باسيل: لدعم الشرعية في أي بلد عربي وخصوصا في اليمن
ألقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل كلمة أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب التمهيدي للقمة العربية، التي ستعقد السبت المقبل في شرم الشيخ.
وقال: “نحن في لبنان ننطلق من ثابتة، هي أن ما يتفق عليه الجميع، وفيه وحدة موقف وقوة موقف، فإننا نسير به، وما يختلف عليه العرب بشأن عربي فيه ضعف للموقف، وبالتالي فإننا من خلال سياسة النأي بالنفس نمتنع عنه”.
أضاف: “أقول هذا تعبيرا عن الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية، وفي الوقت نفسه اقتناعا مني بأننا في مواقفنا الشائكة المطروحة أمامنا اليوم، وخصوصا في موضوع اليمن، نحن متفقون أكثر بكثير مما نحن مختلفون، ومشتركاتنا في هذه القضية عديدة ويجب أن تكون عديدة لأننا باتفاقنا عليها، نؤسس لعمل عربي وانطلاقة عربية جادة. وأبرز هذه المشتركات دعم الشرعية في أي بلد عربي، وخصوصا في اليمن، لأن في اليمن إسقاطات عديدة على دولنا، ومنها لبنان، أي التخلي عن فكرة دعم الشرعية الدستورية المنبثقة من أي دولة تعرض أي دولة عربية لمخاطر مشابهة. أما الامر الثاني فهو اعتماد الحلول السياسية، أي الحوار والتفاهم، لا الحلول العسكرية التي أظهرت في لبنان وسوريا والعراق ان الركون اليها لا يؤدي الى أي نتيجة سوى هدر الدماء والاموال والجهود والوقت للوصول في النهاية الى الحلول السياسية”.
ورأى ان “عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول هو قضية مركزية احتراما لميثاق جامعة الدول العربية، وكون هذا الامر عندما اعتمد صعد وعقد المشاكل، وهذا ما خبرناه في لبنان من تعقيدات بأزماتنا الداخلية وترابط الازمات العربية بعضها ببعض. إذا، ان اي عمل عربي مشترك ومن ضمنه العسكري هو مرغوب فيه، اذا ما اعتمد المعايير الواحدة التي تضمن الجميع وتطمئن الجميع وتضم الجميع، باستناده طبعا الى احترام وحدة الدول وسيادتها، وأي عمل انتقائي عندها لا يراعي المصالح ولا المخاوف التي علينا تفهمها. هذا ما يرمينا في المفترق من ضرورة الانتباه على إقرار فكرة القوة العربية المشتركة، لأن الارهاب أولا يوحدنا، وهذه قضية مركزية، ولأن القوة العربية المشتركة تعطينا القوة والقدرة على التلطي وراء هذه القوة لتبرير أي اندماج مباشر أو غير مباشر، بعكس ما هو حاصل الآن من شعور بعدم القدرة على المبادرة وعلى تحمل المسؤوليات المنوطة بنا لحماية مجتمعاتنا من الارهاب ولحماية أمننا القومي والعربي، ولإعطاء الفرصة لأي طرف للتهرب من مسؤولياته في هذا المجال، وهنا نأتي الى بيت القصيد في نقطتين نعاني منهما:
الاولى: مرجعية الجماعات داخل الدولة التي يجب ألا تكون الا للدولة، وهذا ما يجعل النمط المرجعي للرجوع الى مرجعيات خارج الدولة يصيبها بما يصيبنا الآن في اليمن.
والثانية: هي الانتماءات الطائفية التي هي أقوى من الدولة حيث تصبح لديها داخل كل دولة كيانات طائفية أقوى من الدولة ومتصارعة فيما بين بعضها البعض ومتصلة ببعضها البعض في منطقتنامن خارج حدود الدولة. اما المستفيد فهو اثنان كالعادة، اسرائيل اولا لأننا نخسر بهذه الطريقة بالصراعات الطائفية في ما بيننا تنوعنا وتعددنا، مما يبرر وجود اسرائيل من ناحية، ومما يجعلنا نتلهى بعضنا ببعض في صراعاتنا ويضعفنا ويقوي اسرائيل فتتشدد ضد الفلسطينيين في التهويل وفي التوسع
الاستيطاني وفي تهديد كل عمليات السلام وحقوق الفلسطينيين والعرب معا. أما المستفيد الثاني فهو داعش التي تعيش على الفوضى وتستفيد من هذه الفوضى التي نخلقها بعصبياتنا وبصراعاتنا”.
أضاف: “هنا يحتدم الصراع ما بين طرفين وتضيع فيه الأقليات في الشرق وتدفع الثمن كل أوطاننا، وعلى رأسها الأقليات التي لا يمكن ان تدفع هذا الثمن من ردة فعل في الغرب حيث تدفع عندها ايضا الأقليات في الغرب هذا الثمن، وسوف أتوجه اليوم الى نيويورك للتحدث في مجلس الامن بهذه القضية، واعتقد أنها قضية جامعة لكل العرب ويمكنني ان أتكلم عن اقتناعاتنا جميعا لحاجتنا الى الحفاظ على تنوعنا وتعددنا، وهذا اكبر قيمة نخسرها في ظل الصراعات التي نعيشها”.
وأكد “أننا في حاجة الى الخروج بموقف عربي واحد وموحد، واعتقد اننا سمعنا الكثير من الحكمة في لقائنا التشاوري من كبارنا، بل من كبيرنا، أننا مضطرون الى تفهم هواجس بعضنا البعض وتفهم الحاجة الى صيانة امننا في الخليج لانه اذا اهتز أمن الخليج يهتز أمن كل دولة عربية وعلينا ان نعمل سويا لصيانة هذا الامن، امننا القومي وأمننا الخليجي وأمننا العربي. وعلينا ان نتنبه الى عدم الذهاب بعيدا بوحدتنا العربية كي لا نزيد من هذه المخاطر على امننا وبالتالي نحن نعتبر ان اي موقف عربي جامع ولو على بعض من الخطأ هو أفضل بكثير من اي موقف عربي فيه بعض الخطأ ولكنه ليس بجامع”.
وعصرا انتقل باسيل الى نيويورك عبر لندن لالقاء كلمة في مؤتمر في مجلس الامن، دعا اليه وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس حول صراع الأقليات.