كلمة الحق يقولها نصرالله شارل أيوب
من القلب الى القلب، وبمنطق العقل، وبموضوعية الامور، نستمع الى الرجل السيد حسن نصرالله، فتشعر انك امام الرجل التاريخي القائد في الملمات والذي ينظر الى البعيد ولو اقاموا ضده الحملات الفئوية والمذهبية التي لا تؤثر عليه ابدا.
وامس في كلمة السيد حسن نصرالله، فضح المستور وقال الامور كما هي، عاد الى الوقائع التاريخية، والى الملك المؤسس عبدالعزيز مع الفكر الوهابي عام 1926 وكيف تم الاتفاق بينهما، وكيف انطلقت المدرسة الوهابية التي هي اساس القاعدة وداعش وكل الفكر التكفيري الذي اساء الى الاسلام اكثر ما اظهر الصورة الحقيقة للاسلام على انه دين المحبة والتسامح والتضحية ومساعدة الفقراء والمؤمنين بالله والذين يخافون الله ولا يقومون بارتكابات بل يمارسون دينهم كما الله اوصاه للرسول النبي محمد «صلى الله عليه وعلى آله وسلم».
قال السيد حسن نصرالله الامور كما هي بشجاعة فائقة وبتضامن مع المضطهدين في اليمن من منطلق غير فئوي وغير مذهبي بل من منطلق كيف ان المخطط الاميركي السعودي يريد اخضاع انصار الله والقوى اليمنية السنية وغيرها بمجرد انهم في خط المقاومة والممانعة وليسوا في ركاب اميركا والوهابية والنظام الملكي السعودي.
لا يفتش السيد حسن نصرالله عن المداورة في الامور كما في كل خطاباته وهو بعيد جدا عن اللف والدوران والمداورة بل هو صريح، شفاف، يتبسم في عز الازمات وفي عز كلام الحسم ضد مواقف الحزم التي لم تصل الى نتيجة بل ستصل الى كارثة بالنسبة للملكة العربية السعودية.
كان السيد حسن نصرالله واثقا جدا من الانتصار رغم كل الصورة المعطاة التي تبديها السعودية واميركا وعشر دول خليجية وعربية تسير في الخطة الاميركية، وكل ما يظهر يدل على ان السعودية ستنتصر على اليمن، لكن السيد واثق ومؤمن بإرادة الشعوب وارادة المقاومين، وهو يتكلم عن تجربة وهذه التجربة، هي تجربة حرب تموز 2006 يوم تم هزيمة اسرائىل وألحق المقاومون بقدراتهم البسيطة الهزيمة بأكبر جيش واهم جيش في المنطقة يملك احدث الاسلحة البرية والجوية والبحرية.
يقول السيد حسن نصرالله كلام حق ولا تستطيع السعودية ان تنكر ما قاله عن برامجها في المدارس من المرحلة الابتدائىة حتى التكميلية وماذا يعلّمون للجيل الصاعد من فكر تكفيري وهابي هو اساس «داعش» و«القاعدة« و«بوكو حرام» وشباب الصومال والنصرة وكل تنظيمات الارهاب والتكفير التي تظهر في العالم الاسلامي والعالم كله، لا تستطيع السعودية ان تنكر ذلك لأن منطق السيد حسن نصرالله يستند الى الوقائع الحقيقية وشجاعته الادبية في قول الحقائق التي لن يتجرأ زعيم عربي على الدخول في تفاصيلها كما دخل السيد.
قائد مقاوم عربي همّه الاول المسألة الفلسطينية وهمّه الثاني مسألة المظلومية في الدول العربية والعالم الاسلامي وسيطرت اميركا والمخطط الصهيوني على العالمين العربي والاسلامي وخلق الفتن واستخدام الدول العربية ضد بعضها البعض وتقسيمها وتدميرها.
يكبر قلبنا عندما نسمع السيد حسن نصرالله، ويزيد الوعي في عقولنا وتدب النخوة في شراييننا عندما نسمع السيد حسن نصرالله لأنه يتكلم بفلسفة عميقة وبأسلوب مليء بالبساطة واسلوب السهل الممتنع، وهو شفاف وواضح ولا يهاب اي امر ويقول ما له وما عليه، اما ما له فكثير وكثير، واما ما عليه فهو خوفه لربه وحمله لرسالة المقاومة والممانعة حتى الاستشهاد لا سمح الله.
ليكمل السيد حسن نصرالله مسيرته وسيكون العالمان العربي والاسلامي وكل طوائف العرب بألف خير لأن الرهان هو على قيادة السيد وليس على قيادات سياسية سطحية تناور بخفة وعدم مسؤولية ولا تحترم ذاكرة الناس.
(الديار)