محادثات كيري في موسكو حول سورية: مكانك راوح حميدي العبدالله
ماذا حملت محادثات وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف حول الأزمة السورية؟
تبعاً لتصريحات مسؤولين أميركيين لصحيفة «الحياة» السعودية، فإنّ هدف محادثات كيري في موسكو حول سورية تتلخص بـ«قياس مدى دعم موسكو لحليفها الرئيس السوري بشار الأسد، الذي مُنيت قواته ببعض الخسارات أخيراً، وحضّ روسيا على دعم مسيرة انتقالية قد تتيح إنهاء الحرب في سورية».
إذا كان هذا هو الهدف من وراء زيارة كيري إلى موسكو، فما الذي حققه على هذا الصعيد؟
التصريحات التي أدلى بها كيري، وكذلك وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، تساعد على الإجابة على هذا السؤال. فالمعلومات التي سرّبت إلى وسائل الإعلام حول نتائج محادثات كيري بشأن سورية أكدت على «مواصلة جهود إطلاق حوار شامل وجدي بين النظام السوري والمعارضة، كما أوليا كيري ولافروف اهتماماً خاصاً بالتهديدات الناشئة بسبب احتلال تنظيم داعش أجزاء من سورية والعراق وليبيا».
كيري اعتبر أنّ حلّ الأزمة السورية يجب أن يكون سياسياً ومن خلال «انتقال سلمي للسلطة» ولافروف أكد «أنّ الطرفين اتفقا على تفعيل الجهود من أجل اتفاق جنيف» وأضاف «إنّ على اللاعبين الخارجيين أن يدفعوا طرفي النزاع في سورية إلى تطبيق اتفاق جنيف».
من هذه التصريحات يمكن استنتاج الآتي:
أولاً، أولوية مكافحة الإرهاب، ولا سيما تنظيم «داعش»، لأنّ هذا التنظيم لا يشكل تهديداً لسورية وحدها، أو «لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وحده، بل العالم أجمع» على حدّ تعبير كيري، وروسيا كما قال كيري «شريك مهم في محاربة الإرهاب، والتنظيمات المتطرفة».
ثانياً، الاتفاق على مبدأ الحلّ السياسي للأزمة السورية، حيث أكد كيري أنّ «روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على تفعيل الحوار حول الأزمة السورية خلال الأسابيع المقبلة».
ثالثاً، عكست تصريحات لافروف وتصريحات كيري فهماً متبايناً لتفاهمات جنيف، كيري تحدث عن «انتقال سلمي للسلطة»، ولافروف تحدّث عن «تطبيق اتفاق جنيف»، ومعروف أنه منذ اللحظة الأولى على إعلان تفاهمات جنيف واحد، كان هناك تفسيران لها، تفسير أميركي يشدّد على «انتقال السلطة» أيّ الوصول سياسياً إلى ما عجزت عن تحقيقه الحرب، وتفسير روسي يؤكد أنّ هذه المسألة يقرّرها السوريون عبر الحوار، بعيداً عن أيّ تدخل خارجي.
في المسائل الثلاث يمكن الاستنتاج أنّ مواقف واشنطن وموسكو لا تزال كما كانت عليه قبل محادثات كيري في موسكو، وبالتالي لم تحمل المحادثات أي جديد، ويمكن القول إنّ الموقف بعد محادثات موسكو تنطبق عليها عبارة «مكانك راوح» بانتظار نتائج التطورات الميدانية.
(البناء)