جنرالات التخويف: أرييلا رينغل هوفمان
في تشرين الثاني الماضي حذر مسؤول كبير في الجيش من حرب لبنان الثالثة. حسنا، يسمى يئير غولان، كان قائد المنطقة الشمالية الذي انهى بالضبط مهام منصبه وصعد الى تل أبيب ليكون نائبا لرئيس الاركان. كل شيء كان هناك في تحذيره هذا: اطلاق مئات الصواريخ في كل يوم، ضربة شديدة في البنى التحتية، مقتل بعض المواطنين، وكذا اذا كان شك لدى احد ما، فالمطارات في اسرائيل ستغلق. أي بالاساس مطار بن غوريون. وهكذا، فان الاغنياء والفقراء، الشرقيين والغربيين، العرب واليهود، اصحاب جوازات السفر الالمانية وجوازات السفر الاسرائيلية – الكل باختصار – سيبقون هنا كي يتلقون الضرب. امين عام حزب الله حسن نصرالله، الذي سمع تصريحات اللواء مع باقي بني اسرائيل، سره ان يضيف اليها فيكمل ما نقص: ليس فقط مطار بن غوريون سيغلق، كما وعد من مكان مخبئه، بل الدولة كلها ستغلق.
والان، لواء آخر ينهي مهام منصبه، قائد الجبهة الداخلية ايال آيزنبرغ، واذا كانت اقوال غولان قبل أربعة اشهر قد انمحت من الذاكرة الجماعية، فقد عاد وذكّر عما يدور الحديث. ليس مئات الصواريخ في اليوم، قال في حديث اجمالي أجراه مع المراسلين العسكريين، بل 1.500 صاروخ في اليوم.
وقال ايضا ان وضع التحصين في البلاد احتدم، حيث أن واحدا من كل أربعة مواطنين، عمليا، ليس محصنا. واذا لم تكن هذه البشرى كافية، فان من اعتقد بان القبة الحديدية ستقوم بالعمل عنه – مخطىء. لن يكون ما يكفي من بطاريات القبة الحديدية، قال اللواء المعتزل، كي توقف هذه الصليات، والبطاريات التي ستكون ستنصب على مقربة من المنشآت الاستراتيجية – قواعد سلاح الجو مثلا. وهكذا أنهى بقوله ان «مواطني اسرائيل ينبغي أن يكونوا جاهزين للوقوف في وجه التحدي».
وفي نفس الفرصة الاحتفالية قيل للمراسلين ان رؤساء السلطات ايضا اطلعوا منذ الان وتلقوا ما يصفه الجيش بالسيناريو الجديد. بمعنى، اذا قلنا لكم، يا رؤساء البلديات والمجالس الاقليمية، بانه ستسقط فقط مئات الصواريخ، فاستعدوا لالاف الصواريخ، واذا قلنا لكم انه سيكون عشرات المصابين، فسيكون مئات المصابين وسيكون دمار محيطي كبير، بما في ذلك البنى التحتية. واضاف آيزنبرغ وأوضح بانه بخلاف قسم من كبار المسؤولين في قيادة الاركان، يعتقد بان هناك مجال لاعداد المواطنين لحجوم الدمار المتوقعة وقول الحقيقة لهم.
والسؤال الواجب، بعد أن استنفد الوصف البلاستيكي جدا لميدان المعركة المستقبلي في شوارع المدن المضروبة بالصواريخ الدقيقة، الموجهة بـ الجي.بي.أس، هو ما الذي يتعين على الجمهور بالضبط أن يفعله بهذه المعلومة الهامة؟ ان يفهم بان وراء كل هذه الشروحات يختبىء قول واضح جدا ولا لبس فيه، يمكن صياغته بثلاث كلمات بالاجمال: كل شخص لروحه؟ ان من لا يحرص على ان يحصن نفسه بنفسه فلن يكون له تحصين؟ ان دولة اسرائيل تخصخص لثمانية ملايين فرد الدفاع عن جبهتها الداخلية مع كل ما ينطوي عليه ذلك من معنى؟ أن العامل الوحيد اذا كان على الاطلاق ممكنا الاعتماد عليه في وضع الفوضى الذي سيسود هنا هو السلطة البلدية؟
حرب لبنان الثالثة، اذا ما وعندما، لن تكون الحرب الاولى التي تكون فيها الجبهة الداخلية جزءاً من الجبهة. لقد بدأ هذا في 1991، في حرب الخليج. احتدم جدا في حرب لبنان الثانية، وبعد ذلك في حملة «الجرف الصامد» حين سقطت صواريخ حماس في تل أبيب. وبكلمات اخرى، بعد 25 سنة من التهديد المتعاظم على الجبهة الداخلية، الاستنتاج واضح: ثمة سلاح تعريف دوره هو حماية الجبهة الداخلية واعطاء أجوبة للاحتياجات الناشئة في ساعة الحرب، بدء بتوريد الماء والخبز وانتهاء باخلاء الدمار وانقاذ الجرحى. واذا كان قائد هذا السلاح يقول ان على المواطنين ان يكونوا مستعدين للتحدي، فينبغي أن نستمع له جيدا. نستمع إذ ما تقوله القيادة للمواطنين ستقوله للجنة التحقيق التالية التي ستتشكل بعد وقت قصير من انتهاء كل هذا: حذرنا، سيقول من يخضعون للتحقيق، ومن لم يستمع للتحذيرات ولم يستخلص الاستنتاجات اللازمة – فقد فعل هذا على مسؤوليته.
يديعوت احرونوت