حقائق كشفتها القلمون
غالب قنديل
التداعيات السياسية والعسكرية لإنجازات حزب الله والجيش العربي السوري في جرود القلمون كبيرة وحاسمة وسيتوالى ظهور نتائجها الميدانية والعملية في الفترة المقبلة وهي لم تنته بعد فصولا لكنها محسومة الاتجاه ولم تنطلق في مسارها إلا بعد تخطيط قيادي محكم يثبت مقدار التلاحم العضوي في أداء قوتين قوميتين كبيرتين تخوضان حربا دفاعية شاملة مركبة ومتعددة الأشكال والميادين والتعقيدات وتتسم بمفاعيل حاسمة على مستوى المنطقة وليس في سوريا ولبنان فحسب .
أولا اكتشف الرأي العام اللبناني بعد خطاب السيد حسن نصرالله ان مساحات تقدر بمئات الكيلومترات من الأراضي اللبنانية احتلتها عصابات إرهابية وفقا للتصنيف الدولي المتعارف عليه رسميا وتقاعست السلطات اللبنانية عن واجباتها في تحريرها تحت ضغط تيار المستقبل الذي كرس جهوده بطلب سعودي منذ انطلاق العدوان الاستعماري على سوريا لحماية ودعم تلك العصابات متعددة الجنسيات التي تختطف عسكريين وجنودا لبنانيين وكانت تشن اعتداءات متواصلة على قرى وبلدات لبنانية وتمنع المواطنين اللبنانيين من مباشرة مزارعهم وأراضيهم وحقولهم في جرود بلداتهم الحدودية مع سوريا وهذه هي الحقيقة التي لا يحجبها الصراخ السياسي الذي يكرسه البعض لحماية شيوخ الإرهاب ورواده المعروفين بالأسماء سواء من الموقوفين او الهاربين أو لمحاولة خنق القضاء العسكري بذرائع شتى.
ثانيا هذا الأمر المهم والخطير طمسته حكومة لبنان أي احتلال العصابات القاعدية لمئات الكيلومترات بدلا من تعبئة الشعب لمجابهة الواقع والالتفاف حول الجيش دفاعا عن السيادة وكانت غاية هذا السلوك الحكومي غير السيادي حماية المتورطين من نواب ووزراء يشاركون في دعم التكفيريين القتلة وخاطفي العسكريين اللبنانيين ويقدمون لهم التغطية بذريعة تسميتهم بالمعارضة السورية.
هكذا يكتشف الرأي العام اللبناني ان المقاومة التي يقودها حزب الله وبالشراكة مع الجيش العربي السوري هي التي حررت قسما رئيسيا من تلك الأراضي اللبنانية المحتلة وهي التي حمت امن البلدات والقرى التي اكتوت بجرائم الإرهابيين وذاقت ويلاتهم وهو ما يؤكد مجددا الدور الوطني والسيادي والتحريري لحزب الله دفاعا عن السيادة الوطنية والكرامة الوطنية وعن امن جميع اللبنانيين اما الشتامون والدجالون وحملة الصناديق السعودية والقطرية لدعم الإرهاب فهم أعداء السيادة والكرامة ونصابون يقتنصون فرص التنفع والتسول على حساب بلدهم وشعبهم ومجندون لتخريب سوريا ولبنان بجميع ألقابهم ومناصبهم.
ثالثا ما تبقى من معركة تحرير الأرض اللبنانية التي يحتلها الإرهابيون تقع مسؤوليته على جميع القوى السياسية اخلاقيا وقانونيا ومبدئيا ولكن المقاومة مصممة على القيام بواجبها السيادي حيث يتقاعس المتخاذلون او يتورط الخونة والمرتزقة وهي بكل تواضع تنهض إلى الواجب التحريري من غير انتظار وتشارك الجيش اللبناني إلى حيث يستطيع القيام بالواجب في بلد تختطف توازناته الطائفية والسياسية الفاسدة نقاء القرار الوطني السيادي وتغل يد جيشه الوطني عن واجباته البديهية .
فالدور الذي اختارته جوقة الفجور والشتيمة من مستضيفي الإرهابيين وداعميهم طيلة السنوات الماضية هو التغطية المتواصلة لتلك العصابات المجرمة وسيكون على الحكومة ان تحسم موقفها بدلا من التفرج والسلبية لتطلق يد الجيش في استكمال إنجازات المقاومة وتحرير جرود عرسال التي تبلغ مساحتها مئات الكيلومترات المربعة وتتواجد فيها بؤرة لا تقل خطورة عن تلك التي تحررت بفضل المقاومة والجيش السوري رغم العراقيل السياسية والإعلامية التي اقامها الحريري وجوقته عشية المعارك الأخيرة.
رابعا الأمان النسبي الذي تحقق لعشرات البلدات والقرى والمدن اللبنانية المهددة كانت كلفته دماء زكية لشباب لبنانيين أبطال من مقاتلي حزب الله وعلى الجماعات السياسية والمنابر الإعلامية المتورطة في التهويش على إنجازات المعركة ان تخجل قليلا من الناس الذين كانوا تحت التهديد اليومي بالذبح والقتل والسبي على يد عصابات القاعدة ومرتزقة الخليج من جماعات التكفير المختلفة الذين وهبهم الفريق “السيادي” وخصوصا تيار المستقبل وحواشيه معاقل على الحدود لاستهداف سوريا وربطها بأسباب الاستمرار التمويني والعسكري واللوجستي وفي ذلك الأمر مقايضة امن البلد وأهله بتجارة واموال طائلة لحساب المرتزقة والقتلة كلفت اللبنانيين خطف العسكريين واحتلال مساحات من الأراضي وتهديدا لعشرات الآلاف من السكان الممتدة أماكن إقامتهم من السلسلة الشرقية حتى مدينة زحلة وللبحث تتمة.