مقالات مختارة

شهيد في سبيل بكتل الياس فرحات

 

تحمل حروب القاعدة وداعش غرائب وعجائب ادت الى فظائع ومجازر رهيبة واخطر ما رافقها هو الصمت العالمي المريب .تكتفي الولايات المتحدة بالتحذير من داعش وخطرها من دون ان تحاربها بشكل جدي .الموقف الحقيقي المعلن هو احتواء داعش اي بمعنى اخر استخدام داعش ووضع ضوابط لها كي يجري استخدامها لتحقيق الاهداف الاميكية بصورة صحيحة .اقتربت داعش من اربيل فتحركت الولايات المتحدة لانقاذها وغضت النظر عن التحرك الايراني السريع لانقاذ هذه المدينة من براثن داعش.احتلت داعش سد الموصل الا انها لم تستقر فيه حتى طردت لان السد من الممنوعات الاميركية عليها .

اعترضت الولايات المتحدة بشدة على اشتراك الحشد الشعبي في تحرير تكريت من داعش,ووصل الاعتراض الى قصف مواقع الحشد الشعبي وقتل عناصر منه وهم يتمركزونويستعدون لقتال داعش,ما ادى الى انسحاب قوات الحشد قليلا وافساح المجال لقصف اميركي لداعش داخل تكريت وانزال عناصر داخل المدينة ثم سحبهم جوا من دون ان يعرف احد ماذا فعلوا, وبعدها تقدم قوات الحشد الشعبي والجيش وسيطرتها على تكريت.

اعلن قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي ان تحرير الموصل سوف يبدأ في الربيع وابلغ اكونغرس بذلك ,لكن بعد السيطرة على تكريت توجه الاهتمام نحو الانبار .بينما تستعد قوات الجيش العراقي لهجومها لاستعادة الانبار,اشترطت الولايات المتحدة عدم مشاركة الحشد الشعبي في هذه العملية .لبت القيادة العراقية الطلب الاميركي واكتفت باشراك الجيش ,الا ان داعش استغلت الفراغ وسيطرت على سبع قرى في محيط الرمادي وتقدمت نحوها.

على جبهة تكريت شنت داعش هجوما على مصفاة بيجي واستطاعت خرق الاسوار المحصنة ودخلت الى المصفاة واشتبكت مع عناصر الامن.لكن ما يلفت الانتباه هو ان انتحاريين او كما يسمونهم استشهاديين من داعش فجروا انفسهم بسياج المصفاة وفتحوا بدمائهم واشلائهم الطريق الى داخل المصفاة .سؤال لماذا يقتل شخص نفسه من اجل فتح ثغرة في سياج يحيط بمصفاة يستفيد منها كل العراقيين؟هل ان تكرير النفط حرام؟ طبعا لا.

المستفيد الاكبر من تدمير المصفاة هو الشركة الاميركية التي سوف تعيد بناءها والتي تبلغ كلفتها نحو ثلاثة مليارات دولار.يعني ان هناك من قتل نفسه من اجل تدمير المصفاة ثم اعادة بنائها.واذا عرفنا ان شركة بكتل هي المقاول الاكبر في اميركا والعالم في بناء المصافي نستنتج ان من قتل نفسه على سور المصفاة هو شهيد في سبيل بكتل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى