السيد نصر الله: نحن أمام انتصار ميداني كبير جدا في القلمون ونستطيع منع نكبة جديدة عن الامة
اعتبر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان الامة اليوم في نكبة جديدة تتمثل في المشروع الاميركي الاسرائيلي التكفيري. واشار الى ان “اليوم التاريخ يعيد نفسه بعناوين وأشكال جديدة فهناك من يضيع الفرص ويقدم المصالح الفئوية والشخصية“.
ونبه السيد نصر الله من ان “النكبة الجديدة أخطر من النكبة الاولى فالنكبة الاولى اضاعت فلسطين ولكن بقيت القضية الفلسطينية ولكن النكبة التكفيرية ستضيع القضية الفلسطينية ومعها دول المنطقة والامة”، وتابع “حيث سيكون لهؤلاء التكفيريين راية وفكر وقادة ستحل هذه النكبة”، واضاف ان “هذه النكبة ستطال كل داعمي الفكر التكفيري”، وطالب “الجميع لتحمل المسؤولية بوجه المشروع الاميركي التكفيري الاسرائيلي”، مذكرا ان “المشهد الذي كنا نتحدث عنه قبل أشهر نواجهه في العديد من البلدان”، مؤكدا ان “هذا ما سينتظر الأمة اذا سكتت في مواجهة المشروع التكفيري“.
ولفت السيد نصر الله الى ان في كلمة له على شاشة قناة “المنار” مساء السبت الى انه “في الذكرى الـ67 للنكبة نعود ونستذكر فيها احتلال فلسطين وتشريد مئات الالاف من الفلسطينين حيث تأسس وضعا خطيرا في المنطقة هو اسرائيل التي عملت على التأثير والتآمر والاعتداء على دول وشعوب المنطقة من فلسطين ولبنان ومصر وغيرها من الدول“.
ودعا السيد نصر الله “لاخذ العبرة في ذكرى النكبة وشرحها للاجيال والاخطاء التي حصلت في تلك الفترة وشرح المسؤوليات ومن يتحملها في ذلك الوقت وبحث مستوى فهم وادراك ذلك الجيل والمصالح الخاصة الخاصة والفئوية”، واضاف “من جهة ثانية يجب ان نستحضر كل المواقف العظيمة لقيادات وحركات مقاومة تعبر عن مظلوميتها والشهداء الذين سقطوا حتى اخر طلقة واخر نقطة دم”، وتابع “يجب التذكير بكل ذلك لانه تسبب بما تعانيه الامة اليوم ولمعرفة ماضي وحاضر ومستقبل الامة“.
وحول معركة القلمون، قال السيد نصرالله “منذ أيام هناك مواجهات متواصلة في منطقة القلمون بين طرفين هو الأول الجيش السوري ومعه قوات شعبية سورية من دفاع وطني ولجان شعبية وعدد كبير من أبناء المدن القلمونية ورجال المقاومة الإسلامية في لبنان والجماعات المسلحة في المنطقة والطرف الثاني هو الجماعات الارهابية التكفيرية”، ولفت الى ان “ميدان المعركة هو جرود القلمون في سوريا وجزء كبير من سلسلة جبال لبنان الشرقية المنطقة منطقة جبال متواصلة على امداد المئات من الكيلومترات المربعة“.
وفيما اوضح السيد نصر الله ان “الميدان الواسع كان يحتوي على مجموعة كبيرة من المواقع العسكرية وعدد منها هو مجموعة كبيرة من المغاور الطبيعية بالإضافة إلى عدة مصانع لتفخيخ السيارات وعدد من غرف عمليات قيادية”، اكد “حصول عدد كبير من المواجهات العنيفة في جميع مراحل المواجهة كانت تؤدي الى هزيمة المسلحين وانسحابهم”، واشار الى ان “المسلحين في كل الأماكن التي كانوا يملكون قدرة القتال فيها كانوا يقاتلون ولكن كانوا يتكبدون خسائر كبيرة“.
ولفت السيد نصر الله الى ان “النتائج المباشرة للمعركة هي إلحاق هزيمة مدوية في الجماعات المسلحة وخروجها من كافة مناطق الإشتباك واستعادة مساحة 300 كلم 2 من الاراضي اللبنانية والسورية من المسلحين وتدمير كامل الوجود المسلح في هذه المساحة”، واضاف “وصلنا الجرود ببعضها البعض من سوريا أي عسال الورد إلى الداخل اللبناني في بريتال وبعلبك ونحلة ويونين“.
وشدد السيد نصر الله على انه “من نتائج المعارك التي جرت مؤخرا في القلمون هو تحقيق نسبة أعلى من الآمان للبلدات القلمونية في سوريا وعدد من البلدات اللبنانية ولا أتحدث عن أمان كامل لأنه طالما أن المسلحين موجودين في الجرود اللبنانية لا نستطيع أن نتحدث عن أمان كامل”، وتابع “أصبحت لدينا قدرة سيطرة أعلى بعد الحصول على عدد من التلال وهذا يمكن الجيش السوري والمقاومة من الاشراف والسيطرة بالنار على مساحة واسعة مما يضيق على حركة المسلحين“.
واكد السيد نصر الله “نحن أمام انتصار ميداني كبير جدا وامام انجاز عسكري مهم جدا”، ولفت الى ان “عدد شهداء حزب الله في المعركة حتى الآن هو 13 شهيدا ومن الجيش السوري والقوات الشعبية المساندة له 7 شهداء ففي معركة القلمون اختلطت الدماء اللبنانية والسورية دفاعاً عن الأمة في وجه المشروع التكفيري”، واشار الى انه “طالما أن المسلحين موجودون في جرود عرسال والمناطق المتبقية من القلمون لن يتحقق الأمان بالكامل“.
وأسف السيد نصرالله ان “اللبنانيين عايشوا قبل بدء المعركة في القلمون حجم التهويل والتهديد وقلنا في ذلك الوقت أن هذا لن ينال من تصميمنا”، واكد انه “عندما يكون لدينا هدف محق ونسعى الى تحقيقه التهويل والوعيد لن يحول بيننا وبين ما نريد القيام به”، ولفت الى انه “عندما بدأت المعركة تم تضخيم عدد الشهداء ومن ثم بدأ توهين الإنجازات وإنكارها وبعد جولات وسائل الإعلام يتم الحديث عن أن المنطقة غير مهمة”، واضاف ان “هناك قوى سياسية ووسائل إعلام تابعة لها ووسائل إعلام عربية كانت تدافع بشكل مستميت عن الجماعات المسلحة في القلمون“.
واشار السيد نصر الله الى انه “حصلت محاولات سفيهة للإيقاع بين حزب الله والجيش اللبناني وهذا كله كلام فاضي”، وجدد التأكيد “نحن لم نكن نريد توريط الجيش اللبناني في هذه المعركة وحريصون على دماء كل ضابط وعسكري”، ودعا “كل المفتنين للجلوس جانبا“.
وتوجه السيد نصر الله “بالتحية الى أرواح الشهداء العظام الذين فدوا لبنان وسوريا والأمة والذين يقاتلون من أجل هذه الأمة” بارك “للعائلات الشريفة التي قدمت ابناءها في ميدان الحق”، وتابع “أوجه التحية للجرحى وكل القادة الذين صنعوا هذه المرحلة وصبروا على كل الصعاب والتحية ايضاً الى شعبنا الذين ايدوا وواكبوا وضحوا“.
من جهة ثانية، اكد السيد نصر الله ان “وضعه الصحي جيد وهو لا يعاني من اية مشاكل صحية”، واشار الى ان “كل الاخبار التي نشرت في بعض وسائل الاعلام حول وضعه الصحي غير صحيحة”، ودعا “لعدم الاصغاء لهذه الاشاعات لانها جزء من الحرب النفسية”، وقال السيد نصر الله إن “الاعمار بيد الله وهي عندما تحصل لا احد يخفيها ولكن كل ما أشيع حول وضعي الصحي هو غير صحيح“.