الحلف التركي ــ السعودي شارل أيوب
هنالك تحالف تركي – سعودي يعمل ضد العروبة وبالتحديد ضد سوريا بواسطة تركيا التي فتحت حدودها البالغة 150 كلم على سوريا، وحيث ان الملك سلمان بن عبدالعزيز هو الذي يقوم بتمويل الحملة التركية مع «جبهة النصرة» ضد الجيش العربي السوري في معركة ادلب حيث ترجم التدخل التركي بدعم ما يسمى «الجيش السوري الحر» و«جبهة النصرة» لاحتلال ادلب، وقاموا بتنفيذ الخطة التركية – السعودية، واخراج الجيش العربي السوري من ادلب، ثم قام الملك سلمان بن عبدالعزيز بتمويل تركيا ودفع المليارات كي تدعم «جبهة النصرة» من اجل احتلال جسر الشغور المدينة الكبيرة في محافظة ادلب، وهذا ما حصل، وقامت تركيا بدعم «جبهة النصرة»، واستطاعت احتلال مدينة جسر الشغور بدعم تركي كبير، ادى الى اخراج الجيش العربي السوري منها ووقوع البلدة تحت سيطرة «جبهة النصرة» المدعومة من السعودية وتركيا.
واكمالاً للمعركة، تريد المملكة العربية السعودية الضغط على الرئيس بشار الاسد حيث اكملت دعمها بمئات ملايين الدولارات لتركيا لاحتلال سهل الغاب ضمن الخطة التركية – السعودية – القطرية التي تهدف الى احتلال «جبهة النصرة» منطقة محافظة ادلب ثم جسر الشغور لتصل الى ريف حماه الجبلي، وتأخذ مواقع حصينة لتقاتل الجيش العربي السوري الذي يقاتل على جبهات كثيرة.
وراء هذا المخطط الفتنة تقف السعودية ووراء هذا المخطط الفتنة يقف الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يريد من تركيا العمل على اضعاف الرئيس الاسد على كامل الحدود التركية وقيام «جبهة النصرة» باحتلال محافظة ادلب وجسر الشغور والوصول الى ريف حماه.
اما الحلف الآخر والذي يضم السعودية – الاردن، فهو حلف خطير جداً ايضاً حيث تمّ رصد المليارات لاضعاف الرئيس الاسد التي انفتحت عليه اوروبا وتحصل مباحثات بين المخابرات الفرنسية والسورية.
السعودية تدعم الاردن ايضا بالمليارات على جبهة درعا كي تتقدم «جبهة النصرة» في الشمال والجنوب من اجل اضعاف الرئيس الاسد، كما فعلت السعودية في اليمن حيث قامت بقصفه بوحشية مما ادى الى مقتل 2400 امرأة وطفل، وقامت بآلاف الطلعات الجوية مع طيارين باكستانيين من اجل اخضاع اليمن للمخطط السعودي تحت عنوان منع النفوذ الايراني.
هناك استغلال كبير لمسألة النفوذ الايراني، فلا ايران موجودة في ادلب ولا في جسر الشغور، بل الموجود هو الجيش العربي السوري، كذلك في درعا الموجود هو الجيش العربي السوري، وهو يقاتل ببسالة.
اشارة الى ان هناك غرفة اسرائيلية – اردنية تعرف بغرفة «موكا» تخطط مع «جبهة النصرة» للقضاء على الجيش العربي السوري، وتعمل على الضغط على الرئيس الاسد في منطقة الجولان ودرعا. ورغم كل هذا، والمليارات التي تدفعها السعودية لاضعاف الرئيس الاسد، استطاع الجيش العربي السوري ان يفتح طريق درعا السويداء، وان يحافظ على مواقعه في الجولان المحرر، لكن الخطة الاسرائيلية التي تتكامل مع الجبهة السعودية – الاردنية تعمل على منع تحرك الجيش العربي السوري في الجولان المحرر واعطاء الاولوية «لجبهة النصرة».
لماذا تقوم السعودية بهذه الحملة الفتنوية ضد سوريا واليمن وحتى ضد العراق؟
المخطط السعودي واضح، فالمملكة تدعم بمئات الملايين القبائل في العراق كي لا يقاتلوا مع الحشد الشعبي، والجيش العراقي ضد «داعش»، وفي الوقت نفسه تدعم «جبهة النصرة» بالملايين عبر تركيا حيث يقبض اردوغان مليارات الدولارات كي تحتل «جبهة النصرة» ادلب وتكمل المعركة باتجاه ريف حماه في الجبال.
لماذا يقوم الملك سلمان بن عبدالعزيز بهذه الفتنة بالتحالف مع الاردن واسرائيل لضرب الجيش العربي السوري على خط درعا الجولان؟
واي فائدة ستأتي للسعودية اذا انهار الخط العربي في العراق وسوريا واليمن وانتصر الخط الاسرائيلي التركي السعودي على الجبهة العربية بدءا من لبنان وسوريا مرورا بالعراق وصولاً الى اليمن؟
انه مخطط خطير تقوم به السعودية لضرب العروبة تحت عنوان مكافحة ايران، ولا يقاس وجود ايران بالنسبة للوجود الاسرائيلي على كل الجبهات العربية، واسرائيل تريد تقسيم الدول العربية من سوريا الى العراق الى تدمير اليمن شمالا وجنوباً، وهذا ما تفعله السعودية مع اسرائيل.
فإذا كانت السعودية تملك المليارات من الدولارات، وتدفع لتركيا وللرئيس اردوغان وتدفع لـ«داعش» في الرمادي والانبار والفلوجة كي يقاتلوا الجيش العراقي، واذا كانت تدفع المليارات للملك حسين كي يساهم ويساعد في هزيمة الجيش العربي السوري في الجولان المحرر، فإن السعودية تكون قد ارتكبت جريمة بحق العروبة تحت عناوين واهية، لا يصدقها اي عاقل ولا يرى الامور بشكل سليم لأن ما اعترف به الشاهد نعيم عباس عن انه كان يفخخ السيارات ضد حزب الله، يدل على ايدي السعودية التي تريد ضرب الحزب لضرب جبهة الممانعة والمقاومة.
ان كل عاقل عربي يدين اليوم تحرك السعودية، ويدين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يتصرف ضد العروبة والمؤسف انه يقول انه مع العروبة، فهو يحارب حزب الله الذي حارب وانتصر على اسرائيل عام 2006 في حرب تموز، والسعودية تحارب ايضاً سوريا التي وقفت في خط الممانعة ورفضت الرضوخ لاسرائيل، كذلك تحارب السعودية الجيش العراقي الذي لا علاقة له مع اسرائيل والذي يكرهها ويرفض اي علاقة مع الجيش الاسرائيلي، كذلك تقوم السعودية بـ 3 آلاف غارة جوية على الحوثيين واليمن الذي اعلن زعيمهم ان عدوه الاول هو اسرائيل، وان العدو هو اميركا واسرائيل اللتان تريدان اليمن.
الحوثيون سيقاتلون وسيرفضون الخضوع للسعودية، ومشكلة الحوثيين مع عبد ربه منصور وليست مشكلتهم مع ايران لأنه ثبت بالعين المجردة وبالوقائع ان ايران غير موجودة في اليمن وعندما نقول غير موجودة نعني ذلك، لأن ايران 70 مليون نسمة، وجيش المليون جندي، لو ارادت التدخل العسكري على خط سوريا واليمن، لكان جيشها قلب الموازين، وما استطاعت «جبهة النصرة» تحقيق اي انتصار على الجيش السوري.
المخطط واضح، السعودية تريد اسقاط حزب الله الذي هو العدو الاول لاسرائيل وتريد اسقاط الرئيس الاسد الممانع ضد اسرائيل ويدعم المقاومة في لبنان ضد اسرائيل.
السعودية تريد تدمير الجيش العراقي المعادي لاسرائيل وليس له اي علاقة مع اسرائيل، كذلك تريد القضاء على الحوثيين الذي اعلن زعيمهم عبدالله الحوثي ان عدوه اسرائيل.
فلماذا السعودية تخطط للفتنة ضد مخطط الممانعة والمقاومة وتدفع المليارات؟
غداً سيكتب التاريخ ان السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز نفذت المخطط الاسرائيلي من حيث تدري او لا تدري لضرب المقاومة وجعل اسرائيل تنتصر عبر تدمير الدول العربية وتقسيمها، وارجاعها 50 سنة الى الوراء بمجرد ان السعودية تدفع مئات المليارات وقادرة ان تجند تركيا والاردن والقبائل من اجل مخطط ضرب خط العروبة والمقاومة لمصلحة اميركا ولمصلحة اسرائيل.
(الديار)