نتنياهو يزيف الديمقراطية: كارولينا ليندسمان
«لقد حان الوقت لدعوة كتلة اليسار مركز لتبني أجندة مختلفة تماما… التخلي عن القيم المدهشة التي لم تعد قابلة للتحقيق»، دعا رام فرومان، رئيس المنتدى العلماني في مقاله «ما زالوا يرفضون الاعتراف بالانقلاب (هآرتس، 20/3)». ما هي هذه القيم المدهشة؟
انهاء الاحتلال والسلام مع الفلسطينيين. لقد أثبتت الانتخابات ثانية لفرومان، بان «الطبقات المضعفة والمحيط» ليست شريكا للقيم المدهش للكتلة، ولهذا كل ما تبقى هو التقوقع في حدودنا الايديولوجية، أي الاجتماعية ـ الاقتصادية (تل أبيب، شمال غوش دان وجنوب الشارون والجيبين في حيفا وموديعين والكيبوتسات) و «مع كل الاسف في هذا الشأن الاهتمام بمصالحنا».
ان التصدي للاحتلال يبدو من أقوال فرومان بانه جزء من أجندة يمكن للشخص أو الكتلة تبنيها أو تركها، يتعلق ذلك بحالة نفسية وبوجهة نظره. وتتبدى في مقالته كسلطة يمكن تركيبها ذاتيا في المطعم. والاكثر من ذلك هنالك جزئيتين صغيرتين اهملتا من مقالة فرومان.
هل رعايا كانتون غرب السهل الساحلي، أو ماذا يريدون تسمية أنفسهم، ينوون الخدمة في الجيش الاسرائيلي؟ هل ينوون مواصلة دفع الضرائب؟ ان كان هذا الامر كذلك ـ ماذا تعني تصريحاته باستثناء محاولة الابتعاد اخلاقيا من الجرائم (المستقبلية) للدولة؟
يقترح فرومان على الخاسرين في الانتخابات الاخيرة تبني استراتيجية الاقلية السياسية. يبدو أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لم يكن واضحا بما فيه الكفاية بالنسبة لرؤيته الديمقراطية اليهودية كمنتج للنظام ليس فقط أنها غير ملزمة بالدفاع عن الاقليات ولكن هي تحاربهم.
هل يعتقد فرومان انه مصادفة انه قبل تشكيل الحكومة اتفق شركاؤها الطبيعيون على دفع قوانين القومية والجمعيات؟
ماذا يجب ان يحدث هنا ايضا من أجل ان يستيقظ هو وكل المحاربين من أجل الحرية الاقتصادية ويفهموا ان نتنياهو واليمين المتطرف قد أفرغوا الديمقراطية من قيمها واحتفظوا بها كجهاز اجرائي فقط، الذي يمكن العمل ضد القيم الديمقراطية من خلال ضبط غير عنيف للمعارضين. المعسكر الذي خسر يذعن الان لقوانين اللعب السارية في رأيه فقط.
بكلمات اخرى، من سيحترمك كأقلية؟ أي مضمون حقيقي يوجد لمفهوم «اقلية» في دولة تستهين بقيم الديمقراطية.
ان الوجود كاقلية يمكن أن يشكل منصة محمية سياسيا، يمكن ان يتم النمو فيها فقط في إطار ملتزم بحماية الاقلية. نتنياهو واليمين المتطرف كسبوا الانتخابات بالاحتيال ليس لانهم زيفوا في الصناديق ولكن لانهم زيفوا معنى مفهوم الديمقراطية. الان إما أن نحارب من أجل الوجه الديمقراطية للدولة أن الا نحارب.
لحسن حظ فرومان، فانه ينتمي إلى مجموعة كبيرة (ليس بما فيه الكفاية كما هو معروف) من الناس، الذين يحظون بموارد تمكنهم التحصن في احيائهم والاهتمام فقط بأمثالهم. ولكن عندها يجب عليهم أن يسألوا ما هذا النوع من الحياة؟ أي ليس فقط كسؤال أخلاقي (عندما يقرر الشخص التنكر للمجتمع الذي يعيش فيه والاهتمام فقط بمصالحه ومصالح من يهمونه). ولكن ايضا كسؤال عملي: أليس ذلك مجرد وهم (ايضا لمن يعتقد بانه يحظى بذخر اقتصادي)، بان الامكانيات التي يصفها في مقاله حقا قائمة؟
اذا كانت الديمقراطية الاسرائيلية بالفعل قد تم افراغها من محتواها، ونحن نعيش فقط في حرب كمية خاسرة مسبقا في مواعيد ثابتة (كل أربع سنوات) من أجل سيطرة ارادة الاغلبية، مهما كانت هذه الارادة، فانه ربما على المجتمع الاسرائيلي ـ أو على الاقل على الاناس الذين يعتقد فرومان انه يتحدث باسمهم ـ اعادة التفكير بما يمكن عمله. الاسرائيليون دائما يحاربون في الحروب التي يدعون لها بتضحية غير متناهية وبشجاعة. الان السؤال هو، من أجل أي هدف سيكونوا مستعدون ان يحاربوا.
هآرتس