من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : عرسال “ملجأ” المسلحين بعد تراجعهم في القلمون!
كتبت “السفير”: لا يمكن للجولة في جرود القلمون، وبالتحديد ضمن الـ45 كيلومتراً مربعاً التي سيطر عليها الجيش السوري و “حزب الله” في جرود عسال الورد السورية الأسبوع الماضي، ومعها وجهة انسحاب المسلحين باتجاه شمال شرق الجرود، إلا أن تزيد القلق على عرسال وأهلها ومخيمات النازحين فيها ومن حولها.
ومع تقلص المساحة التي كان يسيطر عليها المسلحون في جرود السلسلة الشرقية لجبال لبنان وجرود القلمون السورية، وانسحابهم نحو جرود الجبة ورأس المعرة وفليطا وصولاً إلى جرود عرسال، فقد يؤدي استمرار المواجهات بالوتيرة نفسها إلى تمركزهم في جرود عرسال وحدها، وما يقضمونه من أعالي جرود القاع ورأس بعلبك.
وليس خافياً على أحد أن “جبهة النصرة” و “داعش” يبنيان “استراتيجيتهما اللبنانية” (الحدودية) تبعاً للحسابات والتوازنات اللبنانية الدقيقة. فالمجموعات المسلحة تتعامل مع جرود عرسال وكأنها ملجأهم الأخير الأكثر أماناً، معتمدين على واقع أن “حزب الله” ليس بوارد اللحاق بهم إلى هناك حالياً، ومراهنين على أن الانقسام السياسي في لبنان قد يحول دون اتخاذ الجيش اللبناني مبادرة من نوع السيطرة على جرود عرسال، ممارساً حقه الطبيعي في الإمساك بزمام الأمور من النهر الكبير إلى الناقورة. الجيش نفسه، يضع اليد على الزناد محكماً الطوق على المسلحين في جرود عرسال، قاطعاً عليهم حرية الحركة التي طالما تمتعوا بها قبلاً، بعدما فرض سيطرته على المنافذ التي تصل عرسال البلدة بجرودها.
ثمة قنبلة قابلة للانفجار من البقاع الشمالي إذا استمر انسحاب المسلحين من الجرود السورية نحو الجرود اللبنانية (عرسال والقاع ورأس بعلبك)، وبالتالي تمركز عديدهم وعتادهم على مساحة 400 كيلومتر مربع (مساحة جرد عرسال) وفي مواجهة الجيش اللبناني وحده، بعدما كانوا منتشرين على ألف كيلومتر مربع ومحاصرين من ثلاث قوى: الجيش السوري و “حزب الله” والجيش اللبناني.
ومن معسكراتهم المهجورة، وبالتحديد في أعالي دير الحرف المطل على بلدة عسال الورد في ريف دمشق، ترسم الجغرافيا والتطورات العسكرية بعضاً من المشهد العام لما قد تؤول إليه المعطيات العسكرية. من هناك، تسمع أصوات الاشتباكات في جرود الجبة، ومن حول سفوح جبل الباروح وقرنة صدر البستان وتلة موسى، القمم الثلاث الأعلى في السلسلة الشرقية بعد جبل الشيخ. مواقع تشي بأهمية المرحلة المقبلة من المواجهات على الصعيد الاستراتيجي، حيث تمنح المتمركز فيها السيطرة بالنار على كامل مناطق القلمون المفتوحة، سواء على المقلب الشرقي نحو سوريا أو الغربي باتجاه لبنان، كما تضع جرود عرسال “كالصحن” المفتوح من أعاليها.
ويمكن للمحة سريعة عن عديد المسلحين ومناطق توزعهم توضيح الخطر المحدق الناتج من تمركزهم المحتمل في جرود عرسال، بعدما كانوا موزعين على نحو ألف كيلومتر مربع من الجرود السورية واللبنانية، بطريقة لا تجعل مواجهتهم في تلك الجرود (جرود عرسال) اليوم بالصعوبة التي ستكون عليها في المستقبل بعد تجمعهم فيها.
قبل المواجهات الأخيرة، كان عديد المسلحين يبلغ نحو ثلاثة آلاف عنصر ما بين “النصرة” وتحالفاتها، و”داعش” والمبايعين له بيعة كاملة. يمتلك هؤلاء عتاداً كاملاً من الأسلحة الخفيفة والثقيلة بما فيها عدة تفخيخ السيارات. السلاح الثقيل يحرصون على تهريبه قبل عناصرهم. ذلك كان واضحاً إلى درجة أفشل بعض المخارج التي كانت مطروحة لانسحابهم من القلمون باتجاه ريف حمص ثم الرقة، كونهم رفضوا أي انسحاب بلا أسلحتهم، فتعثر الاتفاق.
وإذا نجح الجيش السوري و “حزب الله” في السيطرة على كامل جرود البلدات السورية، (كما حصل في عسال الورد)، مثل جرود الجبة ورأس المعرة وفليطا وجراجير وصولاً إلى أعالي جرود قارة، فستتقلص المساحة التي يسيطر عليها المسلحون من 992 كيلومترا مربع إلى 400 كيلومتر مربع هي مساحة جرود عرسال وحدها.
ويمكن تصور الوضع مع وجود نحو 2500 إلى 3000 مسلح مع نحو 150 رشاشا ثقيلا من عيار 23 ملم و14.5 ملم و12.7 ملم (دوشكا)، ومئات الصواريخ المضادة للدروع (موجهة)، منها “كورنيت” بمدى 5 كلم و “فاغوت” بمدى 4 كلم، و “تاو” وهو صناعة أميركية يصل مداه إلى 4 كلم و “رد آرو” (3.5 كلم) وهو صناعة صينية الأصل قلّدته باكستان، وهذان سلاحان لا يمتلكهما الجيش السوري نفسه. كما لديهم عدد قليل من الدبابات وناقلات الجند، ومدافع هاون وصواريخ بصناعة محلية وصواريخ 107 يصل مداها إلى نحو سبعة كيلومترات، و “غراد” بمدى 22 كيلومتراً، بالإضافة إلى جرافات وشاحنات كبيرة. إمكانات ووقائع تطرح مخاوف جدية من أن يجد الجيش اللبناني نفسه لاحقاً في مواجهة حتمية مع جيش مجهز بأحدث الأسلحة.
هنا، في الجرود، لم يترك مسلحو “جبهة النصرة” الذين فروا من الجرد الملاصق لجرود بريتال اللبنانية وجرود عسال الورد السورية، عتادهم وأسلحتهم ومؤنهم ومعسكراتهم فقط. ترك هؤلاء “خرائط” مخططاتهم وتحالفاتهم وداعميهم.
الديار : تقدّم للجيش السوري وحزب الله في القلمون.. تدمير 3 مُعسكرات لـ “النصرة” معارك في جرود عرسال : مقتل أحد مسؤولي “داعش” وأسر 6 من “الجبهة”
كتبت “الديار”: أحرز الجيش السوري وحزب الله تقدماً هاماً في منطقة جرود القلمون، كما حققا انجازات ميدانية، ويستمران وفق خطة استراتيجية القضم التدريجي تماشيا مع المساحة الجغرافية المترامية الاطراف للسلسلة الشرقية الممتدة من اطراف الزبداني جنوبا وصولا الى عمق جرود عرسال بما فيها جبال القلمون التي تبلغ مساحتها 2500 كلم2 .
وأفاد مندوب الديار حسين درويش أن حزب الله والجيش السوري تمكنا من تحقيق انجازات ميدانية بتحرير كامل جرود السلسلة الشرقية في جرود بريتال الموازية لبلدتي عسال الورد والجبة وصولا إلى اطراف بلدة قارا وراس المعرة السوريتين المقابلتين لبلدتي يونين ونحلة في البقاع الشمالي بعد سقوط معسكر المعيصرات وقرنة المعيصرة وسقوط اكثر من 20 قتيلا في صفوف المسلحين.
كما أحرزت قوات الجيش السوري والمقاومة تقدماً في جرود الجبة في القلمون بعد سيطرتها على 40 كلم مربع منها، أي بسطت سيطرتها على نصف مساحة جرد الجبة. وتم تدمير 3 معسكرات للتدريب في الجرد، اهمها معسكر “المعيصرات” الشهير، حيث توعدت فيه “جبهة النصرة” عبر حسابها بكسر تقدم المقاومة والجيش السوري قبل بدء العملية. وقد دارت اشتباكات في هذا المعسكر أدت الى مقتل اكثر من 20 من مسلحي “النصرة”، فيما فرّ آخرون، اضافة الى تدمير عشرات المراكز المتواجدة ضمن كهوف ومغاور وخيم عسكرية. كما تم تفكيك عشرات العبوات الناسفة والالغام في المكان، وتدمير 4 آليات عسكرية مجهزة برشاشات ثقيلة.
ومن بين التلال التي تمت السيطرة عليها في جرد الجبة، قرنة “المعيصرة” وتلة الدورات وعقبة ام الركب.
هذا وقد انتقلت الاشتباكات امس الى اطراف المعرة ومنطقة الرهوة شرقي جرود عرسال اللبنانية وقد اسفرت المعارك عن سقوط احد مسؤولي “داعش” واسر 6 عناصر من “جبهة النصرة” عرف من بينهم احد مسؤولي الجبهة في القلمون الملقب “بالعمدة” وستشهد الايام المقبلة مزيدا من القضم وفق طريقة اعتمدها حزب الله تمهيدا للوصول إلى تلة موسى الاستراتيجية التي باتت المسافة قريبة جدا بين مقاتلي الحزب و”جيش الفتح” المكون من “جبهة النصرة” و”الفصائل الاسلامية”.
وفي معلومات امنية افيد عن اصابة امير “جبهة النصرة” ابو بلقيس العراقي على خلفية اتهامات متبادلة نتيجة الهزائم التي منيت بها التنظيمات الاسلامية بين “جيش الفتح” وتنظيم “داعش” في القلمون.
وكانت “الديار” قد اشارت في تحقيق لها منذ خمسة اسابيع الى انسحاب سبعة امراء من قيادة تنظيم “داعش” وبقاء ابو بلقيس العراقي لادارة المعركة.
وتقول مصادر “جبهة النصرة”، ان ما يحصل حتى الان لا يعدو كونه مناوشات وعملية قضم لمناطق كان يوجد فيها عدد قليل من مراكز المعارضة السورية، لكن حزب الله كان يسيطر على الجزء الاكبر منها مثل عسال الورد والجبة، نظرا لترابطها المباشر مع المناطق الحاضنة له.
ووعدت المصادر بمفاجآت في الايام القليلة القادمة، قائلة ان الحزب لم يحقق اي انتصارات بل مجرد دعاية اعلامية، كون عناصره لم يقتربوا بعد من المناطق التي تسيطر عليها “النصرة”.
الأخبار : مسلحو القلمون إلى جرود عرسال
كتبت “الأخبار”: على وقع تقدّم حزب الله والجيش السوري في القلمون، يتجه المسلحون للتجمع في جرود عرسال، حيث خطوط إمدادهم مفتوحة على الداخل السوري. وفيما لا يشارك الجيش اللبناني في المعركة، يبقى الخطر على الداخل اللبناني، مع طموحات المسلحين بوصل الداخل السوري بعكار وطرابلس
منذ أن طرد الجيش السوري المسلّحين من قرى القلمون إلى جرودها في ربيع 2014، بالتوازي مع إخراجهم من مدينة حمص، تحوّلت جرود القلمون إلى أكثر من ضرورة بالنسبة إلى المعارضة المسلحة والدول الداعمة لها، في سياق بقاء “منطقة عازلة” بين لبنان وسوريا، يمكن أن تتمدّد في أي وقت حتى قرى القلمون وحمص والقصير من الشرق والشمال، وإلى الداخل اللبناني من الغرب والجنوب الغربي.
فانتشار المسلحين في المنطقة الممتدة شمالاً من جبال الحسياء في الجنوب الشرقي لمدينتي حمص والقصير، الواقعة خلف جرود “مشاريع القاع” اللبنانية المفتوحة على البادية السورية، إلى جرود بريتال والطفيل حتى قوسايا جنوباً، يعني إمكانية تهديد هؤلاء طريق دمشق ــ بيروت، وطريق حمص ــ دمشق، وبالتالي عزل دمشق، على وقع التحولات السياسية و”مسودات” الخرائط الجديدة، من الموصل والبصرة، إلى إدلب وحلب ودرعا والسويداء.
التقدّم الميداني الأخير عبر وصل الجيش السوري ومقاتلي حزب الله جرود عسال الورد بجرود بريتال، سبقه في الشهرين الماضيين فصل مدينة الزبداني التي يسيطر عليها مسلحو القاعدة في “النصرة” و”حركة أحرار الشام”، عن جرودها الممتدة إلى جرود الطفيل وعسال الورد، ما يعني منع المسلحين من تشكيل أي تهديد على طريق دمشق ــ بيروت، وخصوصاً بعد تحريكهم خلايا نائمة في بلدتي يابوس وكفير يابوس، ومن ثمّ دفعهم أكثر فأكثر في اتجاه الجرود الشمالية، الممتدّة من جرود عرسال إلى مشاريع القاع. وتقول مصادر بارزة في قوى 8 آذار إن “العمليات العسكرية حقّقت غايتها جنوباً. أبعدت المسلحين عن بريتال ومحيطها من القرى اللبنانية، وحمت طريق بيروت ــ دمشق”.
لكن الفرار السّريع لمسلحي القاعدة وأخواتها من جرود بريتال وعسال الورد والجبّة، وتالياً في الجرود اللبنانية المقابلة لجرود رأس المعرة والسحل السورية، لا يعني أن الأمور ستبقى على هذا النحو. في جرود عسال الورد والجبّة، “إمكانية المسلحين للمقاومة ضئيلة للغاية” بحسب القادة العسكريين. فعدا عن قوّة الهجوم والقصف التمهيدي الذي يشنّه حزب الله والجيش السوري، لا يملك المسلحون خطوط إمداد بفعل خسارتهم قرى القلمون العام الماضي. فيما تتغيّر الظروف كلّما تقدّم حزب الله والجيش السوري شمالاً، واقتراب المسلحين من جرود عرسال، حيث خطوط إمدادهم مفتوحة، وإمكانية استقدام تعزيزات عسكرية وبشرية متاحة. ويتوقّع القادة العسكريون أن “يقاوم المسلحون في تلة موسى الاستراتيجية بالنسبة إلى كامل السلسلة الشرقية، بسبب جغرافيتها الوعرة وارتفاعها، ووجود عدد كبير من المغاور والحفر فيها، بالإضافة إلى التحصينات التي بناها المسلحون في المرحلة الماضية”.
هل يكمل حزب الله هجومه على جرود عرسال؟ ليس خافياً قرار حزب الله بعدم التقدم باتجاه جرود عرسال، لحساسيات مذهبية معروفة. غير أن بقاء المسلحين في هذه الجرود وخلفها في جرود مشاريع القاع، يعني استمرار الخطر على حمص من جنوبها وغربها، بالتوازي مع اشتداد الخطر على الداخل اللبناني. وتقول المصادر في قوى 8 آذار، إن “المسلحين عاجلاًً أو آجلاً سيحاولون الدخول إلى العمق اللبناني، ومحاولة ربط الداخل السوري بالشمال اللبناني، أي عكار وطرابلس، عبر جبال أكروم ومدينة تلكلخ السورية”. وليس خافياً أيضاً، النشاط المتزايد للمجموعات الإرهابية على مختلف تصنيفاتها، كـ”داعش” و”النصرة” و”جيش الإسلام” في ريف حمص الشرقي، ومحاولات استعادة الواقع السابق في المحافظة الوسطى، في إطار رسم مستقبل الأجزاء الوسطى من سوريا في الميدان.
وتقول المصادر إن “القرار الذي منع الجيش اللبناني من المشاركة في المعركة الحالية وأبقاه على الحياد، يعدّ خطأً استراتيجياً، مع أن المساحة الكبرى التي تجري عليها المعارك الحالية، هي على الأراضي اللبنانية التي تحتلها المجموعات المسلحة”. فمستقبلاً، بحسب المصادر، “سيتجمّع المسلحون في جرود عرسال والقاع، مع خطوط إمداد مفتوحة من البادية عبر خراج بلدات مهين والقريتين، وبالتالي، الإعداد لمشروع غزو الأراضي اللبنانية باتجاه الساحل، وعندها سيكون الجيش اللبناني وحيداً في مواجهتهم، بدل مساعدة الجيش السوري وحزب الله الآن للتخلص منهم”.
البناء : الحرب تتوقف غداً والحوثيون يستثنون “القاعدة” من الهدنة… ويحسمون عدن بعدها السعودية تستعيد حربي تموز وغزة على صعدة… لكنها تخرج من نادي الكبار القلمون: انتهت عمليات التقطيع… والساعة الصفر تقترب
كتبت “البناء”: على جبهتي الشمال والجنوب تتسارع تطورات المنطقة، وتعد بالأيام المسافة الفاصلة عن الثلاثين من حزيران، الموعد المرتقب لتوقيع التفاهم النووي مع إيران، وهو تفاهم صار حتمياً مع اتضاح الصورة من واشنطن، بكلام شبه رسمي شرحه مصدر عسكري أميركي لم يذكر اسمه لقناة “سي أن أن”، قال فيه إنّ عدم التوقيع يعني عودة إيران إلى التخصيب المرتفع النسبة وبكامل الطاقة التي تملكها أجهزة الطرد المركزي لديها، وهذا يعني امتلاك كمية من اليورانيوم المخصب شهرياً تكفي لتصنيع رأس نووي لأيّ من صواريخها الباليستية إذا استمرت بتغذية مفاعلاتها لإنتاج الطاقة بالوقود النووي اللازم، وإذا خصّصت كلّ إنتاجها لسلاح نووي فهي تصنع أول قنبلة خلال شهر، أيّ ما يعادل عشرة رؤوس لصواريخها، وفي المقابل فإنّ الذهاب إلى الحرب سيصيب الجسم النووي الإيراني لكنه سيعطي إيران مبرّر الإعلان عن امتلاك سلاح نووي خلال أسبوع بإيقاف مفاعلات مولدات الطاقة والتفرّغ لبناء سلاح نووي، يصير ضرورة ردعية مشروعة في نظر القيادة الإيرانية في حال التعرّض للحرب، كما تبلغت واشنطن من القنوات الديبلوماسية، أنّ تحريم هذا السلاح يسقط في حال الحرب.
بديل الاتفاق هو الاتفاق، هذه هي معادلة الملف النووي الإيراني، ولإيران التي أثبتت مكانتها كدولة عظمى وهي تحت الحصار والعقوبات، وبربع طاقتها الإنتاجية من النفط والغاز، فكيف ما بعد الاتفاق؟
على دول المنطقة ترتيب أمورها على هذا الأساس وملاقاة التفاهم بما تملك من أوراق قوة، وهذا يعني الغليان المستمرّ في المنطقة حتى يحين الموعد المرتقب وترسو سفن التوازنات عندها على ما تحقق لكلّ فريق.
في جنوب المنطقة، مقابل معادلة بديل الاتفاق هو الاتفاق في الملف النووي الإيراني، بدا أن بديل الفشل هو الفشل في الحرب السعودية على اليمن، حيث لم ينتج تمديد الحرب تحت عنوان الثأر من صعدة إلا المزيد من المجازر التي استعادت بمشاهدها المؤلمة، ذاكرة الأيام الأخيرة من حرب تموز 2006 وحروب غزة، عندما كان الفشل العسكري والسياسي “الإسرائيلي” يترجمان قتلاً عشوائياً جنونياً بحق المواطنين والمدارس والمستشفيات ودور العبادة بذريعة أنّ المقاومة تتخذ من الناس دروعاً بشرية، وبالذريعة ذاتها والوحشية ذاتها حصدت الغارات السعودية مئات الضحايا خلال يومين، وعلى اليمنيين تحمّل يومين باقيين من الكراهية والحقد، حتى تدخل الهدنة حيّز التنفيذ، وبدلاً من أن تعزز الحرب مكانة السعودية في الإقليم صار عليها أن تخرج من دور الراعي للحلّ في اليمن، وأن تتخلى عن التطلع إلى لعب الدور المرجعي في المنطقة وترتضي الخروج من نادي الكبار.
مصدر قيادي في حركة أنصار الله، قال إنّ قيادة الجيش واللجان الشعبية الثورية، أبلغت موافقتها على الهدنة الإنسانية للأمم المتحدة، إلا أنها استثنت من أحكامها تنظيم “القاعدة”، الذي لا يعتبر شريكاً في أيّ مساع للتهدئة وأيّ عملية سياسية، وفي المقابل فإنّ الحركة أبلغت أيضاً ترحيبها بأيّ مساع للحلّ السياسي، تدعو إليه الأمم المتحدة في جنيف أو أيّ عاصمة لم تكن طرفاً في العدوان على اليمن، لكن بشرط إنهاء الحصار البحري والجوي من جانب قوى العدوان، ناقلاً عن المصادر الأممية تعهّدها برفع الحصار عن السفن التجارية وسفن مواد الإغاثة، خصوصاً بعدما أعلنت إيران أنّ إحدى سفنها قد أبحرت نحو اليمن ولن تلتزم بأيّ من قواعد التفتيش والحصار السعودية. وتوقع المصدر اليمني أن تسقط عدن كلياً بيد الثوار بعد وقف الغارات السعودية، لأنّ من يقاتل هناك هو تنظيم “القاعدة” في وجه الثوار، وهو غير مشمول بالهدنة.
هذا جنوباً أما في شمال المنطقة فعلى جبهة القلمون كما على جبهة جسر الشغور تتواصل التحضيرات والاستعدادات لساعة صفر تبدو قريبة للمعنيين بالجبهتين، مع اكتمال عمليات التقرّب من منطقة الاشتباك الرئيسية، ففي القلمون أنهت المجموعات المكلفة بالمعركة تقطيع أوصال المنطقة الممتدّة على قرابة الألف كيلومتر إلى أربعة أقسام على طريقة صحن البيتزا، وستواصل التقطيع إلى ستة أو ثمانية قبل الدخول في عمليات الالتهام والقضم، بينما أظهرت المواجهات الأولى أنّ كلّ الضخ الإعلامي عن عزيمة مقاتلي تنظيم “القاعدة” التي تعمل هناك بِاسم “جبهة النصرة”، حمل أخباراً محبطة للمراهنين على الحرب من الضفة السعودية التركية “الإسرائيلية”.
بالتزامن مع القلمون كانت جبهة جسر الشغور تشهد تقدّم حشود الجيش السوري نحو خطوط الاشتباك، وصارت المسافة الفاصلة للقوات السورية عن المستشفى الوطني في جسر الشغور المحاصر تقارب الكيلومتر الواحد، حيث توقعت مصادر متابعة في دمشق أن تحمل الأيام القليلة المقبلة المزيد من التطورات في معركة جسر الشغور يتغيّر معها المشهد العسكري الذي فرضه دخول “جبهة النصرة” إلى إدلب وجسر الشغور.
تُتابع العمليات التمهيدية من قبل رجال المقاومة والجيش السوري لمعركة القلمون الأساسية بنجاح تام، حيث تمكن هؤلاء خلال 48 ساعة من الوصول للسيطرة على مراكز أسلحة ومستودعات ذخيرة وتدمير ثلاثة معسكرات كبيرة تديرها “جبهة النصرة” إضافة إلى تفكيك عشرات الألغام والعبوات الناسفة في الجبة وجرود بريتال، وعسال الورد التي تعتبر منطقة استراتيجية على الجانب السوري من منطقة جبل القلمون، ما أدى إلى انسحاب الإرهابيين إلى فليطا في الشمال. وسألت مصادر مطلعة عبر “البناء” هل يدخل الإرهابيون إلى جرود عرسال ورأس بعلبك، وما هو الدور الذي سيقوم به الجيش اللبناني في هذه الحالة؟
وكانت قوات الجيش السوري والمقاومة أحرزتا تقدماً في جرود الجبة في القلمون بعد سيطرتهما على 40 كيلومتراً مربعاً منها، وبسطت سيطرتها على نصف مساحة الجرد للجبة وتمت السيطرة على تلال ثلاث: هي قرنة المعيصرة وتلة الدورات وعقبة أم الركب، هذا فضلاً عن تقدم حزب الله باتجاه مشارف مرصد الزلازل في منطقة الجبة التي تعد من المواقع المهمة إستراتيجياً، ووصوله إلى سفح “تلة موسى” الاستراتيجية أعلى تلة في جرود فليطة والذي يعني شل حركة المسلحين في جرود عرسال من الناحية الشرقية بالإضافة إلى كشف كل المعابر غير الشرعية التي تربط جرود فليطة بجرود عرسال وقطع خط الإمداد والمؤازرة بين الجردين.
وأكد مصدر عسكري لـ”البناء” أن حزب الله والجيش السوري في مرحلة الاستعداد والقضم وتثبيت النقاط التي تم السيطرة عليها واستكشاف النقاط الأخرى عبرها وتطويقها تمهيداً للهجوم الثاني أي التدمير، لافتاً إلى “أن المعركة الأكبر ستبدأ خلال ساعات، فحزب الله والجيش السوري يقومان بقطع الأوصال بين المجموعات المسلحة وشل حركتها والتمركز في نقاط حاكمة لمنع تسللها”.
وأشار المصدر إلى أن “الجيش السوري وحزب الله سيطرا على عسال الورد وتلال الجبة ومنطقة قرنة نحلة التي تفصل المسلحين الموجودين في الزبداني والمجموعات الأخرى الموجودة في جرود بريتال وتحديداً في منطقة الميدعا التي سيطر عليها الجيش السوري وبالتالي فصل جرود بريتال وفليطا عن الزبداني، متوقعاً أن تكون المعركة المقبلة في جرود بريتال وعلى حدود فليطا”.
النهار : “التيار الوطني”: دعونا ندخل المشكل منذ الآن “المنازلة الكبرى” في القلمون تبدأ اليوم؟
كتبت “النهار”: على رغم طبول الحرب التي تقرع عبر حدود لبنان الشرقية والتي تنذر بانعكاسات وتداعيات على الداخل اللبناني في اول فرصة سانحة للمجموعات المسلحة في الجانب السوري من الحدود أو عبر خلايا نائمة تؤيدها في لبنان، يبدو ضجيج المعارك السياسية الداخلية أكثر صخباً، بما يهدد حكومة المصلحة الوطنية التي ينذر اي خلاف حولها بتعميم حال الشلل بعد التعطيل الذي اصاب مجلس النواب. وبدا أمس ان “التيار الوطني الحر” حسم أمره في اتخاذ خطوات تصعيدية ما لم يشهد أي من الملفات التي تهمه نتائج في مصلحته. فقد عبر الوزير جبران باسيل بصراحة كلية عن انه “لن تكون هناك حكومة لا تقوم بتعيينات امنية، لنكن واضحين، ولا تعيينات امنية ليس لنا الكلمة فيها، هذه القضايا اما ان تحسم الآن وبوضوح، أو دعونا ندخل المشكل منذ الآن(…) لن يكون هناك تشريع في البلد، اذا نحن كنا على قارعة الطريق، ولن يكون هناك بالمبدأ مجلس نيابي بقانون انتخابي لا يعطينا تمثيلنا الحقيقي(…) ولن يكون هناك جيش من دون قيادة شرعية”.
وأضاف: “موقع قائد الجيش ماروني، والموارنة لهم الكلمة الاولى فيه، ونحن 19 نائبا مارونيا، وبكل بساطة من يقول ممنوع فريق أو شخص يجمع بين قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، نقول له ممنوع على شخص ان يجمع بين رئاسة الحكومة وقيادة قوى الامن الداخلي، وممنوع على شخص أن يجمع بين رئاسة المجلس النيابي وقيادة الامن العام، نقولها بكل بساطة، ما هو ممنوع علينا ممنوع على غيرنا، وما هو مسموح لنا مسموح لغيرنا، نحن بقينا في هذا البلد لاننا اصحاب كرامة وعنفوان، ممنوع ان يمس أحد بدورنا”.
وفي الاطار عينه، أبلغ الوزير السابق سليم جريصاتي “المركزية” ان “لدينا خطوات مدروسة وممنهجة ستكون على مستوى الداء، وسيعلن عنها النائب العماد ميشال عون في وقتها، رفضا لواقع اعتياد مخالفة الدستور والقانون”. وقال “الاعلان عن ان التمديد اصبح محسوماً لا يفاجئنا ونحن لهم في المرصاد، ووجدنا الخطوات العلاجية التي ستعلن في حينها”.
المستقبل : ترقب عودة الموفد القطري لإنجاز صفقة العسكريين.. وقهوجي يطمئن المعنيّين “لا خوف على الحدود” دار الفتوى تنتصر لصندوق الانتخاب
كتبت “المستقبل”: في عزّ زمن القحط الانتخابي والوهن الديمقراطي المهيمن على المشهد الوطني تحت وطأة رياح التعطيل الصفراء التي ضربت الاستحقاقات الدستورية وقوّضتها منذ أن عصفت قبل عام بالاستحقاق الرئاسي وأوقعته في قبضة أصحاب النصاب المفقود والتوافق المرفوض، تمكّنت دار الفتوى أمس من ضخّ جرعة أمل في عروق اللعبة الديمقراطية في البلاد منتصرةً لمفهوم الاحتكام إلى صندوق الانتخاب ومكرسةً نفسها داراً للاعتدال والوسطية مشرّع الأبواب أمام “كل المسلمين وكل اللبنانيين” وفق ما أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على هامش انتخابات المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى ومجالس الأوقاف في بيروت والمحافظات، معلناً انطلاق “مسيرة الإصلاح والتطوير والمأسسة” على مستوى دار الافتاء والأوقاف مع تشديده وتعويله في تحقيق ذلك على “الانسجام التام” الحاصل مع رئاسة مجلس الوزراء. وهو ما أكد عليه رئيس الحكومة تمام سلام، مشيداً بالجوّ الديمقراطي الذي أحاط بعملية الانتخاب ومعرباً عن أمله في “أن يكون للممارسة الديمقراطية المؤسسية مكانٌ في كل استحقاقاتنا”.
اللواء : الموازنة تنتظر “القرار السياسي” وتهديدات عونية بنسف الحكومة! “التوافق” يتغلب على الإختراقات في إنتخابات “الشرعي” والمفتي دريان لـ”اللــواء”: سنطلق ورشة النهوض با
كتبت “اللواء”: قبل أقل من أسبوعين من مرور عام كامل على شغور منصب الرئاسة الأولى (25 أيار 2014 – 2015) تدخل البلاد في مرحلة من السباق بين تدعيم الاستقرار بطي صفحة الفراغ الرئاسي وتثبيت الأمن وتمرير موازنة العام 2015، ومحاولات الاستفادة من تطورات الوضع الميداني في سوريا وتداعياته، بعد انطلاق معركة القلمون، والنتائج السلبية على مشاركة “حزب الله” فيها، ورهان بعض الاطراف على استثمار هذه المشاركة في فرض تعيين قائد جديد للجيش اللبناني او الاطاحة بالحكومة، وفقاً لما كشف عنه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في الضنية أمس.
الموازنة
الجمهورية : الحريري في موسكو بعد واشنطن… والحكومة تُكثِّف إجتماعاتها ولا تشريع
كتبت “الجمهورية“: يشهد الأسبوع جملة استحقاقات ولقاءات مهمّة، تتصدّرها خارجياً القمّة الأميركية ـ الخليجية بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وزعماء دوَل مجلس التعاون في كمب ديفيد التي أنابَ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وليَّ عهدِه الأمير محمد بن نايف لحضورها. كذلك يتصدّر هذه الاستحقاقات لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس سعد الحريري في موسكو محطتِه التالية بعد واشنطن ومصر وتركيا وقطر. أمّا داخليّاً فتحمل مفكّرة الأسبوع جلسةً جديدة لانتخاب رئيس جمهورية الأربعاء، وجلستين لمجلس الوزراء يتابع خلالهما درسَ مشروع الموازنة العامة للدولة اليوم وبعد غدٍ، ثمّ يَنعقد في جلسة عادية قبل الخميس يتضمّن جدولُ أعمالها 72 بنداً.