أسامة سعد عشية القمة العربية: المطلوب قمة عربية لمواجهة التحديات لا لتعميق التبعية لأميركا
نظم المنتدى القومي العربي ندوة في دار الندوة في بيروت، عشية انعقاد القمة العربية في 27 آذار 2015، وتحت عنوان: “قمة شرم الشيخ والتحديات القومية” تحدث فيها: الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، الوزيران السابقان بشارة مرهج وعبد الرحيم مراد، العميد مصطفى حمدان والدكتور محمد المجذوب، وحضرها حشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية ومهتمين.
والقى سعد كلمة قال فيها: “بين أي قمة عربية نريد وتريد شعوب الأمة العربية، وبين واقع الأنظمة العربية، وما هو متوقع من القمة العربية القادمة، تباينات هائلة وفجوات ضخمة غير قابلة للردم. لذلك فإن شعوب الأمة العربية، ونحن منها ومعها، لا تراهن بتاتا على أي دور إيجابي للقمة العربية في خدمة أي قضية من القضايا العربية، ولا تتوقع منها إلا المزيد من المواقف والسياسات ذات المردود السلبي على المصالح الحقيقية للأمة العربية. فالنظام الرسمي العربي بات عاجزا تماما عن مواجهة التحديات والمخاطر التي تتعرض لها هذه الأمة، فضلا عن عجزه عن تلبية طموحات شعوبها.
ففي الوقت الذي تتعرض فيه القضية الفلسطينية – قضية العرب الأولى – لخطر التصفية الكاملة من قبل العدو الصهيوني… هذا العدو الذي يسرع سياسة الاستيطان في القدس والضفة الغربية، كما يصعد تهديداته واعتداءاته ضد قطاع غزة وسوريا ولبنان… في هذا الوقت نجد النظام الرسمي العربي، وقد تخلى عن القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، بل هو ذهب إلى تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني. وباستثناء المقاومة في لبنان وفلسطين، لا نجد من يرفع راية الصراع ضد الصهيونية.
وفي الوقت الذي تتعرض فيه الأقطار العربية للتدمير والتفتيت، كما تتعرض شعوبها للقتل والتهجير، على أيدي الجماعات الإرهابية التي تتاجر بالإسلام، فإننا نجد من بين الأنظمة العربية من يدعم تلك الجماعات، ويوفر لها التمويل والتسليح.
وفوق كل ما سبق قوله، فإن الجامعة العربية التي باتت تحت هيمنة مجلس التعاون الخليجي، هي التي شرعت العدوان الاستعماري على ليبيا، وهي التي قررت تجميد عضوية سوريا. فأي قرارات أو سياسات ننتظرها من تلك الجامعة؟“
اضاف: “لقد باتت الجامعة العربية أسيرة للاستعمار الأميركي الداعم الأول لإسرائيل والإرهاب والرجعية العربية.. والعدو الأول للأمة العربية وطموحاتها بالتحرر والتقدم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية“.
وقال: “قبل بضع سنوات انتفضت الجماهير العربية ضد الاستبداد والظلم الاجتماعي والفساد والتبعية، ونزلت الجماهير إلى الشوارع، واحتلت الساحات والميادين مطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. ونجح الحراك الشعبي في تونس ومصر وغيرهما من الأقطار في إسقاط رموز الاستبداد، إلا أن القوى الاستعمارية، والأنظمة التابعة لها في المنطقة، لجأت إلى تحريك جماعات الإسلام السياسي، والجماعات الطائفية والعشائرية وسواها، ووفرت لها كل أشكال الدعم لتمكينها من الانقضاض على الحراك الشعبي وإجهاضه.
وإذا كان الحراك الشعبي في مصر وتونس قد نجح في إسقاط محاولة إقامة سلطة استبدادية تتستر بستار الإسلام، إلا أنه لم ينجح في تحقيق الأهداف التي انتفضت من أجلها الجماهير. ولا تزال الجماهير في الأقطار العربية تعاني من غياب الحرية والديمقراطية، كما تعاني من الظلم الاجتماعي والبطالة والتهميش، ومن النتائج الكارثية الأخرى للتبعية للخارج“.
اضاف: “ومن جهة أخرى، وبدعم من الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية ودول إقليمية، تخوض جماعات الإسلام السياسي حروب الإرهاب والقتل والتدمير والتفتيت ضد الدول العربية والمجتمعات العربية. وبين الأنظمة الاستبدادية والطائفية والعشائرية، وجماعات الإسلام السياسي الإرهابية، تحول الوطن العربي إلى ساحة للصراع على الهيمنة والنفوذ بين القوى الدولية والإقليمية، وباتت الأقطار العربية معرضة للتقسيم والتفتيت على أسس طائفية ومذهبية وإثنية.
وإذا كان مخطط الحروب الأهلية والتقسيم والتفتيت يواجه الاعتراض والمقاومة، إلا أن هذه المواجهة لا تزال تفتقد لأهم مقومات النجاح، ألا وهو غياب الراية التوحيدية، راية العروبة القادرة وحدها على جمع ما فرقته الانتماءات الطائفية والمذهبية والعشائرية والجهوية والأثنية. ومن المؤكد أن مواجهة هذا المخطط لا يمكن لها أن تحرز النجاح والانتصار إلا إذا رفعت راية العروبة التقدمية المنفتحة، وراية الحرية والديمقراطية، وراية العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
وإنها لدعوة نوجهها إلى القوى الوطنية والعروبية التقدمية لتعزيز حضورها، ولتفعيل التعاون في ما بينها، ومع سائر القوى التي تخوض الصراع ضد أعداء لبنان والأمة العربية، وذلك من أجل إنقاذ وطننا وسائر البلدان العربية من الأخطار المصيرية التي تحدق بها، والعبور بها نحو بر الأمان.
إنها لدعوة إلى قمة لشعوب الأمة العربية وقواها التقدمية العروبية والمقاومة… قمة لمواجهة الاستعمار، وعلى رأسه الاستعمار الأميركي، الذي عاد لتعزيز وجوده المباشر وغير المباشر في الوطن العربي… وهي دعوة لمواجهة إسرائيل التي تقوم باستكمال افتراس ما تبقى من فلسطين، ومد أذرعها إلى بقية الأقطار العربية… وهي دعوة لمواجهة الطائفية والمذهبية والعشائرية والإرهاب ومؤامرات التقسيم والتفتيت… وإلى مواجهة الاستبداد والتبعية والظلم الاجتماعي.
أما قمة الملوك والأمراء والرؤساء … قمة أنظمة التبعية والطائفية والعشائرية والاستبداد، فهي بعيدة كل البعد عن تمثيل المصالح الحقيقية للأمة العربية، كما هي عاجزة عن تمثيل طموحات شعوبها… ولا أحد في الوطن العربي يعقد عليها أي رهان“.