الفشل السعودي الواضح
غالب قنديل
الفشل المدوي الذي بلغه العدوان السعودي الأميركي على اليمن هو الحقيقة التي ستحكم توازنات الخليج المقبلة وخلافا لما توهم المخططون أنه سيكون حصاد “عاصفة الحزم ” فإن جردة الحساب منذ انطلاق العدوان على اليمن حتى اليوم تظهر العكس تماما.
أولا النتائج التي أسفرت عنها الضربات الجوية والحصار المفروض على الشعب اليمني هي إيقاع خسائر يمنية كبيرة على الصعيدين الإنساني والاقتصادي لجهة نشر الخراب والدمار والموت فقد قدر حجم الأضرار في البنى الأساسية والمرافق العامة والممتلكات الخاصة بمئات المليارات واوقع العدوان آلافا من الشهداء والجرحى في عدادهم اطفال ونساء وشيوخ في حين تنذر البعثات الدولية بوقوع كارثة إنسانية ادهى نتيجة الحصار الجوي والبحري الذي يهدد بفقدان المواد الضرورية للسكان وبحرمان الجرحى والمرضى من فرص الإغاثة والمعالجة .
يقود هذا المشهد إلى إدانة متزايدة للعدوان السعودي الأميركي ولجميع الجهات المتورطة فيه وبينما تتزايد الأصوات العالمية التي تتلاقى على إدانة هذا العدوان والدعوة لرفع الحصار ووقف القتل والإبادة الجماعية وهذا ما يفسر الإرهاب السعودي في التعامل مع وسائل الإعلام التي تخترق جدران التعتيم على العدوان ونتائجه كما حصل مع قناة المسيرة اليمنية .
ثانيا في الميدان فشل العدوان الأميركي السعودي بتحقيق أي من اهدافه فهو لم يؤد إلى منع قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية من بسط سيطرتها على المزيد من المحافظات اليمنية وعلى العكس من ذلك شكل العدوان حافزا لتصعيد حملة مطاردة فلول القاعدة وداعش والجماعات المرتبطة بقوى الهيمنة السعودية وأذنابها وقد فرض على تلك التشكيلات التكفيرية الإرهابية والميليشيوية ان تتقهقر امام الجيش اليمني واللجان الشعبية بينما خطط المعتدون لتمكينها من التوسع بمعونة الغارات الجوية .
اما سياسيا فقد نهضت الوطنية اليمنية وحققت مزيدا من التلاحم السياسي والنضالي تحت شعارات الاستقلال اليمني ورفض الهيمنة السعودية والشراكة في إعادة البناء الوطني للدولة اليمنية ومؤسساتها ولم يفلح العدوان في خلق هوة بين قوى ثورة سبتمبر وسائر المكونات السياسية التي شاركت في الحوار وتوصلت إلى تفاهمات خرقها العدوان السعودي الأميركي كما بين الموفد الدولي جمال بن عمر ولو استثنينا تنظيم الأخوان المسلمين وبعض الزمر المرتهنة للخارج لأمكن القول ان شبه إجماع يمني يحتضن إرادة الصمود والمقاومة في وجه العدوان الأميركي السعودي .
ثالثا هدد حلف العدوان على اليمن بالاجتياح البري وسربت معلومات عن استعارة جيوش وحشدها للمهمة وقد تفككت تلك السيناريوهات تباعا بعدما اجبر الشعب الباكستاني حكومته على التراجع وفي ظل التردد المصري والتركي خشية الكلفة السياسية والمعنوية والمادية للتورط بالأجرة بينما ظهرت معالم العجز السعودي أمام صمود الشعب اليمني وإرادة المقاومة اليمنية الصلبة والذي تحقق عمليا في مسار الحرب وتداعياتها كان عكسيا فقد ردت قبائل اليمن على الحرب الجوية بوثبات برية إلى نجران وجيزان وبجولات قصف بلغت العمق السعودي وهي نذر لحملة تأديب موجعة ومكلفة في الحرب البرية الدفاعية التي يجيدها اليمنيون وسبق لهم ان أذاقوا الحكم السعودي كلفتها وطعمها قبل سنوات مضت .
القوة البرية المستاجرة التي تبقت للمملكة السعودية هي فصائل الإرهاب التكفيري التي تقدم لها الدعم والإسناد خلال حملتها الجوية العدوانية وتمدها بالأسلحة والذخائر والأموال تماما كما تفعل في سوريا والعراق … من هذه النقطة يبدأ مسار الاستنزاف السعودي الأميركي لمنع انتصار اليمن بواسطة الحصار والابتزاز السياسي وهذا سيفرض على القوى المناهضة للهمينة الأميركية كما الحال بشان سوريا ان تضع خطة مضادة لإحباط الاستنزاف الأميركي السعودي وفرض إسقاط الحصار المضروب على شعب اليمن والمطلوب قبل أي شيء آخر نزع الغطاء الدولي الذي يوفره قرار مجلس الأمن الجائر لقوى العدوان ولا مجال لقبول التبريرات والذرائع في هذا المجال من جميع الدول القادرة على الفعل والتأثير.
التأخر عن نجدة الشعب اليمني والشعب السوري في التحرك الدولي والإقليمي المطلوب أخلاقيا وإنسانيا وسياسيا قد يؤخر انتصارهما لكنه لن يقلب اتجاه التاريخ الذي يجزم بهزيمة الحلف السعودي الأميركي التركي القطري الصهيوني وأذنابه وأدواته .