ليت أوباما يلعن أم نتنياهو: روغل هلفر
ليت أوباما يعلن أم أم بنيامين نتنياهو. هذا الان هو الامل. فمنذ ست سنوات والرئيس الامريكي يخيب أمل معارضي الابرتهايد والاحتلال في إسرائيل ومؤيدي حل الدولتين في الطرف الفلسطيني. منذ ست سنوات وهو في واقع الامر يدعم السلوك الخاسر، المفعم بالدمار الذاتي، لمعظم اليهود في إسرائيل، بقيادة نتنياهو.
لاسباب لا معنى ولا وقت للتساؤل في جوهرها (منذ متى كان احساس الظلم في بلدات المحيط جديرا بالبحث كسبب يبرر حكم شعب آخر؟)، فانهم مصممون على تخريب إسرائيل في حمام دماء ديني – قومي مستمر في اطار دول ثنائية القومية آخذة في التشكل، يبتهج فيها نظام ديمقراطي لليهود ونظام منفصل للفلسطينيين يحرمهم من حقوق المواطنة. في الوقت الذي يسمح فيه اوباما بالمصيبة، يكثر في اوساطنا الهاذون باحلال السيادة الإسرائيلية في يهودا والسامرة، زيادة الولادة اليهودية، جلب كل يهود المعمورة الى البلاد والانتظار المتحفز لمجي المسيح.
فهل غاب عن ناظر اوباما ان يرى بان تأييده غير متحفظ لإسرائيل مسؤول عن خلق الظروف التي تسمح بل وتشجع نشوء دولة الابرتهايد ثنائية القومية هنا؟ الا يفهم بانه بدون المساعدات المالية، العسكرية والدبلوماسية التي يمنحها لإسرائيل فان مشروع الاستيطان والاحتلال سينهار؟ الا يستوعب بانه فقط لو اشاح قلبه علنا عن نتنياهو وعن إسرائيل التي تحت قيادته، فان اوروبا ستسير في اعقابه، وسرعان ما ستفرض على إسرائيل عقوبات اقتصادية ومقاطعة تجبر اليهود في إسرائيل على تغيير فكرهم السياسي؟ الا يعرف بانه اذا اوقف فقط توريد قطع الغيار للطائرات القتالية فان هذا الهذيان سيتبدد وسيعود سـواء العقل ليـسود في مطارحـنا؟
ماذا يريد معظم الإسرائيليين؟ يريدون العودة الى بيوتهم بسلام وليدعوهم بهدوء. الخليل، بيت ايل وشرقي القدس تعنيهم كما تعنيهم قشرة الثوم. فهم لم يسبق أن وطأت أقدامهم هنا. واوباما يمكنه بسهولة أن يقنعهم بتأييد قيام دولة فلسطينية. هذا واجبه الاخلاقي. ولكن هذا على ما يبدو لا يعنيه جدا.
ففي فترة سكنه في شيكاغو كان صديقا قريبا من المثقف والمؤرخ الفلسطيني الامريكي الكبير رشيد الخالدي. وهو يعرف بالضبط أي ضرر يلحق بالفلسطينيين بسبب الدعم الامريكي لإسرائيل.
كما أن هذا واجبه السياسي – الضغط على إسرائيل – ولكن هذا ايضا لا يبدو انه على ما يكفي من الاهمية بالنسبة له. ست سنوات تدل على ذلك. بالنسبة لنا، نحن الاقلية الذين لا نقبل الابرتهايد الإسرائيلي لدرجة النظر من جديد في اخلاصنا لدولة تفقد نزعتها الانسانية فان دوافع اوباما لا تهم. المهم ان يعمل. واذا كان المحفز هو العداء الشخصي لنتنياهو والرغبة في معاقبته على اكاذيبه والاعيبه، فليكن. الانتقام هو اكثر الدوافع نجاعة وقوة.
لا ينبغي أن يكون لنا أي تحفظ قيمي على عمل ضد حكم فقد مفعوله الاخلاقي. فنحن نرفض التعاون مع حملة الدمار الذاتي، الانتحار الجماعي. من واجبنا الاخلاقي وحقنا المدني ان نشجع اوباما على العمل ضد الحكم الإسرائيلي العنصري والمناهض للديمقراطية. هذا احتجاج ناجع وشرعي.
ليته يسمع صوتنا ويصحو. هذه ولايته الاخيرة. وهو لن يحتاج مرة اخرى للمتبرعين لليهود في حملة انتخابات. اليهود الامريكيون الذين يشكلون مجموعة ضغط من أجل نتنياهو هم استعماريون ممن لا يدفعون حتى ثمن الاستعمار الذي يمولوه، مثلما يفعل سكان إسرائيل. واذا كانوا لن يدعموا بسبب اوباما سباق هيلاري كلينتون للرئاسة، فينبغي الامل في أن يتواجد بين يهود امريكا ما يكفي من المتبرعين ن جي ستريت.
انقذنا يا اوباما.
هآرتس