اعترافات الارهابي نعيم عباس في المحكمة العسكرية
أمس حضر نعيم عباس الى المحكمة العسكرية فكان لحضوره وقع فاجأ الجميع تقريباً، واعاد الى الاذهان حقبة المعسكرين الجبارين بعد انتهاء الحرب العالمية حيث كان يعتقل المطلوب فيمثل امام المحاكم المختصة ببرودة خشبية لا يمكن زعزعتها لانتزاع الاعترافات. هذا حصل بالامس مع المتهم عباس، فبدت عيونه كأنها زجاج لا تحيد ثابتة وكأن ما يجري حولها لا يعني صاحبها الذي كاد ان يفتخر بالسجل الارهابي الذي اودى بحياة العديد من اللبنانيين.
وأخيراً نطق «ابو خالد المقدسي» وهو لقب نعيم عباس كما افاد امام المحكمة العسكرية الدائمة التي انعقدت برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم بمعاونة المستشارة المدنية القاضية ليلى رعيدي وبحضور النائب العام المفوض لدى المحكمة القاضي كمال نصار.
احضر عباس كشاهد في قضية المدعى عليهما اللبناني ايهاب زهير الحلاق (وكيله المحامي خالد عيتاني) والسوري عبدالله تيسير زعيتر وكيله عيتاني ايضاً.
والاثنان متهمان بالانتماء الى تنظيم مسلح بالاسلحة الحربية والقنابل اليدوية والمتفجرات بهدف القيام باعمال ارهابية ونقل ارهابيين انتحاريين واطلاق صواريخ من سوريا على الاراضي اللبنانية. وكان زعيتر الملقب بـ«ابو معن الاعلامي» قد كشف في جلسة استجوابه في 23/1/2015 انه صوّر اطلاق الصواريخ من قبل «جبهة النصرة» ونقل الانتحاريين ولم يعلم بالامر الا في المرة الاخيرة عندما اقل فيها انتحاري النبي عثمان «ابو عبد الرحمن» وهو رأى نعيم عباس وبلال كايد وعمر الاطرش اثناء وجوده عند «أبو مالك التلي».
اما ايهاب فقد اكد انه عمل في اغاثة اللاجئين وهو يؤيد كل من هو ضد النظام وهو رأى حسام الصباغ عند «ابو مالك التلي» وكانت جلسة البارحة مخصصة لسماع افادة عباس والصباغ وكايد وقبل دخول الثلاثة طرح العميد عدة اسئلة على ايهاب الذي اكد انه دخل سوريا لاغاثة المحتاجين وهو كان في الـ20 من العمر عندما قصد السويد للدراسة وكانت حرب الجبل في الـ84 قائمة، فسأله العميد لقد قصدت دولة اوروبية حضارية وعلمت اولادك ووفق افادتك ترددت على مسجد الرابطة الاسلامية ومن ثم قصدت القلمون لماذا؟ فأجاب كنت شاباً ولدي القدرة وقصدتها للاغاثة، اما الاسلحة التي وجدت بحوزتي فكانت في منزلي منذ 2006 اثناء الاجتياح الاسرائىلي كما انني اقتنيتها كون عمل الاغاثة يتطلب الحماية حتى من شبيحة الثورة، فقال له العميد بعد انتهاء المعارك في القلمون لم يبق هناك اي مدني من ساعدت؟ وماذا تعرف عن زعيتر، فاجاب لا شيء، فقال له العميد كيف تزوجه ابنتك؟ الم تعرف انه منتمي الى «النصرة»، اجاب علمت انه سيتركهم وهو مجرد اعلامي، وهنا قال له العميد الم تسمع انه نقل انتحاريين.
وبسؤاله عن علاقته «بأبي مالك التلي» اكد ان الامر اقتصر على توزيع الاغاثات وليس علاقة تنظيمية، فسأله العميد كيف ذلك وهو مسؤول عسكري.
وبسؤاله عن السعودي الذي اقله من احد فنادق منطقة الحمراء الى القلمون، عاد ليؤكد ان عمله الاغاثة وان كان هذا الامر جريمة فهو اذن مجرم.
اما عبدالله زعيتر فقد عاد ليؤكد ان الانتحاريين لا احد يعرف هويتهم وهو كان ينقلهم داخل القلمون كما ينقل باقي اعضاء الجبهة وهو كان ينفذ ما يقال له او يعتبر خائناً ويحاكم وهو اصبح مسؤول المكتب الاعلامي بعدما قصف المكتب وقتل 2 منه فأصبح رئيساً على نفسه.
وبسؤاله عما قاله في جلسة الاستجواب في 23/1/2015 عن تحدثه الى احد الانتحاريين، اجاب انهم في الوزارة عرضوا عليه صورة احدهم فعلم انه واحد من الذين اقلهم وهو يعرفهم في الشكل ونصف المنطقة يعرفها وان المدعو «ابو خالد» كان يطلب منه ان يقل «فلان» من مكان الى آخر كون المكتب الاعلامي يقع قرب مقرهم، وهو تحدث الى آخر انتحاري «ابو عبد الرحمن» وهو اجبر على قيادة سيارة لحقت بسيارة الانتحاري وتوقف في مكان وانتظر حوالى 4 ساعات.
وتابع انه عندما رأى نعيم عباس في المقر لم يعلم انه هو الا عندما رآه هناك ورأى «ابو اسماعيل» مفخخ السيارات اما حسام الصباغ فتعرف عليه في رومية، وهنا عاد العميد ليسأل الحلاق عن مصدر الاغاثات فرد انه كان يؤمنها من الشيخ «ابو طاقية» وبسؤاله عن مكان وجوده اثناء خطف العسكريين اكد انه كان في سجن رومية.
ومرة جديدة طرح عليه العميد السؤال ان كان يعرف ان زعيتر مؤيد لــ«النصرة» ورغم ذلك زوجه لابنته اجاب انه اشترط عليه ان يتركهم.
وانتهت الاسئلة عند هذا الحد وكانت المفاجأة عندما احضر نعيم عباس الذي دخل بابتسامته الساخرة وكانت الصدمة هي ان عباس تكلم بعدما كان الجميع في كل مرة يترقبون جلسة محاكمته ولكن في كل مرة كانت تؤجل بسبب غياب محاميه الاستاذ طارق شندب.
عباس حضر كشاهد في هذه القضية وعلى الرغم من خبرته الكبيرة في عالم تفخيخ السيارات وتشدده في الاشراف مباشرة على هذا العمل، كونه لا يثق الا بنفسه ورغم سريته سبق لسانه في الكشف عن المستور وباح به بسهولة لا تصوف وكأنه غير نادم على نتائج افعاله لا بل تباهى بها وبمن دربه عليها الذي فاقه خبرة وهو الارهابي توفيق طه خبير المتفجرات ومهندسها وكم تلميذ فاق معلمه، بالفعل مشهد يثير التدخل في السؤال عن سب استمرار ابتسامة عباس وكأنه في حالة فرح بما فعل وبما انجز.
بداية:
متأهل: نعم
متعلم: نعم
محكوم: نعم
العميد: حدث ولا حرج
العميد: بتعرفهم للمتهمين
عباس: لا
العميد: انت بتعرفهم بـ«الابوات»
عباس: «مش شايفهم»
العميد: اتعرف «ابو مالك التلي»
عباس: مرة واحدة
العميد: زعيتر رآك هناك عنده
زعيتر: مرة واحدة ومن ثم علمت انه نعيم عباس
العميد: ماذا فعلت هناك؟
عباس: قضايا الارهاب – التفجير
العميد: عم تفخخوا
عباس: ما حكينا
العميد: انت معروف سيرتنا موقوف عنا منذ سنة و3 اشهر وانت متدرج من «فتح» الى «الجهاد» الى «كتائب عبدالله عزام»
وانت اهم خبير متفجرات صحيح؟
عباس: لا
العميد: هناك اهم توفيق طه
أنت عالخفيف
العميد: انت من الاشخاص الذين لا يستقبلون سيارات ان لم تكن انت من فخخها صحيح
عباس: انا احب ان «اعمل بايدي»
عباس: بعت ورايي ابو مالك «امير النصرة» بموضوع التفخيخ وارسال الاستشهاديين
العميد: شو دورك
عباس: استقبالهم لضرب الحزب
العميد: السيارات مجهزة
عباس: كانت مجهزة
العميد: هل رأيت زعيتر
عباس: لا اعرفه
العميد:: «أبومالك» بيعرفك بـ«أبو شو»
عباس: «ابو خالد»
العميد لزعيتر: هذا ابو خالد
زعيتر: هذا جديد واول مرة اعرف انه ابو خالد وانا ابو معن
عباس: انا «سامع» بأبو معن وانا معروف «بأبو خالد المقدسي»
وانتهى استجوابه وأدى تحية للعميد وخرج بعدما افرغ جزءاً مما في جعبته فهل يبوح بالجزء الكبير الباقي الذي يخفيه الغموض وراء العينين الزجاجيتين.
اما حسام الصباغ فقد اكد انه قصد ابو مالك التلي بتكليف من هيئة العلماء المسلمين ليتكلم مع المعنيين لتحييد لبنان وشرح له وجهة نظرهم لان هناك كلاما صدرعلى انه بايع الجبهة ولا يريدون «جرهم» لمعركة وكان عدد الموجودين يتجاوز الـ 20 وهو رأى ايهاب الحلاق هناك وتكلم معه وهو من المسؤولين في الجبهة ويعمل في الاغاثة.
اما بلال كايد كايد فقد اكد انه يعرف زعيتر بالاسم نافياً ان يكون قد اطلق الصواريخ انما كان في مكان اطلاقها وهنا تدخل زعيتر ليقول انه سمع ان من قام باطلاق الصواريخ يدعى «ابو عمر» وذكر له في الوزارة ان بلال كايد هو «ابو عمر».
وسئل بلال عن طبيعة عمله فأكد انه يعمل في الالكترونيات وهو تعلمها من كتائب عبدالله عزام اثناء اطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل وكانت مهمته الاستطلاع لكن اثناء اطلاق الصواريخ من سوريا لم تكن من مهمته آنذاك، ومعرفته بمعن تقتصر على انه اعلامي ذات شهرة على الانترنت في «النصرة» وعلى موقع «التويتر».
اما النائب العام فقد سأل زعيتر عن الهدف من التصوير، فأكد الاخير انه كان يعطيهم ما يصوره وهو تسلم الوظيفة لمدة شهرين. كما اكد انه كان يكتب اخبار القلمون على التويتر وبسؤاله عن «ابو القعقاع» اكد انه سافر الى المانيا وبقي اثنان في المكتب وعندما قتلا في القصف بقي لوحده وعندما قرر الزواج «فك البيعة» فسأله العميد كيف وهل مسموح الامر، اجاب الامر عادي.
البيعة على السمع والطاعة لذلك لم اخالف امرهم عندما طلبوا مني قيادة السيارة لأن هناك محاكمة.
وبسؤال العميد لزعيتر عما قامت به «جبهة النصرة» من تفخيخ للسيارات ونقلت احد الاستشهاديين رد زعيتر انتحاريين لان الكلمة يمكن ان تضايق احد، رد العميد انقل ما قاله عباس، لماذا يطلبون منك نقلهم ولديهم بين 700 و100 مقاتل، عاد زعيتر ليؤكد ان مقر مكتب الاعلام قرب المقر وبسؤاله ان كان مع او ضد اعمال الذبح قال انا ضد وهو لم يحضر اي عملية ذبح لأن «النصرة» لا تذبح انما صور عمليتي اعدام بالرصاص لشخصين اقترفا جرائم.
وقد ارجئت الجلسة الى 1/6/2015 بعدما سأل العميد الحلاق عن السعودي «ابو وداعين» الذي اقله من احد فنادق الحمرا الى زحلة ومن ثم قصد عرسال، فأجاب الحلاق ان الامر يتعلق باغاثة اللاجئين فقط.
ملائكة شندب حاضرة !
لم يحضر المحامي طارق شندب الى العسكرية بل كانت ملائكته حاضرة هو اعتمد سياسة الغياب المتعمد، إما لصعوبة الاقناع ببراءة موكله او لأنه ينتظر ظروفا طارئة لها علاقة بما يجري في الجرود من عمليات المبادلة او ما شابه، او لعدم تبليغه موعد المحاكمة كما يقول، ولكن الاكيد ان حرص العميد ابراهيم على تسريع الجلسات للاسلاميين تصطدم بالغياب المتعمد والمستدام للمحامي.
واللافت البارحة ان عباس توجه الى العميد قائلا: انه في الجلسة السابقة حضر شندب وتغيبت انت فرد عليه العميد علم محاميك بغيابي فحضر. وهنا اجاب عباس ان وكيلي يعرف اكثر «ويمكن» التأخير هو لصالحي وهنا تدخل النائب العام القاضي نصار «يمكن ناطر حكم الله»
عن “الديار”