مقالات مختارة

الى من يهمه الامر: النزاع طويل الياس فرحات

 

يتعامل بعض القادة السياسيين والمراقبين والمحللين مع الضربات الجوية السعودية والحليفة على اليمن على انها حدث عادي لن يستمر طويلاً ويفضي الى تسوية معينة في اليمن يذعن فيها الحوثيون وحلفاؤهم لشروط مجلس التعاون ويعود الرئيس المستقيل العائد عن استقالته عبد ربه هادي .

لكن الواقع السياسي والعسكري في اليمن وجزيرة العرب لا يؤشر الى مثل هذه النهاية، انما يؤشر الى نزاع طويل يتوسع وبنكمش حسب تطور موازين القوى بين المتنازعين وحسب تغير الاحلاف المرشحة للتغيير. انصار الله او الحوثيون المستهدفون من الضربات الجوية يتحدثون عن التمسك بالكرامة الوطنية ويعبئون المواطن اليمني بالانتماء الوطني. في جانب اخر بعض الدول الحليفة تعبىء مؤيديها بالحديث عن الانتماء الطائفي فيما دول اخرى تعتبر محاربة الحوثيين هي محاربة ايران. والغريب ان دول مجلس التعاون الخليجي التي تعبىء ضد ايران حريصة على ابقاء العلاقات الدبلوماسية مع ايران وهناك سلطنة عمان تقيم علاقة قوية مع ايران، ويكفي انها استضافت حواراً اميركياً ايرانياً على ارضها. دولة الامارات حريصة على العلاقات التجارية مع ايران ويتجاوز حجم التجارة مع ايران رغم العقوبات الدولية نحو 15 مليار دولار فيما هو مع مصر لا يتجاوز مليار دولار. قطر تتقاسم حقل غاز الشمال حبيا مع ايران من دون اتفاقيات.

اذاً، التذرع بنفوذ ايران لا معنى له في ظل هذه العلاقة القوية بين بعض دول المجلس وايران. النزاع طويل ويتخلله فصول لانه لا يبدو ان لدى مجلس التعاون اية رؤية لنهايته. الاميركيون طالما انتقدوا ادارتهم لانها لم يكن لها استراتيجية خروج Exit Strategy حتى عكف خبراء البنتاغون والبيت الابيض الى اعداد سياسة خروج من العراق وافغانستان. اما مجلس التعاون فلا يبدو ان له استراتيجية اشتباك Engagement Strategy قبل ان نحاسبه على استراتيجية خروج، على الاقل هذا ما بدا من المؤتمر الصحافي الذي عقده الناطق بلسان عملية عاصفة الحزم.

هل فكر المخططون بالآثار الجانبية للنزاع؟ نذكر منها اثرين:

1- سينشغل الحوثيون والسعوديون بحربهم ضد بعضهم البعض، وينصرفون عن محاربة القاعدة مما يؤدي الى نمو القاعدة في محافظات ابين والبيضاء ومأرب وحضرموت بحيث تشكل خطراً جدياً وحقيقياً على المملكة العربية السعودية وحادثة شرورة ابرز مثل؛

2- اذا وقعت معارك بحرية في البحر الاحمر، سوف تتوقف شركات التامين عن تامين السفن العابرة فيه اي التي تعبر قناة السويس (وبالامس رفعت الشركات اسعار التأمين على السفن العابرة في البحر الاحمر)، ويؤدي ذلك الى توقف حركة الملاحة فيها والى زوال مناخ الاستثمارت في مصروالاطاحة بكل الامال المعقودة على مؤتمر شرم الشيخ الاخير.

النزاع طويل، وله اثار جانبية. والكلام الى من يهمه الامر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى