من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : نصرالله للسعودية: كفى.. والحريري يرد: إنها “العاصفة”! الدولة تستوعب تمرّد سجن روميه.. فجراً
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم التاسع والعشرين بعد الثلاثمئة على التوالي.
لم تُخرج “المنازلة اليمنية”، لا “حزب الله” ولا “المستقبل” من على سكة حوار سياسي صار مجرد استمراره، الأكثر تعبيراً عن مصلحة كليهما، بثبات معادلة الاستقرار، ولو بحدها الأدنى.
وفيما كانت وزارة الداخلية تواصل الاستعداد لتنفيذ خطة أمنية تشمل العاصمة والضاحية الجنوبية، قبل نهاية الشهر الحالي، جرت، أمس، محاولة مكشوفة للمسّ بما أنجز من إجراءات أمنية حتى الآن، تمثلت في احتجاج واسع النطاق نفذه الموقوفون الإسلاميون في سجن روميه، احتجاجاً على ما أسموه “سوء المعاملة” في المبنى “دال” الذي كانوا قد نقلوا إليه في منتصف شهر كانون الثاني الماضي.
وابلغ وزير الداخلية نهاد المشنوق “السفير” بعيد منتصف الليل إن التمرد قد انتهى، وأن الأمور قد عادت إلى طبيعتها، وتم الإفراج عن العسكريين الذين كانوا محتجزين، بالإضافة إلى الضابطين الطبيبين، وان آمري السجن قاموا بتعداد السجناء، ومن ثم أعادوا توزيعهم وفق الترتيبات التي سبقت التمرد.
وقالت مصادر أمنية لـ “السفير” إن عدداً من الموقوفين الإسلاميين تمكنوا من سرقة مفاتيح السجن من أحد العسكريين، ومن ثم قاموا باحتجازه و11 عسكرياً بالإضافة إلى ضابطين طبيبين، وفتحوا كل أبواب السجن بعضها على بعض اثر خلعها وكسرها، فضلا عن حرق فرش أسفنجية وأغطية.
وقد وضعت خمس سرايا من الفهود في قوى الأمن الداخلي في حالة تأهب داخل السجن، وخصوصا في المبنى “دال” بالتنسيق مع الجيش اللبناني الذي عزز قواته في محيط روميه، فيما كان وزير الداخلية يتابع حتى ساعة متأخرة من ليل أمس الموقف من مكتبه في وزارة الداخلية. وقال المشنوق، تعليقاً على ما جرى، إن الوضع “تحت السيطرة ولن يعود السجن إلى سابق عهده من الفوضى مهما كان الثمن”.
سياسياً، أطل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عبر الشاشة على جمهور احتشد في مجمع سيد الشهداء، بعنوان التضامن مع اليمن، ناصحاً بعض اللبنانيين بأن “يهدّئوا أحصنتهم”، وأن “لا يحتفلوا بنصر عاصفة الحزم من الآن”. وتوجه إليهم قائلا: “انتظروا قليلاً .. لا تخطئوا بالحسابات، أبقوا احتمالاً.. قبل أربع سنوات بنيتم كل سياساتكم واستراتيجياتكم وتكتيكاتكم وخطابكم السياسي وشعاراتكم وتحالفاتكم على قاعدة أن النظام في سوريا سيسقط بعد شهرين، وهذه السنة الخامسة. واضطررتم أن تصلوا إلى مكان وتقولوا نعم”.
أضاف: “لكم قراءة ولنا قراءة، ولا مشكلة في الانتقاد، طبعاً، ليس من الصواب أن نشتم بعضنا بعضاً ولا أن نعتبر النقد شتائم. اليوم في المسألة اليمنية ليحتفظ كل منا بموقفه، ليعبّر عن موقفه وعن قناعته وعن رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة مع التوصية بالالتزام بالحدود والضوابط الأخلاقية. وكما عملنا على تحييد لبنان عن المأزق أو الأزمة أو الصراع في سوريا برغم مخاطره الكبرى، كذلك نحن لا نريد أن ننقل هذا الخلاف وهذا الصراع في الموضوع اليمني إلى لبنان”.
واعتبر أن الأمور تحتاج إلى وقت ليقتنع النظام السعودي بأن الأفق مسدود في اليمن، وتوجه إليه قائلا “اعمل معروف انزل من على الشجرة”، داعيا “العالم الإسلامي” إلى التدخل.
وبعدما توجه بالشكر إلى سوريا “لأنكِ صمدتِ ولم تستسلمي، ولم تخضعي للفكر التكفيري الأسود”، قال: “آن الأوان لأن يقف المسلمون والعرب ليقولوا للمملكة العربية السعودية كفى كفى”. وأكد أن “الخاسر الأكبر في كل ما جرى ويجري منذ سنوات إلى اليوم هو فلسطين، والرابح الأكبر هو إسرائيل”.
وقد سارع رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري للرد على الخطاب، ورأى أن نصرالله هو “على خطى السيد علي خامنئي: إبداع في التلفيق وحياكة التحريف والتضليل وعروض الاستقواء والتعبئة المذهبية”. وقال “ما سمعناه حفلة منسّقة من الافتراءات التاريخية ونبش في قبور الأحقاد وانكشاف مفضوح لما في الصدور من ضغائن تجاه السعودية ومؤسسها وقيادتها”، محذراً من أن “تناول الملك الراحل عبد العزيز بالإساءة أمر يضع المتطاولين في المرمى المضاد، من أكبر مقامٍ في طهران إلى أصغرهم في الضاحية”.
وأضاف: “التصعيد المتواصل لحزب الله لن يستدرجنا إلى مواقف تخل بقواعد الحوار والسلم الأهلي، فإذا كانت وظيفتهم تدفعهم للتضحية بمصالح لبنان كرمى لأهداف الحوثي، فإن المسؤولية تفرض علينا عدم الانجرار وراء ردود أفعال مماثلة”.
وأكد “اننا أمناء على درء الفتنة عن لبنان”. وختم سائلاً: “لماذا كل هذا الجنون في الكلام”؟ وأجاب “انها عاصفة الحزم يا عزيزي”.
الديار : في أشرس هجوم لنصرالله : السعودية مسؤولة عن انتشار “داعش”
كتبت “الديار”: دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في هجومه الحاد على السعوديّة “الشعوب العربية والإسلاميّة للوقوف بوجهها”، وقال أن السعوديّة مسؤولة عن انتشار فكر تنظيم “القاعدة” وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في العالمين العربي والإسلامي واضاف: آن الاوان ليقول العرب والمسلمون للسعودية “كفى”.
ورفع السيد نصرالله، في كلمة له في مهرجان “التضامن مع اليمن المظلوم”، الذي نظمه حزب الله عصر امس في ضاحية بيروت الجنوبية، من حدة خطابه عندما قال إن “هناك تهديداً للحرمين الشريفين من قبل “داعش”، وأن الحرم النبوي في خطر من داخل السعودية والفكر والثقافة الوهابية، كتب التاريخ تشهد على ذلك”.
واكد السيد نصرالله ان الحوثيين لن يقبلوا بعودة الرئيس هادي عبد ربه منصور إلى الحكم. وقال “أي تسوية سياسية لا يمكنها إعادته إلى اليمن”. كما ادعى أن “عاصفة الحزم” فشلت في تحقيق أي من أهدافها، وأشار إلى أن جماعة أنصار الله “الحوثيين” “لم يستخدموا أوراقهم بعد”، وسمى عدم رد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بأنه “صبر استراتيجي”، مشككا بحصول عمليّة برية.
وعن موقف “حزب الله” تجاه السعودية بعد سنوات في “تدوير الزوايا” في مواقفه تجاههم قال: “نحن أتينا متأخرين في هذا الموقف، مع أننا ننتقد ولا نشتم، ولكن اسمحوا لنا بأننا لا نريد فتح ملفات ما قدمته السعودية في سنوات الحرب الأهلية في لبنان، ولا في الموقف تجاه سورية”، متسائلاً “ماذا لو أن سورية سقطت بيد القاعدة فأين سيكون مصير مسيحيي ومسلمي لبنان؟”.
وجدد السيد نصرالله عبارة شكراً سورية التي قالها في الثامن من آذار 2005 في لبنان “لأنها صمدت ولم تخضع لهذا الفكر التكفيري الأسود”، وكرر “اتهامه للسعودية بالتدخل مباشرة في البحرين ومنع الحل السياسي فيه”.
وكرر السيد نصرالله موقفه بضرورة تحييد لبنان عما يجري في اليمن، و”نصح اللبنانيين”، في إشارة إلى رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري، بعدم الرهان على انتصار “عاصفة الحزم” حتى لا “تكرروا خطأ ما قبل أربع سنوات عندما راهنتم على سقوط النظام السوري”.
في مهرجان “التضامن والوفاء مع الشعب اليمني” أكد أن اليمنيين “سينتصرون لا محالة”
تابعت الصحيفة، ورد الرئيس سعد الحريري على كلام الامين العام لحزب الله السيد نصرالله ورأى ان السيد حسن نصرالله على خطى مرشد الثورة في ايران السيد علي خامنئي في الابداع في التلفيق وحياكة التحريف والتضليل وعروض الاستقواء والتعبئة المذهبية”.
وأشار الحريري في تغريدة على “تويتر” الى أن “ما سمعناه حفلة منسقة من الافتراءات التاريخية ونبش في قبور الاحقاد وانكشاف مفضوح لما في الصدور من ضغائن تجاه السعودية ومؤسسها وقيادتها”، لافتا الى أن “نصرالله تناول الملك الراحل عبد العزيز بالإساءة، وهو أمر يضع المتطاولين في المرمى المضاد، من اكبر مقامٍ في طهران الى أصغرهم في الضاحية”.
الأخبار : حوار عين التينة: الرؤوس الحامية تساوي الاقدام الباردة
كتبت “الأخبار”: انقضت عشر جولات من الحوار بينهما، من غير ان يبرر تيار المستقبل وحزب الله اعجوبة استمراره سوى تنفيس الاحتقان. باتا يختلفان على كل شيء تقريباً في الداخل والخارج، ويتصرفان وفق معادلة: رؤوس حامية تساوي اقداما باردة
رغم قلقه من نبرة التصعيد المتبادل بين تيار المستقبل وحزب الله بازاء احداث اليمن والنزاع السعودي ــــ الايراني، لا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري يتمسّك بقشة الحوار الدائر بين الطرفين، ويجزم بثباته واستمراره. بانقضاء الجلسة العاشرة منه، ثبّت يقينه بأن كلا منهما لا يسعه التخلي عن الحوار، وقال امام زواره: “سيظل الحوار قائماً، ونحن نبصر كل ما يجري من حولنا لا يسعنا الا ان نمشي مع الحائط ونقول يا رب السترة”.
مع ذلك، لا يخفي بري عدم ارتياحه الى الطرفين يرفعان، جولة بعد اخرى من الحوار، لهجة التصعيد والاتهامات والتشهير المتبادل. يجيب محدثيه ان تراكم الحملات يبرّر التوجس، خصوصا وان ثمة افرقاء عن يمين تيار المستقبل، وفي صفوفه بالذات، يحضّون على وقف الحوار فوراً والتحريض عليه. على ان مصدر اطمئنانه يكمن في اصرار كل من الرئيس سعد الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ــــ وهما في قلب الحملات تلك ــــ على استمرار الجلوس الى طاولة واحدة.
على طرف نقيض من قلق رئيس المجلس، يستخلص متصلون بسفراء عواصم غربية بارزة بضع ملاحظات عن تقويمهم لحوار تيار المستقبل وحزب الله:
اولاها، اطراء التواصل بين الفريقين ما دام يبقي لبنان خارج احتدام النزاع الاقليمي، ويحيد به عنه. ورغم ارتفاع نبرة التصعيد بينهما في الاسابيع الاخيرة، الا ان المهم في ما يفعلان ويثابران عليه: لا يزالان يتحدثان، ويجلسان وجهاً لوجه، ويحترمان مواعيد الجولات ومستوى التمثيل فيها وجدول الاعمال. لم يتسبّبا بعد، تحت وطأة اتساع انقسام موقفيهما من النزاع اليمني والعداء السعودي ــــ الايراني، بتعطيل اي من جولات الحوار او عرقلتها، او توقفهما عنها، او الخروج بعدها بموقف معلن يهدد دوام هذا الحوار.
ثانيها، ان من غير المتوقع انبثاق عناصر تسوية بين المتحاورين، او الذهاب الى ابعد من التواصل الآني في مواكبة الغليان الاقليمي. لا يتعدى جدول اعمالهما الخوض في الشق الامني حصراً، والتركيز على الاستقرار الداخلي والحؤول دون اي عامل لتفلته، ومحاولة اقتراب احدهما من الآخر من تعريف مشترك للارهاب الذي يجبهه لبنان بغية التوصل الى تصوّر مشترك لمواجهته. وقد لا يكون المطلوب منهما سوى ذلك في المرحلة الحاضرة.
يلاحظ السفراء ايضا ان الطموحات التي يبديها الطرفان من حوارهما متواضعة، وربما اكثر مما يجب. منذ الجولة الاولى في كانون الاول الماضي، لم يخرج تيار المستقبل وحزب الله سوى بتفاهمهما على تنفيس الاحتقان ومناقشة خطط امنية في البقاع الشمالي وبيروت، ورفع الغطاء عن اي مخل او مرتكب، وسبل تسهيل عمل حكومة الرئيس تمام سلام.
ثالثها، من المبالغ به الاعتقاد بأن الفريقين سيخوضان في انتخابات رئاسة الجمهورية كما يوحيان. بل يبدو الاستحقاق هو سقف ما يتداولانه، وكل منهما يعرف انه لا يسعه التفرّد بقرار الرئاسة، ولا الاثنان معا كذلك، من دون وجود الشريك المسيحي اولا، والظرف الاقليمي الملائم للبحث جديا في انتخاب الرئيس ثانيا.
يكشف السفراء ايضا عن ان الاستحقاق لم يعد في رأس سلم احاديثهم مع الزعماء والافرقاء اللبنانيين، ويكتفون في معظم الاحيان بالتركيز على الاستقرار الداخلي وتضامن حكومة سلام واستمرارها كممثل للشرعية اللبنانية في غياب رئيس الدولة.
رابعها، ان حوار تيار المستقبل وحزب الله يرسل اشارات متناقضة في وقت واحد: يحاور قادة الطرفين برؤوس حامية، وكل منهما يتصرّف على انه ليس محايدا حيال ما يجري في المنطقة بازاء الصراع الايراني ــــ السعودي، بل منخرط في حملة حليفه الاقليمي، فيما الارض تحت اقدامه هادئة وقادرة من خلال طاولة الحوار على منع اي زعزعة للاستقرار، او اضطراب ينجم عن الاشتباك الاقليمي.
بات الاستقرار يطبع حكومة سلام اكثر من اي وقت مضى، ويضعها في منأى عن انقسام الطرفين الرئيسيين فيها حيال احداث اليمن. ما ان يصبح الوزراء خارج مجلس الوزراء حتى يعود كل منهم الى سربه في الخيار الاقليمي، ويطلق العنان له في مواجهة الفريق الآخر. على نحو مماثل، تمكنت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي من امرار السنتين الاوليين من الحرب السورية عامي 2011 و2012 بحد ادنى من الاضرار، بالتزام وزرائها سياسة النأي بالنفس الى طاولة مجلس الوزراء، والتفلت منها خارجه.
خامسها، بين السفراء الغربيين مَن يعتقد بأن الإشتباك السياسي الداخلي بين تيار المستقبل وحزب الله لا يتعدّى كونه تضامناً مع الحليف الاقليمي لكل منهما حيال حرب اليمن منذ اطلاق “عاصفة الحزم”. بل يلاحظ هؤلاء ان لا مبرر لخلاف لبناني ــــ لبناني على بلاد بعيدة من لبنان، ولا قواسم في التاريخ والجغرافيا والاجتماع والسياسة تجمعه بها. ليست اليمن مصر الخمسينات والستينات في حساب اللبنانيين، ولا فلسطينيي الستينات والسبعينات، ولا السوريين والاسرائيليين في العقود التالية حتى الامس القريب، كي يختلفوا عليها في الداخل ويتسببوا ــــ كما من قبل ــــ بانفجار البلد وذهابه الى حروب اهلية.
البناء : الأسبوع الأخير من الشهر الأول للحرب على اليمن مكانك راوح نصرالله : للسعودية كفى… ولسورية شكراً الحكومة مرتبكة في موازنتها… وإبراهيم لحل قضية العسكريين
كتبت “البناء“: مع اليوم الأول من الأسبوع الأخير من الشهر الأول للحرب السعودية على اليمن، ارتسم مع خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المخصص للتضامن مع الشعب اليمني، خط بياني، للمهل الممنوحة للسعودية لاستخلاص معاني المراوحة في المكان، التي تغرق فيها حربها، حيث الحلفاء الكبار صاروا خارج الحرب، من باكستان المنتقلة للحياد، إلى تركيا الواقفة إعلامياً مع السعودية وسياسياً مع مساعي البحث عن حل سياسي، كما يصرح رئيسها رجب أردوغان، بالتالي من وراء باكستان وتركيا، موقف أميركي متريث، يستخلص الفشل وينأى بنفسه وبحلفائه الأقربين عن التورط فيه، مع مواصلة تخديم مقتضيات الحرب السعودية، التي لا تحقق إلا الانتصارات الإعلامية في بيانات الإيجاز اليومي والفضائيات والمنابر الممولة من السعودية.
عدن لا تزال بيد الحوثيين، كما أكد السيد نصرالله، والانتشار العسكري للجيش اليمني على حاله، والانشقاقات في الجيش اليمني تعيد للذاكرة ما كانت تبثه الفضائيات نفسها عن انشقاقات في الجيش السوري، تبين في النهاية أنها لا تتعدى شراء بعض الرتب التي عجزت عن ضم مرافقيها إليها وهي تنضم للحرب السعودية.
المشهد الميداني مسقوف بالفشل السعودي، خلاصة حسمها السيد نصرالله، والحوثيون يستمهلون الرد، وما بين أيديهم كاف للقيام بذلك، فالصبر العظيم، كما وصفه مرده، لفتح الباب أمام اقتناع سعودي يبدو متأخراً وفقاً لكلام السيد، بأن لا جدوى من مواصلة الحرب، ولا أمل يرتجى من تحسن أوضاع الميدان لصالح أهداف الحرب، سواء لجهة تثبيت منصور هادي، الرئيس المستقيل والمنتهية ولايته، وهو ما يبدو أن السعودية تقتنع باستحالته عبر الاستعانة بتعيين رئيس الوزراء السابق خالد بحاح نائباً للرئيس، وتهيئته لدور مستقبلي مفتوح على فرص التسويات السياسية، أو لجهة فرض السيطرة على المدن الرئيسية في اليمن لصالح حلفاء السعودية، خصوصاً عدن وصنعاء، وهو ما يبدو صعب المنال، والأمل بتحققه يضعف كل يوم.
الواضح من خطاب السيد نصرالله، أن المهلة ليست مفتوحة، وأن للصبر العظيم حدوداً، وأن الطمع بالمال السعودي لممارسة فضيلة الصمت لم يعد مقبولاً، داعياً كل من في العالمين العربي والإسلامي إلى صرخة “كفى” للسعودية، لوقف الحرب العبثية التي لا جدوى منها، ووقف احتضان الجماعات التكفيرية التي كانت من ثمار الفكر الوهابي الحاكم في السعودية، ملتفتاً نحو الذين يراهنون مسترعين منذ البداية على نصر عاصفة الحزم، سواء في لبنان أو خارجه، بالدعوة لتذكر ما قالوه في حرب تموز 2006، وما راهنوا عليه في سورية، التي بنوا حساباتهم المتسرعة على سقوطها، وهو السقوط الذي لو حدث لتغير وجه المنطقة لحساب “إسرائيل”، ليرسم السيد نصرالله معادلة “شكراً لسورية” مجدداً كما في الثامن من آذار 2005، لأن صمودها هو الذي حفظ خط المقاومة، ومنع من سيطرة التكفير وانتشار المذابح والفتن.
في لبنان، ثنائية تبدو مرشحة للاستمرار، تصعيد في الاصطفاف على ضفتي حرب اليمن، كما في بدايات الحرب على سورية، مع فارق الحرص المتبادل على مواصلة الحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل، من جهة، وتحصين العمل الحكومي والوضع الأمني كي لا يتأثرا سلباً بمناخ التصعيد السياسي والإعلامي، بينما تصدر المشهد الحكومي، التعثر في ملف الموازنة، وفي المشهد الأمني تقدمت قضية العسكريين المخطوفين خطوة إلى الأمام على رغم الضباب الكثيف الذي تنثره تصريحات “جبهة النصرة” السلبية تجاه التفاوض، بعدما أعلن المدير العام للأمن العام أمام وفد نقابة الصحافة أن التفاوض يتقدم وأن طريق الحل يبدو سالكاً.
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنّ “اليمنيين لم يذهبوا حتى الآن إلى خياراتهم الحقيقية ولم يقوموا بأية خطوة بعد، والشعب اليمني يرتب أموره الداخلية من دون أن يتحرك أمام السعودية التي وصلت إلى آخر الخط، وهناك بعد العملية البرية، فهل لدى السعودية القدرة على ذلك”؟
وشدّد خلال كلمة له في “مهرجان التضامن والوفاء وصرخة الحق في وجه السلطان الجائر” على أنّ هناك فشلاً معنوياً وتهيّباً من الاستحقاقات المقبلة لدى السعودية والحرب الجوية لا يمكن أن تشكل ردعاً، مشيراً إلى أنّ الجيش السعودي أنفق عليه مليارات الدولارات، وعندما أتى وقت الجدّ في مقابل شعب معروف في إمكاناته وظروفه فهو يخاف الدخول في حرب ضدّ هذا الشعب”.
ولفت إلى “أنّ عاصفة الحزم تستخدم نفس المنطق الإسرائيلي في غزة لتبرير ارتكاب مجازر في اليمن، فالحصار والقتل والحملة الإعلامية في اليمن تشبه ما جرى في حرب تموز عام 2006”.
وشكر سورية لعدم خضوعها أمام الجماعات التكفيرية، ولفت إلى أنّ الإيرانيين سعوا منذ سنوات إلى الحوار مع السعودية ولكن السعودية هي التي تكابر لأنها تعتبر نفسها فشلت في سورية والعراق ولبنان وتريد البحث عن نجاح قبل الذهاب نحو التفاوض وذلك عبر قتل الشعب اليمني وسحق عظام المدنيين”.
ونصح السيد نصر الله “بعض الناس في لبنان أن لا يحتفلوا بنصر عاصفة الحزم من الآن وأن لا يتسرّعوا في الحسابات بل أن ينتظروا وقد راهنوا على سقوط النظام في سورية بعد شهرين وهذه السنة الخامسة، وفي نهاية المطاف كما في المسألة السورية أيضاً في المسألة اليمنية أن يحتفظ كل منا برأيه مع المحافظة على الأخلاق وأن نعمل سوياً وأن نحيّد لبنان وعدم نقل الصراع في الموضوع اليمني إلى لبنان”.
تابعت الصحيفة، أمنياً، عاد ملف سجن رومية إلى الواجهة مع احتجاز الموقوفين الإسلاميين عدداً من العسكريين في المبنى “د” واندلاع الحريق في الطابق الثاني من المبنى “د”، جراء حرق السجناء الفرش والأمتعة. إلا أن الدفاع المدني تمكّن من إخماد الحريق. وفي السياق أكّدت مصادر أمنية أن الأولوية هي لإطلاق العسكريين على أن يتم في ما بعد معالجة الوضع ككل، مشيرة إلى “أن مجموعة من القوة الضاربة تمكنت من إنهاء حال التمرد حيث عملت على تمشيط المبنى وملاحقة السجناء الذين قاموا بحرق الفرش والأمتعة، وحطموا الكاميرات داخل المبنى”. وأكد وزير الداخلية نهاد المشنوق، في تغريدة له عبر “تويتر”، “أن الوضع تحت السيطرة ولن يعود السجن إلى سابق عهده من الفوضى مهما كان الثمن”.
النهار : خطاب وردٌ عاصفان: اليمن في الضاحية! انتكاسة في سجن رومية واحتجاز دركيين
كتبت “النهار”: مع انها اطلالته الثالثة المخصصة لتناول ملف الحرب في اليمن منذ انطلاق عملية “عاصفة الحزم”، لم تخالف كلمة الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله امس المعطيات التي عممت سابقا عنها بأنها ستشكل ذروة الحملات التصعيدية التي يشنها الحزب على المملكة العربية السعودية.
واذ استدعت “العاصفة” الكلامية التي أثارها نصرالله ردا فوريا لاذعا وشديد النبرة من الرئيس سعد الحريري، برزت مجموعة مفارقات في كلمة الاول شكلا ومضمونا أوحت بذهاب الحزب تصاعديا نحو تكثيف هجماته على السعودية، بما يثبت بعدها الايراني الاساسي على غرار خطاب الحزب في الحقبة الاولى من تورطه في سوريا. لكن الامر اكتسب امس بعدا مختلفا لجهة سعي قيادة الحزب الى تعبئة قواعده نفسها في ملف بعيد اساسا عن أولويات اللبنانيين، إذ على رغم عدم التشكيك في قدرة السيد نصرالله على هذه التعبئة، لم تغب الغرابة التي واكبت تخصيص مهرجان في الضاحية الجنوبية لـ”التضامن والوفاء وصرخة الحق في وجه السلطان الجائر” والإغراق في تفاصيل الحرب اليمنية واستدراج مناخاتها وارتداداتها الى الداخل اللبناني. ورتّب ذلك في المقابل بروز البعد المذهبي في هذه الحملة على رغم محاولة السيد نصرالله نفي هذا الطابع عن موقفه او عن الحرب في اليمن.
كما ان حملته على السعودية توغلت بعيدا في سوق الاتهامات لها منذ نشوئها “بالفكر التكفيري” متحدثا عن “الوهابيين ودعم داعش والنصرة والقاعدة” وسواها من الاتهامات. وبدا لافتا ايضا ان السيد نصرالله تعمّد تكرار شعار “شكرا سوريا” الذي رفعه الحزب وحلفاؤه في 8 آذار 2005 مع دعوته الى “تحييد” لبنان عن الازمة اليمنية قائلا: “لا مشكلة في الانتقاد، طبعاً، ليس من الصواب أن نشتم بعضنا بعضاً ولا أن نعتبر النقد شتائم. وفي نهاية المطاف كما في المسألة السورية وغيرها، اليوم في المسألة اليمنية ليحتفظ كل منا بموقفه، ليعبّر عن موقفه وعن اقتناعه وعن رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة. وفي نهاية المطاف نحن هنا في لبنان نريد أن نعيش سوياً ونكمل سوياً ونواصل سوياً ونعمل سوياً. كما عملنا على تحييد لبنان عن المأزق أو الأزمة أو الصراع في سوريا على رغم مخاطره الكبرى، كذلك نحن لا نريد أن ننقل هذا الخلاف وهذا الصراع في الموضوع اليمني إلى لبنان”.
وفي رده على هذا الخطاب، وصف الرئيس الحريري السيد نصرالله بأنه “على خطى السيد علي خامنئي: ابداع في التلفيق وحياكة التحريف والتضليل وعروض الاستقواء والتعبئة المذهبية”.
وقال في تغريدات بموقع “تويتر”: “ما سمعناه حفلة منسقة من الافتراءات التاريخية ونبش في قبور الاحقاد وانكشاف مفضوح لما في الصدور من ضغائن تجاه السعودية ومؤسسها وقيادتها”، محذرا من أن “تناول الملك الراحل عبد العزيز بالإساءة أمر يضع المتطاولين في المرمى المضاد، من اكبر مقامٍ في طهران الى أصغرهم في الضاحية”.
المستقبل : رأى أن عاصفة الحزم وراء “الجنون” الكلامي وأكد أنّ “التصعيد لن يستدرجنا إلى الإخلال بالحوار” الحريري لنصرالله: على خطى خامنئي في التحريف والتعبئة
كتبت “المستقبل”: في الشكل والمضمون، إطلالة جديدة للأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله أمس تفوّق فيها على نفسه تصعيداً وصراخاً وافتراءً وشتائمَ هبطت إلى درك العبارات السوقية من مثل “قرعة بيّو” وما شاكلها من مفردات القدح والذمّ بحق العرب. أما في بيت القصيد خلف هذا التصعيد المستمر في تهشيم الهوية العربية وتهميش المصلحة اللبنانية، فلعلّ صرخة “كفى” التي ناشد بها المملكة العربية السعودية خير معبّر عن حجم التأزم والاختناق الضارب في أعماق المشروع الإيراني من صعدة حتى الضاحية تحت وطأة ضربات “عاصفة الحزم” العربية بخلاف محاولات نصرالله التقليل من فاعليتها والتهويل بحتمية فشلها من خلال “حفلة منسّقة من الافتراءات التاريخية” كما وصفها الرئيس سعد الحريري في تعليقه على خطاب “النبش في قبور الأحقاد والانكشاف المفضوح للضغائن”، لافتاً إلى أنّ الأمين العام لـ “حزب الله” يسير في ذلك “على خطى السيد علي خامنئي” لناحية “الإبداع في حياكة التحريف والتضليل وعروض الاستقواء والتعبئة المذهبية”.
اللواء : “صراخ نصر الله”: تحريض مذهبي على السعودية وتعريض نصف مليون لبناني للخطر الحريري لدرء الفتنة وتحذير من تداعيات الإساءة إلى رموز المملكة
كتبت “اللواء”: بصرف النظر عن “النصائح” والتقاء ردود الفعل على انه من المفيد للبنان تحييده عن “الصراع اليمني”، فإن موجة كبيرة من التشاؤم عصفت بالاوساط السياسية والشعبية والاقتصادية، ولدى ذوي أكثر من نصف مليون لبناني يعملون في دول مجلس التعاون الخليجي، بعد “الصراخ” العنيف الذي صدر عن الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في مهرجان “التضامن مع اليمن”، حيث ساق حملة غير مسبوقة تجاوزت في عناوينها ما جاء على لسان مرشد الجمهورية الإيرانية السيّد علي خامنئي، أو حتى عن “جماعة الحوثي” أنفسهم في خطاب استغرق قرابة الساعة، وتميز بتحريض مذهبي، أقرّ السيّد نصر الله نفسه، بأنه سيصيب الدهشة والتساؤلات قبل وخلال الإعلان عنه.
الجمهورية : الحريري لنصرالله: إنها عاصفة الحزم يا عزيزي
كتبت “الجمهورية”: في ختام إطلالته العاصفة ضد المملكة العربية السعودية قال الأمين العام لـ “حزب الله” السيّد حسن نصرالله: “كما عملنا على تحييد لبنان عن الصراع في سوريا على رغم مخاطره الكبرى، كذلك نحن لا نريد أن ننقل الصراع في الموضوع اليمني إلى لبنان”. وفي سياق رَدّه الشديد اللهجة على كلام نصرالله قال الرئيس سعد الحريري: “التصعيد المتواصل لـ”حزب الله” لن يستدرجنا الى مواقف تخلّ بقواعد الحوار والسلم الأهلي”. ولكن على رغم التصعيد والتأكيد على التحييد مَن يضمن بأن تبقى الأمور تحت السيطرة، خصوصاً أنّ كل المؤشرات تدلّ على أنّ هذا التصعيد سيستمرّ فصولاً، ما يُضعف شبكات الأمان المتمثلة بالحكومة والحوار، ويفقد لبنان مناعته السياسية، لأنّ العمود الفقري للاستقرار هو التوافق السياسي. وقد بَدا القلق واضحاً في الأيام الأخيرة، على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والشعبية، من استمرار هذا التصعيد بلا ضوابط ولا سقوف ولا حدود.
في انتظار استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي في 22 و23 نيسان الجاري في فيينا، وبينما يستعد الرئيس الاميركي باراك أوباما لاستقبال قادة دوَل الخليج، في 13 أيار المقبل في البيت الأبيض، و14 منه في منتجع كمب ديفيد في ميريلاند لبحث الاتفاق النووي مع إيران وتعزيز التعاون الأمني بين الطرفين، والحرب على “داعش”، وعملية “عاصفة الحزم”، حافظت الأزمة اليمنية على موقعها المتقدّم في الاهتمامات الدولية والاقليمية والمحلية، وخَصّص لها نصرالله معظم كلمته أمس مُنطلقاً منها لتجديد هجومه العنيف على السعودية. إلّا انّ هجومه هذا سرعان ما تلقّفه الحريري، فردّ بدوره بعنف على نصرالله مدافعاً عن المملكة.