عبد الساتر للشرق الجديد: اليمن لقّن دروسا للغزاة عبر التاريخ … و”عدن لناظره قريب”
أشار الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر في حديث لوكالتنا حول مسار العدوان السعودي على اليمن، “انه من الصعوبة معرفة الى اين تتجه الامور في عدوان السعودية المتمادي على اليمن والشعب اليمني، لان هؤلاء اصبحوا غير قادرين على رسم معالم المرحلة المقبلة لعدم ادراكهم ان ما بدر منهم يتطور بشكل دراماتيكي ويكون بمثابة التدمير الذاتي الذي ربما حصل مع صدام حسين في عام 1991 وهنا المقارنة ليست ظالمة بل هي في مكانها، لان ما قامت به السعودية وتحالفها الهش ربما يكون حصل مع صدام حسين، اذ ان الاميركي له مصلحة فيما حدث وكانت بداية النهاية بالنسبة لنظام صدام حسين واستفادت اميركا بانها تواجدت مباشرة في المنطقة على امتداد الخليج “.
وتابع : “لقد وضعت هذه المقارنة بين ما جرى مع صدام حسين وما يجري مع السعودية لان هناك الكثير من الاشارات التي تدل على ذلك، اولا لو قرأنا بان هذا الامر كما تدعي السعودية وبعض من تحالف معها انه بمثابة عرقلة لما يسمى الاتفاق المزمع عقده وقد تم بالفعل بين ايران والدول الست لا يمكن بحال من الاحوال ان تكون هذه العرقلة في شن عدوان همجي بربري غير مبرر على اليمن”.
وأضاف: “من يريد قطع اليد الايرانية عليه ان يتوجه الى اماكن اكثر حساسية واكثر تشخيصا للنفوذ الايراني، اولا، على سبيل المثال فهناك المسألة المباشرة وهي لا تبعد كثيرا فالإيرانيين خلف الخليج مباشرة فباستطاعة هؤلاء ان يذهبوا الى المواجهة مع الايراني مباشرة ولماذا الانتقام من الشعب اليمني”.
ثانيا، الجزر الاماراتية الثلاث التي تدعي السعودية وبعض الدول الخليجية انها جزر عربية قامت ايران باحتلالها في عهد الشاه، فلماذا لا تكون هذه الجزر ذريعة وهي منذ سنوات طويلة تخضع لنقاشات ومحادثات بين الايرانيين والاماراتيين وهم راضون بما يجري على مستوى التحكيم والمحاججة القانونية بين الطرفين، فلماذا تحاول السعودية استخدام هذا الامر بمثابة فزاعة ثم عندما تصل الى الغاية المطلوبة لا تستعمل هذه القضية بشكل مباشر”.
ثالثا، الموضوع العراقي والسوري واللبناني كلها مناطق تدعي هذه الدول ان لإيران نفوذا كبيرا فيها فلماذا لم يتواجدوا هم ويفرضوا قوتهم في هذه المنطقة واختاروا المنطقة الاضعف، لانهم تآمروا تاريخيا على اليمن وباستطاعتهم عندما هشموا كل الاجماع السياسي الوطني اليمني ان ينقضوا على اليمنيين وتحويل اليمن الى ركام بحسب وجهة نظرهم وهذا تحت ذريعة ان النفوذ الايراني واليد الايرانية تكون عبر السيطرة على باب المندب، او قطع يد الحوثيين كما يروجون، وتبين ان كل هذه الذرائع لا تقدم اي جواب عن الاسئلة الحقيقية التي قد تطرح من هنا وهناك”.
واضاف: “ان تاريخ اليمن يمكن ان يعطي دروسا لكل هؤلاء لانه ربما يكون البلد الاستثنائي في العالم الذي لم تستطع اي قوة ان تغزيه وتقيم قواعد فيه، لا الاحتلال العثماني ولا جانكيز خان ولا البريطانيين استطاعوا البقاء في اليمن لان ابناء اليمن شجعان وذوو بأس شديد ومشهورون بالعناد والمقاومة”.
ورأى : “ان الامور قد تتجه الى الاعظم، حيث ان طلائع اللجان الشعبية والمقاومة اليمنية والجيش اليمني باتت على وشك الانتهاء من عدن بكاملها”.
وختم: يقال ان “غدا لناظره قريب” نحن نقول لهؤلاء ان “عدن لناظره قريب”.