مقالات مختارة

مصدر عسكري: القلمون من تقليم الأظافر الى قطع اليد عبقرية المقاومة ميدانياً واستخبارياً حققت الحسم السريع مفيد سرحال

 

رست معركة القلمون في جولتها الاولى على تقليم اظافر العصابات الارهابية وعزلها في جرود عرسال بعد تقطيعها وشرذمتها وتشتيت قدراتها والامساك بالعقد الجغرافية والتلال المسيطرة على مجمل الممرات في القلمون الشرقي والبقاع اللبناني، لتبدأ التحضيرات والاستعدادات لتطهير الزبداني فيصبح المدى الغربي للعاصمة دمشق ومحيط الطريق الدولية بين الشام وبيروت آمناً لجهة الشمال وبطبيعة الحال لجهة الجنوب اي القنيطرة وريفها حيث يمسك الدفاع الوطني والجيش العربي السوري بالحيز الاكبر من تلك البقعة اللصيقة براشيا والبقاع الغربي والجولان المحتل.

مصدر عسكري متابع لسير العمليات العسكرية رأى بما جرى في الميدان ما سمّاه: عبقرية حزب الله القتالية وصلابة الجندي السوري حيث ان التكتيكات التي اعتمدتها المقاومة والظروف الطبيعية وجغرافيا الاشتباك تصعب على اقدر الجيوش تدريباً وتجهيزاً وفي اعلى درجات التنسيق العملياتي التي تصلح لان تدرس في الاكاديميات العسكرية للدول المتقدمة حيث جمعت المقاومة بين قتال الجيوش وقتال الغاريا اي حرب العصابات بتقنية عالية ومبادرة خلاقة خففت من حجم خسائرها ورفعت من خسائر التنظيمات الارهابية وحققت تقدماً سريعاً جعل من الفرار «الانسحاب التكتيكي» باب الخلاص من طاحونة حزب الله التي طوعت اعتى الجبال واقساها..

ويتابع المصدر: الخطوة التالية بعد تقليم الاظافر، هي قطع اليد التي طالما زرعت الموت والدمار في بيروت والضاحية والبقاع عبر سيارات الموت الجماعي فكان من اولى نتائج تقليم الاظافر تجفيف منابع السيارات المفخخة، ومصانعها وصانعيها ومصادرة كميات كبيرة من المتفجرات تركية المنشأ وهذا من شأنه توفير الحماية المسبقة لمواقع الجيش اللبناني في جرود عرسال او في المواقع العسكرية الخلفية حيث كشفت المعطيات عن تحضيرات لاعمال انتحارية شبيهة بتلك المستخدمة في سوريا والعراق تستهدف الجيش اللبناني في محاولة لاختراق خطوطه الامامية وتحصيناته تمهيداً لهجومات واسعة كالتي حصلت في السابق وتسببت باستشهاد عسكريين وخطف آخرين..

وقال المصدر: ان كلام سماحة السيد حسن نصرالله واضح عندما قال بان الخطر يتهدد البقاع ولبنان يتواجد اعداد كبيرة من المسلحين في جرود عرسال تمت محاصرتهم من الشرق والجنوب وامكانية الاعتداء في البقاع الشمالي وضد مراكز الجيش قائمة وعلى الدولة ان تكون جاهزة والا بما معناه فان المقاومة جاهزة لعمل جراحي بمعنى قطع اليد بعد تقليم الاظافر…

ويتابع المصدر: ان استراتيجية الجيش العربي السوري والمقاومة في هذه المرحلة الامساك بالحدود من كسب مروراً باللاذقية الى البادية – حمص – القلمون – وصولاً الى القنيطرة مروراً بالقلمون وبالتالي رسم اطار جغرافي آمن على طول الحدود اللبنانية وقسم من تركيا وصولاً الى التماس مع العدو الصهيوني في الجولان ليستتبعه بالتدريج السيطرة على كامل درعا والقنيطرة بالتوازي مع القضم التدريجي في منطقة ادلب وحلب واستعادة كل المواقع التي خسرها الجيش السوري في معارك كر وفر في اطار الحرب على اكثر من جهة… خاصة وان استراتيجية العصابات الارهابية مدعومة من غرفة العمليات في موك في الاردن التحشيد بالاف العناصر للضغط على العاصمة دمشق من الاردن اي جهة الجنوب وذلك في محاولة لكسر الفرقة التاسعة في الجيش العربي السوري المتموضعة في الصنمين والفرقة الخامسة المتموضعة في درعا البلد وزارع والقنيطرة وخان ارنبة ومدينة البعث بغية تغير المعادلات على الارض وفرض شروط التفاوض مع النظام بعد الاقتراب من حياض دمشق، لكن هذا الهدف صعب المنال لان دفاعات الجيش السوري في الجنوب محصنة وقوية وتتقاطع غربا مع الفرقتين الرابعة والعاشرة بحيث تشكل هذه الفرق الاربعة الثوب الحديدي للعاصمة دمشق وكانت هناك تجارب في السابق من هذا القبيل وباءت بالفشل الذريع ولحق بالمسلحين خسائر فادحة ما خفف من قدراتهم البشرية وامكانية اعادة التحشيد مجددا ناهيك ان الجيش العربي السوري ليس لوحده في هاتين البقعتين…؟! ويتابع المصدر: ان ما جرى في القلمون يعد من العمليات العسكرية المعقدة التي اختلط فيها او تقاطع فيها القتال الميداني مع الجهد الاستخباري الفائق الدقة الذي تسبب باختراقات عالية المستوى في صفوف التنظيمات الارهابية من قبل محور المقاومة تسببت بفجوات عميقة ليس صحيا الافصاح عنها او تداولها لان معلومات وفيرة قدمها قادة بارزون في المجموعات الارهابية للجيش السوري والمقاومة احدثت انهيارات وبلبلة وحالة ضياع وتخوين واعدامات ميدانية في صفوف المسلحين وصلت الى حد المواجهات داخل ما سمي جيش الفتح الذي باتت المقاومة والاستخبارات السورية بين ظهرانية، وهذا يسجل ايضا للمقاومة والجيش السوري في اطار المواجهة المفتوحة والشاملة…

ويختم المصدر: لقد نجح حزب الله ايضا في الجانب الاعلامي الايحائي عندما «كبر حجر المسلحين» متحدثا عن المعركة الكبرى تارة يقول لم تبدأ بعد وطورا يقول تجري التحضيرات لها علما ان المعركة واحدة لا كبرى ولا صغرى وهذا ما طمأن المسلحين واعطاهم جرعة من الافتتان بالذات بالتوازي مع حملة سياسية واعلامية عربية في حين اندفع حزب الله والجيش السوري بحملة واحدة لا كبرى ولا صغرى وهذا ما سبب صدمة كبيرة للمسلحين الذين راهنوا على ان حزب الله يتهيب المعركة او يعد لها الحسابات لتبدو الحلبة ملك الجيش السوري والمقاومة سريعا وبانتظار الضربة القاضية التي ستكون اسرع، دون اغفال ان حزب الله سيقدم للشعب اللبناني هدية ثمينة في خواتيم العرس الجهادي في عرسال….»

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى