الجيش السوري على مشارف جسر الشغور علاء حلبي

على خلاف المراحل السابقة في المعارك المندلعة في إدلب عموماً، وفي مدينة جسر الشغور بشكل خاص، والتي تمثلت بعملية استيعاب لصدمة الهجوم، وتقهقر متوال تخلله حالات تثبيت لبعض النقاط، يبدو المشهد العسكري في المدينة الإستراتيجية أكثر وضوحاً، فالجيش السوري استعاد المبادرة، وتحول من منطق رد الفعل إلى الفعل ذاته، وفق تعبير مصدر عسكري تحدث إلى «السفير»، ليصبح الجيش على مشارف المدينة، في وقت يخوض فيه عناصر الجيش المتحصنون في المستشفى الوطني معارك عنيفة سرقت الأضواء الإعلامية عن بقية محاور القتال.

ففي المستشفى الواقع جنوب المدينة، والذي ترابط فيه قوة من الجيش السوري وعدد من الجرحى، حاولت «جبهة النصرة» اقتحام المستشفى عن طريق عملية انتحارية بسيارة مفخخة انفجرت في ساحته في وقت مبكر من صباح أمس، تبعها تسلل عدد من المقاتلين الشيشان، بقيادة مسلم الشيشاني الذي يتزعم جماعة «جنود الشام»، إحدى أبرز الفصائل «الجهادية» المقاتلة في «جيش الفتح» في إدلب، حيث وقعت اشتباكات عنيفة استبسل فيها العناصر في الدفاع عن المستشفى.

وأكد مصدر ميداني لـ«السفير» أن قوة الجيش السوري المرابطة في المستشفى استهدفت السيارة المفخخة قبل وصولها إلى هدفها، حيث انفجرت في ساحة المستشفى، في وقت يتصدى فيه عناصر الدفاع والحماية للهجوم الشرس، الذي وصفه المصدر بـ «الأعنف» على المستشفى، والذي يمثل التحدي الأبرز للتنظيمات «الجهادية» المقاتلة في إدلب، و «رغم ضراوة الهجوم لا يزال عناصر الجيش السوري يدافعون عن المبنى، ويخوضون أعنف المعارك».

وتابع الجيش السوري تقدمه على المحور الشرقي للمدينة، وأصبح على مشارف معمل السكر، وعلى مفرق بشلامون، بوابة المدينة الشرقية، وسط معارك عنيفة جداً، في وقت كثفت فيه الطائرات السورية غاراتها لمواقع تمركز مسلحي «النصرة» في مدينة جسر الشغور، وفي محيط المستشفى، كذلك نفذت الطائرات الحربية سلسلة غارات على مدينة إدلب ومحيطها.

وفي وقت تتقدم فيه وحدات الجيش السوري نحو المدينة عبر بوابتها الشرقية، ذكرت وكالة الأنباء السورية – «سانا» إن «وحدات الدعم والإسناد الناري، بالتعاون مع سلاح الجو، أحكمت سيطرتها النارية على كافة المحاور المؤدية لجسر الشغور»، في إشارة إلى التدخل المكثف لسلاح الجو السوري في العملية العسكرية في المنطقة المفتوحة شمالاً نحو الحدود مع تركيا.

(السفير)