عبد الساتر للشرق الجديد: تداعيات ما بعد وقف العدوان على اليمن ستكون خطيرة على الداخل اليمني وعلى السعودية وحلفائها
أشار الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر في حديث لوكالتنا حول توقف الحرب على اليمن، “ان العدوان الذي شنته السعودية على اليمن لم يؤد الى تحقيق اي هدف من الاهداف التي أعلنتها والتحالف الذي شارك معها، مما جعل هذه القوى وعلى رأسها السعودية تقف امام حائط مسدود، وقد ساهمت ارادة وصمود الشعب اليمني بشكل او بآخر بكسر هذه الالة الجهنمية الحربية”.
ورأى “ان الحديث مفاوضات او اتصالات جرت لوقف هذا العدوان والتي باتت شبه معلنة اليوم بحسب وكالات الانباء والصحف، والواضح بحسب معلومات شبه مؤكدة ان دورا ايرانيا كبيرا كان وراء هذا الامر، والاتصال الذي جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والملك السعودي ايضا كان يحمل ملامح ونبرة عالية من الروس، و السكوت والذهول الذي خيم على هذا العدوان على الشعب اليمني لم يعد بإمكانه ان يبقى طويلا امام الجرائم التي ترتكب يوميا”.
ورأى “ان ما بعد وقف هذه الحرب الهمجية، النتائج الميدانية الحالة اليمنية الداخلية ومن ثم التداعيات ستكون اخطر بكثير من الحرب نفسها”.
وردا على سؤال “هل هذه التداعيات ستكون على اليمن او على حلف العدوان” قال عبد الساتر: “التداعيات في كلا الجهتين ، التداعيات داخل الوضع اليمني سوف يكون هناك عقاب شديد على المستوى السياسي الداخلي لكل الذين تآمروا على بلدهم ووطنهم ، والواضح ان هناك احزابا وشخصيات سوف تدفع اثمانا كبيرة وعلى رأسها حزب الاصلاح الذي يعتبر حزب الاخوان المسلمين في اليمن والذي ايد بقوة العدوان السعودي على اليمن، وبعض الشخصيات الاخرى، منها الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي الذي بدأ يمهد لخليفة له اذا ما اتيح له المجال على ان رئيس الوزراء الذي عينه في الفترة السابقة خالد بحاح، وما سمي بالحراك الجنوبي أي الجنوبيين الذين ايضا ربما هذه الحرب كشفت الكثير من الوجوه السيئة لبعضهم الذين اصبحوا في مرمى الاتهام من قبل الشعب اليمني”.
وتابع: “التداعيات من الناحية الاخرى هي عما ترك هذا العدوان من شرخ في كل المجتمع العربي، فقد قامت دولة بالاعتداء على دولة اخرى تحت شعارات وذرائع واهية وتكاتف معها دول وانظمة، هذا كله سوف يجعل من الاصطفاف في العالم العربي والاسلامي اصطفاف حادا ليس على مستوى الشعوب والجماعات بل ايضا على مستوى الدول وسيترك الكثير من المناخات السيئة في المرحلة المقبلة، ومن التداعيات ايضا، كيف ستكون العلاقات البينية بين الدول العربية والدول الاسلامية بعد الذي جرى ولا ننسى ان هناك ساحات ما زالت مفتوحة في المنطقة وكلها بسبب السعودية وتآمرها في سوريا والعراق وغيرها ومن ثم ايضا على الداخل السعودي كيف ستكون الحسابات بين الاجنحة المتصارعة في المرحلة المقبلة”.