عون: بعض الأطراف وضعت لبنان في مكاتب المراهنات الاقليمية
رعى رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون، الاحتفال الذي أقامته إدارة موقع tayyar.org، مساء امس في فندق الحبتور في سن الفيل، بمناسبة مرور 12 عاما على انطلاق الموقع، وإطلاق الموقع بحلة جديدة، في حضور عدد من النواب والوزراء الحاليين والسابقين، وحشد من الاعلاميين، ومحازبين وناشطين في “التيار الوطني الحر”.
وألقى عون كلمة قال فيها: “مع الاحتفال اليوم بالعيد الثاني عشر لانطلاقة موقع “tayyar.org“، يصادف أيضا عيد العمال، نهنئ عمال لبنان، ونتمنى أن تكون الأيام القادمة أفضل، وأن تكافأ جهودهم وأتعابهم، بمزيد من العدالة ليومهم، ومزيد من الطمأنينة لغدهم”.
وإذ تمنى ل”موقع “tayyar.org” المزيد من التقدم والتطور”، قال: “عندما ضاقت بنا الدنيا، وحاصرنا الإعلام من الداخل والخارج، وعندما شرِّعت الصفحات والأقلام والشاشات وموجات الأثير لهجائنا، وإطلاق الشائعات حولنا، وعندما أصبحت الحقيقة في واد والإعلام في واد، وعندما صارت كل الخطب مستنسخة، تبدأ بالتهليل للوصي، وتنتهي بشتمنا”.
أضاف “في عصر الانحطاط الإعلامي هذا، كان لا بد لنا من وسيلة إعلامية تحمل صوتنا وصوت الحقيقة وتوصله للناس، فكان موقع “tayyar.org“، الذي ولد في العام 2002 على يد مجموعة من شباب التيار في فرنسا، عملوا بجهد متواصل وإصرار وتفان حتى تمكنوا من إنجازه”.
وتابع “منذ انطلاقته الأولى، تابعه اللبنانيون في الوطن وفي الانتشار، وليس مستغربا أبدا أن يكون اليوم، قد انتشر عالميا، واحتلَّ في لبنان مركز الصدارة، وصار مرجعا إعلاميا تستقي منه وسائل الاعلام الأخرى، لأنه استطاع أن يجمع ما بين نقل الخبر في آنيته، واحترام الحقيقة، فتميز بالمصداقية، لأن سرعة نقل الخبر رغم أهميتها، لم ولن تكون أبدا على حساب الحقيقة. هذا بالإضافة الى آداب الكلمة، فهذا الموقع لم ولن يكون أبدا منبرا لشتم أو لافتراء أو لتعد معنويٍ على أحد، فالخصومة السياسية ليست عداء شخصيا، وليست بابا للتجريح وإهانة الكرامات”.
وقال: “بالعودة الى واقعنا الحالي، والى مقاربات اللبنانيين له، نرى بعض الأطراف وقد وضعت لبنان في مكاتب المراهنات الاقليمية، وصار المراهنون يعولون على ربح محور سياسي وخسارة آخر، وربطوا حراكهم السياسي، وجميع قراراتهم بهذه الرهانات، وهي عقيمة بكاملها، لأن جميع من يلعبون لعبة المراهنة على الخارج في لبنان، سيصبحون في الخارج، وسيخسرون الدنيا والآخرة”.
أضاف “كثيرا ما انتظرنا المنَّ والسلوى يأتينا من الخارج، فكنا نحصل على الحنظل والسم، لأن دخول الصغار في لعبة الكبار لا يجدي نفعا ولا سلاما، فالشعوب الصغيرة في لعبة الأمم، ليست سوى أحجار شطرنج تتناقلها أنامل الكبار، وجلَّ ما تستطيعه هذه الشعوب، إذا أحسنت التأقلم مع هذه اللعبة، أن تحافظ على وحدتها، التي هي ضمانة وجودها، حتى تتغير اللعبة أو يتغير اللاعبون”.
واعتبر أن “ما نراه اليوم، من رقص على خطوط التوتر العالي، لبعض اللاعبين الصغار، وقد نسوا التجارب السابقة، لن يجنبهم نتائج هذه اللعبة الحارقة”.
ورأى أن “هناك خيارا واحدا قادرا على إنقاذ لبنان”، مؤكدا أنه “خيار وليس رهانا، وبه سيربح الجميع، ويقوم على تكوين سلطة لبنانية شرعية وثابتة، تحفظ المساواة بين جميع اللبنانيين، بصفتهم مواطنين، سواء كانوا موالين أو معارضين، وعلى بناء المؤسسات وإصلاحها بنيويا واحترام الدستور والقوانين، وأيضا على إعمار شامل للوطن من خلال المشاريع التنموية”.
ولفت إلى أنه “عندما ينجز إعمار البلد مؤسساتيا وبنيويا وسياسيا، لا يعود مهما من يتولى الحكم، ومن يربح ومن يخسر، طالما أن الحكم الآتي ملتزم بمؤسسات وبقوانين، والسلطة القائمة ليست إقصائية، ولن تعمل على إلغاء أحد، وطالما أن حاجات البلد الانمائية مؤمنة للجميع. فهذا من شأنه أن يحفظ الاستقرار النفسي الشعبي، ويشيع جوا من الاطمئنان لدى الفريق الرابح، كما لدى الخاسر، لأن الجميع يعرف أن الحكم ثابت، وهو يعمل من أجل لبنان ولجميع أهله”، معتبرا أن “استمرار النهج الممارس حاليا، من محاولات إقصاء، ومعادلات قوة فلا يبني وطنا، ويدفع الجميع الى التشبث أكثر فأكثر بمواقفهم من دون مساومة أو تنازلات، لأنها تصبح السبيل الوحيد لضمان الموقع والوجود والاستمرارية. ولا يراهن أحد على الوقت لإحباط عزيمة الآخر، لأنه سيكون من الخاسرين”.
وكرر دعوته التي أطلقتها لجميع اللبنانيين في ذكرى 14 آذار، قائلا: “لنتحد معا في مواجهة التحولات القادمة، فننتقي منها ما نريده نحن، قبل أن يفرض علينا ما يريده الآخرون لنا، لأن ما يأتينا من الخارج، مهما يكن، لن يكون أفضل مما سنختاره نحن لأنفسنا”.
وختم متوجها إلى اللبنانيين: “أيها اللبنانيون: مصيركم بين أيديكم، والخيار لكم، والتاريخ لن يرحم. عشتم وعاش لبنان”.