الرئيس الأسد: خطورة الإرهاب تنبع من تمتع الإرهابيين بمظلة سياسية
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن خطورة الإرهاب في المنطقة تنبع من المظلة السياسية التي يوفرها له عدد من الدول والزعماء والمسؤولين وبشكل أساسي في الغرب، ومن عدم وجود منظمة دولية فعّالة يمكن أن تمنع بلدا من استخدام الإرهابيين كعملاء ووكلاء ليدمروا بلدا آخر .
ولفت الرئيس الأسد في مقابلة مع صحيفة اكسبرسن السويدية إلى أن الإرهاب في منطقتنا والعالم يستند إلى الايديولوجيا الوهابية.
واعتبر الرئيس الأسد ان الارهاب يشكل خطراً دائما “في أي زمان أو مكان وفي أي حالة كان”. وقال الرئيس السوري ان الإرهاب ليس قضيّة محليّة ولا حتى إقليميّة بل مشكلة عالمية، مشددا على أن الوضع اليوم “أكثر خطورة والوضع أكثر خطورة“.
وأكد الأسد ان الأمر اليوم بات أكثر خطورة بسبب غياب القانون الدولي وعدم وجود منظمة دولية فعالة يمكن أن تحمي بلدا من بلد آخر يستخدم الإرهابيين كعملاء ووكلاء ليدمروا بلدا آخر، معتبرا ان هذا ما حصل في سوريا وسيكون الأمر أكثر خطورة بمرور الوقت عندما يشحن الإرهابيون قلوب وعقول الناس.
وفي مقابلته قال الرئيس الاسد ان تركيا وقطر والسعودية ليست دولا مستقلة، ولا تمتلك أجندة خاصة بها، على اعتبار انه في بعض الأحيان يكون لهم سلوكهم ضيق الأفق أو الانتقامي أو المبني على الكراهية والذي يستخدم في أجندة الآخرين، وكان ذلك يصب في أجندة الولايات المتحدة الأمريكية في بعض الاحيان، “وبذلك لا نستطيع القول إن لديهم أجندتهم الخاصة بهم لكنهم لم يتغيروا، ما زالوا يدعمون نفس الإرهابيين لأن هذا السلوك لا يتعلق بالأزمة في سورية لقد دعموا الإرهابيين في أفغانستان من خلال دعمهم للايديولوجيا الوهابية والتطرف الذي أفضى إلى الإرهاب مؤخرا في أوروبا، لقد قدموا هذا الدعم لعقود وهم الآن يدعمون الايديولوجيا نفسها والفصائل نفسها لكن تحت مسميات مختلفة في سورية، إذا لم يتغير شيء لأن هذا سلوكهم الطبيعي“.
وفي حديثه اعتبر الرئيس السوري ان الايديولوجيا الوهابية تشكل أساس كل إرهاب في العالم، على انه لم تكن هناك أعمال إرهابية خلال العقود الأخيرة في الشرق الأوسط والعالم دون هذه الايديولوجيا، فكل إرهابي في العالم يؤسس معتقده على الايديولوجيا الوهابية بحسب الرئيس السوري.
وقال الرئيس الاسد ان “المشكلة مع الولايات المتحدة وبعض المسؤولين الغربيين هي أنهم يعتقدون أن بوسعهم استخدام الإرهاب كورقة سياسية“.
“الولايات المتحدة كانت في ثمانينات القرن العشرين تصف مجموعات القاعدة وطالبان في أفغانستان بالمجاهدين، هكذا وصفهم الرئيس بوش. لكن بعد أحداث 11 أيلول 2001 باتوا يصفونهم بالإرهابيين. المشكلة مع الولايات المتحدة وبعض المسؤولين الغربيين هي أنهم يعتقدون أن بوسعهم استخدام الإرهاب كورقة سياسية. في الواقع فإن الإرهاب كالعقرب.. عندما تتاح له الفرصة سيلدغ.. إذا.. هم يعرفون.. لكنهم لم يقدروا مدى خطورة الإرهاب عند استخدامه كورقة سياسية“.
وحول اللقاءات التي تعقد في العاصمة الروسية موسكو بين وفود من المعارضة ووفد الحكومة السورية قال الرئيس الأسد انه يمكن التحدث عن نتائج ايجابية يمكن ان تنتج عن هذه الاجتماعات، وقال الاسد “نستطيع أن نقول ذلك لأن هذا الاجتماع كان المرة الأولى التي يتم فيها التوصل إلى اتفاق، لأنه كانت هناك عدة حوارات من قبل، اتفاق على بعض المبادئ التي يمكن أن تشكل أساسا للحوار القادم بين السوريين“.
“لم ننته من ذلك بعد لأن جدول أعمال ذلك الاجتماع كان شاملا جدا وبالتالي فإن أربعة أيام لم تكن كافية، في الواقع استمرت الاجتماعات أربعة أيام لكن دام الحوار بين الحكومة وممثلي المعارضة يومين، لم يكن ذلك كافيا لإنهاء جدول الأعمال لكن عندما يكون هناك اختراق حتى ولو كان جزئيا فإنه يعني أن الاجتماع القادم سيكون واعدا من حيث التوصل إلى اتفاق تام حول مبادئ الحوار الذي سينتهي إلى حل للصراع في سورية“.