحتلال جرود عرسال. والسيد نصرالله كان واضحاً بالمعنى والمضمون ولو لم يقلها حرفيا على ما تؤكد اوساط حزب الله المقاومة واللبنانيون واهالي القرى البقاعية لن يسمحوا ببقاء الجرود محتلة مهما كان الثمن. ومن هنا كانت دعوته الى الحكومة لحسم امرها واعطاء الاوامر للجيش بإزالة البؤر من جرود عرسال بالطريقة التي يراها مناسبة.

رسالة نصرالله هذه لم ترق تيار المستقبل الذي يعتبر خسارة القلمون وتنظيفها من التكفيريين هزيمة له ولمشروعه ومكسبا لحزب الله ومحور الممانعة فمن جهة يهول على الجيش اللبناني وقيادته في الاعلام وتصريحات رئيسه ونوابه ووزرائه ومن جهة ثانية يمنع إتخاذ قرار واضح وصريح على طاولة مجلس الوزراء. ورسالة نصرالله ايضا كانت محور نقاش بين ممثلي المستقبل وحزب الله على طاولة حوار عين التينة في نسختها الـ 12 وملف عرسال كمعركة القلمون محط انقسام وسجال بين الطرفين رغم تسليم تيار المستقبل بعدم إمكانية بقاء جرود عرسال محتلة واستمرار تهديد التكفيريين لاهالي عرسال وللجيش ولكل لبنان وان إزالتهم نهائياً مكسب وطني وحماية للبنان كما تؤكد مصادر مواكبة للحوار في 8 آذار.

«تغريدة» الرئيس سعد الحريري تراها اوساط مقربة من حزب الله استمراراً للعبة الازدواجية التي يمارسها المستقبل بين اللغة التي يتحدث بها في الغرف المغلقة واروقة حوار عين التينة وبين اللهجة التصعيدية والتحريضية التي يخرج بها الحريري ونوابه ووزراؤه في الاعلام وهذه اللغة تهدف الى شد العصب الداخلي للمستقبل وابراز انه الحامي الوحيد للطائفة السنية وتأكيده انه رأس الحربة في مشروع السعودية لمواجهة النظام السوري وايران وحزب الله. وتعتقد هذه الاوساط انه كلام يكبل الجيش اللبناني ويحمي التكفيريين ويغطيهم سياسيا لكنه لا يصرف ميدانيا ولن يكون له تأثير على الارض فالمعركة بدأت والانجازات تتوالى وفي الميدان عندما تقرع طبول الحرب لن يسكت اصواتها الا توقف المعارك فمعركة القلمون بدأت ولا يعرف احد كيف تتطور والى اين تصل. المهم ان يزال التهديد التكفيري عن لبنان وقراه كما لم يعد مقبولا ان يبقى شبر واحد محتلا من اي تكفيري.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى