من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : لبنان الرسمي ينأى بنفسه عن الحل العسكري.. يمنياً
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السابع بعد الثلاثمئة على التوالي.
لم يعد لبنان بمنأى عن أحداث المنطقة، بل صار جزءا لا يتجزأ منها. يسري ذلك على الحدث اليمني، برغم محاولة الحكومة، من خلال وزير الخارجية جبران باسيل النأي بالنفس عن الانقسامات العربية، من زاوية الحرص على عناصر الحد الأدنى من الاستقرار الداخلي.
غير أن ما تريده الحكومة لأجل استمراريتها، خصوصا في ظل الرئاسة المفقودة، لا ينطبق بالضرورة على مواقف السياسيين وهم في صلب مكوناتها، كـ “تيار المستقبل” الذي كان رئيسه سعد الحريري أول المؤيدين للتدخل العسكري السعودي في اليمن عبر فضائية “العربية”، وهذا الموقف سيقابله مساء اليوم موقف مضاد للامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي سيطل عبر شاشة قناة “المنار” عند الثامنة والنصف مساء، في خطاب سيطغى عليه الحدث اليمني.
وفيما قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري عدم التعليق على الأحداث اليمنية، مبديا اطمئنانه على مسار حوار عين التينة، فان رئيس الحكومة تمام سلام تنتظره، غدا، في القمة العربية في شرم الشيخ، مهمة صعبة متمثلة بمحاولة النأي بالنفس عن الانقسامات العربية حماية للداخل اللبناني، وفي الوقت نفسه، عدم الخروج عن الاجماع العربي، من دون مغادرة مربع الثوابت التي شدد عليها وزير الخارجية جبران باسيل، بالتنسيق معه، وأبرزها التأكيد، أولا، على دعم الشرعية الدستورية في أي بلد عربي والتمسك، ثانيا، بالحل السياسي ورفض الخيار العسكري، والتشديد، ثالثا، على مبدأ احترام سيادة الدول ورفض التدخل في شؤونها.
هذه الثوابت الثلاث، ضمنها باسيل الكتاب الذي أودعه الأمانة العامة للجامعة العربية، بعد انتهاء كلمته أمام المجتمعين، وشدد في كتابه، حسب مصادر ديبلوماسية عربية في القاهرة، على أن لبنان ينأى بنفسه عن الخلافات العربية، وأكد أن لبنان هو جزء من أي إجماع عربي وينأى بنفسه عن أي أمر لا يحظى بالإجماع، وهذا الأمر يسري على اليمن وعلى أي أمر عربي آخر.
وأوضحت المصادر لـ “السفير” أن باسيل طالب في الوقت نفسه بتشكيل قوة عربية لصون الأمن القومي العربي، وهو لم يمانع خيار التدخل العسكري شرط أن تعتمد معايير واحدة “تضمن الجميع وتطمئن الجميع وتضم الجميع”، على حد تعبير باسيل.
وقالت المصادر ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان، خلال اجتماع القاهرة، على تواصل مع عدد من وزراء الخارجية العرب وأبرزهم وزير خارجية السعودية سعود الفيصل، ولم تستبعد أن يصب الخطاب الأميركي في خانة التشجيع على انجاز الحل السياسي في اليمن.
وبرغم التحايلات اللفظية التي تهدف إلى إبعاد كأس الانقسام عن المؤسسات الدستورية، وصف الرئيس سعد الحريري القرار السعودي بالتدخل في اليمن بالقرار السليم والحكيم والشجاع، مؤكدا انه لا يمكن للسعودية أن تترك الشرعية في اليمن وحدها أمام ميليشيا تحاول أن تسيطر على الشعب اليمني، حاملا في الوقت نفسه على إيران.
وفي السياق ذاته، جاء موقف النائب وليد جنبلاط، بإعلانه عن وقوفه إلى جانب السعودية لان أحداث اليمن تشكل تهديدا لأمنها القومي وامن الخليج ومصالح اللبنانيين الذين يعملون في هذه البلاد، وحمل على الحوثيين واتهم إيران بإفشال المبادرة الخليجية، ورأى أن الحل المعقول يكون بالعودة إلى الحوار والى المبادرة الخليجية من اجل استقرار اليمن والمحيط قبل فوات الأوان.
من جهته، استنكر “حزب الله” بشدة “العدوان السعودي – الأميركي ضد شعب اليمن، والمغامرة التي تفتقد الحكمة والمبررات الشرعية والقانونية”. وأكد أن “هذه المغامرة التي تقودها السعودية تسير بالمنطقة نحو مزيد من التوترات والمخاطر على حاضر ومستقبل المنطقة”، مدينا مشاركة بعض الدول العربية وغير العربية في هذا العدوان، داعيا السعودية وحلفاءها إلى الوقف الفوري وغير المشروط لهذا الاعتداء الظالم “الذي يؤمن المصالح الأميركية ويقدم خدمة جليلة للعدو الصهيوني وخياراته التي أفرزت مزيدا من التطرف والمعاداة للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة”
الديار : حربٌ سنية تقودها السعودية ضد شيعة اليمن ورسالة لايران الأسباب : الدفاع عن مكة المكرمة ووقف التوسع الايراني وإعادة الشرعية
كتبت “الديار”: عند منتصف ليل الاربعاء ـ الخميس كانت اربع وعشرون طائرة حربية سعودية تشن غاراتها على صنعاء وعلى مطارات عسكرية وعلى الدفاع الجوي في اليمن مفتتحة حرباً سعودية – يمنية لا احد يعرف نهايتها.
وما ان هبطت وعادت الـ 24 طائرة الى المملكة، حتى كانت اسراب اخرى من الطائرات تقوم بقصف مراكز الحوثيين ومقرات الجيش التابع للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، حيث خصصت المملكة العربية السعودية 100 طائرة من سلاحها الجوي للمعركة، اضافة الى 100 طائرة من الدول الـ 10 التي قررت الحرب على شيعة اليمن.
اذاً، السعودية تقود حرباً سنية ضد شيعة اليمن، وتحالفت مع 10 دول سنية عربية مطالبة بتدخل باكستان ايضاً، وتركيا في الحرب ضد اليمن، وهكذا، دخل اليمن والخليج عصر حربٍ كبيرة واقليمية لا احد يعرف نتائجها، وهل تبقى في حدود اليمن ام تصبح اقليمية واوسع؟
مصر ارسلت 4 بوارج حربية الى باب المندب، وارسلت اسراباً جوية الى السعودية، والـ 10 دول هي: السعودية ودول الخليج من دون سلطنة عُمان والمغرب والاردن ومصر، التي قررت الاشتراك في هذه الحرب، وطلبت السعودية من باكستان التدخل، واعلنت باكستان انها تدرس قرارها في اسرع وقت، لكن باكستان اصدرت بياناً قالت فيه: ان الامن الوطني للسعودية هو الامن الوطني لباكستان. اما تركيا فقالت انها مستعدة للمشاركة لوجستياً من اجل المساهمة في دعم الدول الـ 10 السنية ضد شيعة اليمن.
وعلى الصعيد الدولي، فإن حلف الناتو وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ايدت القرار السعودي بالهجوم على اليمن، فيما دعت روسيا الى حل سياسي والحفاظ على وحدة اليمن، اما الجزائر فرفضت الاشتراك في الحرب، فيما نددت ايران والعراق وحزب الله في لبنان بالعملية السعودية ضد اليمن، اما بيان وزارة الخارجية السوري فكان غير مباشر.
وهذه المرة الاولى التي تجتمع فيها قوة عربية عسكرية مشتركة في حربٍ ضد دولة عربية اخرى، ومصر دفعت في هذا الاتجاه لانشاء القوة العربية المشتركة، وقد وافق وزراء الخارجية العرب المجتمعون في شرم الشيخ على اقتراح القوة العربية المشتركة.
على الساحة الميدانية كانت اعمدة الدخان تتصاعد من صنعاء ومن تعز ومن صعدة ومن عمران والمحافظات التي تسيطر عليها القوى الحوثية، حيث ان الحوثيين يسيطرون على ثماني محافظات من اصل 21 محافظة في اليمن، لكنهم يسيطرون على العواصم الى ان وصلوا الى عدن مركز الرئيس عبد ربه منصور هادي، فاضطر الى الخروج من احد المنافذ الحدودية ليصل الى سلطنة عمان، ومن هناك تم الاعلان عن وصوله الى الرياض، ومن الرياض سيسافر الى شرم الشيخ لحضور القمة العربية السنوية.
اندلعت النيران في كل اليمن، وهاجمت الطائرات على مدى الدقائق والساعات الاهداف فيها، وكان واضحاً ان الطائرات السعودية ركزت على معاقل الحوثيين، واطلقت عليهم الاف الاطنان من القنابل والصواريخ لتدميرهم، ونظراً الى حجم العمليات الحربية، قالت الولايات المتحدة انها مستعدة لإرسال طائرات تموين، وتزويد بالوقود في الجو، وطائرات رادار لتساعد السعودية في حربها على اليمن. كذلك فعلت بريطانيا وفرنسا في تأييدهما لهجوم السعودية على اليمن مع 10 الدول العربية السنية.
واعلن الحوثيون الاستنفار الكامل للقتال في كل مكان، واقاموا دفاعاتهم، وجهزوا صواريخهم، واسلحتهم، ليقاتلوا في المدن، وعلى الحدود. حيث ذكرت الانباء ان السعودية حشدت على حدودها 100 الف جندي سعودي. قالت فيما بعد السعودية، ان الامر يتعلق بالدفاع عن السعودية، وليس للهجوم.
الأخبار : استراتيجية سعودية جديدة من اليمن إلى القلمون
كتبت “الأخبار”: مع بدء عملية “عاصفة الحزم” السعودية في اليمن، ارتفع منسوب القلق اللبناني من ارتدادات المواجهة بين المحورين السعودي والايراني من اليمن الى لبنان
اذا كان مجلس الوزراء قد تحاشى، أمس، الحديث ولو تلميحاً عن “عاصفة الحزم” التي بدأتها السعودية ضد الحوثيين في اليمن، ووضع رأسه كالنعامة في الرمل، فلا يعني ذلك ان لبنان سيكون في منأى تماماً عن هذه العاصفة.
أن يتفادى الوزراء المنتمون الى معسكرين مختلفين مقاربة العملية السعودية التي حصدت تأييداً عربياً ورضى أميركياً وأوروبياً وتركياً، حتى من باب السؤال عما سيكون عليه موقف لبنان الرسمي في القمة العربية، فهذا يعني ان الطرفين يرغبان في ألا تصل شظايا اليمن الى لبنان على الأقل في المدى المنظور، برغم ان مجلس الوزراء عُقد في ظل شهادة الرئيس فؤاد السنيورة من لاهاي، وكلام وزير العدل أشرف ريفي المتكرر ضد حزب الله وسجاله الاخير مع وزراء حزب الله، وكان يمكن لكلمة واحدة ان تشعل فتيل الاحتقان النائم تحت سقف الحوار.
في المحصّلة الاولى، أن الحزب والمستقبل بـ “صقوره” تحديداً يريدان ابقاء التطور الاقليمي خارج الحدود اللبنانية واستمرار الحوار بينهما، كي لا ينعكس التطور الاقليمي الكبير على الشارع السني ــــ الشيعي، وكي لا تطيح مجريات اليمن الاستقرار والحكومة. وفي المحصّلة الثانية ان رئيس الحكومة في موقف حرج من قضية تعني هذه المرة السعودية نفسها، التي “تتفهم موقف لبنان والحساسيات الداخلية، لكنها ايضا تريد منه ألا يخرج عن الاجماع العربي”، بحسب مطلعين على موقفها. الامر الذي سيضع لبنان الرسمي والحكومي امام تحدٍّ هو الأول من نوعه في حكومة الرئيس تمام سلام. وبحسب مصادر وزارية، فان سلام “لن يذهب بعيداً في موقفه في القمة العربية، كما ان حزب الله قد يغضّ النظر عن موقفه اذا لم يجنح كثيراً، لأن الحزب متمسك بابقاء الحكومة واستمرار الحوار، ولا يريد استباق التطور الاقليمي بهز الوضع اللبناني”، الا اذا كان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيرسم اليوم خريطة طريق لبنان الرسمي في تعاطيه مع التطور اليمني.
لكن ابعد من الترجمة العملية لموقف لبنان الرسمي في القمة العربية، شكّل القرار السعودي، بالنسبة الى المطلعين اللبنانيين، بداية مرحلة جديدة تترجم ما سبق الكلام عنه منذ اسابيع عن تجميع السعودية وايران اوراقهما في منطقة الشرق الاوسط في اطار سعيهما الى تحقيق توازن استراتيجي. فبعد عملية تكريت والتطورات السورية واليمنية، والكلام الايراني المتكرر عن ساحات الحرب الاربع التي لايران يد فيها، بدا ان السعودية تعد لمواجهة في الساحة التي تعدها امتداداً جغرافياً ومدى حيوياً لها. وعلى وقع المفاوضات الايرانية ــــ الاميركية، ومع اقتراب موعد توقيع الاتفاق الاولي بين البلدين، جاءت الضربة السعودية من خلال عملية حظيت فوراً بتأييد اميركي وتغطية لها.
يقول مصدر لبناني مطلع: “بعد وفاة الملك عبد الله، رسمت الادارة السعودية الجديدة استراتيجيتها، والان بدأت تنفيذها على الارض، في ساحات المواجهة الاربع + البحرين. ومن الطبيعي ان تنال العملية السعودية تغطية اميركية، لأن واشنطن تريد اليوم تحقيق هذا التوازن الاستراتيجي بين المحورين السعودي والايراني عملياً”. من هنا، تمثل اليمن اول احجار “الدومينو”، وقد لا تبقى العملية السعودية الميدانية في مواجهة ايران محصورة فيها، لأن ما حصل في تكريت العراقية وتعثّر العملية “الايرانية” فيها، والحديث عن مساعدة اميركية لايران فيها، واحتمال ذهاب الوضع السوري الى انفجار اكبر، يدل تماماً على ان السعودية تريد تعويم ادواتها في المنطقة.
وإذا كان من المبكّر لاوانه الاستعجال في استخلاص عبر العملية السعودية وتوسيع رقعة المواجهة الايرانية ــــ السعودية، واحتمال جرّ المنطقة الى حرب واسعة، فان لبنان يترقّب بحذر تداعيات الموقف العربي والمواجهة بين محورين “لأن ما قبل العملية السعودية غير ما بعدها، اذ ان قرارا بهذا الحجم اتخذته الادارة السعودية مع رصد كامل لارتداداته في المنطقة كلها” بحسب زوار الرياض اخيرا.
فلبنان يعيش منذ مدة على ايقاع الكلام عن معركة القلمون المقبلة، والخشية من ان ينسحب تنفس معارضي ايران الصعداء في اليمن، على معارضيها ايضا في سوريا ولبنان.
وقد باتت هذه المعركة اليوم اقرب من اي وقت مضى، واحداث اليمن ستسمح للمعارضين السوريين، من دون تنظيم “داعش”، بان يطمئنوا الى دعم عربي وخليجي يساهم في تعزيز وضعيتهم في المعركة ضد حزب الله. وبحسب مصادر وزارية، “فان المعركة ستكون على الارض السورية، ولن تقترب من الاراضي اللبنانية، الا اذا اراد حزب الله جرّ لبنان اليها، وهذا لا يبدو ظاهرا حتى الان”. الاطمئنان الى تحييد الحدود اللبنانية عن الحرب المقبلة في القلمون، يقابله اطمئنان الى ان الوضع الامني لا يزال ممسوكاً، “الا اذا قرر الحزب جر معركة القلمون الى لبنان، وحينها ثمة خشية من ان ترتد ضده من خلال تفجيرات انتحارية كالتي سبق أن شهدتها مناطق انتشار الحزب”.
باتت “جبهة النصرة” هي الطرف الاكثر بروزاً في احاديث المسؤولين اللبنانيين عند الحديث عن معركة القلمون، بعدما أصبحت تمثّل مع جبهات اسلامية متفرقة عنواناً للمعركة ضد النظام السوري وتنظيم “داعش”، وسيكون لها التمويل اللازم كي تكون قادرة على ربح معركة القلمون “السورية”. والارتياح الى عدم اقتراب الحرب من الحدود اللبنانية، يوازيه تفكير في ان يعمد لبنان، في صورة غير مباشرة، الى الطلب من التحالف الدولي ضرب “داعش” اذا قرر الاخير ادخال الحدود في اتون الحرب السورية.
البناء : جيوش ثماني دول عربية تضلّ طريق فلسطين نحو اليمن السعودية تضع مستقبل نظامها ودورها في مهبّ ريح الـ”عاصفة” الحريري يلتقي أردوغان برسالة من سلمان لحثه على المشاركة في الحرب
كتبت “البناء”: منذ سبعين عاماً والعرب ينتظرون سماع الخبر، وفي فلسطين خصوصاً، لم يكن أحد لا يحمل هذا الحلم، أنه في يوم ستأتي كلّ هذه الأموال والأسلحة، وبالتالي الجيوش والحكومات ستتحد، وعندما يحدث ذلك على الفلسطينيين أن يشعلوا الشموع ويرفعوا الرايات، لأنّ وجهة الجيوش لا تحتاج إلى تفتيش وتدقيق فهي حكماً ستكون فلسطين.
حدثت المفاجأة ونزلت نزول الصاعقة على شعب فلسطين، فقد حشدت ثماني دول عربية جيوشها وطائراتها وشكلت غرفة عمليات لكنها ضلت الطريق نحو اليمن بدلاً من فلسطين.
لم يكن خطأ المسير بل خطأ المصير، فقد فعلها الحكام وهم يعرفون ما يفعلون، وجلس وزراء خارجيتهم في اجتماع رسمي، وبعد عزف الأناشيد الوطنية تناقشوا وقرّروا، أنّ اليمنيين يجب تأديبهم كي تصبح طريق فلسطين سالكة، والتهمة أنهم وحدهم من دون سائر العرب لم يتركوا مناسبة لفلسطين إلا قاموا بإحيائها.
بدأ مسار جديد في تاريخ المنطقة مع القرار السعودي ببدء الحرب على اليمن، وتشكيل حلف عربي إقليمي لهذه المهمة، بدعم أميركي وبيان ترحيب “إسرائيلي” خاص.
الاستغراب الشعبي يحيط بصورة رئيسية بموقفي مصر والسودان، حيث لا تفسير للانخراط في الحرب المستغربة، التي صار العرب فيها مستعربة، إلا المال الخليجي الذي يدفع ثمنه المصريون والسودانيون من كرامتهم، ويتورّطون في حرب سيدفع اليمنيون ثمنها من دمائهم وعمران بلدهم.
بعد الغارات الأولى، توقع السعوديون ثلاثة أشياء، نهوض عسكري سريع تقوده جماعة الرئيس المستقيل منصور هادي، يغيّر موازين القوى في الميادين، انهيار في معنويات الجمهور المؤيد للحوثيين، والثالث إصابة منظومات القتال اليمنية في مقتلها، وخروج كتل أساسية منها من المعركة.
حدث العكس تماماً، فلم تسجل إلا اشتباكات تقليدية خفيفة على خطوط التماس التي نشأت بين المحافظات التي تتقاسم السيطرة عليها الجماعات المؤيدة والمعارضة في جغرافيا واحدة أو متقابلة، من دون حدوث تغيير على الأرض، وفي المقابل خرج الملايين من اليمنيين في تظاهرات حاشدة ملأت شوارع صنعاء وساحاتها بدلاً من الإحباط، وثالثاً بدا أنّ الحوثيين في حال قتالية جديدة، وأنهم يحتفظون بأسلحة نوعية سيستعملونها عند التوقيت المناسب.
السيناريو الأرجح هو مرور الأيام الأولى من دون نتائج يُعتدّ بها، وصمود استثنائي للحوثيين، فيبدأ العدّ التنازلي للعناوين التي حدّدها السعوديون كهدف لعمليتهم، ويدخلون حرب الاستنزاف، وفي بالهم أوهام الخروج السريع من الحرب التي تبرّع السعوديون بفتح بابها لكنهم سيجدونها مقفلة في وجههم، ووقفوا يسترقون السمع خلف الأبواب أن تسكت، والواقع لن تسكت مغتصبة.
أمسك الحوثيون بشارعهم، ليتشاطر معهم التضحيات، وبدأ تحشيد الآلاف من المقاتلين، فيما شهد عدد من المدن بعض التوتر والاشتباكات، وكذلك دارت مواجهات عنيفة في أطراف عدن وفي مدن يمنية أخرى، وكلها يميل إلى الهدوء منذ منتصف ليلة أمس.
هي الحرب، وليست مهمة تفاصيلها، بقدر النهايات التي ستحملها عن التوهّم السعودي بنصر قريب وسريع، وما ستخفيه الحرب يوماً بيوم سيكون أعمق وأكثر تأثيراً مما كان عليه الشك بالهزيمة.
لبنان الذي قرّرت حكومته النأي بالنفس عن المحاور التي تمسك بالمنطقة، قرّر أن يدعو إلى الحوار بين الأطراف المتورطة بالنزاع، محليين أم غير محليين، فيما كان زعيم الغالبية النيابية الرئيس سعد الحريري يصل إلى تركيا موفداً من الملك سلمان، للمطالبة بالانضمام إلى الحلف المناوئ لإيران في المنطقة، وترجمة هذا الانضمام.
عاش لبنان أمس تحت وطأة العدوان على اليمن بقيادة السعودية وتراجع الاهتمام بالمسائل الداخلية بانتظار جلاء الوضعين العسكري والسياسي لما له من انعكاسات على مجمل الوضع في الشرق الأوسط.
وفي حين لم تتخذ الحكومة التي اجتمعت أمس، موقفاً من العدوان تاركة هذا الأمر للرئيس تمام سلام لإعلانه في القمة العربية في شرم الشيخ غداً السبت، ويبدو أنه لن يحيد عن سياسة النأي بالنفس، وهذا ما عبّر عنه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في كلمة أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب التمهيدي للقمة، موضحاً أننا “في لبنان ننطلق من ثابتة، هي أن ما يتفق عليه الجميع، وفيه وحدة موقف وقوة موقف، فإننا نسير به، وما يختلف عليه العرب في شأن عربي فيه ضعف للموقف، وبالتالي فإننا من خلال سياسة النأي بالنفس نمتنع عنه”.
وأكد “دعم الشرعية في أي بلد عربي، خصوصاً في اليمن، لأن في اليمن إسقاطات عدة على دولنا، ومنها لبنان”، مشدداً على “اعتماد الحلول السياسية، أي الحوار والتفاهم، لا الحلول العسكرية التي أظهرت في لبنان وسورية والعراق أن الركون إليها لا يؤدي إلى أي نتيجة سوى هدر الدماء والأموال والجهود والوقت للوصول في النهاية إلى الحلول السياسية”.
ويطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الساعة الثامنة والنصف مساء عبر قناة “المنار” ليتحدث عن التطورات اليمنية وما إذا كان لها تداعيات على لبنان، ولا سيما على الحوار بين الحزب وتيار المستقبل، كما يتطرق إلى ملفات داخلية أخرى.
النهار : الحدث اليمني وشهادة السنيورة : تفاعلات ساخنة تختبر الحوار
كتبت “النهار”: بدا الحدث اليمني الذي تمثل بقيادة المملكة العربية السعودية حملة عسكرية جوية على التمدد الحوثي بمثابة اختبار جديد طارئ للوضع الداخلي في لبنان، إذ ترددت أصداء هذا الحدث وتداعياته على نحو فوري، عاكسة ملامح الانقسام السياسي الحاد بين الافرقاء الاساسيين على خلفية ارتباط الواقع اللبناني بالامتدادات الاقليمية المباشرة وغير المباشرة. وعلى دقة هذا الاختبار وحساسيته، تشير المعطيات الجدية الى ان تداعياته لن تبلغ حدود التأثير سلبا على الحوار بين تيار “المستقبل” و”حزب الله ” الذي ستشكل جولته التاسعة المقررة في الثاني من نيسان المقبل امتحانا اضافيا لاستمراره، علما ان هذه الجولة ستتسم بأهمية مزدوجة كونها ستأتي على وقع الانقسام حيال الحدث اليمني وكذلك عقب الهزة العنيفة التي أحدثتها شهادة الرئيس فؤاد السنيورة امام المحكمة الخاصة بلبنان من خلال ما نقله عن الرئيس رفيق الحريري عن تعرضه لمحاولات اغتيال من “حزب الله ” علما ان السنيورة رفض لاحقا توجيه أي اتهام الى الحزب قبل ان تلفظ المحكمة حكمها.
أما الانقسام حيال الحدث اليمني، فبدا ان من أول مفاعيله محاصرة حكومة الرئيس تمام سلام. وعلمت “النهار” ان الجلسة العادية لمجلس الوزراء امس “نأت تماما عن تطورات اليمن” على حد تعبير مصادر وزارية قالت “إن الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان أملت عدم الدخول في الجدل حول أمر انقسمت حياله المواقف فور حدوثه”. وفي هذا السياق أوضحت مصادر الرئيس سلام لـ”النهار” أن الموقف من الحدث اليمني سيعلنه الرئيس سلام في القمة العربية في شرم الشيخ التي ستنطلق غدا وتستمر يومين من خلال كلمة يلقيها باسم لبنان. وسعى وزير الخارجية جبران باسيل من جانبه الى الحفاظ على موقف متوازن، فأعلن في كلمته امام اجتماع وزراء الخارجية العرب امس في شرم الشيخ ان “لبنان ينطلق من ثابتة هي ان يسير في ما يتفق عليه العرب، أما ما يختلفون عليه، فاننا من خلال النأي بالنفس نمتنع عنه”. كما وازن بين رفض ضمني للتعرض للشرعية الدستورية في اي دولة عربية والدعوة الى حلول سياسية لا عسكرية فيها.
أما على المستوى السياسي، فبرز التأييد الفوري للعملية السعودية من الرئيس سعد الحريري اولا الذي وصف قرار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بالتدخل في اليمن بأنه “قرار سليم وشجاع وصائب لحماية شعب اليمن”، لافتا الى ان احدا في العالم العربي “ليس ضد ايران ولكن ضد الاعمال التي تقوم بها في كل انحاء العالم العربي”. نافيا عن الصراع الطابع المذهبي. وشدد، على الصعيد اللبناني، على استكمال الحوار متمنيا عدم تأثر لبنان بما يحصل في اليمن. وكان الحريري زار اول من امس أنقرة والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو.
كذلك أكد رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط وقوفه الى جانب المملكة العربية السعودية “كون أحداث اليمن تشكل تهديدا لأمنها القومي وأمن الخليج ومصالح اللبنانيين الذين يعملون في هذه البلاد”. ووصف النائب مروان حمادة العملية السعودية بأنها تعبير عن “نفاد الصبر العربي والدولي من التجاوزات الايرانية”، مشددا على ضرورة قيام تحالف واسع “يمنع تحقيق أحلام الفاشية الفارسية”.
المستقبل : جنبلاط “مع المملكة” وجعجع يشيد بخطوتها “الإنقاذية”.. و”حزب الله” يلوح بـ “مخاطر وتوترات” الحريري ينوّه بالقرار السعودي الشجاع ويتمسك بالحوار
كتبت “المستقبل”: بينما كانت ملامح الارتباك والتردّد تتمظهر جلياً في موقف الحكومة الذي عبّر عنه وزير الخارجية جبران باسيل بالأمس خلال الاجتماع التمهيدي للقمة العربية حيال تموضع لبنان الرسمي من مستجدات الأحداث في اليمن، تسارعت المواقف الوازنة على الساحة الوطنية لتصبّ بعزم وبلا مواربة في كفة المجاهرة بالوقوف إلى جانب “الحزم” العربي والتنويه بالقرار “الحكيم والشجاع” الذي اتخذته المملكة العربية السعودية لإنقاذ الشرعية اليمنية وفق ما شدد الرئيس سعد الحريري مع الإعراب في الوقت عينه عن أمله في تحصين الساحة اللبنانية وعن التمسك بالحوار الهادف إلى تحييد البلد عن تداعيات الأزمة السورية. وإذ توالت تباعاً المواقف اللبنانية ربطاً بالتطورات العربية لتسجّل في أبرزها تأكيد رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط وقوفه “إلى جانب المملكة التي حضنت لبنان وأهله في أصعب الظروف”، وإشادة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عبر “المستقبل” بالخطوة السعودية “الانقاذية التي أتت في المكان والزمان الصحيحين”.. برز على المقلب السياسي الآخر تنديد صريح من “حزب الله” بالتصدي العربي للانقلاب المليشيوي على الشرعية في اليمن ملوّحاً في المقابل باندلاع “مزيد من التوترات والمخاطر” في المنطقة جراء هذه التطورات، على أن يتولى أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله تجسيد هذا الموقف المناهض للائتلاف العربي والمؤيّد للانقلاب الحوثي خلال إطلالته المتلفزة مساء اليوم.
اللواء : باسيل يمهّد لموقف لبنان في القمة: مع الشرعية اليمنيّة وإنشاء القوة المشتركة
كتبت “اللواء”: على الرغم من ابتعاد مجلس الوزراء الذي وصف اجتماعه “بالتقني” عن الحدث الكبير المتمثل بـ”عاصفة الحزم” التي انطلقت عند الساعة صفر من فجر أمس، من أجل دعم الشرعية في اليمن، ولوضع حدّ للنفوذ الإيراني عبر الحوثيين في هذا البلد العربي الخليجي، حيث ان من شأنه ترك الأمور، سائرة فيه على النحو التي كانت ان يُشكّل تهديداً للملاحة الدولية وللامن القومي العربي على حساب نمو النزعة الامبراطورية لإيران، فإن تداعيات هذا الحدث فرضت نفسها بقوة على مواقف الأطراف الممثلين في الحكومة، في ظل البحث عن موقف لا يحدث أزمة في مجلس الوزراء، أو في الائتلاف المشكل لحكومة المصلحة الوطنية.
الجمهورية : “عاصفة الحزم” لإنقاذ اليمن وسط أوسع تضامن عربي وإقليمي
كتبت “الجمهورية”: طرحَت “عاصفة الحزم” التي هبّت على اليمن بقيادة تحالف عربي ـ إقليمي تقوده السعودية وتدعمه دوَل غربية تساؤلات عدّة حول مصير اليمن أوّلاً، ومصير الأزمات الإقليمية والاتّفاق المزمَع إبرامُه حول الملف النووي الإيراني بين إيران والدوَل الغربية ثانياً. ومِن هذه التساؤلات هل إنّ ما يجري في اليمن سيكون مقدّمةً لإرساء حلّ متوازن للأزمة اليمنية، ويَفتح الباب لحلول مماثلة للأزمات الأخرى؟ أم أنّه بداية فصل جديد من المواجهات على مختلف الجبهات الإقليمية المفتوحة بدءاً بالجبهة اليمنية؟ المراقبون المتابعون للتطوّر اليمني يعتقدون أنّ عاصفة الحزم ربّما تكون غايتُها حسماً للأزمة اليمنية في اتّجاه فَرض حلّ سياسي يكون لدوَل التحالف المشاركة في الحرب اليد الطولى فيه، بحيث تتوازن في الموقف أمام “المحور الآخر” الذي يتقدّم عراقياً وسورياً، وبالتالي يتمّ إمرار الاتفاق الاميركي – الايراني على نحو يحفظ مصالح إيران وحلفائها من جهة ومصالح الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من جهة أخرى، علماً أنّ واشنطن كانت طمأنَت حلفاءَها ولا تزال إلى أنّ اتّفاقها مع طهران لن يكون على حسابهم، بل سيراعي مصالح الجميع.