عون لـ «الحياة»: أعارض أي نفوذ خارجي ولم أفتش عن حرب مع أحد
يحاذر رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي، زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون الغوص كثيراً في تحليل الوضع الإقليمي وتأثيراته على لبنان وعلى أزمته السياسية، لكنه يدعو إلى أن «نحتاط له»، مفضلاً انتظار نتائج «المعركة القائمة»، ليتحدد موقع لبنان من المعادلة التي يتوقع أن تؤدي إلى إعادة التوازن على المستوى الدولي في المنطقة. لكنه يعتبر أن الأميركيين ما زالوا إلى الآن يرسمون الحلول مع الأفرقاء الآخرين. ولا يستبعد إذا حصل تفاهم دولي مع إيران، على صعيد نفوذها الإقليمي «أن يؤمن لها مصالحها». لكنه يسأل في الوقت نفسه «إلى أي درجة؟» ويتحدث عن تقاسم نفوذ بين أميركا والروس العائدين، ويستدرك بالقول إنه عربياً لم يأخذ خياراً بمحور على آخر…
يحرص العماد عون أيضاً على إبراز صورته كساع إلى الاستقرار وطمأنة الناس إلى المستقبل، داخلياً، مشيراً إلى أن سياسته بالتفاهم مع «حزب الله» والحوارات حققت نتائج. «فعلى رغم الألسنة الملتهبة لم يمد أحد يده على الآخر وأنا مرتاح الضمير إلى هذه السياسة». ويروي كيف زار روما قبل زهاء سنتين (والتقى زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري في حينها) و«من ثم رأت الحكومة النور».
يتبرّم من التأويلات الصحافية للقاءاته مع رئيس البرلمان نبيه بري والحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وغيرهم. يقول: «تارة يكتبون أني سأكون رئيساً للجمهورية وتارة أخرى يسقطونني من الرئاسة… حكينا مع جنبلاط ضد التمديد (للقادة العسكريين) فيقولون: عون وجنبلاط: لا لجان قهوجي في التمديد. يا أخي لم نسمِ. نحن ضد مبدأ التمديد لأني لا أهضمه، والذين قلت لهم ذلك لا يهضمونه أيضاً، إنه ضد القوانين والدستور». وعن التسريبات الصحافية في شأن ما يقال حول موقف السعودية السلبي من ترشحه للرئاسة، وعن عشاء له مع السيد حسن نصرالله يوم السبت الماضي، يقول: «كلها أخبار صحافية وإشاعات تتلطى خلف ستار مصادر، والمصادر المقربة والقريبة والموثوقة، لتوهم القارئ بأنها صادقة».
ينفي أن يكون رشح العميد شامل روكز لقيادة الجيش ولا يستبعد في الوقت نفسه أن يرشحه. يدافع عن محاربة «حزب الله» «داعش» في سورية، ويفضل انتظار نهاية الحوار مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لمعرفة موقفه من دعم ترشحه للرئاسة، لكنه يقول إنه «رفع الفيتو»، ويتجنب الإجابة عن سؤال عن المدة التي سيستغرقها الشغور في الرئاسة.
يهم العماد عون أن يذكر بأنه تحدث عن دور الأصوليين في المنطقة منذ 10-3-1994 في مقابلة مع جريدة «الحياة» توقع فيها أن يصل هؤلاء إلى الحكم في بعض الدول وأنهم سيفشلون وسيسقطون بعدها، مشيراً إلى ما حصل في مصر وتونس.
هنا نص الأسئلة التي طرحتها «الحياة» عليه مساء الاثنين الماضي وأجوبته عنها:
> في خطابك الأخير قلت إن التحولات القادمة لا تتحمل الانتظار ويجب أن ننتقي منها ما نريده قبل أن يفرض الآخرون علينا ما يريدونه. هل تتخوف من أن تأتي التفاهمات الدولية الإقليمية على حساب لبنان؟
– هذا محتمل، ويجب أن نحتاط له، ليس بالضرورة أن يحصل هذا. لكن حين يخطط المرء لمستقبل وطنه لا يترك الاحتمالات التي تؤذيه فالتة. يحاول أن يحذفها، وهنا علينا أن نؤمّن الحد الأدنى من الوحدة الوطنية لمواجهة التحولات القادمة.
> أين تصنف التفاهم الآتي بين أميركا وإيران؟ هل سيكون لغير مصلحة لبنان أم سيستفيد منه، أم أن فريقاً سيستفيد منه دون الآخر؟
– إذا وصلت المنطقة إلى التوازن، ليس على المستوى الإقليمي فقط لكن أيضاً على المستوى الدولي الذي ينتج توازناً إقليمياً، يكون ذلك جيداً جداً وينتهي الأمر، وإذا لم يحصل التوازن سترجح كفة على أخرى.
> هناك قوى عربية تسعى لتوازن بإقامة تكتل يشمل مصر والخليج مع تركيا وباكستان، ربما، بمواجهة التمدد الإيراني. هل هذا يحدث توازناً أم يؤجج الصراع؟
– علينا أن نرى في النهاية الغاية من هذا الصراع القائم، ما هي حدود أهداف كل فريق؟ من الصعب كثيراً معرفة ذلك طالما المعركة ما زالت مستمرة. لكن لا شك في أن التفاهم مع إيران قد يؤمن لها مصالحها، لكن لأي درجة؟
أميركا تكتب الحلول
> مصالحها تتوسع في اليمن والعراق، صار هناك وجود مباشر أو شبه مباشر والفريق الساعي إلى توازن، الخليجي، يرى أن إيران تسبب حروباً بتدخلها.
– لكن المنطقة تحت النفوذ الأميركي إلى حين تغيير هذا النفوذ. وأميركا هي التي تكتب الحلول مع الأفرقاء الآخرين الذين تتفاوض معهم. وهي ليست مفاوضات حامية، يوم هناك اتفاق ويوم آخر يتعثر الاتفاق. ستبقى دولتان لهما تأثير على الأنظمة الموجودة هما أميركا وروسيا ومن شكل النظام نعرف لأي نفوذ يخضع كل بلد. لذا، على دول الخليج وإيران التفاهم أولاً وهذا من مصلحة الجميع.
> الرئيس اليمني قال: لن نخضع للتجربة الإيرانية ما يعني أن الصراع سيطول…
– نعم هناك حرب أهلية بدأت تعطي مؤشرات تصعيد في اليمن. ونتطلع إلى تفاهم سياسي، خارج كل نفوذ إقليمي أو دولي حفاظاً على سلامة اليمن ودول الجوار.
> سبق أن قلت أن لبنان سيكون حيث تكون سورية التي هي الآن في الخانة الروسية الإيرانية – هل ينطبق هذا على لبنان؟
– سيكون له تأثير على الأقل، والسبب أن الواجهة العربية للبنان هي سورية. من خلالها يمكننا الوصول إلى كل الدول العربية، تعرفون كم مرة تعرضنا لإقفال الحدود وكان هذا يسبب لنا خسائر كبيرة في اقتصادنا ومواسمنا الزراعية، لذلك لبنان بحكم الجوار لا يقدر إلا أن يكون على علاقة جيدة مع سورية. لكنها ليست علاقة تمس بالسيادة اللبنانية أو بمصالح دول شقيقة أو صديقة، لكن سياسة حسن الجوار وحفظ كل طرف أمن الحدود من جهته، ضروريان لنبقى أصدقاء. العلاقة بين لبنان وسورية ليست علاقة أنظمة بل علاقة شعبين. في النظام يمكن أن يحصل تبديل وتغيير، ومهما حصل، العلاقة مع سورية يجب أن تبقى جيدة. إنما هذا لا يعني معاداة الآخرين، لا تُفرض علينا الخلافات بين سورية والآخرين.
> إذا تكرس النفوذ الروسي والإيراني في سورية سيكون لهما اليد الطولى في لبنان؟
– معروف عني أني أعارض أي نفوذ خارجي على لبنان وأي مسّ بالسيادة، ولكني لم أفتش عن حرب مع أحد، كما أنني أحترم المصالح المشتركة والحيوية. اللبنانيون والسعوديون وكل المختلفين الآن (مع سورية) كانوا يقولون أن هناك علاقات مميزة بين لبنان وسورية. التمييز تحدده الجغرافيا. المرور والترانزيت والمياه. لكن نحن مرتبطون مع الدول العربية بميثاق الجامعة العربية. وهذا يجب أن نحترمه.
الحرب إلى انحسار واحتمال التقسيم
> مع التفاؤل بقرب الاتفاق على النووي الإيراني، وإمكان بقاء الصراع مفتوحاً إقليمياً، الوضع اللبناني يسير نحو تأزم أم أن سياسة احتواء إمكان انفجاره ستغلب؟
– الجو العام القائم والظاهر من السياسة الدولية أن الحرب ذاهبة نحو الانحسار. وبهذا سيحصل احتواء، والأوروبيون لم يعودوا قادرين على تحمل إنفلاش المنظمات الإرهابية.
> كيف تقرأ التقلبات الأميركية حيال التفاوض مع الرئيس بشار الأسد، تارة يقولون إنهم مع التفاوض وأخرى أنه فقد شرعيته والحل ليس عبره؟
– هذه مناورات سياسية لتهيئة الرأي العام، ربما تمهيداً للدخول في حوار مع الأسد، ولكن إلى أين يمكن أن يصل هذا الأمر، فموضوع آخر.
> بعد الدم الذي سال في سورية هل يمكن أن يقبل المعارضون؟
– ما هي قدرتهم على تغيير النظام؟ في الحرب هناك قبول ورفض إذا كان من تكافؤ في القوى. الذي يملك الأرض يملك الحل. وهنا أتحدث علمياً وليس عواطف.
> لكن الأرض في سورية متحركة. ولا أحد يملكها كلها…
– في هذه الحال ربما يحصل تقسيم، لا سمح الله. الآن نحن في هذا الوضع لكن ربما يحصل شيء يغير الأرض. وكما تقول الأرض متحركة.
> قلت أيضاً في خطابك أنه إذا كنا نريد أن ننأى بلبنان عن النار من حولنا، علينا انتخاب رئيس قوي. هل يوحي هذا الكلام بأن انتخابك يحيي سياسة النأي بالنفس وإعلان بعبدا؟
– أليست سياستنا الآن هي النأي بالنفس عن سورية؟
> لكن هناك أطرافاً تتدخل.
– حصل تهديد للحدود وتدخلوا، لأن حدودنا لم تكن مصانة. الآن وهناك دخول. ويمكن أن ينحسر هذا التدخل مع تأمين الحدود، لنأخذ جبهة عكار ليس فيها أحد لأن ليس فيها خطر.
> أليس لأن «حزب الله» لا يدخل (إلى سورية) من هذه المنطقة؟
– «داعش» والمنظمات الإرهابية لا تعترف بحدود، بحسب أيديولوجيتهم، هم يقولون إن حدودهم الأمة، ونحن لا نعرف أين تبدأ وأين تنتهي بالإضافة إلى أنهم كفّرونا. هناك خوف تلمّسه الجميع من هذا الخطر، ولذلك كان التحالف الدولي والإقليمي وعلى رأسه دول الخليج ضد «داعش».
أما مقولة أن «حزب الله» أدخل «داعش» إلى لبنان، فنذكّر أن «داعش» ضربت في تونس ومصر وليبيا وليس هناك من وجود لـ «حزب» الله هناك.
«حزب الله» مقاومة على الحدود وهو يدافع حالياً عن الحدود الأخرى. ونتمنى أنه بتهدئة الأمور في سورية يعود كل شيء إلى مكانه. وإن شاء الله يحصل ذلك قريباً.
> بعض خصومك الذين تحاورهم يقولون إنك لا تتقدم منهم خطوة في انتقادهم للدور الإقليمي لـ «حزب الله» الذي لا يقاتل على الحدود بل في القنيطرة ودمشق وحلب والقلمون وصولاً إلى العراق… وبالأمس نقل عن قاسم سليماني قوله إن العراق ولبنان يخضعان لتأثيرنا… لا موقف منك حول ذلك.
– لم أقرأ سليماني، ولكن كل فريق يبغي أن يكون محيطه تحت تأثيره، لا أقول إن الناس ملائكة، لكن الذي يحدد ذلك هو ميزان القوى الذي تحدثنا عنه.
> في المقابل يقول معارضو تدخل «حزب الله» إنه لم يخض أي معركة جدية ضد «داعش» أو «النصرة» إلا حين حصل هجوم بريتال، سائر معاركه كانت ضد «الجيش السوري الحر» والكتائب الإسلامية المتحاربة مع «داعش»…
– لا أعرف تفاصيل القتال هذه.
> بيان كتلة «المستقبل» قبل 3 أسابيع لام «حزب الله» لأنه يسعى إلى فرضك مرشحاً وحيداً للرئاسة، ألا يزعجك هذا؟
– كان «المستقبل» وغيره يقولون إن «حزب الله» لا يؤيد العماد عون، الآن يقولون أنه يطرحني مرشحا وحيداً، ربما ليس لديهم مرشح ثان. أعتقد أنني من يقدر أن يتحدث مع الجميع ويعيد الاستقرار في الداخل. وهو أمر عملت له منذ بداية الأحداث لليوم، بعضهم قالوا أني أميل إلى «حزب الله»، ولكن حين أنجزنا ورقة التفاهم مع «حزب الله»، والتي لم تمس بأي من اللبنانيين، دعونا الجميع لقراءتها ولتعديلها إذا شاؤوا كي نتوافق عليها جميعاً، إلا أن البعض لم يشأ حتى القراءة، وهناك من قال إنها «تفاهم ماروني – شيعي ضد السنّة» وهذا مؤسف جداً.
أنا مؤمن أن لبنان لا يعيش إلا بكل طوائفه، وأنا أقدر ما كتبه ميشال شيحا في بداية عصر الاستقلال، بأن من يحاول إلغاء طائفة في لبنان يحاول إلغاء لبنان. الإلغاء ليس في التفكير السياسي للسيد حسن نصرالله، وإذا كانوا ينكرونه عليه فهذا شيء آخر، لكن أنا لا أنكره عليه. نحن متفاهمون على هذا الموضوع، وعلى ألا تكون غلبة لأحد على أحد، في الداخل اللبناني. لكن حصلت معارك لأننا إذا انتقدنا موظفاً لأنه فاسد ومهمل، وإذا كان سنياً يقولون ميشال عون لا يحب السنّة. وحين ننتقد رئيس الحكومة فلأنه رئيس حكومة ولا علاقة للأمر بطائفته. إذا عينوني رئيس حكومة الناس ستنتقدني. والوضع تحسن كثيراً الآن (بعد الحوار مع المستقبل) وعلينا النظر إلى المستقبل الآن، يجب أن نلحُم أشياء كثيرة. الكبار يلتحمون بسهولة أكثر لأنه خيار عقلاني، يجب أن نلحم الجروح والنتوءات على المستوى الشعبي، والتي تأخذ وقتاً أكثر. إن شاء الله نتوصل لحل داخلي قريباً. هذا يساعد.
تراجع الاحتقان
> قلت قبل 3 أسابيع أن تقدماً بسيطاً حصل في موضوع الرئاسة، هل من جديد؟
– قد تحصل في الحوار أحياناً خلافات مصطنعة بسبب الاصطفافات، بالطبع ليس هناك اتفاق كامل على كل النقاط، ولا خلاف كامل، لكن أحياناً الاصطفاف السياسي يدفع بعض السياسيين لاتخاذ موقف ضد قناعاتهم. هناك أشياء نتوافق عليها وسنصدر إعلان نوايا حولها، في العلاقة مع «القوات»، ومن جهة ثانية هناك الحوار بين تيار «المستقبل» و «حزب الله». كل حوار يتناول الشق الإيجابي كما المواضيع الخلافية. ونركز على الأرض. ألا تلاحظ الهدوء السائد في لبنان، الاحتقان تراجع واللبنانيون ارتاحوا. حين تبدأ الحوار تكون بداية النهاية ولا تعود الأمور إلى الوراء.
> لقاؤك مع الدكتور سمير جعجع طال انتظاره هل سيكون عيدية الفصح؟
– نأمل بذلك، هناك عيدان للفصح، أي منهما عيد الموارنة أم عيد الروم؟
> حين تصر على عدم تكرار غلطة تجيير الثقة لرئيس آخر وتقول أنه لن تكون دوحة ثانية، البعض اعتبر أن المقصود أنك لن تؤيد عسكرياً وربما تؤيد مدنياً للرئاسة.
– لا علاقة للأمر بطبيعة الشخص، قلت لن أجيّر. ولن أرضخ للضغط الخارجي. كانت هناك جامعة الدول العربية والدول الأوروبية والأميركيون، كانوا متفقين على الرئيس سليمان. اختلفت معه لأنه كان أعجز من أن يؤمن قانون انتخاب وحكومة وحدة وطنية، حين جاء لعندي قلت له مطلبي هو قانون الانتخاب، فالموجود ليس صالحاً وهو قانون الألفين. فقال لي هناك أكثرية نيابية.
> لكنه عاد وعمل قانوناً على أساس النسبية في المشروع الذي حولته الحكومة؟
– هذا أخيراً. أنا أتحدث عن الـ2008. كنا في قطر نطالب بالنسبية ولم يكن أحد يريد السماع بالنسبية. لا يمكننا القبول بقانون ننتخب عبره 20 نائباً على الأكثر.
> في رفضك التمديد للقادة العسكريين هناك حجة مضادة تقول أنه لا يمكن تغيير القائد وهو في قلب المعركة مثل حالة العماد جان قهوجي، وأن مجيء رئيس الجمهورية يمهد لتعيين الأصيل.
– صحيح لا يتغير أثناء المعركة، لكن أي معركة يخوضها الجيش اللبناني؟
> معركة مواجهة الإرهاب.
– المعركة العسكرية يعني أن تخوض حرباً، وليس هو الوضع الحالي، أين حالة الطوارئ؟ هل أن حصول اشتباك كل شهرين أو ثلاثة، أو أن ترمى قذيفة يوماً بعد آخر، هل تريد أكثر من معركة رومل (القائد الألماني خلال الحرب العالمية الثانية)؟ الإنكليز غيروا قائد الجبهة وعينوا مونتغومري مكانه. السابق كان يخسر والأخير ربح. ليس هناك معركة.
> ما المقصود بهذه الحجة إذاً. هل أن يأتي العماد قهوجي رئيساً؟
– ما يحصل هو تسييس للموضوع. وهذا أسوأ ما يمكن أن يتعرض إليه الجيش اللبناني.
> هل لمست تجاوباً من حلفائك، لا سيما من «حزب الله» لرفضك التمديد للقادة العسكريين، العماد قهوجي، رئيس الأركان، المدير العام لقوى الأمن… هل انت متفق معهم على البديل الذي يقال انه العميد شامل روكز الذي يعترف الجميع بكفاءته؟
– فلنحاول أولاً، ومن ثم نعرف. لا يمكن أن نطرح شيئاً قبل أن نطبق المبدأ. أعتقد أن الوضع اللبناني صار قابلاً لعدم التمديد. بالأمس قال الرئيس سليمان أنه ضد التمديد لأنه غير قانوني. لماذا نخالف قوانيننا ولا نحترمها؟
إذا الحكومة غير قادرة فلتذهب
> ماذا كان موقف الرئيس نبيه بري والرئيس الحريري والنائب جنبلاط؟
– من يريد التمديد يقول بين الفراغ والتمديد نختار التمديد. أنا أقول بين الفراغ والتمديد هناك التعيين. وإذا كانت الحكومة غير قادرة فلتذهب، حتى لو كنا في هذا الوضع. ليس مسموحاً أن يقول أحد أنا غير موافق لأنه يريد التمديد، فليحاول التعيين ومن ثم نبحث الباقي.
> لن يحصل خلاف في مجلس الوزراء على التعيين؟
– لن يختلفوا، هناك ما يكفي من كفاءات في الجيش حتى يختاروا قائداً. هذا يمكن أن يستمر بالنسبة إلى المدير وكل المصالح في الدولة. إذا كان المبدأ أن كل واحد لا يريد تغيير من يخصه فالخلاف يحصل على كل شيء. نحن ندافع عن كفاءات لا عن أشخاص. كل واحد له تاريخ. والذي يصل إلى قيادة الجيش لديه على الأقل 35 سنة خدمة فعلية، عدا عن الضمائم التي تضاعف سنوات الأقدمية.
حين نصل إليه نصلي عليه
> هنا البعض يعتبر أن تسميتك وتسمية النائب سليمان فرنجية للعميد شامل روكز كانت مبكرة وربما أحرقته…
– أنا لم أعلن أني أرشح العميد روكز. ولا يعني ذلك أني لن أرشحه، لماذا يقارنون؟ في الصحف يقولون أني أتفاوض على إما رئاسة الجمهورية أو على قيادة الجيش، كأننا شخص واحد أنا والعميد روكز. إذا كان المرء صهر الثاني، هل يخسر حقوقه المدنية وكفاءته والاستحقاقات التي تعود إليه؟. هذه العقلية لا تمشي معي، هذه من الأشياء التي أكرهها وأرفضها، وليست قصة عواطف، تصور أن يتم اختيار الأقل من الثاني (كفاءة) لأن الثاني قريب هذا أو ذاك. خلال هذه الخدمة الطويلة العريضة، هل شعر أحد أن هذا الإنسان ينتمي إلى غير الجيش أكثر من كل الذين يترشحون ضده، إذا ترشحوا…؟
> هناك من يقول العكس. تريد قصر بعبدا وقيادة الجيش. ويعتبرون أن الموافقة على تعيين العميد روكز من قبلهم يجب أن تقابلها بأن تقبل برئيس تسوية تشترك في تسميته…
– هذا موضوع حين نصل إليه نصلي عليه.
> الدكتور جعجع لا يتوقف عن تحميلك مسؤولية الفراغ الرئاسي لعدم نزول كتلتك وكتلة «حزب الله» إلى البرلمان، ألا يعني هذا أن التوافق معه على دعم ترشيحك مستحيل؟
– في نهاية الحوار نعرف، حتى الآن ماشي الحال. رفع الفيتو.
> ورقة النوايا. يقال أنها من 17 نقطة أو 18. وتركز على حقوق المسيحيين؟
– كلها ترجيحات مثل لعبة السبق. هناك أمور طرحناها نحن في الإصلاحات وفي قانون الانتخاب وغيره.
> هل تطرح تعديلات دستورية بخصوص صلاحيات الرئاسة؟
– لا. مطروح احترام وثيقة الوفاق الوطني. ويجب ترجمة المادة 24 من الدستور لتحديد ماذا تعني المناصفة، معطوفة على وثيقة الوفاق التي تقول بضمان قواعد العيش المشترك وصحة وفعالية التمثيل. ماذا تعني صحة التمثيل؟
> آخر الاتصالات مع الرئيس سعد الحريري حققت تقدماً في الرئاسة؟
– لم نحك بالرئاسة، هذه لن يصدقها أحد. كانت مناسبة اجتماعية حلوة كثيراً. حكينا عن مواضيع أخرى بالسياسة، لكن ليس الرئاسة.
> ماذا عن خبرية أن الوزير جبران باسيل سافر إلى السعودية للقاء الرئيس الحريري؟
– غير صحيحة.
لم أرَ قرينة في المحكمة
> رفع سن التقاعد للقيادات في الجيش بحثته في جولاتك. يقال أنه سيكون مكلفاً على الخزينة لجهة عدد الضباط الكبار من رتبة عميد وما فوق، برواتبهم وتعويضاتهم.
– هذا قيل في لجنة المال والموازنة، على ما أعتقد، لكنها لم تدون. أنجزت دراسة أولية والفرق كان كبيراً. وقصة 3 سنوات (رفع سن التقاعد) لكل الناس. هذه لا تصير. الجيش هرم من القمة إلى العسكر. الضباط الآن يرتفعون على شكل Cylindre بدلاً من أن يكونوا هرماً. يعني هناك من يجب ألا يصلوا إلى الرتبة العليا، كلما ارتفع هرم الضباط، يجب أن يخف العدد.
> هناك آلية لخفض عدد أصحاب الرتب العليا تقترن برفع سن التقاعد؟
– رفع السن ليس مشكلة. لكن يجب رفعه مع الحفاظ على الهرمية، حتى الآن في ظل السن الحالي لا يحافظون على الهرمية. هناك أخطاء. عملنا قانون الحوافز حتى يغادر الضباط في سن تسبق نهاية الخدمة مع تعويض إضافي. غادر 240 إلى 250 ضابطاً، لكن عدنا فرقّينا أكثر منهم، يعني لم نقم بشيء ذي فائدة. الأصول أن تبحث الحد بين رتبة وأخرى كم يجب أن يكون. ثم هناك من تتم ترقيتهم وآخرون لا تتم ترقيتهم. لا يجب أن يصبح الجميع عمداء.
> هل تسنى لك الاستماع إلى الإفادات في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي هي في مرحلة استكشاف الدوافع السياسية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري؟
– سمعت اليوم قسماً لأن لدي عملاً طوال النهار ولا أستطيع أن آخذ فرصة. ما يحكى الآن أن فلاناً يحب فلاناً وفلاناً اشترك معه في السلطة، كل ذلك الناس تعرفه وليس غريباً. لكن لا أعرف الحكمة منها وماذا يمكن للقضاة أن يستنتجوا منها. هل يريدون استكشاف كل واحد ماذا يحكي وهل يزل لسانه في أمر ما. لم أر في الذي سمعته وقرأته أن أحداً قدم قرينة واضحة في شكل يمكن تدوينها في حيثيات الحكم.
> تقديرك إلى متى سيبقى لبنان بلا رئيس؟
– المشكلة ليست مشكلة «حزب الله» كما يحاول البعض أن يقول، بل أبعد من ذلك. نحن نرفض أن يكون الرئيس معيناً ولا صفة تمثيلية له في بيئته؛ لدينا خيارات، رئيس الحكومة يمثل السنّة. ورئيس البرلمان يمثل الشيعة. لماذا رئيس الجمهورية يجب يكون عارياً، لا يوجد «زلمة» وراءه وليس لديه واحد في المئة من التمثيل؟ لماذا تختفي الصفة التمثيلية عندما يتعلق الأمر برئاسة الجمهورية؟
> جوابهم أن الرئيس سليمان فرنجية حين انتخب لم يكن الأقوى. كذلك الرئيس فؤاد شهاب، والياس سركيس.
– لا أريد أن أتحدث عن المراحل السابقة الآن…
وانتهى الحديث عند قول العماد عون: ليكونوا منصفين، عندها يظهر الرئيس قريباً.