“الديار”: الراعي غاضب من القادة الموارنة : غير معني بالتوازنات
كثبت صحيفة “الديار” أنه “في مُنتصف ليل 24 أيّار من العام 2014 تحَوّل لقب العماد ميشال سليمان إلى رئيس جمهوريّة سابق، من دون أن يُسلّم القصر الجمهوري لأيّ خلف، بسبب الصراع المحلّي – الإقليمي على المنصب الرسمي الأعلى في الجمهوريّة اللبنانيّة. واليوم، ومع اقتراب الذكرى السنويّة الأولى للشغور الرئاسي، والتي باتت على بُعد نحو شهر ونَيّف، لا تزال المُعطيات والظروف التي حالت دون انتخاب خلف للرئيس سليمان حاضرة بكل أبعادها الداخليّة والخارجيّة.
وتابعت الصحيفة، “وإذا كانت القيادات السياسيّة اللبنانيّة، على اختلاف التوجّهات والانتماءات السياسيّة، تعتبر أنّ التساهل في هذا الملفّ يُمثّل نوعاً من التنازل عن مواقف مبدئيّة لا يُمكن التفريط فيها، ونوعاً من الإقرار بصوابيّة مشاريع الخصوم السياسيّة، فإنّ للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي نظرة مُختلفة سبّبت له نوعاً من الجفاء غير المُعلن مع «القادة» المسيحيّين الموارنة، من دون استثناء”.
وبحسب أوساط سياسيّة على إطلاع على موقف البطريرك الماروني، إنّ رأس الكنيسة الأنطاكيّة يعتبر نفسه غير معنيّ بالتوازنات السياسيّة الداخليّة، وغير معنيّ بالصراع السياسي – الأمني على مُستوى كامل منطقة الشرق الأوسط، وغير معنيّ بالمصالح والتفاهمات الدَوليّة. وما يهمّه هو إنهاء حالة الشغور في منصب الرئاسة الأولى، اليوم قبل الغد، ومن دون أيّ مُماطلة إضافيّة.
وأضافت هذه الأوساط أنّ البطريرك الراعي يلوم «القادة» المسيحيّين بالدرجة الأولى، ويُحمّلهم مسؤوليّة إضعاف حضورهم ودورهم على مستوى السلطة في لبنان، بسبب انقساماتهم وخلافاتهم التي لا تنتهي. وهو يَعتبر أنّه لوّ اتفق «القادة» الموارنة الأربعة الكبار على حلّ مُشكلة الرئاسة في ما بينهم، وأعلنوا وقوفهم وتوحّدهم حول اسم واحد، فإنّ أحداً لن يكون قادراً بعد ذلك على الوقوف بوجه انتخاب هذه الشخصيّة، لا من ضمن القوى السياسيّة اللبنانيّة الداخليّة، ولا من قبل القوى الإقليمية والدوليّة، مهما علا شأنها، ومهما كان لها من تأثير ونفوذ في الداخل اللبناني.