من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : “داعش” يستبيح عرسال ذبحاً وخطفاً وتهجيراً
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم العاشر بعد الثلاثمئة على التوالي.
وسط صخب السجالات الداخلية وغبار الحروب الإقليمية، يكاد كثيرون في الدولة، أو ما تبقى منها، لا يتنبهون الى الواقع الذي ترزح تحته بلدة لبنانية شاءت الجغرافيا أن تضعها على خط التماس الملتهب مع الأزمة السورية، وهي عرسال التي تنزف بصمت.
وإذا كان وزير الداخلية نهاد المشنوق قد أكد قبيل أشهر أن عرسال محتلة، فإن لهذا التوصيف تبعات وامتدادات لا يشعر بها إلا من كان يقيم في هذه البلدة التي تخضع عمليا الى نفوذ “داعش” وغيره من الجماعات التكفيرية، وهو نفوذ يُترجم بأشكال عدة، تتراوح بين الخطف والقتل والذبح وطلب الفدية والمحاكمة أمام “محاكم شرعية” تكفيرية، وصولا الى محاولة فرض نمط حياة “داعشي” على الناس.
وفي مراجعة سريعة للحوادث التي رُصدت بين 19 و26 آذار الحالي، سُجلت لائحة طويلة من الاعتداءات بحق أشخاص من عرسال، أو مقيمين فيها، ما يؤشر الى حالة من الاستباحة لهذه البلدة التي باتت تحتاج الى تحريرها من خاطفيها، تماما كما تُبذل الجهود حاليا لتحرير العسكريين المخطوفين في الجرود.
وحدها الجغرافيا هي الرابط المتبقي بين عرسال ولبنان، أما صلة القربى المؤسساتية فهي مقطوعة بفعل غياب أي تأثير حقيقي لمؤسسات الدولة، على اختلافها، الأمر الذي أنتج فراغا في البلدة، تملؤه المجموعات التكفيرية على طريقتها.
وفي إطار معاناة عرسال، أصيبت عائلة المواطن يونس الحجيري، كما البلدة، بصدمة في أعقاب العثورعلى يونس الحجيري جثة مقطوعة الرأس في جرود عرسال، بعدما كانت قد اختطفته مجموعة مسلحة من “داعش” في 19 كانون الثاني الماضي من منطقة وادي حميد – شرق عرسال. ونشر “داعش” عبر الانترنت صورة لأحد عناصره وهو يحمل الرأس المقطوع.
مأساة أخرى، طالت عائلة علي عزّ الدين الذي قتل منذ فترة في عرسال على يد “داعش”. لم يتوقف الأمرعند هذا الحد، إذ طلب المسلحون من عائلة الضحية، ليل أمس الأول، مغادرة عرسال وإلا فسيلقون مصير علي ذاته.
ويأتي هذا التهديد على خلفية الإشكالات المسلحة التي تلت إقدام “داعش” منذ أكثر من أسبوع على تصفية علي عز الدين الذي كان يُعرف بمعارضته للتنظيمات التكفيرية. وفي رد فعل على تلك الجريمة، أقدم شبان من العائلة على قتل السوري محمد الرنكوسي، أو الطرطوسي، (ينتمي لـ “داعش”)، انتقاماً لقريبهم.
وأمام التهديد، لم تجد العائلة خياراً سوى هجر عرسال، خصوصاً بعد تلقيها إنذارات ليليّة شفهيّة مباشرة من المسلحين، وصلت إلى باب منزل العائلة المؤلّفة من والدي عز الدين وزوجته وأبنائه الثلاثة وأخته، الذين أُمهلوا حتى الفجر كي يرحلوا وإلا يواجهون القتل.
ويُعتبر قرار “داعش” بتهجير عائلة علي عز الدين من منزلها في عرسال سابقة خطيرة في هذه البلدة التي بات سكانها أقلية أمام تدفق النازحين والمسلحين السوريين.
ولاحقا، رفض بعض أفراد عائلة عز الدين الخضوع الى الامر الواقع، ولحقوا بالعائلة حتى أعادوها من شتورا الى عرسال، رافضين أن “يهجرهم الداعشيون الذين تم احتضانهم سابقا كنازحين، فتحولوا اليوم الى إرهابيين”.
وهذا ليس أوّل تهديد تتعرض له بعض العائلات العرساليّة، وإنّما اللافت للانتباه أنّ هذه التهديدات باتت تمرّ مرور الكرام على الأجهزة الأمنية التي ينحصر دورها حالياً في تدوين الكم الكبير من الحوادث الأمنية التي لم يجر التحقيق فيها.
ومن المفارقات في إحدى البرقيات الأمنية، تضمنها إقدام المدعو حسام طراد المسؤول الامني في “داعش” على “اعتقال”، وليس “خطف”، اللبناني من عرسال أحمد قاسم وهبي، الذي سجن في غرفة في وادي عطا مكبّل اليدين بتهمة “التعامل مع الجيش اللبنانيّ”.
وكان من المفترض أن يعرض وهبي على “المحكمة الداعشية الشرعية”، وفق مفهوم هذا التنظيم، لكنه استطاع الهرب من سجنه وعاد الى عرسال.
الديار : إنشاء قوّة عربيّة مُشتركة بأمرة أميركا والحلف الأطلسي 40 ألفاً من قوات النخبة مدعومين بالطيران والبحريّة والمدرّعات دول الخليح تستبدل صدام حسين بالرئيس السيسي
كتبت “الديار”: انشأت القمة العربية السادسة والعشرون قوة عربية مشتركة هي الاولى في تاريخ العرب ولم يتم تحديد ضد من هذه القوة وعلى اية استراتجية عسكرية تعمل، طبعاً لن تكون ضد اسرائيل بل ان هذه القوة العربية المشتركة هي تابعة لاميركا والحلف الاطلسي وموجهة ضد ايران بالدرجة الاولى لحماية الخليج. والتدخل اذا لزم الامر في ليبيا.
قوة عربية مشتركة ضد من؟ لم يتجرأ حاكم عربي واحد ان يقول ضد من وما هي الاستراتيجية الدفاعية لهذه القوة بل قالوا هي لصالح العرب.
وما قالوا انها بامرة اميركا والحلف الاطلسي وبالاساس هي قوة مصرية مع بضعة الاف من الخليج كله، ليصبح درع الجزيرة له اسم جديد القوة العربية المشتركة وبالتالي هدف القوة هو مواجهة ايران في الخليج فقط.
وكانما التاريخ يعيد نفسه ولو بشكل اخر فدول الخليج التي مولت حرب صدام حسين في مواجهة ايران مولت مصر في مؤتمر شرم الشيخ بما مجموعه من مساعدات واستثمارات بقيمة 175 مليار دولار كي يكون الجيش المصري هو حامي الخليج لجهة ايران وكي تكون مصر السنية في مواجهة ايران الشيعية وهكذا ينقسم العالم الاسلامي اكثر واكثر نظراً لسياسة الخليج الذي بالنتيجة لا تخدم هذه السياسة الا اسرائيل.
واذا كانت الحرب هذه المرة تختلف عن حرب صدام ضد ايران الا ان الواقع هو ان الخليج يضع الجيش المصري في مواجهة الجيش الايراني تصاعدياً حيث فتيل التفجير هو اليمن لان السعودية لا تقبل ان يكون للحوثيين العرب دورهم في اليمن بشعارات يرفعونها ضد اسرائيل وضد اميركا وبالتالي ضد السعودية وهذا يشكل خطراً كبيراً على نظام ال سعود الذين هبوا هبة واحدة واستنفروا العالم ودفعوا المليارات كي يقضوا على مجموعة من الشعب العربي اليمني وهم الحوثيون المعادون لاسرائيل واميركا والرافضون ان يكونوا تابعين لنظام ال سعود.
آل سعود يريدون اخضاع الحوثيين بالقوة ويريدون الغاء الحوثيين من اليمن ويريدون راس الحربة العربية من اليمن وهم الحوثيون.
لمجرد انهم ليسوا ازلام ال سعود وازلام اميركا واسرائيل.
تابعت الصحيفة، اكد لبنان على الموقف العربي الجامع والقائد على دعم الشرعية الدستورية في اي بلد عربي وعلى اعتماد الحلول السلمية السياسية للازمات العربية وعلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وشدد على السير بأي موقف يقوم على الاجماع العربي وينأى عن أي خطوة لا تحظى بالاجماع او التوافق، مشيراً الى ضرورة الاسراع في تشكيل قوة عربية مشتركة لصون الامن القومي العربي ومكافحة الارهاب.
البناء : بوتين يسبّب هستيريا الفيصل… ولافروف آخر الواصلين إلى لوزان اكتمال عقد الـ5+1 مع إيران على مستوى الوزراء… تمهيداً للتوقيع اليمن يتأقلم مع غارات الـ10+2… ولبنان
كتبت “البناء”: لم يكن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل يقصد الفضيحة عندما انفجر غاضباً من رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القمة العربية، بعدما سمع الكثيرون بالرسالة من تعليقاته وراحوا يفتشون بين السطور عن سبب الهستيريا التي أصابت الفيصل وكادت تسبّب له عارضاً صحياً، فلم يجدوا إلا كلاماً منسوخاً من قرارات الأمم المتحدة، حول حلّ سلمي للنزاعات في سورية واليمن وليبيا، والدعوة إلى قيام دولة فلسطينية، عاصمتها القدس، والتحذير من خطر الإرهاب. لكن الفضيحة وقعت، فالقمة ليس لديها عدو، إلا من يذكرها بفلسطين، بعدما باعت آخر بقايا حياء كان يستوطن بياناتها، وجاءت كلمات الرئيس الروسي تقع في المحظور، فمن يريد في هذه اللحظة تذكيراً بدولة فلسطينية وعاصمتها القدس أيضاً!
أحسّ الفيصل أنّ الرئيس بوتين يقول للمجتمعين في شرم الشيخ أنتم تكذبون ببياناتكم عن فلسطين، وإلا فلماذا لا تقولون دولة كاملة السيادة وقابلة للحياة، فانفجر غاضباً، ولم يتمكّن من أن يمسك نفسه، وفضح الهوان المصري الذي يتباهي بالتقاليد الديبلوماسية العريقة، فما تجرأ لا وزير ولا رئيس ولا مدير مراسم لتصحيح الخطأ، ليعتذر من الرئيس الروسي الذي وقعت مع حكومته حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عقوداً للتعاون واتفاقيات عدة ويوم توجهت مصر يتيمة وحيدة تطلب دعماً للثأر لدماء بنيها من “داعش” بحرب على الإرهاب في ليبيا، وتخلت عنها دول الخليج لم تجد إلا روسيا تلبّي نداءها، فتكون الفضيحة الأقوى للدولة المضيفة التي لو أخطأ غير صاحب المال السعودي لما صمتت.
حال الفضائح العربية في القمة، لم ينتبه لها العالم، الذي انشغل عنهم بما يجري في لوزان بسويسرا، والمدى الذي بلغته المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، بتصريحات متطابقة ومعلومات متقاطعة من المتفاوضين حول الاقتراب من بلوغ خط النهاية نحو الاتفاق.
تحوّل اجتماع الخمسة زائداً واحداً إلى مستوى الوزراء، وحضور الوزير الروسي سيرغي لافروف ليل أمس، أشار إلى صحة ودقة هذا الاقتراب، بعدما كانت أوساط مقرّبة من لافروف قد أعلنت أنه لن يتمكن من الذهاب إلى لوزان، ما لم يصل التفاوض إلى نقطة تستدعي الحضور.
فور وصوله التقى لافروف بالوزير الأميركي جون كيري، والتحقا معاً بالاجتماع الموسع الذي يضمّ وزراء خارجية إيران وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا، وكل شيء يشير إلى أنّ الثلاثاء سيكون موعد التوقيع على التفاهم التاريخي.
فيما العالم منهمك بالحدث التاريخي، كان الحكام العرب منهمكون في صناعة الأكاذيب كالعادة بإقناع أنفسهم بانتصارات وهمية في حروبهم الفاشلة، فيتحدثون عبر قنواتهم المموّلة من النفط العربي والمموّهة بشعارات الحرية والديمقراطية، عن تدمير وتفجير وإصابة ومنع وردع ومن دون انتباه يأتون بضيف من عدن فيقول لهم إنّ مواقع منصور هادي محاصرة وقوات الحوثيين تتقدّم نحوها، فقد تأقلم الحوثيون ومن معهم من وحدات الجيش اليمني مع الغارات التي يشنها تحالف العشرة زائداً اثنين، بعدما تكشفت هجمات “جبهة النصرة” جنوب وشمال سورية من أراضي دولتي التحالف الأردن وتركيا، أنّ الهجوم تمّ بنقل وحدات “النصرة” التي كانت تستعدّ في معسكرات “إسرائيلية” لتنفيذ خطة الحزام الأمني الذي أعلنته “إسرائيل” هدفاً لغارة القنيطرة وردعتها عن المضيّ فيه عملية مزارع شبعا، فصارت “إسرائيل” و”القاعدة” العضوين غير المعلنين في التحالف.
“القاعدة” حليف شريك وحيد في اليمن للسعودية وحلفائها، يستثمر الغارات بالتنسيق مع غرفة العمليات لمهاجمة المواقع التي يستهدفها القصف الجوي، ويقدّم الإحداثيات لسلاح الجو السعودي، كما “النصرة” فرع “القاعدة” في سورية هي الحليف الوحيد، كما نصرة “الإخوان المسلمين” في ليبيا واليمن وسورية مهمة مشتركة للتحالف، ودائماً على حساب كرامة مصر ومهابتها وأمنها.
لبنان اللاهث حكومياً لنيل الرضا السعودي يتلعثم، بين بحثه عن تفاهم إقليمي يسهّل ملء فراغه الرئاسي، يراه قد صار بعيد المنال بعد القمة وحروبها، وبين انقسام داخلي يخشى تبعاته على الاستقرار في ظلّ ضغوط سعودية متزايدة، على الفرقاء التابعين للسياسة السعودية لتصعيد الهجوم على حزب الله.
استمر الحدث اليمني مسيطراً على الداخل اللبناني سياسياً لكن من زاوية إيجابية هي التمسك بالحوار حفاظاً على الاستقرار على رغم غيظ المعرقلين، على ما أكد حزب الله. كذلك على رغم عاصفة الردود العنيفة للسعودية وللدائرين في فلكها من قوى 14 آذار، على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وفي طليعة هؤلاء السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري.
ورأى عسيري أن الخطاب “عبر عن ارتباك لدى الجهات التي يمثلها، وتضمن الكثير من الافتراء والتجني في حق المملكة، إضافة إلى الكثير من المغالطات”. ورأى “أن اللبنانيين يحمّلون حزب الله وحلفاءه والجهات الإقليمية التي تدعمهم مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية”.
لكن حزب الله تجنب الردود، مؤكداً تمسكه بالحوار مع تيار المستقبل على رغم معرقليه. وتوجه إلى هؤلاء بالقول: “موتوا بغيظكم، سنستمر في الحوار ولو لم يعجبكم”، مشدداً على “أننا سنستمر بكل عمل يؤدي إلى الاستقرار ولن ندعكم تخربون هذا الاستقرار”.
واعتبر “أن اختيار رئيس للجمهورية قضية مفصلية في لبنان ومهمة جداً، وخيارنا منطقي وشعبي ووطني وينسجم تماماً مع كل القواعد التي تتحدث عن حسن تمثيل الرئيس للواقع القائم”، لافتاً إلى أن “من يعيق انتخاب الرئيس هو وجود جماعة ينتظرون فك الحظر الخارجي عن الرئيس الشعبي الجماهيري الذي يستحق أن يكون في سدة الرئاسة”. ودعا هؤلاء إلى “أن يعودوا إلى ضمائرهم وأن يحكموا المصلحة الوطنية على مصالح بعض الدول الإقليمية لنسرع في انتخاب الرئيس”.
الأخبار : لهذا رفع نصرالله لهجته حوار عين التينة مستمر : “ربط النزاع” الوحيد بين الرياض وطهران
كتبت “الأخبار”: للمرة الأولى، يغادر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دبلوماسيته المعهودة عندما يتعلق الأمر بالسعودية. وللمرة الاولى، تكشّر المملكة عن أنيابها بهذا الوضوح؟ رغم ذلك، حوار عين التينة مستمر، بل بات اليوم “ربط النزاع” الوحيد بين الرياض وطهران
لأن تداعيات العدوان السعودي على اليمن ستكون كبيرة جداً، وفي مقدمها زيادة منسوب الاحتقان السني ـــــ الشيعي في المنطقة، كان الخطاب العالي اللهجة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الجمعة الماضي. إذ أن الخطاب المغلّف بلياقات دبلوماسية لم يعد ذا جدوى، بعد قرار الرياض بالحرب المفتوحة.
في وجه “المرجلة” السعودية المستجدّة، كان لا بد من “الدوز” العالي لأسباب عدة:
أولاً، بعدوانها على اليمن، وضعت السعودية الجميع أمام معادلة “معنا أو ضدنا”. وكان واضحاً أنها، بخطوتها هذه، تئد أي فرصة للحل السياسي قد يتيحها اتفاق أميركي ــــ ايراني حول الملف النووي، ليس في اليمن فحسب، بل أيضاً في سوريا والعراق والبحرين، وضمناً لبنان.
ثانياً، تشكيل تحالف ذي خلفية مذهبية مغطّى بتحالف غربي، وهو نسخة منقحة عن “الحلف السني” الذي كثر الحديث عنه أخيراً وحالت دون تشكّله سابقاً تناقضات تتصل بعدد من الملفات كالموقف من جماعة الاخوان المسلمين. تحالف كهذا، بإمكاناته المادية (الخليجية) الضخمة سيجرّ وراءه من دون شك، وفي ظل حملة اعلامية شرسة، اصطفافاً مذهبياً من دول ومنظمات في وجه “الحلف الشيعي”، وستكون نتيجته مزيداً من الاحتقان والتوتير السني ــــ الشيعي.
ثالثاً، دفع الأمور اقليمياً الى هذا المستوى من التوتر، والدينامية السعودية غير المعهودة في التحشيد للعدوان، ينمّان عن إصرار الرياض على المضي في التصعيد ضد ايران وحلفائها في كل الساحات. علماً ان المشكلة في اليمن لم تكن مذهبية، كما أن الحوثيين “ليسوا إيرانيين بالوكالة بل هم شعب بذاته، ومن الخطأ القول إن إيران تسيطر تماما عليهم”، بحسب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند.
ثالثاً، الى جانب الفرز السني ــــ الشيعي، نجاح السعودية في إحداث فرز عربي ــــ ايراني وتمكّنها من جرّ الغالبية العظمى من الدول العربية وراءها، ومنها قطر والأردن اللتان كان مسؤولوهما يتسوّلون العلاقة مع طهران قبل أسابيع قليلة.
رابعاً، توجيه رسالة الى قمة شرم الشيخ التي انعقدت غداة العدوان من مغبّة اتخاذ إجراءات جديدة ضد الحوثيين، في مشهد يذكّر بقمة “صانعي السلام” التي انعقدت في المدينة نفسها عشية عدوان “عناقيد الغضب” على لبنان عام 1996.
لذلك كله، كان لزاماً أن يكون خطاب نصرالله موجّهاً الى الرأي العام العربي باستخدام كل الأدبيات المتاحة والتسميات الواضحة لتوصيف الوضع بدقة ومن دون مواربة. كما كان ضرورياً توجيه رسالة واضحة الى السعودية بخطورة ما تقدم عليه وبخطورة تداعياته. علماً أن الخطاب، بصرف النظر عن الدقائق الاربعين الاولى منه، انتهى الى الدعوة الى “استعادة مبادرات الحل السياسي” في اليمن مؤكداً أن هذا “أمر ممكن”.
النهار : سلام اليوم إلى الكويت : لبنان داعم للسعودية الحوار مستمر والقمة الروحية لانتخاب رئيس
كتبت “النهار”: توزع الاهتمام اللبناني في عطلة نهاية الاسبوع بين شرم الشيخ حيث انعقدت القمة العربية وتمكن لبنان من الخروج منها بموقف مؤيد للقرار العربي الموحد من غير ان ينعكس تفسخاً داخلياً للنسيج الحكومي، وبيروت حيث تفاعل سلباً الكلام الاخير للامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله، واستدعى امس رداً مباشراً من السفير السعودي علي عواض العسيري، وربما أحرج حلفاء له قد يكون أبرزهم العماد ميشال عون الذي زار المملكة أخيراً، كما أثار مخاوف لبنانيين يتوزعون على دول الخليج العربي.
لكن المحصلة جاءت مرضية في جانب منها، ذلك انه على رغم التصعيد الكلامي، أكدت مصادر “المستقبل” و “حزب الله” مضي الجانبين في حوارهما برعاية الرئيس نبيه بري الذي نقل عنه زواره مساء امس “ان الحوار مستمر وهو ضرورة، والكل حريص عليه، والموعد الخميس المقبل”.
وعلمت “النهار” انه خلال أعمال القمة وردت معلومات الى وزارة الخارجية اللبنانية نقلت الى الرئيس تمّام سلام مفادها أن الجاليات اللبنانية في الخليج وجمعياتها بعثت برسائل الى السلطات اللبنانية تبدي تخوفاً من إنعكاسات الكلام الاخير للسيد نصرالله على اللبنانيين هناك وضرورة القيام بتحركات رسمية لحماية مصالح هؤلاء.
وفيما لم يتوقف الزعماء العرب عند كلام نصرالله ضد السعودية وفي الموضوع اليمني ولم يتطرقوا اليه، استرعى الانتباه ان الامتعاض اقتصر على موقف وزير الخارجية جبران باسيل. وقد وفر كلام نصرالله فرصة لرئيس الوزراء لإخراج موقف لبناني واضح لا لبس فيه، اذ نجح سلام في تفسير التمايز بين تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية ولا سيما منها ما يتعلق باليمن وتأييده الاجماع العربي، وسياسة النأي بالنفس التي تنطبق حصراً على الملف السوري. وخلف موقف سلام ارتياحاً وترحيباً في الوسط الخليجي الذي كان أبدى امتعاضه من مسألة النأي بالنفس.
وصرّح الوزير سجعان قزي الذي كان في عداد الوفد الى القمة لـ”النهار” امس: “إن الموقف الذي أعلنه الرئيس سلام والمؤيد للموقف العربي من اليمن جاء بعد الخطاب الاخير للسيد نصرالله مما أكد أن موقف لبنان تعلنه حكومته وليس أي طرف هو جزء لا يتجزأ “من محور يزعزع إستقرار المنطقة”.
في المقابل، لا يجد الرئيس سلام ما يبرر تحميل الحكومة تبعة مثل هذا الموقف، لان لبنان الرسمي تعامل مع الموضوع اليمني بما ينسجم مع الإجماع العربي في الدرجة الأولى، ومع المملكة العربية السعودية التي لم تقصر يوماً في احتضان لبنان ومساعدته، ولا بد للبنان ان يكون موجوداً وداعماً للمملكة عندما يقتضي الامر ذلك.
وعن اعمال القمة، علمت “النهار” ان الرئيس سلام اجتمع منفرداً مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل. أما باقي اللقاءات التي عقدها مع الرؤساء والامراء فشارك فيها سائر أعضاء الوفد المرافق له. كما علمت ان وزير المال علي حسن خليل كان في عداد الوفد الى القمة لكنه لم يشارك فيه لسبب قيل إنه حضوره المؤتمر العام الثالث عشر لحركة “أمل”الذي انعقد أمس.
المستقبل : عسيري يردّ على “افتراءات” نصرالله.. وموسكو تحض على انتخاب “رئيس توافقي” سلام : كل الأطراف متمسكة بالحكومة
كتبت “المستقبل”: بعدما نجح لبنان الرسمي في تجنّب فخّ “النأي” عن بيئته العربية الحاضنة بإعلان انحيازه الصريح إلى جادة “الحزم” في مواجهة الأخطار المتربصة بالأمة وأقطارها، شدّد رئيس الحكومة تمام سلام لـ”المستقبل” على كون الموقف الذي أعلنه في قمة شرم الشيخ وأكد فيه تأييد الموقف العربي حيال الأزمة اليمنية إنما هو “موقف طبيعي نابع من انتماء لبنان العربي ومن الحرص على تضامن وإجماع الأمة العربية وقدرتها على التصدي للتحديات التي تواجهها”، واضعاً التباين السياسي اللبناني الحاصل في مقاربة الموضوع اليمني في خانة “التباينات الطبيعية ضمن النظام الديمقراطي”، مع إشادته في المقابل “بالإيجابية” التي بدت من خلال “تأكيد كل الأطراف تمسّكها بالحكومة والحوار”.
اللواء : سلام : لا أحد ضد “عاصفة الحزم” والرياض مستعدة للحوار وزراء عون يهدّدون بالإعتكاف .. وعسيري يردّ على نصر الله
كتبت “اللواء”: على الرغم من حراجة الموقف، فقد نجح لبنان من تجاوز قطوع القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ، والتي وصفها الرئيس تمام سلام في تصريح لـ”اللواء” بأنها كانت “ناجحة جداً”، و”استثنائية في قراراتها”، وذلك من خلال الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة أمام القمة، واتفق أكثر من وزير في الحكومة على وصفه “بالمتوازن”، وأنه “لم يتضمن أي كلمة أو نقطة تسبّب خلافاً أو انشقاقاً في الداخل”، على حدّ تعبير وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب لـ”اللواء”.
وقال بوصعب: “اعتدنا أن يتخذ الرئيس سلام قرارات وطنية متوازنة يأخذ فيها بالاعتبار المكونات في لبنان ولا يؤثر في أي خطاب لبنان على التكاتف الداخلي، حتى وإن كان هناك تباين”.
واتفق مع هذا الرأي وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج الذي وصف خطاب سلام بأنه “متوازن”.
الجمهورية : برّ ي: الحوار أثبت جدواه.. وسلام : القمّة مُميّزة وإستثنائية
كتبت “الجمهورية”: سادت الأوساط السياسية أمس حالٌ من الترقّب للمفاوضات النوَوية الجارية في لوزان، إذ في ضوء نتائج هذه المفاوضات قد يتحدّد مستقبل الأزمات الإقليمية، ولا سيّما منها المستجدّة، إذ يرى مرجع سياسي “أن هناك احتمالاً أن يكون وراء التصعيد في اليمن وتكريت العراقية خيطٌ يربطه باتّفاق محتمَل حصوله بقوّة اليوم أو غداً بين إيران والدوَل الغربية، بحيث تُحقّق “عاصفة الحزم”، أهدافَها، ويتوافر حلٌّ في العراق يُرضي الجميع، في مقابل السير بالاتفاق النووي والسياسي، لتكرّ بَعده سبحة حلول للأزمات الإقليمية، ومنها حلٌّ للأزمة اللبنانية يبدأ بانتخاب رئيس جمهورية جديد خلال الشهرين المقبلين”.
تَوزَّع الاهتمام أمس بين شرم الشيخ ولوزان ولبنان. ففي مصر، اختتمت القمة العربية أعمالها وتبنّى القادة العرب المشاركين فيها قرارَ إنشاء قوّة عربية مشتركة لمواجهة التحديات وصَون الأمن القومي العربي، وأكّدوا دعمَهم عملية “عاصفة الحزم” في اليمن “بعد استنفاد كلّ الوسائل للوصول إلى حلّ سلمي للانقلاب الحوثي”، في حين أعلنَ السفير السعودي في الولايات المتحدة عادل الجبير أنّ بلاده لم تتّخذ قراراً بإرسال قوات برّية إلى اليمن وأنّ الأمر يقتصر حتى الآن على حملة جوّية.
أمّا في لوزان فتدور جولة تفاوض نووي وُصِفت بالمصيرية بين إيران ودوَل الغرب، تترافق مع حديث غربي عن ملامح تسوية، قابَله نفيٌ إيرانيّ، في حين أعلنَ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انّ الاتفاق الآخذ بالتبلور “قد يكون أسوأ ممّا كانت إسرائيل تتصوّره في بداية الأمر”.
أمّا في لبنان الرازح تحت شغور رئاسيّ، فقد بلغَ عدد الدعوات إلى جلسات انتخاب الرئيس العتيد الرقم 21، عِلماً أنّ جلسة انتخاب جديدة ستُعقد الخميس المقبل.
تزامُناً، عمَّت احتفالاتُ أحد الشعانين لدى الطوائف المسيحية التي تتبَع التقويم الغربي مناطق لبنانية، وأقِيمت القداديس والزياحات، وركّزَت العظات في المناسبة على تجذّر الموارنة بأرضِهم وسط موجات التهجير، وبقاء لبنان الموطن الآمن لهم ولكلّ مسيحيّي الشرق، وضرورة الاستعجال في انتخاب رئيس الجمهورية المسيحي الوحيد في الشرق. وقُرِعَت أجراس العيد فرَحاً وسط موجات التكفير والتهجير والقتل.
وأكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زوّاره أمس “أنّ الحوار بين تيار “المستقبل” وحزب الله أثبَت انّه حاجة وطنية وأنّه حقّق استقراراً ملموساً، إذ لولاه لكان الوضع الآن بعد كلّ ما جرى ويجري غيرَ ما هو عليه اليوم من هدوء”. وقال: إنّ هناك حرصاً لدى الجميع على هذا الحوار، بدليل أنّه على رغم بعض المواقف التصعيدية التي يتّخذونها، فهُم يشَدّدون على الاستمرار في الحوار، وستنعَِقد الجولة الجديدة من هذا الحوار في عين التينة في موعدها الخميس المقبل”.
وكشفَ برّي أنّ مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي سينعقد في بيروت أواخر نيسان المقبل، بعدما كان مقرراً عقدُه في المغرب بذريعة انّ الأوضاع الامنية في لبنان غير مستقرّة ولا تسمح بعقده في بيروت، ولكن عندما سألني رئيس الدورة الحاليّة للاتحاد، رئيس البرلمان الكويتي مرزوق الغانم شدّدتُ على أنّ الاوضاع الامنية في لبنان هي الآن أفضل من الاوضاع في بلدان كثيرة في المنطقة، وفي إمكان لبنان ان يستضيف المؤتمر، ويكون في ذلك ما يؤكّد أنّ الأوضاع فيه مستقرّة”.