الراعي من ارمينيا: الاعتراف بالإبادة الارمنية يمنع ارتكاب جرائم جديدة
يواصل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مشاركته في اعمال ونشاطات الذكرى المئوية الاولى للمجازر الارمنية وقد افتتحت رسميا امس بالمنتدى العالمي بعنوان: “ضد جريمة الابادة الجماعية”، بحضور رئيس الجمهورية الارمنية سيرج سركيسيان وكاثوليكوس عموم الارمن كاركين الثاني الى جانب رؤساء الكنائس وحشد كبير من المدعوين الرسميين الاجانب .
وفي مداخلة للبطريرك الراعي جاء فيها: “اود ان اقول نحن في جلسة كنسية اذا روحية لاهوتية لا في جلسة قضائية، لان القانون بحاجة الى روح واللاهوت هو روح. فبعد مئة سنة تبحث الاسرة الدولية عن اسم للابادة الارمنية ويخافون ان يسمونها ابادة بسبب نتائجها القانونية، اما نحن فننظر اليها لاهوتيا. نحن هنا في هذه الذكرى لنتذكر من اجل ثلاثة اهداف: اولا واساسا لننطلق من جديد بصيغة جديدة فنحن ابناء الموت الذي تليه قيامة، وكلنا ندرك ان الشعب الارمني انطلق بقوة اكبر. وعندما مات المسيح وقام، ولدت الكنيسة. نحن هنا لنقول للشعب الارمني ولكل الشعوب التي تتألم بالابادة، بالمجازر وبالاعتداءات، ان هذه دعوة لنا لكي ننطلق من جديد وبصيغة جديدة. الهدف الثاني هو لنقر اننا امام جريمة تسمى ابادة، لا لكي نثأر، ونحن نرفض الثأر، انما لكي نتجنب حصول امثال هذه الابادة. فإذا لم تعترف الاسرة الدولية بالابادة فإن ابادات اخرى سترتكب من جديد، والبرهان ان الابادات والمجازر ترتكب والاسرة الدولية صامتة. الهدف الثالث من الذكرى هو ان نعترف بأن هناك خطيئة قتل من اجل التوبة كي لا نعود الى ما ارتكبنا. فلا الابادة ولا المجازر ولا الاعتداءات يمكن تبريرها لأي أسباب أكانت سياسية أم اقتصادية كما يجري اليوم. لذلك يجب الاعتراف بالخطيئة من اجل التوبة والتعويض، ومن يريد ان يكون كبيرا حقا عليه ان يعترف بخطئه، ولان الله كبير فهو يرحم ويصالح، والكبير هو الذي يعرف ان يسامح بدوره، فان اكبر فعل شجاعة وحرية يقوم به انسان هو عندما يقر بأنه أخطأ“.
وختم: “لقد تمزقت قلوبنا حين شاهدنا صور المجازر ولكننا نعرف تماما انهم نالوا اكليل القداسة في اللحظة التي سقطوا فيها عام 1915، واستشهدوا لكي نحيا نحن حياة جديدة“.