مقالات مختارة

ألعاب العرش : سمدار بيري

 

أحمد داود اوغلو يدين لرئيسه بدين كبير طيب اردوغان. البروفيسور للعلوم السياسية توجه للخدمات الدبلوماسية، انتقل للاستشارة الاقرب إلى اذن اردوغان، اشترك في اقامة الحزب الإسلامي وحصل على مجموعة كبيرة من الوظائف المهمة حتى هبط في مكتب رئيس الحكومة.

الان هو مجند لاعادة الدين. في السابع من حزيران ستقام الانتخابات للبرلمان، وقام الثنائي اردوغان اوغلو بوضع خطة طموحة من أجل توسيع صلاحيات الرئيس. اذا نجحا ستكون السماء فقط هي الحدود لقوة السلطان اردوغان. يحلم بحكم رئاسي على شاكلة البيت الابيض ويرغب بتقليد السلوك الغير مقيد لبوتين في موسكو. فقط حينها يستطيع احضار المزيد من الرفاه والتحسن الحقيقي بمستوى الحياة. ولكن من اجل الانتصار بلعبة العرش التركية يجب ان يضمن لنفسه غالبية في البرلمان ويغير الدستور. ونجح اوغلو في صياغة «البيان الشيوعي» لاردوغان على أبواب الانتخابات وتفسير سبب ضرورة اعطاء اردوغان المزيد من القوة.

هذا لن يحصل بسهولة، الرئيس السابق عبدالله غول يحذر ان تركيا لا تحتاج إلى رئيس اقوى ولا يوجد مثل غول كدليل على الخطوات السياسية الخاطفة لاردوغان. حتى الصيف الاخير آمن غول بالمقاعد الموسيقية على طريقة أنقرة. سوف يستقيل من القصر ويتبادل مع اردوغان في مكتب رئيس الحكومة، او انه حصل على وظيفة مهمة اخرى في السلطة. ولكن لا يوجد لدى اردوغان مكان لعناصر قوية ولا توجد مناصب رفيعة المستوى. هو فقط الذي يدير الامور، وايضا نائب رئيس الحكومة بولنت آرنش سيكشف عن المؤامرة: لا نريد رئيس سوبرمان على حساب الشعب ونعرف بالضبط إلى اين يسعى اردوغان ومن سيكونوا ضحايا طموحه الغير محدود.

تذكرون قصر الالف غرفة والحرس الرئاسي. اردوغان ينظر باستهزاء إلى خارطة الشرق الاوسطـ، يرى زعماء ضعفاء، انظمة متزعزعة واقتصادات تنهار، ويسعى إلى الاعلان عن «تركيا الكبيرة» واقامة الامبريالية وان يكون السلطان بدون حدود. وفي المساق الذي وضعه لنفسه فان الغاية تبرر كل الوسائل: النبش في الجهاز القضائي، الرقابة على قوائم المرشحين للبرلمان، وادخال عشرات الصحافيين إلى السجون. تركيا لم تعد دولة شرطة، مئات عناصر الشرطة وقادتهم موجودن في السجن.

ستقام في نهاية الاسبوع مهرجانات الذكرى السنوية المئة لمذابح الارمن. ليس في تركيا وأسرع اردوغان في الرد على تصريح البابا وقال: «هذا يدخل من الاذن ويخرج فورا من الاذن الثانية» وما دامت تركيا تنتمي إلى حلف الناتو فانها لن تعتذر عن قتل الارمن وستستمر في التحرش بزعماء العالم العربي، والتلاعب امام الاكراد وقمع المظاهرات وكم الافواه واستهداف الصحافة التي لا تعزف في الناي التابعة لاردوغان.

نحن هنا ولسنا على الخارطة. من يتذكر الانتظار الذي قدمه نتنياهو بقضية مرمرة ووعودات داوداوغلو التي تعهدت باعادة العلاقات. كلام فاضي، كما يقال في احيائنا حول الوعودات المكتوبة على الرمل. وقد استسلم السياسيون في القدس ورفعوا ايديهم.

يديعوت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى